شهادات من صنعاء: إحياء ذكرى سبتمبر يتحول إلى فعل مقاومة

تمرّ ذكرى ثورة 26 سبتمبر هذا العام في ظلّ أجواء مشحونة بالتوتر والخوف في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، حيث تحوّلت مناسبة وطنية تاريخية إلى ساحة صراع رمزي بين الهوية الجمهورية والمشروع الطائفي للجماعة. هذه الذكرى، التي كانت في الماضي مناسبة للاحتفال بانتصار الجمهورية وتوحيد اليمنيين تحت راية الحرية والسيادة، أصبحت اليوم محفوفة بالمخاطر، بعدما صعّدت الجماعة من حملات القمع والاعتقالات ضد أي مظاهر للاحتفال بها، سواء كانت رسمية أو رمزية، أو حتى عبر منصات التواصل الاجتماعي.
القمع الحوثي للاحتفال بالذكرى لا يُعدّ مجرد إجراء أمني اعتيادي، بل هو استراتيجية سياسية ممنهجة تهدف إلى تفكيك الوعي الوطني واستبداله بهوية طائفية ضيقة، تُكرّس سلطة زعيم الجماعة وتُبعد اليمنيين عن قيم الجمهورية. وفي المقابل، تظهر المقاومة الرمزية من قِبل الشباب اليمني والناشطين، عبر طرق مبتكرة وصامتة، أن روح سبتمبر لم تمت، وأن الهوية الوطنية ما زالت حيّة في الوعي الشعبي، رغم المخاطر والتهديدات اليومية.
“نحتفل بقلوبنا فقط، يكفينا واحد بالسجن” بهذه الكلمات بدأ مصعب حديثه لـ”نون بوست”، حيث قال إن الواقع الراهن للاحتفال بذكرى 26 سبتمبر في مناطق سيطرة الحوثيين أصبح صعبًا للغاية.
وأوضح أن آخر شخص احتفل معهم أصبح معتقلاً لدى الجماعة بسبب مشاركته في الفعاليات، مشيرًا إلى أن الجماعة تعتقل كل من ينشر أي محتوى أو منشورات مرتبطة بالذكرى على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف مصعب: هذه السنة الناس بطّلوا الاحتفال، قليل من يشارك، لأن أي خطوة قد تكلف المحتفل حياته.
مع ذلك، يواصل الشباب التعبير عن انتمائهم للجمهورية بطرق رمزية، مثل تبادل المنشورات والصور القديمة للثورة عبر مجموعاتٍ مغلقة على الإنترنت، أو الاحتفاء بصمت مع الأصدقاء والعائلة. ويضيف مصعب: الاحتفال الصامت يصبح رسالة مقاومة، لإظهار أن روح 26 سبتمبر لم تمت، وأن الهوية الوطنية لا تزال حاضرة في وجدان الناس رغم المخاطر.
تحذيرات الحوثيين من الاحتفال بالذكرى
وكانت وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثيين، غير المعترف بها دوليًا، قد أصدرت تحذيرًا صارمًا من أي احتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر، مشيرةً إلى وجود ما وصفتها بـ «مخططاتٍ معادية» تهدف إلى تقويض الأمن الداخلي. وأكد البيان أن الوزارة على أهبة الاستعداد للتصدي لأي محاولات تهدف إلى إثارة الفوضى أو الإضرار بالجبهة الداخلية.
وأوضح البيان أن «الأعداء يخططون هذا العام لاستغلال ذكرى 26 سبتمبر في تنفيذ مؤامرات خبيثة»، محذّرًا كل من يشارك أو يتورّط في أعمال «خيانة أو تعاون مع الأعداء». كما شدد البيان على أن الأجهزة الأمنية مستعدة لإفشال أي محاولات لإثارة الفتن أو الفوضى تحت أي عنوان وفي أي وقت.
حملة اعتقالات لمن تمردوا على قرارات الحوثي بعدم الاحتفال بسبتمبر في بعض احياء مدينه اب واحتفلوا الليله واطلقوا الالعاب الناريه غير آبهين بالحوثي ومليشياته … pic.twitter.com/MmeDqiSv3X
— ابراهيم عسقين (@IbrahimAsqin) September 25, 2024
الاحتفال أصبح فعل مقاومة
شابٌّ آخر من صنعاء، فضَّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، يروي تجربته لموقع “نون بوست” مع الاحتفال بالذكرى تحت سيطرة الحوثيين، قائلاً: تعرضت للاعتقال بسبب مشاركتي في فعاليات رمزية مرتبطة بالذكرى، وأصبحت أفهم أن الاحتفال لم يعد مجرد إحياء لذكرى وطنية، بل موقف مناهض للمشروع الإمامي.
ويضيف: لم يعد بإمكاني المشاركة علنًا في أي مظاهر احتفالية، حتى رفع العلم أصبح محفوفًا بالمخاطر، لذلك أُضطّر للجوء إلى أساليبٍ أكثر خفاءً، مثل مشاركة أناشيد وطنية عبر تطبيقات المراسلة الخاصة، كتابة أرقام أو رموز مرتبطة بالثورة في أماكن يصعُب رصدها، أو إشعال ألعابٍ ناريةٍ في أوقات متأخرة من الليل.
ويختم بالقول: كلما حاولوا طمس الذكرى، أدركنا أن الثورة لا تزال تُخيفهم. تجربة الاعتقال التي مررت بها بسبب منشورٍ قصيرٍ زادتني قناعةً أن التمسك بهذه المناسبة ليس خيارًا بل واجبٌ وطني.
تواصل مليشيا الحوثي حملات الاعتقالات لكل من يدعو للاحتفال بذكرى ثورة 26سبتمبر #26سبتمبر_كابوس_الحوثي pic.twitter.com/L1LyXMugbt
— وهيب النصاري (@nosari555) September 24, 2025
في إطار سياستها القمعية، شنّت جماعة الحوثي حملةَ اعتقالاتٍ واسعةٍ في مناطق سيطرتها، استهدفت صحفيين وناشطين سياسيين ومحامين وموظفين سابقين في منظمات إغاثية دولية. وتزامنت هذه الإجراءات مع منع أي احتفالات رسمية أو شعبية، وشملت الحملة حظر الفعاليات الرياضية والثقافية، ومنع تشغيل الأناشيد الوطنية، وحتى منع خياطة العلم اليمني.
وتأتي هذه الحملة ضمن سياسة أمنية موسمية تهدف إلى تفريغ المجتمع من الأصوات المستقلة وترهيب المواطنين، وفق ما أكّده حقوقيون يمنيون، مشيرين إلى أن الاعتقالات تتضمَّن الإخفاء القسري والتعذيب والابتزاز، وتركّز بشكل خاص على الصحفيين والمجتمع المدني لضمان سيطرة الجماعة على المجال العام. وأظهرت تقارير حقوقية أن محافظة إب كانت الأكثر تأثرًا، حيث اختطف الحوثيون خلال الشهرين الماضيين 97 شخصًا من المعلمين والموظفين والناشطين والمحامين.
🔴 ذمار، إب، عمران، الحديدة، والمحويت شهدت حملات مداهمة واعتقال، إلى جانب إزالة الأعلام الوطنية من المتاجر والمنازل، وفرض تعليمات أمنية صارمة لمنع أي مظهر من مظاهر الاحتفاء بالثورة.#26سبتمبر_كابوس_الحوثي pic.twitter.com/peP1SfKxn1
— شبكة إيجاز (@ejaznetwork) September 24, 2025
شابٌّ آخر من إب، فضَّل عدم الكشف عن هويته، يروي لـ”نون بوست” أنه لا يستطيع رفع العلم أو تشغيل النشيد علنًا، لكنه يحتفل بطريقةٍ خاصة عبر صفحات بأسماءٍ مستعارة، ويضيف: أشعر أنني ما زلت أقاوم، لكن لا أشعر بالبهجة الحقيقية، لأنني كنت أفضل أن أحتفل باسمي الحقيقي، لكن وجودي في مناطق سيطرة الحوثيين يمنعني من ذلك خشيةَ الاعتقال.
ويؤكد أن الجماعة صعدت من قمعها قبل ذكرى 26 سبتمبر، حيث اعتقلت العديد من الشباب لمجرّد كتابة منشورات قصيرة تعبر عن ابتهاجهم بالثورة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول: هذا وحده يكشف حجمَ الخوف الذي يعيشه الحوثيون من أي مظهرٍ يذكر الناس بسبتمبر.
الحوثيون أمام الأعلام الوطنية.. رهاب متجذر#قناة_الجمهورية#ثورة_26سبتمبر#مليشيا_الحوثي#أخبار_اليمن pic.twitter.com/RU5ZBB8xmQ
— قناة الجمهورية | Aljoumhouriya TV (@AlJoumhouriyaTV) September 25, 2025
هوية وطنية ورمَز خالِد
تُعدّ ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر رمزًا خالدًا للهوية الوطنية اليمنية ورافدًا أساسيًا لقيم الحرية والجمهورية، حيث يعيش اليمنيون في الخارج هذه المناسبة بروحٍ مضاعَفة، لتصبح فرصة لتعويض الفقد الناتج عن الغربة والتهجير السياسي، وتعزيز صلتهم بوطنهم وهويتهم. الصحفي والكاتب أكرم توفيق قال في حديثه لـ”نون بوست” إن الاحتفال بذكرى السادس والعشرين من سبتمبر يختلف بين الداخل والخارج، موضحًا أن اليمنيين في الخارج يعيشون المناسبة بروحٍ مضاعفة بفعل الغربة والتهجير السياسي، حيث تتحول ذكرى سبتمبر إلى وسيلة لتعويض الفقد والتشبّث بالهوية الوطنية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن المنع والقمع داخل اليمن جعلا هذه الذكرى أكثر حضورًا في وجدان الناس، وكأن محاولات الطمس تحولت إلى وقود أشعل جذوة التمسك بها.
وأكد توفيق أن الحفاظ على هذه الذكرى في ظل القمع الحوثي مهمةٌ صعبةٌ لكنها واجبة، مضيفًا: نحن نحافظ عليها عبر التذكير المستمر بقيم وأهداف الثورة، وعبر الفعاليات الرمزية أو الأنشطة الإعلامية والثقافية، فمجرد رفع الشعار أو ترديد النشيد الوطني هو موقف مقاوم.
ولفَت إلى أنه يحرص على مشاركة الشباب في الداخل وسائل مبتكرة لإحياء المناسبة، مثل الفنون والأغاني الوطنية والرموز الصغيرة التي تحمل دلالاتٍ عميقة، معتبرًا أن الذاكرة الجمعية لليمنيين لا يمكن محوها مهما كانت أدوات القمع.
وختم توفيق تصريحه بالقول: في المهجر تمثّل لنا هذه المقاومة الرمزية صلةً عميقةً بالوطن، فسبتمبر ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجديد دائم للالتزام بالجمهورية وقيم الحرية والعدالة، ورسالة بأننا متمسّكون بأهداف أنبل ثورة عرفتها اليمن عام 1962، مهما ابتعدت المسافات أو طال زمن الشتات.
26 سبتمبر إرث وطني
تُعدّ ثورة 26 سبتمبر 1962 الحدث الذي أنهى حكم الإمامة لآل حميد الدين وأسس النظام الجمهوري في البلاد، وهو ما شكّل تحولًا تاريخيًّا كبيرًا في الهوية السياسية والاجتماعية لليمنيين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت ذكرى الثورة مناسبة وطنية يحتفل بها الشعب اليمني سنويًا لتجديد العهد بالجمهورية وإحياء قيم الحرية والسيادة الوطنية.
ومع تصاعد سيطرة جماعة الحوثي على مناطق واسعة، تحوّل الاحتفال بهذه الذكرى في مناطق سيطرتهم إلى فعل مقاومة رمزي ضد الميليشيات، إذ يُظهر الزخم الشعبي رفض المجتمع للإمامة بصيغتها الحوثية الحديثة. ففي المدن والمناطق الخاضعة للجماعة، يصرّ اليمنيون على رفع العلم الجمهوري وإيقاد شعلة الثورة رغم القيود الأمنية القاسية، لإرسال رسائل تحدٍّ للسلطة الحوثية.
الباحث السياسي ياسين التميمي، لموقع “نون بوست”، أوضح أن تخوّف الحوثيين من مجرد نشيد أو علم يعكس طبيعة مشروعهم، الذي يسعى إلى هدم الهوية الوطنية الجامعة التي أنتجها العهد الجمهوري، وبناء وعي بديل قائم على إعادة إحياء الإمامة الكهنوتية الزيدية بفكرة “الحق الإلهي”، وهي رؤية لا تَنسجم مع قيم العصر ولا مع تطلعات اليمنيين في الحرية والكرامة.
وأكد التميمي أن الرمزية العميقة للعلم والنشيد الوطني تكمن في ارتباطهما المباشر بالقيم الجمهورية، وأن القمع يزيد من حضور الثورة في وعي اليمنيين، خصوصًا الشباب الذين باتوا أكثر إدراكًا لخطورة الطمس المنهجي للهوية الوطنية واستبدالها بهوية طائفية ضيقة.
وأشار إلى أن إصرار الناس على إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر، سواء من خلال النشاط الميداني أو عبر الفضاء الإعلامي ومنصات التواصل الاجتماعي، يعكس حجم التمسّك بالجمهورية في مواجهة القمع، رغم حملات الاعتقال والاستهداف التي تطال النشطاء والمؤثرين في صنعاء، وإب، وغيرها من مناطق سيطرة الحوثيين.
وبيّن التميمي أن ثورة 26 سبتمبر تمثل اليوم إرثًا وطنيًا جامعًا يواجه المشاريع الإمامية والانفصالية معًا، وأن الاحتفال بها، حتى وإن جاء في شكل سري، يشكّل فعل مقاومة حقيقي، كونه يفضح فشل محاولات الحوثيين في فرض هوية طائفية دخيلة، ويُضعف ثقة المجتمع بمشروعهم الذي يتماهى مع الأجندة الجيوسياسية لإيران.
القمع يزيد التمسك بالذكرى
رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، قال لموقع “نون بوست” إن جماعة الحوثي “تفتّش عن أي نشيد أو علم وتهرع لمنعه، لأنها تدرك أن النشيد يعبر عن الهوية الوطنية، وأن العلم الذي رفِع يوم 26 سبتمبر يرمز إلى الجمهورية والحرية في مواجهة مشروعها الإمامي الكهنوتي”.
وأضاف أن القمع الذي تمارسه الجماعة قبل 26 سبتمبر من اعتقالات واستهداف المحتفلين “يسهم بشكل غير مقصود في زيادة التمسك بالذكرى، ويجعلها أكثر حضورًا في وجدان الناس. كل من عرفته من المعتقلين العام الماضي خرج أكثر اعتزازًا بانتمائه للجمهورية وأكثر إصرارًا على الاحتفال بالثورة”.
وأشار إلى أن المنع والقمع دائمًا يزيدان من قيمة ما يُحظر، موضّحًا: “التاريخ يعطينا أن المنع يجعل الشيءَ مرغوبًا أكثر. وكلما غضِبت الميليشيات من الاحتفالات، كلما تمسّكَ الناس بها أكثر، يقرؤون تاريخها ويعرفون رموزها، ويستمرون في الاحتفال رغم المخاطر”.
وأكد الأحمدي أن الاحتفال بالذكرى اليوم أصبح “شكْلًا من أشكال المقاومة الرمزية، لأن كل أغنية، وكل إشارة لذكرى سبتمبر، تعبّر عن رفض مشروع الحوثي الطائفي، وتعكس تمسّك اليمنيين بالهوية الوطنية، وإصرارهم على الحرية والسيادة الشعبية”.
الحوثي مرعوب من ذكرى 26 سبتمبر رغم ادعاءاته بالاحتفاء الشكلي بها.
عشرات الأشخاص تم اعتقالهم بتهمة النية والتحضير للاحتفال ب26 سبتمبر.#26سبتمبر_كابوس_الحوثي pic.twitter.com/Vmtzwubl9K
— أحمد الصباحي (@AHMED_ALSABAI) September 24, 2025
استمرار الاعتقالات والقمع
تستمر جماعة الحوثي في اليمن بممارسة حملات القمع ضدّ المدنيين على خلفية الاحتفال بالذكرى الوطنية لثورة 26 سبتمبر، ما يعكس تصاعد التوتر بين الجماعة والمواطنين في مناسبات تعبّر عن الهوية الوطنية. في هذا السياق، قال المحامي محمد العمدة، رئيس شبكة الحقوق والحريات، إن ميليشيات الحوثي الإرهابية اعتقلت العام الماضي حوالي 450 شخصًا على خلفية الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، أُفرِج عن معظمهم لاحقًا، فيما لا يزال 87 شخصًا قيد الاحتجاز حتى اليوم.
وأضاف أن شهر سبتمبر العام الجاري 2025م شهد موجةً جديدةً من الاعتقالات التعسفية والاختطافات. وأشار العمدة إلى أن فريق الشبكة اليمنية للحقوق والحريات سجّل نحو 613 جريمة اعتقال وإخفاء قسري، بالإضافة إلى توثيق 123 حالة اقتحام ومداهمة لمنازل المواطنين خلال شهر سبتمبر من العام الجاري، على خلفية نيتهم الاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر ورفع العلم الوطني، في تكرارٍ واضح لما سبق وأن قامت به الميليشيا العام الماضي من حملات واسعة ضد المدنيين في صنعاء وأمانة العاصمة، وحجة، وعمران، والضالع، وذمار، وإب، وصعدة، والمحويت، والحديدة، على خلفية احتفالهم بثورة 26 سبتمبر المجيد، طالت شرائح واسعة من المجتمع بينهم سياسيون، أكاديميون، طلاب، نساء، وأطفال، حيث تعرّض كثير منهم للتعذيب والمعاملة المهينة، واحتُجزوا في أماكن سرّية تفتقر إلى أبسط مقوّمات النظافة والرعاية الصحية، ما تسبّب في إصابات بأمراض معدية وتدهور صحة عدد من المرضى وكبار السن.
وأوضح العمدة أن الاعتقالات غالبًا ما تتم من الطرق العامة والمنازل والأسواق والمساجد، حيث يُقيَّد الضحايا وتُصادَر هواتفهم وأوراقهم، قبل نقلهم إلى أماكن احتجاز مجهولة، مؤكدًا أن العديد من الأسر لا تعرف شيئًا عن مصير ذويها بسبب الإخفاء القسري.