رحلة جديدة في المحيط، هذه المرة لـ”البحث عن دوري”

دوري السمكة التي تعاني من فقدان الذاكرة قصيرة الأمد، نبدأ رحلة جديدة معها في الفيلم الجديد “البحث عن دوري” فيه تبدأ السمكة دوري في البحث عن ماضيها ومعالجة ذاكرتها، فهل ستنجح؟
كن مستعدًا، “البحث عن دوري” لا يشبه “البحث عن نيمو”، في البحث عن نيمو نجد حبكة وشخصيات متنوعة أكثر وحوارًا مطولاً أكثر بين الشخصيات في الفيلم، ينتقل بنا فيلم “البحث عن نيمو” ليروي قصة السمكة نيمو في كنف والده في أعماق البحار وتمرده وهربه منه ليضيع في المحيطات ويصل إلى حوض أسماك بعد أن تم اصطياده في سيدني، بالتوازي مع ما يمر به نيمو يقوم الأب بمساعدة ورفقة السمكة دوري بالبحث عن ابنه نيمو في المحيط ويلتقيان بأنواع مختلفة من الأسماك.
وتكشف لنا دوري أنها تتكلم لغة الحيتان، يواجه الأب ودوري صعوبات عديدة حتى يصلان إلى نيمو، وفي نهاية الفيلم يعود نيمو مع والده ودوري إلى المحيط، إنها النهاية السعيدة.
في “البحث عن دوري”، تتبدل الأدوار، فهذه المرة على نيمو ووالده البحث عن دوري، التي ضاعت ووصلت مركزًا لمعرض الأسماك بحثًا عن والديها الذين فقدتهما قبل سنوات بسبب كونها تملك ذاكرة قصيرة الأمد جعلتها تضيع وتسبح بعيدًا عن حوض الأسماك المخصص لوالديها في أحد أحواض معرض الأسماك.
في فيلم “البحث عن نيمو” تتنوع الشخصيات والأسماك، ونتعرف بشكل أوسع على أنواع مختلفة منها، الأمر يحدث أيضًا في فيلم “البحث عن دوري”، إلا أنه في نفس الوقت المحور الأساسي في الفيلم هو أن دوري تبحث عن والديها، وفي الطريق إليهم هناك شخصيات لا تثري الحبكة كما في “البحث عن نيمو”.
تعيد رحلة دوري في البحث عن والديها لها ذكريات عديدة، إذ تلتقي أثناء البحث بصديقة طفولتها الحوت “ديستني” (قدر)، والتي علمتها لغة الحيتان في طفولتهما، فتبدأ دوري بتذكر المزيد والمزيد من الذكريات عن والديها.
في فيلم “البحث عن نيمو” نجد عدة مقاطع مفاجئة في القصة، دون أن نتوقع ما النهاية، هل هي حزينة أم سعيدة، وفي كل مرحلة وكل مغامرة يمر فيها والد نيمو ودوري نجد قصة غنية إما عن أسماك جديدة أو نباتات بحرية، أما في “البحث عن دوري” فالفيلم لم يخض في مثل هذه التفاصيل، واقتصرت تفاصيل الحكاية على أماكن محددة، دون الغوص بأعماق البحر حقًا.
الفيلمان ينبهان المشاهد على أهمية الحفاظ على البيئة، وعلى ضرورة الانتباه إلى أن الكائنات البحرية من أسماك ونباتات في المحيطات كلها تعاني من خطر الانقراض بسبب التلوث البيئي.
الفيلمان يحفزان الأهل والأبناء معًا على ضرورة التحدي والإصرار، وأهمية دور الأهل في تشجيع الأبناء حتى بالرغم من الصعوبات لديهم، سواء كانت ذهنية أم جسدية وذلك بتوفير كل الدعم المعنوي لهم، إذ كما يقول والد دوري دائمًا: “هناك دائمًا طرق بديلة، لا شيء مستحيل”.
وسط كل هذا، دوري استمرت بدورها في إضحاكنا، إلا أنه يبقى التساؤل للمشاهد العربي، كيف ستكون دبلجة فيلم “البحث عن دوري” في غياب اللغة المحكية؟ من سيبدل إبداع عبلة كامل التي لعبت دور دوري في الفيلم الأول “البحث عن نيمو”؟