“عزيزتي ناسا.. أنا اسمي جاك دافيس وأود أن أتقدم بطلب لوظيفة ضابط حماية الكواكب التي أعلنتها ناسا، ربما ما زلت صغير السن، ولكنني أظن بأنني مناسب للوظيفة، وذلك لأن أختي تقول لي دومًا أنني أبدو كالفضائيين”.
كانت تلك رسالة صبي أمريكي في التاسعة من عمره إلى وكالة ناسا بعد إعلانها فتحها باب قبول طلبات التقديم لوظيفة حامي الكواكب، وعلى الرغم من أن الصبي في التاسعة من عمره ومحتوى الرسالة كان يدور حول حلم الصبي الصغير في الالتحاق بناسا بعد أن وقعها باسمه ومستخدمًا لقب حامي الكواكب، فإن الرسالة كانت محط اهتمام الوكالة، حتى إنها ردت على الصبي في رسالة بريدية طويلة
ردت الوكالة من خلال مدير قسم علوم الكواكب في خطاب أرسلته للصبي بدأ فيه “جايمس جرين” مدير قسم علوم الكواكب بتحية الصبي مقدرًا اهتمامه ليكون حاميًا للكواكب، وفسر أهمية تلك الوظيفة في وكالة ناسا، كما أخبره بأنه يود أن يراه في وكالة ناسا في يوم من الأيام، لذلك عليه الدراسة جيدًا لكي يصبح واحدًا من ضمن الفريق.
في خضم الوقت الذي أعلنت فيه ناسا قبول طلبات المتقدمين لوظيفة الملتحقين بوظيفة “حامي الكواكب”، كان هناك مجموعة من المرشحين لمهمة رائد الفضاء لعام 2017، من ضمنهم مرشحة كانت تحلم بالانضمام إلى ناسا منذ صغرها تمامًا كما فعل الصبي الصغير “جاك دافيس”، إلا أنها الآن على وشك الالتحاق برحلات الكواكب الاستكشافية.
هذه المرشحة هي “ياسمين موغبلي” أول مرشحة لمنصب رائد الفضاء في ناسا ذات جذور شرق أوسطية، فهي إيرانية ولدت في ألمانيا ومن ثم هاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة لتصبح مواطنة أمريكية، حيث عبرت عن ذلك في لقائها مع قناة CNN بأنها منذ صغرها كانت تحلم بأن تنال منصب رائد فضاء في ناسا، ولم تؤمن قط بأن كونها إيرانية سيمنعها من تحقيق ذلك الحلم.
ترى ياسمين بأنها نالت المنصب في أكثر الأوقات إثارة وديناميكية في عهد وكالة ناسا، إذ إن الرحلات الاستكشافية لن تتوقف فقط حول القمر والمريخ، بل تخطط ناسا إلى الاستكشاف في كواكب أبعد
في متابعة
“>لحديثها مع قناة سي إن إن قالت ياسمين بأنها ترى في وصولها لذلك المنصب إثباتًا لجيلها وللأجيال القادمة التي ترغب في الالتحاق بوكالة ناسا أن وظيفة رائد الفضاء لا يحتكرها الرجال فقط، ولا تحتكرها جنسيات بعينها ومحرمة على جنسيات أخرى، وبالأخص في ظروف كالتي يعيشها العالم الآن من فوقية بعض الجنسيات على بعضها البعض وحرمان بعض الدول لمرور ودخول بعض الجنسيات إلى بلادها.
كما تابعت ياسمين في اللقاء ذاته أنها شعرت بالفخر بنفسها عندما ارتدت بدلة الفضاء وخرجت مع زملائها للاحتفال بمنصبها الجديد على المسرح أمام عائلتها، وبالأخص حينما مزح معها أحد زملائها قائلًا إن الإيرانيين أيضًا يستطيعون أن يكونوا روادًا للفضاء، فهي تؤكد أن من المهم أن يرى كل من يحلم بالالتحاق بناسا منذ صغره هذا التنوع داخل الوكالة، وأن رواد الفضاء من الممكن أن يكونوا ذوي ألوان وأعراق وأجناس مختلفة.
“ياسمين موغبلي” أول مرشحة لمنصب رائد الفضاء في ناسا ذات جذور شرق أوسطية، فهي إيرانية ولدت في ألمانيا ومن ثم هاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة لتصبح مواطنة أمريكية
ترى ياسمين أن وكالة ناسا مكان للانتصار على التحديات، ولهذا رغبت بالعمل بها في المقام الأول، فهي المكان الذي يعمل على طاقة الفريق لمواجهة تحديات صعبة في مجرة درب التبانة وبين الكواكب المختلفة وأيضًا لحماية كوكب الأرض في الوقت ذاته، ولهذا يكون أغلب أعضاء الفريق شديدي الشغف بما يفعلون هناك.
الصورة لياسمين موغبلي في عام 1998
حين تم سؤالها عن ردة فعلها حينما علمت باختيارها من بين 12 مرشحًا لتكون في منصب رائدة فضاء قالت إنها شعرت بحماس شديد جعلها تفقد القدرة على التحكم وظلت يداها ترتعشان حتى اتصلت بوالديها لتعلمهما بالخبر، حيث شعرا هما أيضًا بسعادة جمة حد البكاء، بسبب تحقيق ابنتهما حلمها منذ الصغر.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تكسر فيها ياسمين حواجز الخلفية الإيرانية، بل وتكسر “التابو” أو عزل دخول المرأة في مجالات معينة لطالما احتكرها الرجال، حيث درست هندسة الطيران في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهو واحد من أصعب معاهد التدريس في مجالات الهندسة، وكونها طيارة، سمح لها ذلك أن تقود طائرات الهليكوبتر المقاتلة في أفغانستان.
ترى في وصولها لذلك المنصب إثباتًا لجيلها وللأجيال القادمة التي ترغب في الالتحاق بوكالة ناسا أن وظيفة رائد الفضاء لا يحتكرها الرجال فقط، ولا تحتكرها جنسيات بعينها ومحرمة على جنسيات أخرى
في متابعة لحديثها على قناة “سي إن إن”، تفخر ياسمين بشغف الفتيات الصغار بالعلوم، وبداية شغفهن بالعمل في مجالات لطالما كانت تبدو شديدة الصعوبة ومخصصة للرجال فحسب، فهي ترى أن تلك الفجوة بين المرأة والرجل في تلك المجالات يجب أن تختفي، لأن الفتيات الناشئات قادرات بكل تأكيد على العمل في تلك المجالات بنفس الكفاءة التي يعمل بها الرجال.
حديث “ياسمين” مع قناة سي إن إن
ترى ياسمين بأنها نالت المنصب في أكثر الأوقات إثارة وديناميكية في عهد وكالة ناسا، إذ إن الرحلات الاستكشافية لن تتوقف فقط حول القمر والمريخ، بل تخطط ناسا إلى الاستكشاف في كواكب أبعد، في رحلات استكشافية ستكون الأولى من نوعها وستمتد إلى نقاط بعيدة لم تستكشفها ناسا بعد، وهذا يعد فخر لياسمين بأن تلتحق بالمهمات الاستكشافية في هذا العهد.
لم يمر وقت طويل على حصول ياسمين على منصب الترشح لرائدة فضاء، وهذا يعني قدرتها على إطلاق مركبة فضائية أو الاشتراك في مهمات استطلاعية أو في رحلات استكشافية فريدة من نوعها في تاريخ وكالة ناسا، وفي جميع لقاءتها أبدت استعدادها التام للاشتراك في أي من تلك المهمات، فهي تشعر بحماسة شديدة وستقوم بتلك المهمات على أكمل وجه.