المعارضة السورية متخبطة بشأن جنيف 2

Bd5M98BIEAA-Wle

حذرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا المعارضة السورية بإعادة التفكير في الدعم الذي تقدمه لها في حال عدم مشاركتها في محادثات جنيف 2 المقرر عقدها الأسبوع المقبل في سويسرا، وذلك حسب مصدر سوري لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وأضاف المصدر أن كل الولايات المتحدة بريطانيا مصممتان على ضرورة حضور المعارضة السورية مؤتمر جنيف 2 ، وأضاف: “من الواضح أن البلدين لن يستمرا بدعمهما لنا كما في السابق في حال عدم مشاركتنا في المؤتمر” ، مشيراً أن “عدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2 سيفقد المعارضة مصداقيتها أمام المجتمع الدولي”.

المعارض السوري الدكتور برهان غليون قال على صفتحته على الفيسبوك أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سأل المعارضة السورية بشكل مباشر: “ما الذي يمنعكم من جضور مؤتمر جنيف٢ أو يجعلكم تترددون في اتخاذ القرار، ورسالة الأمين العام واضحة لصالح قضيتكم؟” ، ليكون الجواب كذلك مباشراً – حسب وصف غليون – “قلنا نحن وعدنا شعبنا بأن حضورنا مرتبط باحراز تقدم ملموس في ملف المعاناة الانسانية للسورييين، والحال لا نرى أنكم فعلتم شيئا يعيد الأمل ويعزز الثقة لدى شعبنا المعرض لحرب همجية يومية”.

كيري الذي رد بأنه لا يعد بالكثير، لكن هناك خطوات ايجابية وملموسة ستتم مع الروس في ثلاث ملفات إنسانية، وأضاف:” وربما تظهر النتائج خلال أيام قليلة : فتح ممرات لإدخال المواد الإغاثية في غوطة دمشق ومخيم اليرموك، وقد بدأت الإغاثة بالدخول فعلا، وتحرير عدد من المعتقلين وتبادل الأسرى، وعلى رأسهم الأطفال والنساء، ووقف إطلاق النار في منطقة جزئية كبداية، وحلب على وجه الخصوص، ولم يظهر الروس أي تردد في الاستجابة لهذه المطالب وأبدوا استعدادهم للتعاون من أجل تحقيق هذه الأهداف إلى الامام” ، الأمر الذي لم يتحقق البتة، بل تم إطلاق النار على القافلة التي حاولت الوصول إلى مخيم اليرموك البارحة.

غليون في حديثه بدا متفائلاً أكثر هذه المرة، وتحدث أنه يشعر هذه الأيام بشيء من بصيص أمل لما يبدو جدية من الجميع ورغبة في الإنخراط بشكل أكبر في البحث عن حل وإنجاح العملية السياسية وذلك بعد اجتماعات وفد الائتلاف مع 11 من وزراء وممثلي دول أصدقاء سوريا في باريس، وأضاف غليون داعياً المعارضة إلى الاهتمام بملف جنيف ومتابعته : “لكن للتوصل إلى اتفاق لا يزال هناك ضرورة للبحث في الكثير من التفاصيل، لا ينبغي أن ننتظر على الباب، ينبغي على المعارضة ملاحقة هذا الملف ومتابعته ثانية بثانية”.

كذلك عبّر المعارض السوري وعضو الائتلاف أحمد رمضان في حسابه على تويتر عن الرمزية التي كانت من رفع علم الثورة السورية إلى جانب العلم الأمريكي في اجتماعات الوفد الأمريكي برئاسة كيري مع وفد الائتلاف الوطني السوري 

وكان كيري قد اجتمع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في إطار التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 في العاصمة الفرنسية باريس، ظهر من خلاله خلافات جادة بين روسيات والولايات المتحدة  فيما يتعلق بدعوة إيران للمشاركة، الأمر الذي أكده لافروف بقوله أن بلاده ترغب في مشاركة السعودية وإيران في المؤتمر بصفتهما دولتين هامتين في المنطقة.

الأمر الذي عارضه كيري بذريعة أن إيران تدعم دعمها مجموعات إرهابية في سوريا، ومؤكداً أن بلاده لا تتناول الموضوع بنظرة أيديولوجية مضيفاً أن إيران لم تقبل بشروط وروح المؤتمر الأول الذي عقد حول سوريا في جنيف، فضلا عن استمرار دعمها لحزب الله في المنطقة.

دول أخرى متل فرنسا وتركيا والسعودية من الداعمين للمعارضة السورية طلبت منها حضور جنيف 2 ، ولكنها أكدت على مواصلة دعمها لها وعدم التخلي عنها سواء شاركت في المؤتمر أم لا.

المعارضة من جهتها ما زالت تظهر التخبط في موقفها من جنيف 2 ، كان آخر مظاهر آخر التخبط هو انسحاب 41 عضو من الائتلاف الوطني السوري لعدة أسباب تم ذكرها في بيان أصدروه لم يكن حضور جنيف 2 من عدمه في أي من هذه الأسباب، جاء ذلك بعد اجتماعات الائتلاف التي كانت في السادس والسابع من الشهر الجاري، على أن يتم البت في قرار حضور جنيف 2 الجمعة القادم السابع عشر من يناير.