عاد الحديث مجددًا عن دور جمعيات فاعلة في الشارع العربي من أهدافها التطبيع مع الكيان الصهيوني بواجهات إنسانية وبيئية.
وعلى الصعيد المحلي تعتبر جمعية “أصدقاء الأرض” أهم مؤسسة تشير إليها النقابات المهنية الأردنية ولجنة مقاومة التطبيع بإصبع الاتهام لقيامها في السنوات الأخيرة بعقد مؤتمرات وتسيير رحلات طلابية إلى الكيان الصهيوني، فيها سباحة مختلطة وزيارات لنوادٍ ليلية.
نقدم في هذا التقرير صورة أكثر وضوحًا لقرائها باستعراض أهم ما نشر حول الجمعية وأهدافها بالعودة إلى موقعها الرسمي وتتبع التقارير الإعلامية والبيانات التي عنيت بشأنها.
الجمعية من موقعها الرسمي
تحت خانة “من نحن” عرَّفت “جمعية أصدقاء الأرض – الشرق الأوسط” عن نفسها على موقعها الإلكتروني الرسمي “إيكوبيس” مشيرة إلى أن من أهدافها التعايش السلمي مع إسرائيل.
وجاء في الموقع “هي جمعية بيئية فريدة من نوعها، تعمل على جلب السلام إلى المنطقة من خلال التعاون مع الدول المجاورة في المجال البيئي، للمحافظة على المصادر البيئية والطبيعية المشتركة”، مضيفًا أن “الجمعية منظمة إقليمية تتواجد مكاتبها في كل من عمان وبيت لحم وتل أبيب وتضم ناشطين بيئيين من الأردن وفلسطين وإسرائيل”.
وحول أهدافها ذكر الموقع أنها تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة على مستوى المنطقة وخلق الظروف المواتية لسلام دائم فيها، فضلًا عن أنها عضو في جمعية أصدقاء الأرض الدولية والتي تعد كأكبر منظمة بيئية على مستوى العالم”، وزاد الموقع أن منظمة إيكوبيس/ جمعية أصدقاء الأرض تطالب بالاعتراف في فلسطين كدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها بالإضافة إلى التعايش السلمي مع إسرائيل.
وقد تأسست المنظمة في 7 يناير 1994 وعرفت باسم “إيكوبيس” في اجتماع تصفه بـ “التاريخي” عُقد في طابا المصرية، وكان أول اجتماع يضم علماء بيئة من الأردن وفلسطين مع إسرائيليين من أجل تعزيز تكامل الأهميات البيئية في صلب جدول أعمال التنمية الإقليمية.
وحول طبيعة عملها، تؤكد منظمة إيكوبيس/ جمعية أصدقاء الأرض – الشرق الأوسط أنها منظمة غير حكومية تقترب من البيئة عبر الحدود ومن قضايا بناء السلام بوضعها إستراتيجية إقليمية أولاً، تقوم باستئجار باحثين فلسطينيين وأردنيين وإسرائيليي الجنسية لكسب التفاهم الإقليمي فيما يتعلق بالسبب الجذري للمشكلة ومن ثم وضع رؤيا مشتركة فيما يمكننا أن نكون قادرين على التأثير على صانعي القرار ووسائل الإعلام وعامة الجمهور.
يعمل في المنظمة 60 موظفًا يتلقون أجورهم منها وتشمل المنظمة أيضًا مئات المتطوعين من خلال مشروعها “جيران المياه الطيبون” وتنفذ مشاريعها من قِبل الموظفين العاملين في دوائرها الإقليمية الثلاث بقيادة مدير في كل دائرة، منقذ مهيار (عمان)، نادر الخطيب (بيت لحم)، وجدعون برومبرغ (تل أبيب) مع طاقم الموظفين في الدائرة وأكثر من 20 موظفًا ميدانيًا، وتقوم من خلال مشاريعها “بالتعاون والتنسيق على نحو واسع مع جماعات المجتمع الرسمية والمدنية، بعضها موجود في قائمة صفحات الروابط الخاصة بنا، والتي يؤثر عملها على حماية البيئة وبناء السلام”، بحسب موقعها الإلكتروني.
متنزه للجمعية باسم “صحابي”
عمدت جمعية أصدقاء الأرض إلى إنشاء متنزهات سياحية “بيئية” منها متنزه السلام، ومتنزه شرحبيل بن حسنة الذي لاقى ردات فعل نقابية مناهضة لاستخدام اسم صحابي واستضافته إسرائيليين، وقال رئيس لجنة مقاومة التطبيع المنبثقة عن النقابات المهنية بادي الرفايعة في تصريح صحفي إن “دعوة الإسرائيليين للمشاركة في الرحلة إلى المنتجع الذي يحمل اسم صحابي جليل هو شرحبيل بن حسنة فيه إساءة كبيرة للصحابي وللمعتقدات الدينية”، وشدد على ضرورة العمل من أجل إفشال هذا العمل التطبيعي من خلال مقاطعته وفضح أهدافه الخبيثة، على حد تعبيره.
وبحسب الموقع الرسمي للجمعية فإن متنزه شرحبيل بن حسنة الذي أقامته جمعية أصدقاء الأرض في منطقة سد شرحبيل بن حسنة بالأغوار الشمالية تم تضمينه عدة شاليهات، ويقع المتنزه على مساحة 2700 دونمًا، حيث أعيد زراعة الأراضي بالأشجار الحرجية وحمايتها من الرعي الجائر ويوجد في المنتزه 250 نوع نبات و53 نوعًا من الطيور، منها 18 نوعًا مهدد بالانقراض و5 أنواع من النباتات، 4 منها مهددة بالانقراض على المستوى العالمي، وساهمت الجمعية بإعادة الغطاء النباتي وحماية التربة وتنظيف المنطقة، بحسب موقع الجمعية.
وأما منتزه السلام – نهر الأردن، الذي أقره رؤساء البلديات والمجتمعات المحلية المحيطة للنهر هو خطوة أولى نحو إعادة تأهيل نهر الأردن حيث تم اقتراحه لدمج المناطق المحاذية للنهر وهي منطقة الباقورة وجسر المجامة، بالنظر إلى أن جزءًا من هذه المنطقة المقترحة تتمتع بنظام خاص على النحو المنصوص عليه في المادة الأولى (ب) من معاهدة السلام “وادي عربة” بين إسرائيل الأردن.
المعلمون في مواجهة “التربية”
في لواء بني كنانة، أثار مدير مدرسة المخيبة التحتا الثانوية للبنين محمد الفلاحات موضوع أنشطة جمعية أصدقاء الأرض “المشبوهة” كما وصفتها نقابة المعلمين في ديسمبر من العام الماضي، وقد رفض الفلاحات تنفيذ تعليمات وجهها له وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات لتسهيل مهمة جمعية أصدقاء الأرض الشرق الأوسط، وتسمية منسقين للعمل معها في تنفيذ برامجها .
وأرجع الناطق الإعلامي لنقابة المعلمين أيمن العكور سبب رفض المدير إلى أن “هذه الجمعية تضمر أهدافًا غير ما يظهر من نشاطها في مواضيع المياه والتلوث”، مشيرًا إلى تأكيد مدير المدرسة أن ما تتضمنه هذه الأنشطة من رحلات وزيارات في العطلة الصيفية والشتوية إلى الكيان الصهيوني تشمل: السباحة المختلطة، وارتياد النوادي الليلية، وهو ما أثبتته الصور ومقاطع الأفلام في الهواتف الخلوية للطلبة الذين شاركوا في بعض هذه الرحلات المشبوهة، والتي “تقشعر لها بدن الفضيلة، وبشهادة بعض المعلمين، وحتى الطلبة الذين شارك بعضهم في مثل هذه النشاطات المشبوهة” على حد تعبيره.
ورأى العكور أن إغراق الشباب والطلبة في العالم العربي عمومًا بالمخدرات والإيدز والجاسوسية تعد أهدافًا أصيلة وثابتة للكيان الصهيوني وأذرعه الأمنية، والتي تتستر تحت غطاء بعض الجمعيات التي تعنى ظاهريا بحماية البيئة و قضايا المياه والحوار وذلك للتغطية على حقيقة نشاطها وأهدافها.
وبحسب وكالة “بترا” قرر وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في 13 ديسمبر 2014 تشكيل لجنة من مدراء التربية والتعليم لمنطقة الكرك ولواء قصبة عمان ولواء قصبة إربد للتحقق من صحة ودقة المعلومات التي نشرتها نقابة المعلمين على موقعها الإلكتروني، وفي عدد من وسائل الإعلام، والادعاء بتسهيل وموافقة الوزارة على مشاركة طلبة من مدارسها بزيارات ورحلات ترفيهية خارج البلاد.
وقد كرمت نقابة المعلمين الفلاحات في ذات الشهر أثناء اجتماع هيئتها المركزية المعلم النقابي وشكره نقيب المعلمين د.حسام مشة، ونشرت نسخة من الكتب الرسمية التي أصدرتها الوزارة بطلب تسهيل مهام الجمعية والتعاون معها بتعيين منسقين في المدارس والمديريات.
رحلات تكسر الحاجز النفسي
في تقرير لقناة الجزيرة بثّ مؤخرًا (31 أغسطس الفائت) وحمل عنوان “غضب شعبي أردني ضد رحلات طلابية لإسرائيل” أكد الناشط النقابي الأردني في مجال مقاومة التطبيع مع إسرائيل هشام البستاني أن هناك رفضًا شعبيًا للتطبيع رغم مرور أكثر من 20 عامًا على إبرام اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، وقال رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية بادي الرفايعة في تصريح صحفي أن “جمعية أصدقاء الأرض كعادتها دائما تنظم وتنفذ نشاطات تطبيعية بمشاركة إسرائيليين بهدف تشجيع التطبيع مع العدو الصهيوني والمساهمة بانتشاره خدمة لهذا الكيان المغتصب”.
وبيّن أن هذه الجمعية صنفت كجمعية تطبيعية جراء قيامها بالعديد من النشاطات التطبيعية المشتركة مع الصهاينة، ولأنها تروج باستمرار للتعاون معهم، وتعمل من أجل توسيع عملية التعاون بإشراك أردنيين في هذه النشاطات التطبيعية المشبوهة.
وفي وقت سابق، أعلنت الجمعية على موقعها الإلكتروني إلغاء فعالية لها إثر قرار انسحاب نشطاء بيئيين (أردنيون وفلسطينيون) من حملة بيئية بركوب دراجات هوائية تنظمها جمعية أصدقاء الأرض في 8 أكتوبر 2010 لمشاركة نشطاء إسرائيليين واعتبارها تطبيع مع العدو.
من جانبها، بررت ميرا أدلشتاين المتحدثة باسم مكتب الجمعية في “إسرائيل” لوكالة فرانس برس في حينها، سبب الإلغاء بأن الجمعية اتخذت قرارًا مشتركًا بإلغاء المشاركة الأردنية والفلسطينية في هذه الجولة في ضوء التوتر الدائر حول محادثات السلام، وأضافت أن رحلة الدراجات كانت ببساطة لرفع مستوى الوعي حول نهر الأردن الذي هو مورد مائي مشترك بين إسرائيل والأردن وفلسطين.
واستنكر حزب جبهة العمل الإسلامي في الأغوار الشمالية زيارة مواطنين ورسميين أردنيين للكيان الصهيوني تحت رعاية جمعية أصدقاء الأرض التي وصفها بأنها “تقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بحجة التثقيف البيئي”.
وقال رئيس فرع الحزب في الأغوار محمود الناطور في رسالة لمتصرف اللواء الشمالية في 13 سبتمبر 2012 إن “من شأن هذا الزيارات أن تكسر الحواجز النفسية بيننا وبين عدونا ومحتل أرضنا ومدنس مقدساتنا وقاتل شعبنا”.
من جهتها، تكرر لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تأكيدها على قراراتها السابقة والقرار الصادر من المؤتمر الخامس والثمانين لضباط اتصال المكاتب الإقليمية العربية لمقاطعة إسرائيل المنبثق عن الجامعة العربية بمقاطعة جمعية أصدقاء الأرض – الشرق الأوسط.
نُشر هذا الموضوع لأول مرة في أردن الإخبارية