عبر آلاف السوريون الأكراد جسر فيشخابور المشيد على نهر دجلة هروبا من الأوضاع المتأزمة في بلدهم سوريا إلى إقليم كردستان العراق الأكثر أمنا واستقرارا، ومع استمرار تدفق اللاجئين في تجمعات ضخمة أكدت الأمم المتحدة أن الذين وصلوا اقليم كردستان حتى عصر الاثنين أكثر من 20 ألف لاجئ، في حين يرجح نشطاء وصحفيون على عين المكان أن تكون الأرقام أكثر من الأرقام الرسمية بكثير.
وحسب آلان بول رئيس فريق الطوارئ التابع لهيئة Save the Children (انقذوا الطفولة) أول الهيئات الخيرية الدولية التي بادرت إلى توفير مستلزمات الحياة الضرورية للاجئين العالقين، فإن هذا التدفق غير مسبوق ويقول “قلقنا الأول هو ان الكثيرين منهم عالقون على الحدود في العراء او في مراكز الاستقبال التي تفتقر الى الخدمات الضرورية”.
ويرجح متابعون أن يكون السبب الرئيسي لانطلاق أكبر حالة هجرة جماعية عرفتها الحدود السورية العراقية منذ بدأ الثورة هو المواجهة التي بدأت تتصاعد بين قوات المعارضة السورية من جهة وكتائب عسكرية كردية تابعة لحزب العمال الكردستاني منحازة إلى صف النظام السوري.
وحساب رواية الأمم المتحدة فإن حشود اللاجئين بدأت بمجموعة لا تتجاوز 750 فرد تلتها أخرى من 7000، بدأت بعدها حافلات وسيارات نقل تقل مئات العائلات من داخل المدن المجاورة للجسر المشيد حديثا ليعبروا الجسر مشيا على الأقدام في اتجاه اقليم كردستان العراق.
وتقدر الأمم المتحدة إجمالي اللاجئين السوريين منذ بدأ الثورة السورية بحوالي 4 مليون لاجئ ، أكثر من مليون ونصف منهم موزعون في تركيا والأردن والعراق ولبنان، والبقية نزحوا إلى مناطق داخل سوريا أكثر استقرارا من مدنهم الأصلية، وعدد الذين تم توفير مخيمات أممية لهم لا يتجاوز 300 ألف لاجئ في حين يقبع الآخرون في العراء أو في شقق مؤجرة أو في مبان اجتهد مالكوها أو مؤجروها بالتعاون مع مؤسسات خيرية لتحويلها إلى ملاجئ جماعية لعشرات ومئات العائلات.
ومخيمات اللاجئين السوريين في العراق ليست أحسن حالا من مثيلتها في الأردن حيث مخيم الزعتري سيئ السمعة والذي أسماه من زاروه ب”مخيم الموت”، فمعظم المقيمين في المخيمات الأممية في العراق يعتبرونها جحيما ويصرحون بأنهم ما كانوا ليغادروا بلادهم لو علموا بأن الملاجئ ستكون بحالها تلك.