معاداة للأقليات والمهاجرين.. تعرف أبرز ملامح وزارة ترامب الجديدة

lead-jeff-sessions-embed4-000-dd6bm

في أثناء اتجاه البعض لإلقاء نظرة أخرى على نتائج الانتخابات في مباحثات مستمرة على مصداقية فوز دونالد ترامب بالفعل بنتائج الانتخابات الأمريكية النهائية، تستمر حملات تأييده من جهة، وحملات المعارضة من الديموقراطيين من جهة أخرى، في حين يستمر مسلمو أمريكا في الدفاع عن أنفسهم ضد موجة العنصرية المتزايدة نحوهم، إلا أن في خضم كل ما سبق، تبدأ معالم وزارة ترامب الجديدة في الظهور.

إليك قائمة بخمسة أسماء من لائحة المرشحين التي أُعلن حصولهم على المنصب مؤخرًا.

رينس بريبوس.. الرجل الثاني في واشنطن

يسمونه “أمين عام البيت الأبيض”، ويعتبر من أهم رجال الرئيس، بل من الممكن أن يكون أهمهم على الإطلاق، فهو من يقوم بتجهيز أجندة الرئيس وترتيب مواعيده وأموره بالنسبة للعلاقات العامة، ووجوده في هذا المنصب يعود بالنفع على ترامب حيث عينه في منصب كبير مستشاري البيت الأبيض، ليكون له دور محوري في عملية اتخاذ القرار.

يعد رينس بريبوس من أكثر الأشخاص الذين احتلوا منصب رئيس الحزب بالنسبة للحزب الجمهوري، فقد تولى المنصب في عام 2011، ليكون أصغر من يتولى منصب كهذا من بين من سبقوه، رينس يبلغ من العمر 44 عامًا الآن، إلا أن آذان رئيس الولايات المتحدة ستكون تحت سيطرته باعتباره كبير المستشارين وصاحب السلطة في البيت الأبيض بعد تولي ترامب زمام الأمور في يناير مطلع العام المقبل.

مايكل فلين.. ذراع ترامب اليمنى

ابن لعائلة كاثوليكية، كانت أمه تعمل في مجال العقارات وكان لوالده باع في البنوك، ليتخرج الابن كذلك حاملًا شهادة في مجال إدارة الأعمال، ومن ثم التحق بالجيش ثم إلى منصب ملازم ثانٍ في الاستخبارات، لينتهي به المطاف مديرًا للاستخبارات الأمريكية العسكرية في أكتوبر من عام 2012.

يبدو أن فلين من أكثر الشخصيات التي من الممكن أن تثير القلق لمسلمي أمريكا، لا سيما أنه من أكثر المهاجمين للإسلام السياسي وقرنه في حديثه بالميليشيات الإسلامية التي وصفها بالإرهابية، حيث قال نصًا: “هناك توجه جدي كالفاشية والشيوعية والنازية، اسمه الإسلام السياسي، ذلك السرطان الخبيث الذي يجب القضاء عليه”.

غرّد فلين عبر حسابه الشخصي على تويتر بأن الخوف من المسلمين هو أمر منطقي، كما كان له أثر واضح في إقناع ترامب بأن الولايات المتحدة الأمريكية في حالة حرب عالمية مع الميليشيات الإسلامية، وبما أن فلين عُين من قِبل ترامب كمستشار عسكري له، سيكون له الكلمة الأخيرة في تعامل ترامب مع تلك الأزمات، وبالأخص التي تعني المسلمين.

“معاداة المسلمين أمر منطقي للغاية، من فضلك حاول مشاركة هذا مع غيرك من الأصدقاء، الحقيقة لا تخشى المساءلة”.

اتفق كل من فلين وترامب على أن سياسة أوباما وكذلك هيلاري كلينتون من أفسحت المجال للميليشيات الإسلامية أن تظهر على الساحة، وهو ما عبر عنه في تغريدة له بقوله بأن سياسة أوباما هي ما ستقضي علينا.

“عدم اعتراف أوباما وهيلاري بأن الإسلام المتطرف هو نوع من أنواع الإرهاب ما سيقضي علينا جميعًا في النهاية”.

على الرغم من كون فلين ديموقراطيًا في الأساس طول حياته، فقد اشترك مع ترامب في عداء المسلمين، ولذلك أيد ترامب، وكان مستشارًا أمنيًا له خلال حملته ويصبح ذراعه الأيمن، ويكون له الكلمة الأخيرة التي ربما ستودي بحياة الآلاف فيما بعد.

عنصرية تجاه الأقليات والمهاجرين في وزارة ترامب!

هل من الممكن وجود سيناتور أمريكي يدافع عن تعذيب المتهمين في قضايا الإرهاب في السجون الأمريكية أو التي تديرها الولايات المتحدة في أثناء حرب العراق، في وزارة ترامب الجديدة؟ نعم، لقد جعل ترامب هذا ممكنًا مع “جيف سينشز”.

من المدعي العام لولاية ألاباما لمدة 12 عامًا، جيف سينشز في وزارة ترامب في منصب المدعي العام، إلا أنه لديه الكثير مما يجعله مكروهًا من الأقليات والمهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشتهر جيف بعصبيته في قضايا المهاجرين بالتحديد، واشتهر أيضًا بالعنصرية ضد الأفارقة الأمريكان، ورفض مكتبه التحقيق في قضية مقتل شاب أمريكي من الأفارقة على يد منظمة الـ KKK.

جيف من أكثر المعارضين للهجرة، شرعية كانت أم غير شرعية، حيث كان مستشارًا لترامب في أثناء حملته الانتخابية، ودعمه بالتحقيق في نوايا هيلاري كلينتون في دعمها للمهاجرين، واستقبالها لحوالي نصف مليون مهاجر إلى الولايات المتحدة في حالة توليها الرئاسة، إلا أنه دعم ترامب في مشروعه العنصري ضد المهاجرين، ومن المتوقع إصدار قوانين جديدة لن تسر المهاجرين هناك علي يد جيف سينشز.

بيتسي ديفوس.. وما بعد النيوليبرالية في إصلاح التعليم الأمريكي

من ابنة العائلة فاحشة الثراء إلى منصب سكرتيرة التعليم في الوزارة الجديدة، بيتسي ديفوس ابنه للملياردير إدجار برينس صاحب إحدى أكبر شركات قطع غيار السيارات في ولاية ميتشجن، أما أخوه، فهو صاحب شركة بلاكوتوو العسكرية الأمريكية، والتي كان يقال عنها “جيش بوش الخفي” لما كان لها من نشاط مشبوه في حرب العراق، حيث كتبت عنها الصحف العالمية بأن لعائلتها باعًا في المال مجهول المصدر والثراء الفاحش اعتمادًا على الفساد، كما وصفوها بأنها المرأة التي تستغل مالها من أجل فرض أجندتها الشخصية على حساب رأي الأغلبية.

لا يشير اختيار بيتسي في منصب كهذا في الوزارة إلا لأمر واحد، ألا وهو اتجاه ترامب للاهتمام بالتعليم الخاص على حساب التعليم الحكومي، لتستغل بيتسي الميزانية التي خصصها ترامب للتعليم وهي 20 مليار دولار في مزيد من الاهتمام بالمدارس الخاصة أو ما يوصف بالمدارس المستقلة من خلال توجيه الأموال العامة وأموال الضرائب.

“نعمل معًا من أجل تحقيق نقلة في التعليم تسمح لكل طالب بتحقيق فرصه”.

مزيد من الخصخصة، ومزيد من حب إسرائيل

نيكي هايلي سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة، فعلى الرغم من عملها في مجال إدارة الأعمال لمدة 4 سنوات متتالية، بدأت هايلي الاندماج في العمل السياسي منذ عام 2004، فهي نفسها من أبناء المهاجرين، فوالداها من الهند، إلا أنها اتفقت مع ترامب في سياساته الاقتصادية، حيث تميل في تفكيرها إلى خفض قيمة الضرائب والقضاء على النقابات وعلى أية قيود تحد من حجم التجارة، وأثر ذلك على قراراتها السياسية كذلك، فكانت من محبي إسرائيل ومن داعميها، كما وقعت على طلب هي ونواب أمريكيون آخرون بفرض قانون يمنع مقاطعة إسرائيل اقتصاديًا.

على الرغم من عدم اتفاقهما الشديد في أثناء حملته الانتخابية، ومهاجمته لها على تويتر بعد انتشار إشاعات تهرب ترامب من الضرائب، ففي النهاية اختارها سفيرة للأمم المتحدة، وهو ما أدهش الكثير، مثلما حدث مع من موجود في القائمة كلها!

خلال 10 أسابيع من الآن، سيكون دونالد ترامب هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وعليه سيتم تغيير ما يسميه الأمريكيون بالإدارة الأمريكية، وهي المؤشر الأساسي للسياسة التي ينوي ترامب اتباعها في أثناء فترة حكمه، وهي ما ستحدد تحقيق ترامب لوعوده المخيفة للعالم في حملته الانتخابية أم لا، بناءً على الشخصيات التي تقوم بتشكيل الوزارة والاهتمام بزمام أمور البيت الأبيض.