تسعى تونس الى القيام بحملة وطنية لمكافحة الارهاب, في ضل تواصل الهجمات الارهابية التي تستهدف قوات امنها و جيشها و السياح القادمين اليها, وارتفاع الفكر المتطرف بين شبانها.
وأعلنت وزارة الشؤون الدينية التونسية أمس الخميس إطلاق حملة تستمر سنة كاملة لمقاومة الفكر المتطرف الذي “غزا” شباب البلاد.على أن تبدأ الحملة التي تحمل شعار “غدوة خير” (غدا افضل) اليوم الجمعة.
وأكد وزير الشؤون الدينية التونسية محمد خليل خلال مؤتمر صحفي قدم خلاله “الحملة الوطنية لمكافحة الارهاب” التي ستنفذها وزارته اختراق الشباب التونسي من خلال الأنترنت.
وشدد الوزير على ضرورة ” بناء قلعة افتراضية تحمي شبابنا وفكرهم من الإرهاب وتدنيس الفكر الديني” لافتا الى ان حملة وزارته ستركز بالخصوص على التواصل عبر الانترنت مع هذه الفئة.
و سيتم اطلاق بوابة الكترونية لنشر القيم الاسلامية الصحيحة باعتماد المنهج الزيتوني المعتدل (اشارة الى منهج علماء جامع الزيتونة) , ضمن هذه الحملة بالإضافة الى موقع الكتروني متطور ومرتبط بمختلف المواقع الاجتماعية، للتفاعل والمواكبة الى جانب إرساء مركز نداء للإنصات والاجابة عن تساؤلات الشباب حول قضايا الاسلام.
ومن المنتظر ان تنتج الوزارة في اطار الحملة الوطنية لمكافحة الارهاب برامج اسبوعية تحسيسية اضافية ضد الارهاب لبثها عبر الاذاعات والقنوات التلفزية التونسية.
كما ستعمل الحملة على تكثيف الدروس الدينية بالجوامع والمساجد وتنظيم لقاءات بالشباب في النوادي وسائر الفضاءات المتاحة لطرح القضايا التي يروج لها الفكر المتطرف, بالإضافة الى تخصيص ورشات استماع و نقاش مع المسجونين في السجون التونسية المتهمين بقضايا الارهاب.
وقال المدير العام للسجون والإصلاح, صابر الخليفي, إن التطرف يهدد السجون التونسية مع ارتفاع عدد المساجين المتورطين في قضايا إرهابية وانتشار مظاهر التشدد والعنف.
وصرح المدير بأن عدد السجناء المتهمين في قضايا إرهابية داخل السجون التونسية يقارب الألفين.
وقال مدير السجون “نستعد لإطلاق حزمة من الإصلاحات بالتعاون مع وزارة العدل. كما بدأنا في تمرير خطاب مضاد لهذه الجماعات“.
وفي سياق متصل قال وزير الشؤون الخارجية التونسية خميّس الجهيناوي، إن بلاده عازمة على وضع خطة مشتركة، مع بلدان جنوب الصحراء الإفريقية لمكافحة الإرهاب.
وأفاد الوزير التونسي، أمس الخميس، في تصريحات للصحفيين على هامش لقاء جمعه بسفراء بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، إنه سيتم “إرساء تشاور مستمر مع هذه البلدان، وإحياء الأطر القانونية الموجودة بيننا وبين هذه البلدان، وأيضا في مجال تبادل المعلومات والخبرات والتكوين“.
وأضاف “القارة الإفريقية بالذات متعرضة لهجمات إرهابية، ورأيتم ما وقع مؤخراً في كوت ديفوار وبوركينافاسو وفي مالي، وهذا يستدعي منا بطبيعة الحال التعاون الثنائي بيننا وبين هؤلاء البلدان“.
و بيّن الجهيناوي أن “هذه البلدان، جزء منها لديها حدود مع ليبيا، وهي مصدر للخطر على ليبيا، وعلينا.
من جهة أخرى سيتم اليوم بمناسبة إحياء الذكرى الأولى للهجوم الدموي الذي استهدف متحف باردو بالعاصمة التونسية وخلف 22 قتيلا من بينهم 21 سائحا أجنبيا وعون أمن إزاحة الستار عن لوحة فسيفسائية عملاقة تجسد صور الضحايا الذين سقطوا في الهجوم المسلح على المتحف قبل عام.
ونحت حرفيون اللوحة على الطراز الروماني بمدينة الجم التاريخية (200 كلم جنوب شرق العاصمة) على مساحة تبلغ 5ر27 متر مربع.
وقال عبد اللطيف المليح، رئيس جمعية “كلنا باردو” (مدنية)، إن الجدارية “رُصفت من قطع الموزاييك الأصلي الرفيع، وتضمنت رسالة معبرة عن ثقافة شعب تونس وعظمة تاريخه، وردَّ اعتبارٍ لضحايا العملية الإرهابية، ومداواة لجراح أناس كانوا ضحايا دون سبب“.
وبدأت أعمال تصميم وإنجاز الجدارية، في يناير الماضي، بمبادرة من جمعية “كلنا باردو”، وساهم أكثر من 120 حرفيًا في تصميم لوحاتها، التي تمت صناعتها في عدة ورشات بمدينة “الجم” (محافظة المهدية/ شرق)، وبلغ طول الجدارية 12.5 مترًا، وعرضها 2.40 مترًا، وسيتم تثبيتها لاحقًا بمدخل متحف باردو، في مدينة باردو، التابعة للعاصمة تونس، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتداء متحف باردو الإرهابي، الذي وقع العام الماضي.
وسيكشف المنظمون أيضا عن لوحة ثانية تجسد صورة الكلب الضحية في الأحداث ” بياب “، وهو أحد كلاب الرعي الألمانية المدربة لدى فرقة مكافحة الارهاب.
ولعب ” بياب ” دورا مهما في انقاذ العشرات من السياح الرهائن المحتجزين داخل المتحف قبل أن يقتل برصاص المسلحان.
وخصصت وزارة الثقافة في تونس عروضا موسيقية في متحف باردو بمناسبة إحياء ذكرى الهجوم بين يومي 20 و24 من الشهر الجاري أبرزها عرض “معزوفة باردو” للموسيقار الفرنسي هنري بوبال.
وتواجه تونس خطر انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة التي تنفذ عمليات تستهدف فيها الأمنيين والعسكريين والسياح، وكان آخرها عملية بن قردان الحدودية مع ليبيا، واستهدفت، بداية الأسبوع الماضي، ثكنات عسكرية وأمنية، قُتل فيها العشرات، وأفادت بيانات رسمية صادرة عن الحكومة، أنها كانت محاولة لإقامة “إمارة داعشية” جديدة في المدينة.
وفي اطار التعاون الاقليمي قال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، الأربعاء خلال استقباله الأمين العام المساعد للناتو المكلف بالشؤون السياسية وسياسة الأمن، تراسيفولس تاري ستاما توبولوس، في مقر وزارته بالعاصمة تونس ، إنه “من الضروري أن تستفيد تونس، من خبراء حلف شمال الأطلسي “ناتو” في مجالات التدريب، والاستعلامات، ومراقبة الحدود، ومكافحة الإرهاب.
وأبرز وزير الدفاع التونسي، أهمية دعم التعاون وتطويره، مع حلف الناتو، بما يستجيب للتحديات الأمنية التي تعيشها البلاد“.
و في ذات السياق قالت وزارة الخارجية التونسية، إن “كل من وزراء خارجية ليبيا، والجزائر، ومصر، والسودان، وتشاد، والنيجر، إلى جانب مسئولين آخرين، سيشاركون في اجتماع دول جوار ليبيا، الذي ستستضيفه العاصمة تونس، يوم الإثنين المقبل“.
وأضافت الخارجية في بيان صادر عنها، أنه ”في إطار الحرص على مواصلة التشاور والتنسيق القائم بين دول جوار ليبيا (تونس والجزائر ومصر والسودان والتشاد والنيجر) حول تطورات الأوضاع في هذا البلد الشقيق، تحتضن تونس يوم 22 (آذار) مارس 2016، اجتماعًا وزاريًا لتلك الدول، يخصّص لبحث السبل الكفيلة بدعم العملية السياسية ومعاضدة جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى الدولة الشقيقة”.
وأكد البيان أنه سيشارك في هذا الاجتماع إضافة إلى وزراء خارجية دول الجوار، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثلين عن الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر“.
ويسبق اللقاء، اجتماع تحضيري على مستوى كبار الموظفين في 21 مارس/ آذار الجاري، وفقًا للبيان نفسه.
وذكرت مصادر أمنية واعلامية بمحافظة الكاف شمال غرب تونس ، أن السلطات الجزائرية دفعت مؤخرا بتعزيزات عسكرية وأمنية كبرى على طول الشريط الحدودي مع تونس، وذلك تحسبا لإمكانية حصول أي عمل إرهابي، ومن أجل إفشال أي مخططات محتملة للمجموعات الإرهابية المتحصنة بالتضاريس الجبلية والغطاء الغابي لأكثر المناطق الحدودية.
وأوضحت المصادر، أن السلطات الجزائرية حركت عدة قطع عسكرية مدعومة بعتاد عسكري ووحدات من جيش البر في اتجاه الحدود، وخاصة على مستوى المعابر الحدودية المتلاصقة أوالقريبة بعضها من بعض، على غرار مركز أم الطبول الجزائري بالقرب من طبرقة، حسبما ذكرت اليوم الاربعاء وكالة تونس افريقيا (وات).
وتنفذ طائرات حربية جزائرية باستمرار طلعات جوية على كامل الشريط الحدودي مع تركيز أنظمة دفاعية وأنظمة رادار للكشف عن كل التحركات المشبوهة.
وقامت السلطات التونسية، من جنبها، بتدعيم نقاط المراقبة، وكثفت من تفتيش العربات بمداخل المدن، إلى جانب تكثيف الدوريات الأمنية على طول الشريط الحدودي بين البلدين، مع تنسيق فوري وجيد مع السلطات الجزائرية على المستويين الأمني والعسكري.
ونفى وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب مطلع هذا الاسبوع وجود قوات خاصة أجنبية في تونس على عكس ما ورد بوسائل اعلام بريطانية.
وقال الوزير التونسي انه لا وجود لقوات بريطانية خاصة أو أي قوات أجنبية في تونس كما لم يكن هناك تعاون مع قوات حلف شمال الاطلسي ( الناتو) في عمليات مكافحة الارهاب التي شهدتها مدينة بن قردان مؤخرا.
وكانت صحيفة “ميرور” البريطانية أوردت أبناء عن مشاركة عدد محدود من القوات البريطانية الخاصة في تقديم الدعم للجيش التونسي أثناء المواجهات التي شهدتها مدينة بن قردان مع شن مسلحي تنظيم داعش لهجوم ارهابي على مقرات أمنية وعسكرية في الجهة.
وذكرت الصحيفة ان 15 من الخبراء العسكريين و30 عنصرا من القوات الخاصة قدمت اسنادا لوجستيا للقوات التونسية في كيفية التصدي للعناصر الارهابية التي كانت تخطط لإعلان إمارة اسلامية في بن قردان.
وانضم اكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح اعمارهم بين 18 و35 عاما، الى تنظيمات جهادية في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا، بحسب تقرير
واشار تقرير نشرته في يوليو/تموز الماضي مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول استخدام المرتزقة الى انضمام أكثر من 5500 تونسي الى التنظيمات الارهابية خاصة في سوريا والعراق وليبيا .
وأكد التقرير ان عدد المقاتلين التونسيين في هذه التنظيمات “هو بين الأعلى ضمن الاجانب الذين يسافرون للالتحاق بمناطق النزاع“.