دهليز الحب والزواج (1)

رحلة الحياة ملأى بالدهاليز ,,كثير منها يحتاج جهدا كبيرا كي تصل للطريق الصحيح، والقليل جدا منها تدخله هكذا دون ترتيب او سابق معرفة ,ماوراء الدهليز فى الحالتين تكتشفه ,تكتشف ملامحه وتفاصيله وتتعلم مع كل خطوة تخطوها فيه ,المهم أنك تحدد لنفسك مابعد الوصول لنقطة البداية ماذا تفعل ؟!!
هكذا الحب والزواج دهليز من دهاليز الحياة ,لاأحد يدخله دون أن يفكر ولو تفكيرا بسيطا ,فى السابق كان التفكير فى الزواج سطحيا إلى حد كبير بمعنى أنه بمثابة أن يتخرج الشاب ويجد عملا يبحث عن فتاة مناسبة له ويتزوج وبعد ذلك يكتشف كل شئ ,,وهي الآخرى حين تنهى دراستها او حين تكون مستعدة للإرتباط تبدأ فى التفكير مع أول عريس مناسب يدق الباب ,,وتبدأ الحياة بداية عادية وكثيرا ما تستمر عادية آيضا ,,ويتصدر للجميع أن زواج *كأس دائر على الرؤوس),,او هو فرض إجتماعى بحت او حتى من باب الدين وكونه سنة حياتيه ..
الزواج ليس فرض إجتماعى او سنة حياتيه فقط ,بل هو منظومة فى حد ذاته ,هو النواة لتكوين الأسرة وإن لم نفكر جيدا قبل الإقدام عليه ,فنحن نزيد المجتمع تشوها أكثر ماهو ,,ونزيد للعالم أشخاص جدد يضيفون بصمة بائسة على الحياة..
لاحظت فى الفترة الأخيرة عن عدد لابأس به من الفتيات والشباب أصبح منظورهم مختلف تماما ,,هي لاتريد ان ترتبط خوفا من القمع ,وهو لايريد آيضا خوفا من النكد ..هكذا بإختصار التفكير الذي أصبح ينتشر بين فتيات وشباب من الجيل الذى انتمى إليه ,,الجيل الذى يحسب نفسه جيل مختلف عن الأجيال التى سبقته فى التفكير ..
هؤلاء يفكرون بشكل حقيقى فى هذا ويعتبرون أن الزواج نهاية السعادة وبداية وصلات النكد النسوية ,,والقمع الذكورى.
والحقيقة أن القمع لايصنع هكذا بل يكون خلفه إمراة لم تضع أسس من البداية لعلاقتهم وارتضت الأمر الواقع كما هو دون ان تناقش ..والنكد ماهو إلا إرث تاريخى يتخيله الرجل مع كل عبوس فى وجه إمراته ,,لايكلف نفسه لسؤالها مابك؟ فربما تكون متعبة ,او ماشابه ؟
وهذا خلل فى العلاقة بينهما ,كلاهما يخطئ فى حق الآخر دون أن يدرى ,وكلاهما يضع قالب ونموذج للطرف الآخر قبل التجربة ؟فتجد الكلمة الشهيرة ((الرجال هكذا جميعهم ))والجملة الأشهر (إذا أردت أن تبحث عن النكد ففتش عن المرأة)
والخ من قاموس كبير جدا به من المفاهيم الخطأ مابه ..
ننسى جميعا أن الزواج هو سكن ومودة ورحمة ,وكل طرف هو الحضن الذى يرتمى فيه الآخر ,,من تعب الحياة ووجع الأحداث اليومية المتصارعة ,,
ماقبل الزواج لا بد أن نضع معايير واضحة لشريك الحيا ة ,لابد أن تكون ملامح تلك المعايير واضحة وواقعية ,ومفصلة جيدا حتى نستطيع أن نعرف ماذا نريد تحديدا ,حتى تكون إختياراتنا على أسس لا مجرد حالة نعيشها مع كل فرد نقابله ونبدأ فى سلسلة من التفكير الغير منتهيه ..
حين نضع الثوابت نتجاوز عن سفاسف الأمور ,تصبح الحياة أكثر إتزانا وأكثر إنجازا ,يصبح كل شئ مرتب وله مكانه ووقته ,فنرتب أولوياتنا بشكل جيد يمنحنا مزيد من الوقت لكي نستمتع بالحياة سويا .
نحرم أنفسنا كثيرا من الحياة بشكل متزن لأننا لم نضع ثوابت وأسس فى اى شئ ,,حتى أعظم الأشياء وهو الميثاق الغليظ نتركه هكذا للظروف والإكتشاف.
بالطبع لاشئ مثالى ,الحياة متعبة وتحتاج لجهد كبير حتى نصل لصورة واضحة لبعضنا البعض ,,والزواج رزق ضمن أرزاق قسمه الله سبحانه وتعالي ,لكن السعى والتعلم هو مايجعلنا نعرف كيف نتعامل مع كل قدر يحدث لنا.
فليس هناك شئ كامل الأوضاف ,ولكن الكمال هو أن نكمل بعضنا بعض فى تناسق وتناغم ,ولاشئ يسمى أريد زوج يشبهنى لأن هذا ربما يكون جميل لكنه ربما لايكون الأجمل على الإطلاق ,,
وقطعة البازل حين تجد من يكملها تصنع شكل مميز وربما لو وجدت شبيتها ربما يكون هذا أليق بيها وأجمل ,لكن لا يوجد قاعدة عامة تقول أن الأجزاء المتشابهه تماما هى من تصنع التناسق والإنسجام ,
وأسس الأختيار لاتكمن فى الأسس التقليدية ولكن تكمن فى حديث الروح للروح وقابليتك كأنثى للحياة مع هذا الرجل ,الحياة بكل ماتحمله الكلمة بجنونها عفويتها وآيضا روتينيتها ونظامها ..
بأحلامك المؤجلة وطموحاتك المستقبلية ,بما تريدين فعله ومالاتريدين .
لذا يكون القرار قرار قوي يحتاج لشجاعه فى التعامل معه ,ولشجاعه أكثر فى شرحه إلى رفيق الروح الذى سيكمل معكي الطريق.
وأنت آيضا لاشئ يمنعك من البوح عن ماتريد ,ولن تحزن من تريدها رفيقة عمر لك أن تخبرها بما تريد وما تحب ,ماتطمح إليه وما تتمنى فعله.
الوضوح من البداية فى اى علاقة يصنع علاقة متزنة للغاية واضحة الملامح والتفاصيل , ام الصمت وترك الأمور للوقت وللتعود ,,لايعود أبدا بخير .بل تبدأ صدامات العام الأول وتقضوا اسعد الأوقات فى الإكتشافات الرائعة المذهلة والصادمة آحيانا ..
يطول الحديث والحكى ..ها نحن فقط نبدأ الكلام ولم ينتهى بعد ..