في إطار المنافسة القوية والشرسة في بعض حالاتها، سعت شركة “أبل” إلى تقديم نفسها بحلة جديدة، وفي ثياب مختلف، يعزز من حضورها الجماهيري ويرسخ مكانتها العالمية، فالشركة بجانب كونها تقدم خدمات ترفيهية ومالية بجانب إنتاجها للأيفون إلا أنها كشفت النقاب عن حزمة جديدة من المفاجأت التي أدخلتها صناعة المحتوى من أوسع أبوابها.
وفي حفل خاص أقامته الشركة على مسرح “ستيف جوبز” في مقرها الرئيسي بكوبيرتينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أمس الاثنين، تم الإعلان عن مجموعة من الخدمات الجديدة أبرزها خدمات تتعلق بالإنتاج، والدفع، والتطبيقات وغيرها، والتي تسعى من خلالها إلى منافسة شركات نتفليكس وأمازون برايم فيديو.
الحفل الذي شاركت فيه المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري والمخرج ذائع الصيت ستيفن سبيلبرج أزاحت أبل، ثاني أكبر شركة تكنولوجيا في العالم، الستار عن خدمة للبث التلفزيوني والأفلام عبر الإنترنت باشتراكات أطلقت عليها اسم (أبل تي.في. بلس) ستعرض برامج تلفزيونية وأفلاما ستنتج خصيصا لهذه الخدمة.
+ Apple TV
على رأس الخدمات التي أزيح الستار عنها على هامش المؤتمر، خدمة + Apple TV، فالشركة بهذه الخدمة تسمح لمستخدميها بمشاهدة مجموعة من الأفلام والبرامج التلفزيونية الحصرية، مشاهدة نقية مستمرة خالية من الإعلانات، بإجمالي استثمارات قدرت بنحو مليار دولار وأكثر.
وتقوم الخدمة على تطبيق معين يجمع كل العروض والباقات من الشركات الكبرى من أمثال إتش بي أو وشو تايم وستارز وسينماكس وقناة هيستوري وغيرها من القنوات مقابل رسوم شهرية تقدر بنحو 9.99 دولارات لكل منها.
بجانب البرامج والأخبار والأفلام أعلنت أبل عن بطاقتها التأمينية الجديدة “آبل كارد” بالتعاون مع بنك غولدمان ساكس وشركة فيزا، ودون أي معلومات على البطاقة سوى اسم حاملها المنقوش على البطاقة المصنوعة من التيتانيوم.
المميز في هذه الخدمة أن الشركة ستنتج حزمة من البرامج الخاصة بها، مستعينة في ذلك بعدد من صناع المحتوى المشاهير أمثال أوبرا وينفري وستيفن سبيلبيرغ وجنيفر أنيستون وستيف كاريل وريس ويذرسبون وجيسون مامويا وألفري وودارد، كما أن المستخدم ليس بحاجة لجهاز أيفون أو آيباد لتشغيل التطبيق، إذ يمكنه ذلك من خلال أجهزة التلفاز الذكية من سامسونغ وأل جي وسوني والتي ستكون مهيأة لتشغيله.
خدمة أخرى وثيقة الصلة بالأولى تم الكشف عنها إلى جانب البرامج والأفلام الحصرية، سوف تمكن الشركة مستخدميها الفرصة لمشاهدة كل قنواتهم المفضلة على أجهزتها التلفزيونية باشتراكاتهم السابقة دون الحاجة لتغييرها أو تجديدها، إذ ستقوم الشركة بتحديث تطبيقها التلفازي لإضافة خيار يتيح الوصول لمختلف القنوات والاشتراكات مثل Hulu وPrime Video.
أبل تستعين ببعض المشاهير لانتاج محتواها من بينهم أوبرا وينفري
+ Apple News
حدثت الشركة تطبيقها الإخباري الشهير ” آبل نيوز” الذي يضم أكثر من 300 صحيفة ومجلة، هذا التطبيق الإخباري الأول من نوعه في العالم والذي يتيح قراءة أكثر من خمسة مليارات مقالة يوميا، باشتراك شهري قدره 9.99 دولار أمريكي.
ويضم التطبيق حزمة من المجلات الشهيرة منها وول ستريت جورنال ولوس أنجلوس تايمز وناشيونال جيوغرافيك وغيرها من الصحف المتاحة، وقد أوضح تيم كوك، مدير الشركة، أن التطبيق يتفرد بمحتوى منتقى من مجموعة محررين للتأكد من جودة المحتوى وخلوه من الأخبار المفبركة، هذا بجانب ميزة أن التطبيق لن يسمح للمعلنين بالتقصي عن قراء أو مستخدمي التطبيق.
أكثر من 900 صحيفة ومجلة يشملها تطبيق أبل نيوز
Apple Card
بجانب البرامج والأخبار والأفلام أعلنت أبل عن بطاقتها التأمينية الجديدة “آبل كارد” بالتعاون مع بنك غولدمان ساكس وشركة فيزا، ودون أي معلومات على البطاقة سوى اسم حاملها المنقوش على البطاقة المصنوعة من التيتانيوم.
الخدمة التي ستقوم الشركة بطرحها صيف هذا العام بالتعاون مع مجموعة Goldman Sachs الأمريكية ستتوفر على جميع أجهزة IOS في تطبيق المحفظة، أو على شكل بطاقة فعلية، ومما يميزها أن الشركة ستمنح المستخدمين مكافأة بقيمة 2% مستردة من المبلغ المدفوع باستخدام الخدمة الجديدة، و3% من قيمة المشتريات من آبل كتشجيع لهم لاستخدام البطاقة.
ومن أبرز مميزاتها كذلك أن جميع المعاملات عبر التطبيق تكون سرية، حيث يقوم التطبيق بتشفير بياناتك المالية بشكل كامل، هذا بخلاف أنه لا توجد صلاحية للبطاقة ولا رسوم إصدار مع أسعار فائدة أقل من البنوك.
قطاع الخدمات في الشركة لا يمثل سوى 14% فقط من إجمالي العائدات البالغة 265.6 مليار دولار، إلا أن المستثمرين يعلقون آمالهم بإمكانية إحراز المزيد من النمو في هذا المضمار
Apple Arcade
لم تترك أبل عالم الألعاب دون تطوير وإحداث نقلة نوعية في الخدمة المقدمة بشأنه، إذ حملت الشركة أخبارا سارة لعشاق الإلكترونيات الترفيهية وذلك عبر تطبيق يجمع جميع ألعا هواتف آيفون وحواسيب آيباد المدفوعة التي يمكن للمستهلكين لعبها على منصة آبل آركيد مقابل رسوم شهرية.
وفي الخدمة الجديدة يمكن للمستخدمين الوصول إلى أكثر من 100 لعبة حصرية، كما أنه ستتوفر في أكثر من 150 دولة مختلفة، دون إعلانات تفسد متعة اللعبة، ومع أن الشركة لم تعلن حتى كتابة هذه السطور عن سعر الخدمة كما في الخدمات السابقة إلا أن المستخدمين ليس عليهم سوى تحميل الألعاب على أجهزتهم حيث يمكنهم التوقف والبدء من نفس النقطة التي تم التوقف عندها في أي وقت دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
مئات ألعاب الفيديو على تطبيق آبل آركيد
لماذا؟
توجه أبل نحو عالم المحتوى الرقمي وبث الفيديو هو في حقيقته نقلة نوعية تعكس استراتيجية جديدة تتبناها الشركة خلال المرحلة القادمة تهدف إلى منافسة العمالقة في هذا المجال الذي ثبت بالأرقام سيطرته على النصيب الأكبر من الأرباح الناجمة عن قطاع الإلكترونيات في العالم.
الأرباح المحدودة التي حققتها الشركة خلال الأعوام الماضية جراء بيع آيفون وأيباد وماك والتي لم ترتق إلى مستوى الطموحات دفع القائمين على الشركة إلى تغيير سياستها في النمو والتطوير خاصة بعد الإيرادات التي سجلها قطاع “الخدمات” الخاص بها مثل “آب ستور” و”آي كلاود” و”أبل ميوزيك”، والتي ارتفعت بنسبة 24 في المئة لتصل إلى 37.1 مليار دولار في العام المالي الماضي.
يذكر أن قطاع الخدمات في الشركة لا يمثل سوى 14% فقط من إجمالي العائدات البالغة 265.6 مليار دولار، إلا أن المستثمرين يعلقون آمالهم بإمكانية إحراز المزيد من النمو في هذا المضمار حال تقديم كل ماهو متطور ومبدع وجذاب للجمهور وهو ما تأمله الشركة من خلال حزمة الخدمات التي أعلنت عنها في مؤتمرها أمس.
الطريق لم يكن سهلا أمام أبل لإحداث نجاحات في هذا المضمار الجديد، خاصة في ظل وجود شركات رائدة في السوق مثل نتفليكس وأمازون، هذا بخلاف أن انخراطها في هذا المجال جاء متأخرًا بعدما تشبع السوق بمنتجات العمالقة، وهو ما يجعل من الأيام القادمة ساحة لتقييم التجربة ومدى قدرة الشركة الأمريكية على خلق مكان لها بين الكبار في ألعاب الفيديو كما صنعته في الهواتف الذكية.