برزت في الآونة الأخيرة أصوات ناصحين أحسبهم صادقين، يوجهون نصحهم لي بالكف عن الكتابة فيما يخص موضوع الاستفتاء الكردي على الانفصال، تزامنًا مع استفحال هذه القضية ونحن نقترب من الموعد الذي حدده القادة السياسيين الأكراد لإقامة هذا الاستفتاء. وتدور تلك النصائح حول ضرورة النأي بالنفس من قبل العرب السنَّة (على اعتبار أنني كاتب عربي سني) عن الخلاف المستفحل بين حكومة الإقليم الكردية وحكومة بغداد التي يقودها الشيعة، وعلى العرب السنَّة أن يجتهدوا باستثمار هذا الخلاف، عسى أن يعود عليهم بالنفع مستقبلاً.
وعلى الرغم من عدم شكي بصدق توجهات أولئك الناصحين، أختلف معهم في كثير من القضايا التي ذكروها، وفي السطور التالية سأذكر وجهة نظري إزاء تلك النصائح وردي عليها، أبتغي في ذلك، توضيح الأمور للذي يقرأ هذه السطور، بسبب حجم التضارب واللغط الكبير الذي نعيشه اليوم، مما جعل تلمس الحق فيه وتميزه عن الباطل، ليس بالأمر السهل على الجميع.
أضف إلى ذلك أن الفترة التاريخية التي نمر بها، سيخلدها التاريخ بدقة وسيخلد مواقف الجميع، سواء كانوا جماعات أو أفراد، لذلك فمن المهم أن تكون مواقفنا واضحة ودقيقة، لا أن نخفي رؤوسنا في الرمال. وقبل كل هذا، أود توضيح موقفي الذي أنطلق منه في كتاباتي جميعها، وهو أنني كاتب عراقي حُر، لا أنتمي لأجندة سياسية معينة لحزب ما، لأنني وببساطة لا أنتمي لأي حزب سواء داخل العراق أو خارجه، بالإضافة إلى أن طروحاتي حصيلة ما وصلت إليه من قراءاتي وتحليلاتي الشخصية للأحداث، وليس أكثر من ذلك.
أما فيما يخص الاستفتاء الكردي فإنني أقول: جاءتني نصيحة تقول “يجب عدم زج السنَّة في هذا الصراع الذي ليس لهم أي ثمن سياسي فيه”، وأرد على الناصح وأقول: لو كانت كل الأمور تحسب بالمنافع السياسية فقط، لكان للعرب السنَّة مواقف مختلفة في هذه القضية، فالأمور لا تحسب كذلك وعندنا نحن المسلمين شيئًا يسمى “السياسية الشرعية” والتي من أولى مبادئها أن تكون مع الحق حتى لو كان صاحب الحق عدوك، وأن تقف ضد الباطل حتى لو كان من يحمل هذا الباطل أخوك. وبهذه السياسية الشرعية فتح المسلمون قلوب الناس قبل بلدانهم، وقد جرب بعض السياسيين الذي كنَّا نحسبهم على تقوى ودين، استغلال الفرص السياسية والتنافس مع السراق في سرقة المال العام، وحينما كنا نسألهم لماذا تفعلون هذا العمل الحرام؟ كانوا يجيبونا، وهل تريدوننا أن نتركها لهم؟ ويصفوننا بأننا لا نفهم شيئًا بالسياسية، ومن الحنكة السياسية أن لا نترك هذا المال السائب للخصوم، وأن نحاول استثمار هذا المال في خدمة الناس ونصرة الدين، ونسي أولئك المساكين أو تناسوا أن الله طيب لا يقبل إلا طيب، والتدافع مع الباطل لا يكون بأن ننافسهم بالكسب الحرام. فماذا كانت النتيجة، النتيجة أنهم سقطوا من أعين الناس ومن قبلها استهان بهم الله وأوكلهم لأنفسهم، فسقطوا وأصبحوا أثرًا بعد عين.
إذا لم يكن انقسامًا جغرافيًا فسيكون انقسامًا سياسيًا وعسكريًا، فدولة كردستان الموعودة ستنقسم بين البارزاني والطالباني، ودولة سنستان ستنقسم إلى كانتونات موزعة على شيخ فلان وشيخ علان وعائلة فلان
النصيحة الثانية تقول “تقسيم العراق قادم لا محالة سواء الآن أم غدًا، ولكن سيكون لهذا التقسيم ثمن فليدفع ثمنه من يريده وليس نحن، لأن الأمريكان لا يعطون شيئًا بلا ثمن”، والرد على هذه النصيحة، أن التقسيم لا يمكن أن يكون واقع حال حتى نقتنع به كشعب، وقد عمل الاحتلال الأمريكي و”إسرائيل” والمتصهينيين العرب، على إقناع الشعوب بأن حل مشاكلهم يكمن بالتقسيم أو التفتيت. فنلاحظ اليوم دعوات التقسيم في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، ومن غير المستبعد أن يطال التقسيم لبنان وربما يصل إلى تركيا، وبالتالي ليس ذكاءً منا حين نقول إن التقسيم قادم لا محالة، لأن الحقيقة أننا وصلنا إلى قناعة بأن حل مشاكلنا في تقسيم العراق.
ولكنني أحب أن أذكر الناصح بأن مسلسل التقسيم لن ينتهي بدول ثلاثة في العراق، لأن تلك الدول الثلاثة سوف تنقسم على نفسها لا محالة، إذا لم يكن انقسامًا جغرافيًا فسيكون انقسامًا سياسيًا وعسكريًا. فدولة كردستان الموعودة ستنقسم بين البارزاني والطالباني، ودولة سنستان ستنقسم إلى كانتونات موزعة على شيخ فلان وشيخ علان وعائلة فلان، أما شيعستان فإنها منقسمة منذ الآن بين المراجع الدينية، وستصبح أفشل دولة عرفها التاريخ الإنساني.
وبالتالي فما أريد قوله، إننا لا نملك الحق على الموافقة على التقسيم لأرض حررها من رجس الكفر والفسق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكي تقع مرة أخرى بيد هذا الكفر والفسوق، كما فرَّط أجدادنا بالأندلس وبقينا إلى الآن نتحسر على خسارتنا لتلك الحواضر، وننسج القصائد لنرثي بها حالنا، على ملكٍ لم نحافظ عليه كالرجال. وفي هذا الصدد أود أن أذكّر بحقيقة تاريخية تخص تحرير العراق، فحينما أخذ الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أرض السواد (العراق) من الصحابة بعد تحريرها، وكانت من حقهم كغنيمة للمجاهدين، جعلها ملكًا لأهلها الأصليين، والذين سارعوا في الدخول لهذا الدين الذي لا يفرق بين عربي وأعجمي، وبالتالي فليس لنا الحق أن نتركها تذهب لشذاذ الآفاق ومجرمي العصر، وهي أرضٍ كانت ملكًا للصحابة الكرام وتخلوا عنها لصالح أهلها، فهي أمانة لدينا. وإذا قال الناصح إننا في حالة استضعاف، فأقول نعم نحن مستضعفون ولا طاقة لنا للمحافظة على الأرض، ولكن آراءنا ومواقفنا ملكنا ونحن أحرار بالتعبير عنها، وسوف تكون حجة لنا أو علينا، نحاسب عليها هناك أمام مليك مقتدر يوم العرض، وبما أنني كاتب حر ولست سياسيًا تابعًا لحزب ما، فبالتالي يسعني ما لا يسع غيري، وهي فرصة مناسبة لأعبر عما يجول في خاطري وخاطر أبناء جلدتي.
من النصائح الأخرى “في حالة حدوث تقسيم للعراق، فإن العرب السنَّة سيحصلون على حقهم، أو على الأقل سيتغير وضعهم بأي حال من الأحوال”، والذي يفكر بهذه الطريقة ينطلق من الرأي الذي يقول، إن أي تغير مهما كان نوعه أفضل من وضع الجمود، وهي وجهة نظر بالغة في السطحية، فعدم وجود حلول لأهل السنَّة حاليًا ليس معناه القبول بأي حل آخر على سبيل التغير والخروج من حالة الجمود. فوضع السنَّة في حالة انفصال كردستان لن يتغير ما دام القياديون السنَّة باقين على جمودهم الحالي، والمجتمع الدولي والمحلي لا يلتفت للذين ينكفئون على أنفسهم ويمارسون دورًا سلبيًا، وهم لا يلتفتون أيضًا للضعفاء في زمن لا يحترم سوى القوي، ووضع السنَّة الآن أنهم ضعفاء وقادتهم منكفئون على أنفسهم، وإذا ما استمروا على حالهم هذا، فسيتحولون إلى صِفر في التأثير بالمعادلات السياسية الداخلية والخارجية للعراق. وإذا ما تم انفصال كردستان، فلن يستفيد العرب السنَّة منه بشيء، بل سيتضرَّرون في أراضيهم وجغرافيتهم، حينما يستقطع الأكراد من أراضيهم ما يسمونه بالمناطق المتنازع عليها، وإذا اضطر الشيعة للموافقة على استقلالهم، فلن يخسروا شيئًا من أراضيهم بل نحن الذين سنخسر.
ماذا سيجني العرب السنَّة من منافع ملموسة، بتأييدهم للاستفتاء الكردي؟ وماذا سيكون موقفهم إذا ما تراجع البرزاني عن هذا الاستفتاء؟
ثم من يضمن أن الاكراد سيدعمون مظلومية العرب السنَّة لنيل حقوقهم، بعد أن يستقلوا بدولتهم؟ إن سياسيي الأكراد تخلوا عن العرب السنَّة وهم جزء من العراق ولديهم كل التأثير، فكيف تتوقعون أنهم سيدعمون السنَّة وهم مستقلون عن العراق؟ لقد لعبوا على التناقضات بين الشيعة والسنَّة لبناء البنية التحتية لدولتهم المزعومة، فهل تتوقعون من هؤلاء أن يدعموا قضايا العرب السنَّة؟ وهل جلب تقسيم العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية الأولى من خير لشعوبنا، لكي يجلب تقسيم المقسم الآن من خير جديد؟
رأي آخر يقول: “سيدوّن التأريخ بأن العراق قد يقسم في عهد حكم الشيعة وليس السنَّة، وهذا العار سيتحملونه وحدهم”، وما مصلحتنا في ذلك؟ وقد شهد التاريخ مرارًا وتكرارًا حوادث مماثلة قاموا بها، ولم يشعروا بالخزي والعار بل إنهم يتفاخرون به، ولنا في الدولة الفاطمية والدولة الصفوية عبرة من التاريخ، ألا يشعرون به؟ إن الذي سيدونه التاريخ، أننا دعمنا تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات ضعيفة يحكمها العلمانيون والمتصهينون، أو سيدون التاريخ على الأقل إننا كعرب سنة، لم نقل لا لهذا التقسيم والتفتيت.
وآخر يقول “في حالة وقوف العرب السنَّة مع أحد الأطراف فإنهم سينقسمون ويقتل بعضهم بعضُا، وكلا الطرفين سيستخدمهم في حرب بالوكالة” وأقول لمن يطرح مثل هذا الطرح، وهل اتفق العرب السنَّة طيلة الأربع عشرة سنة؟ فهم في خصام وخلاف مستمر، بل إنني أعتقد أن في موضوع الاستفتاء الكردي على الانفصال، فرصة للعرب السنَّة لأن يتوحدوا للدفاع عن أراضيهم التي يراد لها أن تغتصب من قبل الدولة الكردية الجديدة، والذين لا يختلفون بفعلهم هذا عما تقوم به الحكومة الطافية في بغداد، فالسياسيون الأكراد والشيعة متفقون على اغتنام أراضي العرب السنَّة وإلغاء وجودهم من العراق، وإلا فما تفسير سكوت الأكراد عن كل جرائهم الأحزاب والمليشيات الشيعية بحق أهل السنَّة طيلة السنوات المنصرمة؟
وآخر يقول: “بإمكاننا أن نقف على التل ونبتسم وننتظر النتائج ممن سام أهل السنَّة سوء العذاب”، وأقول لهذا الأخ الكريم إن الوقوف على التل سوف يبقيك خارج اللعبة السياسية، ولن يكون لك الحق بعدها في إبداء الرأي بمستقبل العراق أو مستقبل منطقتك، ما دمت ركنت نفسك فوق التلة، أضف إلى ذلك أن هذه السياسية التي تشير إليها قد استعملها الأكراد عندما كانوا ينظرون إلينا ونحن نذبح فهل اتخذتموهم مثلاً أعلى؟ إلا ينطبق المثل العربي القديم على الأخوة الأكراد، أُكلت يوم أكل الثور الأبيض؟ فهم سيؤكلون إذا ما أصروا على استفتائهم أو تراجعوا عنه، ذلك لأنهم تركونا وحدنا نذبح على أيدي أوباش العصر.
وأقول لمن يريد من العرب السنَّة تأييد الاستفتاء الكردي وتأييد استقلالهم، كما يطرحه ما يسمى رئيس “التيار السني”، ماذا سيجني العرب السنَّة من منافع ملموسة بتأييدهم للاستفتاء الكردي؟ وماذا سيكون موقفهم إذا ما تراجع البرزاني عن هذا الاستفتاء؟ (وهو المرجح حاليًا) حينها سيتفق الأكراد والشيعة ونحن نبقى بموقفنا هذا منبوذين من الطرفين، وسوف يستكملون أكلنا سويةً، ويقف الساسة الأكراد والساسة الشيعة أعلى التل ينظرون لأشلائنا الممزقة.
سوف لن يكون للمكون العربي السنَّي كيان سياسي أو مجتمعي ينادي بحقوقه، إنما سيكونون عبارة عن تجمعات سكانية منصهرة مع الكرد أو مع الشيعة
ورأي آخر يقول: “في حالة الانحياز لطرف ما، ستكون الثمار لأشخاص أو لحزب وليس للسنة عمومًا كما هو حال المشاركة في الحكومة اليوم”، وجوابي على هذا: وأي عاقل من العرب السنَّة يراهن على السياسيين العرب السنَّة؟ وقد ثبت أنهم يتلونون باللون الذي يوافق مصالحهم، وهم في كل الأحوال يخرجون من الأزمات فائزين، فذاك يؤيد البارزاني لحماية مصالحه، وذلك يؤيد العبادي حماية لمصالحه. أنا أتكلم عن موقف مثقفي العرب السنَّة علمائهم وأصحاب الفكر والرأي فيهم، فأولئك الذين يعول على رأيهم، صحيح أنهم لا يملكون قوة تغيير القرار أو التأثير على مجريات الأمور حاليًا، لكن لديهم لسانًا يعبرون به عن رأيهم ويحددون به موقفهم من القضايا المصيرية التي يمر بها البلد، لأنها ستصبح تاريخًا يقرأ من قبل الأجيال التي تأتي بعدنا، ومن المهم ألا يقرأوا أن العرب السنَّة شاركوا في تمزيق أوطانهم وتسليمها لمن يخدم أعداء الأمة.
وآخر يقول: “في حالة نشوب صراع بسبب هذه المشكلة، فالعامل الدولي سيكون حاضرًا، وسنكون نحن أيضًا حاضرين ولا يمكن أن يغيّبنا أحد”، وهو كلام رائع، ولكن كيف سيكون للعرب السنَّة حضور وأنت ما زلت فوق التلة؟ ترفض النزول منها ليكون لك موقف ورأي وتمتلك طروحات للحل، كيف بالله عليك يكون لك أي اعتبار عندهم؟ البارزاني بمسرحيته الاستعراضية تلك والتي أسماها الاستفتاء الكردي، جلب إلى قضيته اهتمام العالم كله، ومستقبلاً لن تكون القضية الكردية منسية مثل قبل، فماذا فعل العرب السنَّة؟ وقفوا على التل؟ هذا الذي استطاعوا أن يفعلوه؟
ربما قائل يقول: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتركنا، ذلك لأننا مكون أساسي بالبلد”، وأقول لهذا: “هذا المكون العربي السني، لن يدين لك بالولاء ما دمت باقيًا فوق التل، فهم سيحزمون أمرهم، إما ينحازون للأكراد لأنهم سنة، أو للشيعة لأنهم عرب مثلهم، وسوف لا يكون للمكون العربي السنَّي من كيان سياسي أو مجتمعي ينادي بحقوقه، إنما سيكونون عبارة عن تجمعات سكانية منصهرة مع الكرد أو مع الشيعة. لكن الأفضل من هذا كله، أن نتفاعل ويكون لنا موقف يمثلنا، وعندما يتدخل العامل الدولي ستكون لنا حصة بالتغيير الذي سيحصل، وطبعًا يجب أن يكون لنا سياسيون محنكون قادرون على الدفاع عن حقوق أهلنا ويخرجون حقوقنا من بين أسنان السياسيين الشيعة والاكراد.
لم يبعثنا الله لكي نتشفى بالآخرين، بل لنعين المظلوم وننتصر له، ونضرب على يد الظالم ونقتص منه، وإذا لم تكن لدينا القوة الآن، فلا مناص لنا من قول كلمة الحق بوجه الجميع، ونفرض عليهم سماعها
وآخر يقول: “عندما كان السنَّة يقاومون الاحتلال كان الآخرون يتفرجون ويقتنصون الفرص، واليوم يجب أن يكون العكس”، وما أقوله لهذا الأخ، إن حالة التفرج على مأسي الآخرين ليست من أخلاق المسلمين، وبالتأكيد ليست من أخلاقنا، وإلا لماذا تصدى العرب السنَّة للاحتلال الأمريكي لو كان هذا تفكيرنا؟ وكان هدفنا تحرير العراق كل العراق من الاحتلال وليس إخراج الاحتلال من المناطق السنية فقط. وهم حينما فعلوا ذلك ووقفوا متفرجين علينا ونحن نعاني ونكابد، واغتنموا إخراجنا للمحتل الأمريكي من البلد، ذلك لأنهم لا يمثلون الشعب، وهم لا يختلفون عن الاحتلال بشيء، فكيف نتساوى معهم بالقول والفعل؟ إن منطلقاتنا هي لبناء دولة المواطنة الحقَّة، وليس لكي نتشفى من هذا أو ذلك كما هم يفعلون.
فعلها الشيعة ليتشفوا بنا على حوادث تاريخية باطلة حدثت قبل 1400 سنة، وفعلها الكرد ليتشفوا بنا على حوادث حدثت لهم قبل 100 سنة على أيدي البريطانيين والفرنسيين وليس على أيدينا، إننا مختلفون عنهم، فنحن المسلمين شهداء الله على الناس أجمعين، لم يبعثنا الله لكي نتشفى بالآخرين، بل لنعين المظلوم وننتصر له، ونضرب على يد الظالم ونقتص منه، وإذا لم تكن لدينا القوة الآن، فلا مناص لنا من قول كلمة الحق بوجه الجميع، ونفرض عليهم سماعها.
ورب سائل يسأل وهو محق في سؤاله، ما الموقف المفترض للعرب السنَّة في العراق من قضية الاستفتاء الكردي؟ فنرد ونجيب إن هذا سنفرد له مقال قريب جدًا، لتوضيح الموقف المفترض للعرب السنًّة حسب وجهة نظرنا الشخصية.