ما الذي سرقته الصين من الولايات المتحدة؟

1400515942153364

قبل عدة أيام اتهمت الولايات المتحدة خمسة عناصر في وحدة “61398” السرية في “جيش التحرير الشعبي الصيني” بسرقة أسرار في صناعة الصلب الأمريكية لمصلحة شركات صينية حكومية، واتهم القضاء الأمريكي للمرة الأولى العناصر الخمسة في الجيش الصيني بالتجسس الإلكتروني وسرقة أسرار أمريكية لمساعدة الشركات التي تديرها الدولة، كما أعلنت وزارة العدل.

وجاء في التهم الجنائية أن قراصنة دخلوا على أجهزة كمبيوتر أمريكية لدعم تنافسية شركات صينية؛ مما ألحق ضررًا بشركات مثل وستنغهاوس وشركة الصلب الأمريكية والعاملين فيهما.

وفي اليوم التالي لتلك الاتهامات – التي صدرت الإثنين – استدعت بكين السفير الأمريكي وحذرت واشنطن من أنها قد تتخذ مزيدًا من الإجراءات.

هذه هي أول تهمة جنائية بالتسلل الإلكتروني توجهها الولايات المتحدة لمسؤولين أجانب وتأتي بعد تصاعد الانتقادات العلنية والخاصة خلال قمة العام الماضي بين الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” والرئيس الصيني “شي جين بينغ”.

الصين من جانبها أعلنت أمس عن اعتزامها إجراء فحص لعدد من شركات صناعة منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات بهدف حماية “الأمن القومي” و”التطور الاقتصادي والاجتماعي”. 

وكانت الصين قد اتخذت عدة تدابير ضد شركات أمريكية ودولية لنفس الأهداف، ومن بين تلك التدابير حظر استخدام نظام التشغيل “ويندوز 8” – وهو أحدث نظام تشغيل أصدرته شركة مايكروسوفت – على أجهزة الحاسوب الجديدة في الحكومة المركزية.

صحيفة التايم الأمريكية نشرت تقريرًا صحفيًا عما سرقه القراصنة الصينيون من الشركات الأمريكية، ورغم نفي الصين إلا أن هذا هو ما تدعي وزارة العدل الأمريكية أن الصين قامت بسرقته:

1- تكنولوجيا الطاقة الشمسية
القراصنة سرقوا لوحة للطاقة الشمسية، وسرقوا عددًا من الابتكارات التكنولوجية من شركة سولار وورلد ومقرها الرئيسي في ألمانيا، تقول وزارة العدل إن الصينيين سرقوا الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني وملفات أخرى من ثلاثة من كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة سولار وورلد في 2012. 

2- تكنولوجيا محطة للطاقة النووية
وزارة العدل الأمريكية تتهم الصين أيضًا بسرقة التكنولوجيا النووية من شركة الكهرباء الأمريكية “ويستنجهاوس” ومقرها بنسلفانيا حيث كانت تتفاوض مع شركة حكومية صينية لتسليمها بعض التكنولوجيا الكهربائية، القرصان المدعو “سن كايلينج” استطاع الدخول إلى حواسيب الشركة وسرقة بعض التصميمات المتعلقة بكيفية بناء محطة للطاقة النووية.

3- معلومات داخلية عن استراتيجية الأعمال داخل الولايات المتحدة الأمريكية
بدأت عمليات القرصنة ضد ويستنجهاوس في 2010 ولم تتوقف حتى 2011، إلى حد أنها وصلت إلى الرئيس التنفيذي للشركة، شملت بعض الرسائل المسروقة أيضًا معلومات عن استراتيجية أعمال الشركة للطاقة النووية ومن بينها استراتيجيتها في التفاوض مع الشركة الحكومية الصينية. 

4- البيانات المسروقة مكنت الصينيين من خداع القوانين الأمريكية
الشركات الأمريكية، خاصة المتخصصة في الصناعات الثقيلة واجهت طوفانًا من المنتجات الصينية المنافسة، جاءت تلك المنتجات بأسعار أرخص كثيرًا من من أسعار شركات الصلب في الولايات المتحدة، وكرد على ذلك قامت شركة الصلب الأمريكية بمقاضاة الحكومة الصينية، استطاع القراصنة الحصول على أسرار التقاضي وخطط الشركة وبالتالي استطاعوا تجاوز ذلك.

وعلى كل حال، فتلك الجرائم المزعومة، ليست سوى غيض من فيض بحسب خبراء، فقراصنة من الصين وإيران وروسيا استهدفوا واستطاعوا اختراق قطاعات واسعة ومختلفة داخل الولايات المتحدة، يقول أحدهم إن الشركات الأمريكية نوعين: “تلك التي تعلم أنها قد اختُرقت، وهذه التي لم تكتشف ذلك بعد”.