مجلس حكماء المسلمين يختاره حكام الإمارات

1339053835

في مارس الماضي، أعلنت الإمارات عن نيتها تأسيس “مجلس حكماء المسلمين” بهدف “إطفاء حرائق الأمة” وتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في إعلان رآه الكثيرون يهدف إلى إيجاد إطار لمواجهة “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، والذي يُعرف بقربه الفكري لجماعة الإخوان المسلمين، وبمواقفه المعادية للتحالف الإماراتي السعودي المصري الذي نفذ الانقلاب العسكري ضد أول رئيس منتخب في مصر، مطلع الصيف الماضي.

البيان التأسيسي لمجلس الحكماء الذي صدر أمس السبت وصف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والد حكام الإمارات الحالين، بحكيم العرب. وجاء في بيان التأسيس: 

“لقد اتفق جميع المشاركين على أن جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل ارتفاع درجة حرارته التي ما فتئت تتصاعد نتيجة تزايد حدة الاحتراب والاقتتال بين مكوناتالمجتمعات المسلمة، واجتمعت كلمتهم على حاجة الأمة إلى إطفائيين همهم إطفاء الحرائق، وإلى مُخفضات حرارة تمنع جسد الأمة من الانفجار، واعين وعياً تاماً أن هؤلاء الإطفائيين لا يمكنهم أن يقوموا بمهمتهم إلا إذا ضمهم كيان يشتغلون في ظله من أجل تحقيق مساعيهم و غاياتهم النبيلة التي هي نفسها غايات ومقاصد الشارع التي تتمثل في أن يُحفظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماؤهم، مستشعرين أن ما يعطيه السلم لا يساويه ما تنتجه الحروب، وأن الحقوق هي آكد وأثبت وأقوى في ظلال السلم منها في ظل الاحتراب والاقتتال، مدركين أن الأمة لا يمكنها أن تصبح شريكا في صنع القرار في ظلال صراعاتها الداخلية التي تمزقها، وفي ظل تمكن خطاب الفتنة والكراهية، وفي ظل الواقع الذي أصبحت فيه لعبةالموت أمرا معتادا، وصار فيه تنازع البقاء المُفني هدفا لدى الكثير من أبنائها.”

وجاءت أهداف تأسيس المجلس في عدة نقاط أغلبها باهت وغير محدد، أوردها البيان:

  • 1- امتثال نصوص الشرع الداعية إلى إقرار السلم.
  • 2- تأصيل مفهوم السلم، وشن الحرب على الحرب.
  • 3- تثبيت منظومة السلم فقهاً وقيماً ومفاهيم وقواعدوثقافة.
  • 4- تلمس الطريق إلى السلم باقتناع ذاتي من أبناء الأمةالإسلامية ومبادرة جدية ومسؤولة من نخبها وحكمائهاوعقلائها للم شتات الأمة وترسيخ قيم التعايش المشتركوالسعيد، وإعادة ترتيب البيت الإسلامي.
  • 5- التجرد من أية عوامل ذاتية تجعل أعضاء المجلس طرفاً في أي صراع سياسي أو ديني أو عرقي.
  • 6- تقوية مناعة الأمة وخاصة شبابها ضد خطاب العنفوالكراهية.
  • 7- تصحيح وتنقيح المفاهيم الشرعية وتنقيتها مما علقبها من شوائب انحرفت بها عن مقاصدها النبيلة.
  • 8- استعادة الوضع الاعتباري لمرجعية العلماء وتأثيرها المشرف في تاريخ الأمة الإسلامية.
  • 9- إحياء الوازع الديني والتربوي في جسد الأمة ومكوناتها.
  • 10- إيقاف لعبة التدمير.

وبحسب البيان فقد “صادق المجتمعون على اختيار أبو ظبي، عاصمة دبولة الامارات العربية المتحدة، مقراً رسمياً للمجلس شاكرين ومقدرين لدولة الامارات وللقيادة الحكيمة ترحيبهم الكريم بهذا الاختيار.”

وبحسب تقارير إخبارية فإن المجلس يرأسه الدكتور الشيخ عبدالله بن بيه، والذي كان قد استقال من منصبه كنائب لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطاب استقالة هادئ قدمه إلى الأمين العام للاتحاد.  

ومن بين الأعضاء المؤسسين للمجلس عدد كبير من العلماء المقربين من السلطات في بلدانهم، الذين من بينهم: 

الدكتور أحمد الطيب: شيخ الأزهر، وهو أحد المقربين من القادة الجدد لمصر، وأحد من شاركوا في الانقلاب العسكري في مصر في يوليو من العام الماضي.
الدكتور حمدي زقزوق: وهو وزير الأوقاف في عهد الديكتاتور المصري حسني مبارك، واشتهر بآراءه الشاذة.
 الدكتور عبدالله نصيف: رئيس مؤتمر العالم الإسلامي وعمل مع السلطات السعودية كنائب لرئيس مجلس الشورى السعودي سابقا.
الدكتور أحمد الحداد: كبير مفتين مدير دائرة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي
الدكتور غازي بن محمد بن طلال: وهو أمير من العائلة المالكة في الأردن، التي تشارك مع الإمارات والسعودية في تحجيم الربيع العربي بشكل واضح.
الدكتورة كلثم المهيري: وهي أستاذة جامعية بالإمارات.

صحف مصرية قالت إن الهدف من تأسيس المجلس “نشر الخطاب الإسلامى الوسطى بعد أن جرى “تسييس الدين” على يد اتحاد علماء المسلمين الذى يترأسه “القرضاوى”، وهو ما نفاه “محمد” ابن الشيخ بن بيه في حوار مع صحيفة الوطن المقربة من العسكر في مصر.

يشار إلى أن بن بيه، وهو أحد أبرز رجال الدين المسلمين المعاصرين، كان قد استقال من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا إنه يحاول القيام بدور في سبيل الإصلاح يقتضي “خطاباً لا يتلاءم” مع موقفه بالاتحاد، في إشارة إلى الهيئة التي يرأسها القرضاوي، والتي يرى البعض أنها باتت أداة دينية عابرة للحدود تشكل منبرا لجماعة الإخوان المسلمين.

المعلقون على تويتر وفيسبوك ناقشوا الأمر على صفحاتهم بين مؤيد ومعارض

https://www.facebook.com/a.samna90/posts/730443663684521