كيف تروي “بانا العبد” قصة الطفولة السورية؟

441

وجدت الطفلة السورية بانا العبد البالغة من العمر سبعة سنوات والتي تسكن في أحياء حلب الشرقية المحاصرة مع آلاف الناس الآخرين بالتويتر متنفسًا ومكانًا تشرح فيه معاناة الطفولة السورية، حيث تتعرض المنطقة الشرقية في حلب لحملة قصف عنيف من قبل الطائرات الروسية والسورية، ومحاولات حثيثة لاقتحامها بمساعدة ميليشيات من العراق ولبنان وإيران.

في خضم كل ما يجري خرجت بانا بمساعدة أمها فاطمة معلمة اللغة الإنكليزية تنشر تغريدات باللغة الإنكليزية على تويتر تتكلم عن أهوال الحرب الدائرة في شرق المدينة ومآسيها وما يتعرض له الأهالي هناك.

بانا ترسل رسالة للعالم لما يجري يوميًا حولها من دمار وقتل وانتهاكات لقوات النظام على المدينة، وتقول في إحدى التغريدات أنها تحاول أن تقرأ لتنسى الحرب وتقوم بتوثيق الصراع من حولها بعدسة الكاميرا، وتغرد كل مشاهداتها على التوتير.

وهي ترسل رسالة للعالم أنها محرومة من أبسط مقومات الحياة وهو العيش بسلام، وأنها ككل أطفال العالم لديها حب بالحياة والعيش بأمان وسلام، وعندها حلم بأن تصبح معلمة كأمها وتخشى ألا تعيش حتى تحقق حلمها هذا، فتقول في إحدى تغريداتها “أرجوكم أوقفوا قتلنا، أريد سلامًا لأصير معلمة، وهذه الحرب تقتل حلمي”.

والملاحظ أن تغريدات بانا وأمها فاطمة تبتعد عن الكلام بالسياسة والصراع الدائر وتقولان إنهما لا تريدان سوى السلام حيث ذكرت في إحدى التغريدات “أريد أن تعود سوريا كما كانت، أنا أحب سوريا ولا أريد سواها إلى الأبد”.

دانا الطفلة التي من المفترض أن يكون مكانها مقاعد الدراسة تعيش حياتها بين زميلاتها في المدرسة لم تعد تذهب للمدرسة بسبب قصفها في إحدى الهجمات وبذلك انضمت إلى 7 ملايين طفل سوري حرموا من التعليم، وتعمل أمها على تعليمها في البيت بما تبقى لديها من كتب مدرسية.

دانا هي الأخت الأكبر لأخويها نور ومحمد تحاول أن تكون شجاعة وألا تبدو أمامهم خائفة وتنام هي وأخويها في غرفة والديهم حيث تقول الأم أن السبب وراء ذلك هو أنهم لن يكونوا على الأقل وحدهم إذ قصف منزلهم.

تقول بانة في إحدى تغريداتها أنها تشعر بالخوف في كل ثانية بأن الطائرات ستخطف أرواحنا وأصرخ طوال الوقت ولا استطيع النوم بسبب القصف كما أني لا أستطيع الخروج وحديقتي دمرتها إحدى الضربات والمنزل هو ملاذنا الوحيد الآن.

تعيش بانة وعائلتها على المعكرونة والأرز الذي خزنوه سابقًا كما تقول أم بانا، قبل أن تشدد الحكومة حصارها في بداية أغسطس/آب الماضي لكن المؤن بدأت تنفذ ولم يتذوقوا أي فاكهة أو خضروات منذ أكثر من أربعة أشهر ولا تتذكر آخر مرة تذوق فيها أطفالها الحلوى ومع ذلك تقول “بالرغم من كل ما عانيناه لا يزال أطفالي من المحظوظين”

حساب بانا يعود للعمل بعد توقف

توقفت بانا فجأة عن التغريد بعد اشتداد القصف والمعارك في منطقة شرق حلب وسرى خوف بين متابعيها أن بيتها قصف أو أنها قتلت وأطلق وسم على التويتر “أين بانة؟”. وقبل أن يعود الحساب للعمل كانت صحيفة الديلي تلغراف ذكرت في تقرير لها أن الأسرة ربما حذفت الحساب تبعًا لإجراءات السلامة بينما ألمح البعض أن يكون الجيش السوري قد عطله.

وكانت أم بانا كتبت الأسبوع الماضي أنها تخشى استهداف الجيش لها ولأسرتها بسبب هذه التغريدات، وأبلغت بعض المتابعين لها أن منزل الأسرة تم قصفه وعرضت صورة لابنتها بانة وهي مغطاة بالتراب.

وقالت في تغريدتها “الليلة فقدنا بيتنا الذي تم قصفه وتحول إلى أطلال، لقد رأيت أمواتا وكنت قاب قوسين من الموت، ونحن الآن نتعرض لقصف شديد. ونحن الآن بين الموت والحياة، نرجوكم ادعوا لنا“.

وكانت آخر تغريدة انتشرت على الحساب قبل عودته للنشر”نحن على يقين أن الجيش يستولي على المدينة الآن، وسنراكم أيها العالم العزيز في يوم آخر” وبعد هذه التغريدة لم تصدر أي تغريدات أخرى.

وغردت بانا على حسابها منذ ساعتين تقريبًا أنها بخير في ظل كثافة القصف.