الصراع يحتدم بين رجال الدين والتيار الليبرالي السعودي بسبب هيئة الحسبة

31ca88e3-331a-4826-903d-58397e910be2

احتدم الصراع بين بعض رموز التيار الليبرالي السعودي الذي يُطلق عليه البعض أوصاف “الإصلاحية” و”الانفتاح” وبين تيار الدعاة السعوديين ورجال الدين بسبب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كانت أزمة نشبت بين الفريقين على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعد حادثة أبرزها تدوال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وهي مقطع فيديو يظهر به فتاة وهي تصرخ بصوت عالٍ إثر الضرب الذي تعرضت له من قِبل شخصين، حيث قام الشخصان بضرب الفتاة وسحلها أمام مرأى الجميع في أحد شوارع الرياض.

أظهر المقطع المصور محاولة شخص اقتياد الفتاة التي عُرفت في الأوساط الإعلامية باسم “فتاة النخيل مول”، بينما كانت تقف سيارة تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى جوارهم.

أثار الأمر جدلًا واسعًا بين الجمهور السعودي مما دعى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخروج للقول بأن ثمة تحقيق سيجري في هذا المقطع، نتيجة هذا التحقيق خرج بها المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض، الشيخ محمد السبر، ليعلن أن فرقة الهيئة التي كانت متواجدة بموقع مجمع النخيل بالرياض لم تلتزم بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بآلية الضبط والاستيقاف، مما ترتب عليه تصعيد الموقف.

كما أضاف أن الرئاسة العامة للهيئة اتخذت العقوبات اللازمة بحق منسوبيها المشاركين في الواقعة وفق ما تقتضيه التعليمات والأنظمة، كما شدد على أن الهيئة تراعي التعليمات الشرعية في جميع إجراءاتها ولا تقبل المساس بحقوق المتهم التي كفلها له الشرع والنظام، ولا تقبل أي تجاوزات بحق منسوبيها، وتتخذ الإجراءات المناسبة في حال حدث ذلك.

عقب هذه الحادثة وتعليق الهيئة عليها خرجت نخب سعودية معلقة على الأمر بانتقاد الهيئة بشدة في تدوينات ومقالات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فيما تم تدشين هاشتاج #فتاة_النخيل_مول للتعليق على الأمر.

حيث أتت جل التعليقات على ضرب الفتاة وسحلها سلبية تجاه فعل رجال الهيئة بالفتاة:

على جانب آخر اشتعلت حملة هجومية في الصحف ووسائل الإعلام على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قِبل بعض الكتاب الليبراليين السعوديين يتهموها بالتهجم على المواطنين والتطرف في المواقف، وعدها بعضهم أحد أسباب ولادة ظاهرة داعش بحسب رأيهم، فيما هاجم البعض الآخر دعاة سعوديين مشهورين كالشيخ محمد العريفي، والشيخ عوض القرني بسبب أفكارهم المتشددة على حد وصفهم.

حيث قال الكاتب قينان الغامدي في مداخلة تلفزيونية على قناة “إم بي سي”، إنه يتوقع أن العريفي والقرني من رؤوس ما أسماه “التنظيم السروري”، الذي اتهمه بأنه “أخطر تنظيم في العالم”.

في المقابل انطلقت حملة مضادة من قِبل التيار الديني في السعودية يقودها بعض الدعاة تحت هاشتاج #إعلاميون_يخدمون_أعداءنا، نظروا من خلاله إلى الهجوم الحاد على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه مسألة تخدم أعداء السعودية فقط، وقد شارك فيه العديد من رجال الدين في المملكة.

حيث شارك الشيخ محمد العريفي في الرد معتبرًا أن كتابة 15 مقالًا من صحفيين يهاجمون هيئة الأمر بالمعروف ليس صدفة متسائلًا عن كيفية اتفاقهم على ذلك.

فيما وصفهم الدكتور ناصر العمر بوصف مفتعلي المشكلات، تضامنًا مع الهيئة على حد أوصافه في هذه التغريدة.

فيما انتقد نايف الصحفي المقالات التي هاجمت الهيئة بنشر صورة لها مجمعة.

أما محمد العبد فرأى أن سبب ذلك هو ضعف الأداء الإعلامي للهيئة أمام الداعين لإزالتها.

آثر الدكتور جميل اللويحق أن يتحدث عن الإعلام السعودي بوصفه مختطف في اتجاه “سلبي”، فيما يبدو إشارة إلى سيطرة التيار الليبرالي في السعودية على مجمل وسائل الإعلام.

وقد كرر الأمر نفسه الدكتور محمد أحمد الجوير بقوله كتاب المقالات في الصحف التي هاجمت الهيئة يسيرون عكس توجهات قيادة الوطن بحسب تغريدته.

هذا وقد غرد المدون السعودي عمر عبدالعزيز عكس التيارين في هذه المعركة معتبرًا أن الفريقين يستقويان بالسلطة كل منهم على الآخر، قائلًا: “في عز الأزمات يتصدر الصراع السلفي الليبرالي المشهد وكلا الفريقين يستقوي بالسلطة ضد الآخر وكلاهما من صنع السلطة”.

معتبرًا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووسائل الإعلام كلاهما وسائل في يد السلطة التي صنعتهما، معبرًا أن الصراع بين الفريقين “مضحك” بحسب تغريدته.