"أخيرا كنزنا الاستراتيجي الاستراتيجي" هكذا قرأ الاسرائيليون أنباء أوسع حملة تدمير أنفاق قادها الجيش المصري منذ أيام حسني مبارك والتي أتت حتى الآن على 90 بالمائة من كل الأنفاق الرابطة بين قطاع غزة وسيناء المصرية والتي تعتبر شريان الحياة الأساسي لسكان غزة خاصة في ظل استمرار غلق معبر رفح البري.

وأما متساكنو غزة فقد تلقوا هذه الأنباء على أنها بوادر حرب اسرائيلية على دبابات مصرية سيقودها الفريق عبد الفتاح السيسي لإرضاء حلفائه داخل إسرائيل ولنيل مزيد الدعم من الدول التي شاركته في انقلابه على الرئيس المصري محمد مرسي والتي تكن شديد العداء لحركة حماس وتعمل على الإطاحة بها.

ولم يكتفي انقلابيو مصر بغلق المعبر وهدم الأنفاق، بل تجاوزوا هذا بالذهاب إلى تدمير منازل متساكني رفح الواقعة على مسافة 500 متر من الشريط الحدودي ما بين سيناء وغزة، وذلك لإقامة شريط حدودي عازل ما بين الشعبين المصري والفلسطيني ولضمان عدم وجود أي أنفاق على طول هذا الشريط.

ومن جهة أخرى تفاقمت أزمة نقص الوقود في قطاع غزة، إلى درجة جعلت كل المؤسسات الإنسانية والحكومية والإغاثة الدولية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة تطلق نداء استغاثة وتحذيرا من أزمة إنسانية قد تحل بقطاع غزة جراء تعطل عمل مصلحة المياه والبلديات المسؤولة على تزويد كل قطاع غزة بالمياه الصالحة للشراب والتي تعمل بالأساس من خلال الوقود.

وانتقل الغضب من الشارع ليصل إلى تويتر حيث انتشرت التغريدات الغاضبة من هذا التحرك غير المسبوق للجيش المصري والذي أجمع كل المعلقين أنه يصب فقط في مصلحة اسرائيل العدو المشترك للشعبين المصري والفلسطيني.

ومن جهته استمر الذراع الإعلامي لعسكر مصر في نشر الإدعاءات الباطلة وفي إعلان الانتصارات الوهمية، فنشرت وسائل إعلام العسكر خبرا مفاده أن الحربية المصرية استهدفت 6 زوارق حربية تابع لكتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحماس، الأمر الذي يعلم كل المهتمين بالشأن العام في غزة أنه مستحيل جراء سيطرة إسرائيل على كل المنافذ المائية لقطاع غزة وعلى السواحل التي بالكاد تسمح إسرائيل لقوارب صيادي الأسماك بالتحرك فيها.