اتهامات لحزب الله بامتلاكه أسلحة أمريكية الصنع من الجيش اللبناني

441

أثار ما قاله مسؤولون عسكريون إسرائيليون حول استخدام مقاتلي ميليشيا “حزب الله” اللبناني في سوريا لأسلحة أمريكية وحاملات جنود ومدرعات، موجة من الأسئلة والاستنكار لدى الساسة الإسرائيليين، حيث نقلت وكالات أنباء عن إبلاغ الكيان الإسرائيلي للولايات المتحدة اليوم بأن مقاتلي “حزب الله” اللبناني في سوريا يستخدمون حاملات جنود ومدرعة أميركية، كان قد تم توريدها للجيش اللبناني.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي كبير -الذي لم يُكشف عن اسمه أو رتبته أو منصبه- صورة لمركبات عسكرية قال إنها تتضمن ناقلات جنود أميركية مدرعة مصطفة في طريق، وتردد على نطاق واسع أن هذه الصور كانت تظهر عربات مدرعة من طراز “أم 113” لنقل الجنود.

الحزب حصل عليها من الجيش اللبناني

وقال المسؤول الإسرائيلي إن “ناقلات الجنود المدرعة هذه تابعة لحزب الله أثناء قتاله في سوريا”، مؤكدًا أن “حزب الله حصل عليها من القوات المسلحة اللبنانية”. ووصف المسؤول العسكري الإسرائيلي الحزب بأن له نفوذ كبير في لبنان، مضيفا “تبادلنا هذه المعلومة مع دول أخرى منها الولايات المتحدة بالطبع، حتى أنني يمكنني القول إننا تعرفنا على هذه المركبات بالتحديد بمحددات خاصة نعرفها، إنها ناقلات جنود مدرعة أعطيت للقوات المسلحة اللبنانية، هذا ليس افتراضًا”.

في الوقت نفسه، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن المركبات المدرعة سلمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني في إطار برنامج لتجهيزه، ولم يورد المسؤول أي تعليق عن متى تم توريد هذه المركبات للجيش.

وزارة الخارجية الأميركية والتي قالت الشهر الماضي إن السفارة الأميركية في بيروت عكفت بالفعل على التحقيق في صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يفترض أنها تظهر حزب الله وهو يستعرض معدات عسكرية أميركية في سوريا.

الحزب يحاول التحدي والتباهي

وكالة “سبوتنيك” الروسية كانت قد نشرت صورًا في منتصف تشرين الثاني الماضي لعرض عسكري لحزب الله في سوريا، حيث أقام الحزب عرضًا عسكريًا في منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي القريبة من الحدود السورية مع لبنان، حيث يعتبر هذا الحدث الأول من نوعه منذ مشاركة مئات المقاتلين من ميليشيا الحزب في القتال قبل أكثر من 3 سنوات في سوريا.

وقد اعتبر “حزب الله” العرض العسكري آنذاك “رسالة متعددة الاتجاهات، رسالة للداخل اللبناني أن موضوع حزب الله في سوريا هو خارج النطاق الآن، وبالتالي رسالة إلى المسلحين في سوريا أن حزب الله أصبح قوة أساسية في الصراع في سوريا ويمتلك قدرات هائلة، ورسالة إلى إسرائيل أن حزب الله يطور سلاحه، وبالتالي رسالة ذات بعد دولي أن حزب الله وحلفاءه هم جاهزون لأي تطور ميداني أو سياسي في سوريا”.

وقال نائب الأمين العام لـ “حزب الله” نعيم قاسم لـ”سبوتنيك” حينها إن “العرض العسكري في القصير هو رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج لتوضيحات وتفسيرات لأن أي تفسير سيؤدي إلى إنهاء دلالاتها وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي”.

وأضاف نعيم: “نحن موجودون في سوريا ولا نحتاج لتفسير أو تبرير، ونحن إلى جانب الجيش السوري والدولة السورية، ولولا تدخلنا في سوريا لدخل الإرهابيون إلى كل المناطق اللبنانية، وموضوع تدخلنا في سوريا لم يعد موضوع نقاش حاليا بين الأوساط اللبنانية.

وفي تعليق منه على قلق الأمريكيين حول وجود أسلحة أمريكية في ذلك العرض العسكري، قال قاسم قصير المحلل السياسي المحسوب على حزب الله، إن “الأمريكان ركزوا على وجود أسلحة أمريكية في العرض، وأثار لديهم القلق من أين حصل حزب الله على أسلحة أمريكية الصنع”.

واشنطن قلقة..والجيش اللبناني ينفي

تبع ذلك العرض العسكري إعلان واشنطن البدء بتحقيق في قضية ظهور آليات عسكرية أمريكية بحوزة ميليشيا “حزب الله”. حيث أكدت الخارجية الأمريكية في منتصف الشهر الماضي أنها بصدد التواصل مع العديد من الوكالات للتأكد من الأمر، خصوصاً أن الصور “لم تكن واضحة تماماً”، وفق شبكة CNN الأمريكية.

وأكدت الخارجية الأمريكية حينها أن واشنطن “تعتبر حزب الله منظمة إرهابية أجنبية”، مشيرة إلى أنها بحاجة لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه القضية، مضيفة أن “واشنطن تنشعر بالقلق الشديد في حال انتهت تلك المعدات بين يدي حزب الله”.

إلا أن الجيش اللبناني سارع حينها لنفي ما أشارت إليه واشنطن حول هذه القضية، مؤكدًا أن هذه الآليات والمدرعات ليس تابعة له.

كيف يسيطر الحزب على الجيش؟

الأمين العام السابق لـ”حزب الله”، الشيخ صبحي الطفيلي، كان قد أكد في تصريحات صحفية سابقة نشرت له في مطلع العام الجاري، أن حزب الله يسيطر على الجيش اللبناني وقراره، مطالبًا المملكة العربية السعودية بـ”تسليح المعارضة السورية بدلاً من الجيش اللبناني”.

الشيخ صبحي الطفيلي

وكان الطفيلي اعتبر حينها أن “الفريق اللبناني المناهض لحزب الله (14 آذار) يساعده في سياسته ويسهل له من حيث لا يدري، فالدولة بكافة أجهزتها تعتقل أي مشتبه بأنه يمكن أن يذهب إلى سوريا ليقاتل إلى جانب المعارضة، بينما جيش بأسره (في إشارة إلى حزب الله) يتحرك إليها”.

إلى ذلك يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن ميليشيا “حزب الله” تنشر في سوريا حوالي 8000 مقاتل، ويقدر أن 1700 من مقاتلي الحزب قتلوا هناك منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011. حيث يؤكد الإسرائيليين أن “أبراج المراقبة التي بناها الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية شيّدت وفقًا لتعليمات حزب الله، وأن الحزب الذي تدعمه إيران يقود بدوريات مشتركة مع الجيش على الحدود”.

وكانت “إسرائيل” قد شنت ضربات عدة ضد الحزب في سوريا، مؤكدة أن لها الحق في منع حيازة الحزب أسلحة متطورة من سوريا وإيران، لأنها تشكل تهديدًا لأمنها وكيانها.