“إسرائيل” تطرق أبواب الحرب الكبرى.. الشرق الأوسط في لحظة حاسمة

دوّت سلسلة انفجارات عنيفة مع فجر يوم الجمعة، في عدد من المدن الإيرانية، من بينها طهران، في أعقاب غارات جوية نفّذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت منشآت نووية وعسكرية، وطالت أيضًا أحياءً سكنية في العاصمة الإيرانية.

وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه العملية بأنها “ضربة استباقية”، وهو التعبير ذاته الذي استخدمه وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في إعلانه الرسمي عن العملية. وجاء الهجوم بعد تحذير صريح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أشار فيه إلى إمكانية شنّ “إسرائيل” هجومًا وشيكًا على المنشآت النووية الإيرانية، ما أعطى مؤشرات واضحة على اقتراب لحظة الصدام.

الهجوم الإسرائيلي على إيران لا يُعدّ فقط تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، بل يُمثّل نقطة تحوّل حاسمة في مسار المواجهة المتصاعدة في الإقليم، فكونه هجومًا إسرائيليًا منفردًا، من دون مشاركة أميركية مباشرة، يفتح الباب على سيناريوهات معقدة، مع التأكيد أن واشنطن ستظل حاضرة – ولو في الخلفية – عبر أدوار الدعم الدفاعي والدبلوماسي، وهو ما يُنذر بتحوّل المشهد الإقليمي إلى مفترق استراتيجي بالغ الخطورة.

“إسرائيل” تُطلق مرحلة اللاعودة

أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن انطلاق عملية عسكرية ضد إيران، تحمل الاسم الرمزي “الأسد الصاعد”، بالتزامن مع فرض حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية في مختلف أنحاء “إسرائيل” تحسبًا لرد إيراني وشيك.

قال كاتس في بيان رسمي: “في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها دولة إسرائيل ضد إيران، من المتوقع أن تتعرض إسرائيل وسكانها المدنيون لهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة”. 

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الهجوم استهدف “علماء نوويين إيرانيين بارزين يعملون على تصنيع قنبلة نووية، إضافة إلى مواقع مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية”، واعتبر أن “إسرائيل” تعيش “لحظة حاسمة”، مؤكدًا أن العمليات ستستمر “طالما استدعى الأمر ذلك”، زاعمًا أن طهران تمتلك كميات من اليورانيوم المخصّب تكفي لصناعة تسع قنابل نووية.

مبنى متضرر عقب الضربات الإسرائيلية، في طهران، إيران، 13 يونيو 2025. ماجد أصغري بور / وكالة أنباء غرب آسيا (WANA) عبر رويترز.

في السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه “أنجز المرحلة الأولى من الهجوم”، موضحًا أن عشرات الطائرات المقاتلة نفّذت غارات استهدفت “عشرات الأهداف العسكرية، بما في ذلك مواقع نووية، في مناطق مختلفة من إيران”، كما أشار مسؤول عسكري إسرائيلي إلى أن العملية استهدفت أيضًا قادة عسكريين إيرانيين، وأكد أن العمليات “لا تزال مستمرة”.

رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، اعتبر في بيانه أن “الوقت قد حان”، معلنًا ما وصفه بـ”نقطة اللاعودة”، وقال: “لا يجوز لنا أن ننتظر لوقت آخر للعمل”، محذرًا من أن “كل من يحاول تحدينا سيدفع ثمنًا غاليًا”، وأضاف: “نخوض هذه المعركة معًا، وهدفنا أن نحقق مستقبلًا أكثر أمانًا لدولة إسرائيل ومواطنيها”.

بهذه التصريحات، يتّضح أن “إسرائيل” لا تنظر إلى الهجوم على إيران كعملية محدودة، بل كتحوّل استراتيجي في قواعد الاشتباك، قد تفتح الأبواب على تصعيد واسع النطاق، يتجاوز حدود الضربة الجوية الأولى.

الاغتيالات: البُعد المباغت في الهجوم الإسرائيلي

رغم تعدد المؤشرات المسبقة التي رجّحت احتمال شنّ هجوم إسرائيلي على إيران، فإن طبيعة بنك الأهداف، وزخم الضربة، والشكل المفاجئ للهجوم، شكّلت جميعها عنصر صدمة لدى المتابعين.

وبينما انصبّ التركيز المُتوقع على المنشآت النووية، جاءت الضربة أوسع نطاقًا وأكثر تعقيدًا، لتكشف أن الهدف لم يكن فقط البنية التحتية النووية، بل أيضًا كسر توازن القوة عبر استهداف رأس المنظومة العسكرية الإيرانية.

في اللحظات الأولى للهجوم، بثّ التلفزيون الإيراني تقارير عن دوي انفجارات في شمال شرق طهران، وتحديدًا في بلدة محلاتي، أحد أكبر الأحياء السكنية التي تؤوي قادة كبارًا من “الحرس الثوري” والقوات المسلحة، وأظهرت مقاطع مصوّرة تصاعد الدخان من حي لويزان، حيث تقع مقرات عمليات مركزية لهيئة الأركان والجيش و”الحرس الثوري”، كما تم تعليق كافة الرحلات الجوية في مطار الإمام الخميني الدولي جنوب العاصمة، في مؤشر واضح على شدة الضربات.

القائد العام للحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، اللواء حسين سلامي. ماجد أصغري بور / وكالة أنباء غرب آسيا (WANA) عبر رويترز.

وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، فقد استهدفت “إسرائيل” ما لا يقل عن ست قواعد عسكرية في محيط طهران، من بينها منشأة “بارشين” النووية، كما شملت الضربات مجمعات محصّنة ومبانٍ سكنية في ما بدا أنه موجة اغتيالات منسقة ضد قيادات عسكرية وعلمية بارزة.

وفيما أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن “الكيان الصهيوني نفّذ عمليات اغتيال” ضمن الهجوم، أكدت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري نبأ اغتيال القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، إثر قصف مقر القيادة العامة. كما أُعلن عن اغتيال فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومهدي طهرانجي، رئيس الجامعة الحرة الإسلامية، واللواء محمد باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، بينما لا يزال مصير عدد من القادة والعلماء الإيرانيين مجهولًا.

وفي امتداد الضربات، أفادت وسائل إعلام إيرانية بتصاعد الدخان من موقع نطنز النووي في محافظة أصفهان، إلى جانب تقارير عن قصف مبانٍ سكنية شرقي طهران وسماع انفجارات في محافظات كرمانشاه ولرستان غرب البلاد، وسط أنباء عن وقوع قتلى.

اللواء محمد باقري.

الشق السري من الهجوم لم يقتصر على الغارات الجوية، إذ كشف مصدر عسكري إسرائيلي لإذاعة جيش الاحتلال أن جهاز الموساد نفّذ سلسلة عمليات إحباط داخل العمق الإيراني، استهدفت منظومات الدفاع الجوي والصواريخ الاستراتيجية. وأكد الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، في تصريح لـ”CNN،” أن مسؤولًا رفيعًا أبلغه بتنفيذ عمليات “تخريب سرية” ضد مواقع إيرانية شديدة التحصين.

يتّضح من حجم الإصابات وطبيعة الأهداف أن التحضيرات الإيرانية لم تكن بمستوى التهديد الفعلي، سواء في توقيت الهجوم أو في السيناريوهات المتوقعة، كما يبدو أن احتمال استهداف قادة الصف الأول لم يكن مطروحًا في حساباتهم أيضًا، وهو ما عزّز نجاح الموجة الأولى للهجوم الإسرائيلي.

الولايات المتحدة: “لسنا جزءًا من الهجوم”… ولكن!

منذ اللحظات الأولى للهجوم الإسرائيلي على إيران، سارع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إصدار بيان توضيحي، أكد فيه أن “إسرائيل اتخذت إجراءً أحاديًا ضد إيران الليلة. نحن لسنا طرفًا في الضربات”، مشددًا في الوقت ذاته على أن واشنطن تلقت بلاغًا مسبقًا من تل أبيب بأن هذه العملية “ضرورية للدفاع عن النفس”، بحسب الرواية الإسرائيلية.

وحذّر روبيو إيران من مغبة استهداف المصالح أو الأفراد الأميركيين في المنطقة، قائلاً: “أولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية”، قبل أن يضيف بنبرة تحذيرية: “دعوني أكون واضحًا، يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو القوات الأميركية”.

هذا الموقف العلني “المنأى بالنفس” لا يمكن فصله عن سلسلة التحضيرات الأميركية التي سبقت الضربة، فقد نفذت واشنطن، خلال الأيام الأخيرة، عمليات إجلاء موسعة لكوادرها الدبلوماسية وعائلات الجنود من عدة بعثات في الشرق الأوسط، أبرزها السفارة الأميركية في العراق، بالإضافة إلى مواقع في الكويت والبحرين، كما فُرضت حالة تأهب قصوى على القواعد العسكرية والسفارات الأميركية في المنطقة، وسط معلومات استخبارية عن اقتراب تنفيذ عملية إسرائيلية كبرى.

مصادر دبلوماسية أميركية كانت قد عبّرت قبل الضربة بساعات عن قلق بالغ، ووصفت الوضع بأنه “الأخطر منذ سنوات”، بينما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي على الإطلاق”، وكشفت شبكة “CBS” أن الإدارة الأميركية أبلغت كبار مسؤوليها أن “إسرائيل جاهزة تمامًا لشن عملية عسكرية ضد إيران”، مع توقعات برد إيراني يشمل استهداف مواقع أميركية، لا سيما في العراق.

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض في 7 أبريل. تصوير: آل دراغو / بلومبرغ.

رغم نفي المشاركة المباشرة، فإن واشنطن لم تحاول منع الهجوم، كما لم تسجّل أي محاولة للضغط على تل أبيب للتراجع عنه، وهو ما أكده السفير الأميركي مايك هاكابي حين قال: “لا أتوقع أن تهاجم إسرائيل إيران دون ضوء أخضر أميركي، لكنها في النهاية صاحبة القرار”. وبهذا، بدا أن الإدارة الأميركية منحت غطاءً ضمنيًا للهجوم، في ظل قناعتها بأن الرد الإيراني على المقترح النووي الأميركي سيكون سلبيًا، وأن طهران لن تتراجع عن مستويات التخصيب المرتفعة.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد اعتبرت تل أبيب أن اللحظة السياسية والعسكرية باتت “مثالية” لتنفيذ الضربة، مستفيدة من تحييد العديد من الجبهات الحليفة لإيران، مثل حزب الله في لبنان، والمجموعات العسكرية في العراق وسوريا، واستنزاف أنصار الله الحوثيين في اليمن.

في موازاة ذلك، كشفت تقارير صحفية عن حملة تضليل إسرائيلية منظمة، هدفها إخفاء نية الهجوم وموعده الحقيقي، وبحسب الصحفي الإسرائيلي أميت سيغال، فإن من بين مؤشرات الخداع: إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قضاء إجازة خاصة في شمال البلاد، ونشر تسريبات إعلامية توحي بأن لا شيء سيحدث قبل زفاف ابنه أفنير نتنياهو.

كما تم الإعلان عن إرسال رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية، ورئيس الموساد دافيد برنياع، إلى واشنطن تحت غطاء “لقاء مع المبعوث الأميركي لمناقشة الملف الإيراني”، في الوقت الذي كانت فيه الضربة قد جرى تحديد موعدها مسبقًا.

ويرى سيغال أن هذه الخطوات مجتمعة، إلى جانب تسريبات عن تحذيرات مزعومة من ترامب لـ”إسرائيل” بشأن إعطاء فرصة للمفاوضات، شكّلت جزءًا من استراتيجية تضليل واسعة مهدت بنجاح لهجوم غير مسبوق على العمق الإيراني.

ضربات محدودة أم حرب إقليمية واسعة؟

الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران وضع الشرق الأوسط فوق صفيح أشد سخونة من أي وقت مضى منذ عقود، فبينما تصفه تل أبيب بأنه “ضربة استباقية”، يُعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صراحةً أن العملية “ستستمر بقدر ما يلزم”، في إشارة إلى أنها ليست مجرد عملية خاطفة، بل حملة متعددة الموجات تمتد حتى استنفاد بنك الأهداف الإسرائيلي، والذي يبدو متنوعًا ويستهدف أعمدة القوة العسكرية الإيرانية.

أهداف الضربة تبدو محددة بدقة، وتتمحور حول تحييد البرنامج النووي الإيراني أو على الأقل إعادته سنوات إلى الوراء، ومنع طهران من بلوغ نقطة امتلاك سلاح نووي، وهي النقطة التي تعتبرها “إسرائيل” خطًا أحمر وجوديًا، كما تشمل الأهداف الإسرائيلية القدرات الصاروخية الباليستية بعيدة المدى، والتي تشكل العمود الفقري في منظومة الردع الإيرانية.

هذا التحديد في الأهداف يعكس أن الضربة لا تسعى حاليًا إلى إسقاط النظام الإيراني أو تقويض قدرته على الحكم، ولهذا لم تطل منشآت حكومية أو بنى تحتية مدنية، في محاولة لحصر الاشتباك في إطاره العسكري، وتهيئة الأرضية لمعادلة “الرد والردع” دون الانزلاق فورًا إلى حرب شاملة.

في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى رسم حدود واضحة تفصل بينها وبين الهجوم، فإعلان واشنطن أن الضربة قرار إسرائيلي منفرد، يُفهم ضمنيًا كمحاولة لحصر الرد الإيراني داخل الأراضي المحتلة، وتجنب استهداف القواعد والمصالح الأميركية المنتشرة في المنطقة.

مركبات متضررة عقب الضربات الإسرائيلية، في طهران، إيران، 13 يونيو 2025. ماجد أصغري بور / وكالة أنباء غرب آسيا (WANA) عبر رويترز.

غير أن هذا “النأي النسبي” لا يعني أن واشنطن خارج المعادلة، إذ تبقى العمود الفقري في الدفاع عن “إسرائيل”، من خلال شبكة الدفاعات الجوية التي تديرها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، والتي تشكل منظومة إقليمية متكاملة تشترك فيها عدة دول عربية.

إيران، من جهتها، لم تتأخر في إعلان نيتها الرد، إذ قال بيان لهيئة الأركان الإيرانية إن “على الكيان الصهيوني أن ينتظر هجومًا حاسمًا”، مع تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن المشاركة في العملية، ما يتقاطع مع تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أكد أن الرد قادم، لكن حدود هذا الرد ستتحدد بناءً على عاملين أساسيين: مدى تضرر القدرات الهجومية الإيرانية من الضربة الأولى، وحجم التورط الأميركي المتوقع إذا انزلقت الأمور نحو حرب مفتوحة.

حتى الآن، تبدو الخيارات الإيرانية محدودة لكنها غير معدومة، فمن المرجّح أن تستند طهران إلى سيناريو مشابه لهجوم “الوعد الصادق 2” في أكتوبر/تشرين الأول 2024، الذي شمل إطلاق صواريخ باليستية وفرط صوتية نحو أهداف إسرائيلية، مع الاعتماد على استراتيجية الإغراق الصاروخي لتجاوز الدفاعات الجوية.

ورغم أن الترسانة الإيرانية واسعة ومتنوعة، إلا أن فعاليتها ستتوقف على حجم الخسائر التي تكبدتها في الموجة الأولى، وعلى مدى تكامل الرد الدفاعي الإسرائيلي – الأميركي.

في السياق ذاته، استعدت “إسرائيل” والولايات المتحدة لهذا السيناريو بناءً على نتائج هجومي “الوعد الصادق 1 و2″، من خلال تعزيز شبكة الدفاعات الجوية الإقليمية وتحقيق أكبر قدر من التكامل العملياتي، إلى جانب تحييد الجبهات الحليفة لإيران، لا سيما في لبنان وسوريا والعراق، لتقليص فاعلية أي رد متعدد الجبهات.

ورغم أن المشهد الحالي قد يبدو محصورًا في ضربة وضربة مضادة، إلا أن السيناريو الأخطر لا يزال حاضرًا على الطاولة ويتمثل في أن يشكل الهجوم الإسرائيلي بداية عملية عسكرية إقليمية واسعة تُنهيها الولايات المتحدة بضربة قاصمة للنظام الإيراني.

هذا الاحتمال يستند إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال مؤخرًا إنه “أكثر ثقة من أي وقت مضى بأن الجيش الأميركي سيضيف مجدًا جديدًا في الأيام المقبلة”، في تلميح لا يخلو من دلالات استراتيجية.

في ضوء ذلك، يمكن القول إن الضربة الإسرائيلية قد لا تكون سوى الباب الذي فُتح على مصراعيه نحو المرحلة الأخيرة من إعادة صياغة المنطقة، وفق الرؤية الإسرائيلية والهندسة الأميركية، في لحظة يعتبرها نتنياهو “الفرصة المثالية لتحقيق التغيير التاريخي الحاسم في معادلات الصراع”.