عبدول السيد في طريقه ليكون أول سيناتور مناصر لفلسطين عن ميشيغان

ترجمة وتحرير: نون بوست
لم يكن عبدول السيد يرغب في الحديث عن منافسيه، وهو يخوض سباقًا للفوز بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية ميشيغان المتأرجحة، وقد ركزت حملته الانتخابية على برنامجه التقدمي ضد العدو المألوف للديمقراطيين: دونالد ترامب، وليس ضد المرشحيْن الآخريْن القادريْن على المنافسة على ترشيح حزبه.
وقال عبدول السيد لموقع “ذي إنترسبت”: “الأمر لا يتعلق بهم. إنه يتعلق فقط بالفرصة التي يحتاجها سكان ميشيغان ويستحقونها: انتخاب مرشح ديمقراطي يكون واضحًا تمامًا بشأن ما يجب أن تكون عليه مُثُلنا”.
ومكرراً نفس الوعود التي قطعها على نفسه عندما ترشح دون نجاح لمنصب الحاكم قبل سبع سنوات – توفير الرعاية الصحية الشاملة، وفصل المال من السياسة، ودعم الطبقة العاملة – دخل عبدول السيد السباق بصفته المرشح التقدمي المفضل وسرعان ما حصل على تأييد حليفه القديم السناتور بيرني ساندرز، وقد أشيد به باعتباره نظير زهران مامداني، عمدة مدينة نيويورك المنتخب، في ميشيغان. ولا شك أنه يتمتع الآن بميزة أقوى مما كان عليه عندما خسر آخر سباق على مستوى الولاية أمام الحاكمة الديمقراطية جريتشن ويتمير في عام 2018.
ورغم هذه الإيجابية، إلا أن عبدول السيد يدخل منافسة صعبة على ترشيح الحزب الديمقراطي لمجلس الشيوخ في ميشيغان؛ فهو يواجه النائبة هالي ستيفنز، وهي عضوة في الكونغرس لولاية رابعة، وقد حظيت بتأييد رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، ومالوري ماكمورو، زعيمة الأغلبية في مجلس الشيوخ بالولاية.
وبينما تحظى ستيفنز بدعم المؤسسة الحاكمة – وما يرافق ذلك من أموال لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ( أيباك) – تتنافس ماكمورو مع السيد على تمثيل التيار التقدمي.
وتجنب المرشحون الديمقراطيون الثلاثة الرئيسيون إلى حد كبير مهاجمة بعضهم البعض علنًا حتى الآن، وقد تعهد الثلاثة ببناء اقتصاد أفضل والوقوف في وجه إدارة ترامب، لكنهم انقسموا حول بعض القضايا الرئيسية مثل الرعاية الصحية والسياسة الخارجية؛ فقد كتب عبدول السيد كتابًا عن الرعاية الصحية للجميع، بينما تدعم ماكمورو إنشاء خيار عام. أما ستيفنز، التي عارضت الأسبوع الماضي مشروع قانون التمويل الحكومي الذي وضع مزايا قانون الرعاية الصحية الميسرة في مأزق، فتدعم توسيع قانون الرعاية الصحية الميسرة.
غير أن أكبر خلاف بينهم ربما يكون نقطة محورية في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026: دولة إسرائيل والإبادة الجماعية في غزة.
كان عبدول السيد أول مرشح لمجلس الشيوخ عن ولاية ميشيغان يصف هجوم إسرائيل على غزة بالإبادة الجماعية، بينما تجنبت ماكمورو في البداية استخدام هذا المصطلح، ثم بدأت في استخدامه الشهر الماضي، عندما اقتربت إدارة ترامب من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار. وبينما يحرص بعض المحللين على القول بأن القتل في الخارج ليس من القضايا التي تهم الناس في حياتهم اليومية، كانت الإبادة الجماعية عاملًا حاسمًا بالنسبة للناخبين في أجزاء من جنوب شرق ميشيغان العام الماضي؛ حيث اختار بعض الديمقراطيين القدامى عدم التصويت لصالح لنائب الرئيس السابقة كامالا هاريس بسبب غضبهم من تواطؤ حزبهم في العنف الإسرائيلي.
وقال عبدول السيد في مقابلة في مقهى محلي في مدينة آن أربر الجامعية الصاخبة: “أعتقد أن غزة كانت بمثابة اختبار رورشاخ لقيمك. هل تؤمن حقًا بالأشياء التي تقول إنك تؤمن بها؟”
وقالت مارجوري ساربو-طومسون، أستاذة العلوم السياسية في جامعة واين ستيت، بعبارة لطيفة: “إن الحزب الديمقراطي في حالة تقلب إلى حد ما بشأن بعض القضايا التي ستكون محورية في ميشيغان”.
وأضافت ساربو-طومسون: “نظرًا لحجم السكان العرب الأمريكيين في الولاية، ستكون الأوضاع في غزة قضية مهمة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الديمقراطيين قد ابتعدوا بشكل كبير خلال العام الماضي عن دعم نتنياهو”.
وبينما كان العالم يشاهد جريمة الإبادة الجماعية تتكشف في غزة على مدى عامين، اضطرب الحزب، مما دفع السياسيين إلى التكيف مع آراء ناخبيهم المتدنية بشأن دولة إسرائيل.
ويبدو أن ماكمورو من بينهم؛ ففي أواخر أغسطس/ آب، قامت بتحديث موقع حملتها الانتخابية لتضمين بيان حول هجوم إسرائيل على فلسطين، وفقًا للنسخ المؤرشفة من الصفحة الإلكترونية، التي لم تذكر غزة حتى 19 أغسطس/ آب. ويدعو موقعها حاليًا حماس إلى إعادة رفات الرهائن ونزع سلاحها، وإسرائيل إلى السماح بتدفق المساعدات الإنسانية ووقف انتهاكاتها لوقف إطلاق النار، ولم ترد حملتها على الأسئلة حول سبب هذا التغيير.
وقالت ماكمورو في فعالية انتخابية في 5 أكتوبر/ تشرين الأول، عندما بدأت لأول مرة في استخدام مصطلح “إبادة جماعية” لوصف أفعال إسرائيل: “رأيي في هذا الأمر هو أننا فقدنا تمامًا الإنسانية في هذه القضية. يتم الحديث عنها كأنها اختبار حساس للغاية دون الاعتراف بأن هؤلاء بشر. إنهم أناس. ويجب أن يكون موقفنا هو أنه لا توجد حياة فردية تساوي أكثر من حياة فردية أخرى”.
ونفت ماكمورو علنًا ارتباطها بـ”أيباك”، وأقسمت أنها لن تقبل تبرعات اللوبي الإسرائيلي، ولكن في مكالمة مسجلة مع أحد المتبرعين لماكمورو حصل عليها موقع “دروب سايت”، يقول مدير حملتها الانتخابية إن الحملة منفتحة على “كل منظمة” ترغب في مناقشة سياسة إسرائيل، ويقول المؤيد والمسؤول المحلي السابق روب كالمان إن ماكمورو أعدت بشكل خاص “مذكرة بشأن الموقف من أيباك”.
وتدعي منظمة “أيباك” أن تأييد إسرائيل “سياسة جيدة وسياسة حكيمة”، وتطلب من المرشحين الإفصاح عن مواقفهم بشأن إسرائيل بشكل خاص قبل أن تمنحهم تأييدها. وأفاد موقع “دروب سايت” أن المرشحين يخضعون لـ”سلسلة من الاختبارات الحاسمة” تشمل دعم قانون تايلور فورس، الذي أوقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية؛ والاستعداد للقول إن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة” عندما يتعلق الأمر بإيران؛ ودعم حظر مقاطعة إسرائيل؛ ومعارضة فرض أي شروط على المساعدات المقدمة لإسرائيل.
ونفى متحدث باسم ماكمورو لموقع “دروب سايت” أن كالمان تحدث نيابة عن الحملة، ولم ترد حملة ماكمورو على الأسئلة المتعلقة بالمكالمة المزعومة للمانحين عندما اتصل بها موقع “الإنترسبت”.
في غضون ذلك، تلقت ستيفنز 678 ألف دولار من “أيباك” حتى الآن هذا العام، وفقًا لوثائق لجنة الانتخابات الفيدرالية. يمكن القول إن “أيباك” هي التي أبقت ستيفنز في مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة. في انتخابات مجلس النواب التمهيدية السابقة ضد آندي ليفين، عضو الكونغرس اليهودي التقدمي الذي دافع عن حقوق الفلسطينيين، أنفقت جماعة الضغط الإسرائيلية أكثر من 4 ملايين دولار لصالح ستيفنز – 3.8 مليون دولار منها من مشروع الديمقراطية المتحدة، وهي لجنة العمل السياسي الفائقة التابعة لـ”أيباك” (وأعلن ليفين تأييده عبدول السيد يوم الثلاثاء الماضي).
في وقت سابق من هذا العام، طلبت ماكمورو علنًا من اللوبي الإسرائيلي الابتعاد عن السباق الانتخابي تمامًا. من جانبه، قال عبدول السيد: “افعلوا ما شئتم”.
وقال عبدول السيد لموقع “الانترسبت”: “لقد كنت متسقًا جدًا في مبادئي وقيمي، وأعتقد أن المجتمع قد فهم ذلك في نواحٍ عديدة. أنا أتقدم بمبادئي، وأنا على استعداد لقول أشياء صعبة للناس عندما أختلف معهم”.
وفي الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية لعام 2024، أيد عبدول السيد حركة “غير الملتزمين” التي انتقدت تواطؤ إدارة بايدن والحزب الديمقراطي في الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه أيد في النهاية كامالا هاريس في الانتخابات العامة.
وفاز ترامب في النهاية بنسبة 42 بالمائة من الأصوات في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان ذات الأغلبية العربية؛ وتأخرت هاريس بنحو 6 نقاط مئوية. وحصلت جيل ستاين – التي اتخذت موقفًا مؤيدًا لفلسطين في حملتها الانتخابية – على نسبة هائلة بلغت 18 بالمائة، مقارنة بـ 0.8 بالمائة على مستوى الولاية.
وتتوقع ساربو-طومسون أن الإبادة الجماعية في غزة ستكون قضية مثيرة للجدل في هذه الانتخابات، حتى لو أصبحت أقل بروزًا على الصعيد الوطني، نظرًا لوجود عدد كبير من السكان العرب في ميشيغان يزيد عن 300 ألف نسمة. على الصعيد الوطني، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب في يوليو/ تموز أن تأييد الأمريكيين لحملة إسرائيل بلغ 32 بالمائة، وهو أدنى معدل منذ أن بدأت غالوب في إجراء استطلاعات الرأي حول هذه المسألة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وعند سؤالها عن موقفها من إسرائيل وفلسطين، أحالت حملة ستيفنز موقع “الإنترسبت” إلى منشور على منصة “إكس” يدعو إلى إدخال المساعدات الغذائية إلى غزة وإلى إعادة الرهائن من قبل حماس. ولم يُجب المتحدث باسم الحملة عن الأسئلة المتعلقة بما إذا كانت ستيفنز ستعترف بالصراع باعتباره إبادة جماعية. كما أن موقع حملتها لا يتضمن قسمًا يوضح موقفها من إسرائيل، ولا يعرض أولوياتها بشكل عام.
وقال السيد: “هناك كلمة لوصف إبادة أكثر من 60 ألف شخص، وهو رقم يكاد يكون أقل من الواقع، من بينهم 18,500 طفل. إن حقيقة أن استخدام الكلمة الفعلية لوصف ما يحدث بات بمثابة اختبار ولاء تقول كل ما يلزم معرفته عن حال الحزب الديمقراطي.”
ومع ذلك، لم يوجّه أي انتقاد بالاسم لأيٍّ من منافسيه.

ويعكس اللطف الذي يتميز به أهل الغرب الأوسط في الوقت الراهن براعة سياسية، وفقًا لما قاله ديفيد دوليو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوكلاند بجنوب شرق ميشيغان. وقد أشاد بهذه الإستراتيجية، مشيرًا إلى أن الوقت الحالي هو الأنسب لبناء صناديق التمويل وتعزيز العلاقات، لكنه حذّر من أن المنافسة قد تصبح متوترة بسرعة.
وقال دوليو: “ستكون ميشيغان في صدارة المشهد الوطني”، موضحًا أنه مع شغور مقعد مجلس الشيوخ ووجود 13 سباقًا لمجلس النواب، يمكن للولاية أن تساهم في تحديد ميزان القوى في كلا المجلسين العام المقبل. كما أن جميع المناصب التنفيذية في الولاية ستكون شاغرة أيضًا.
أما أدريان هيموند، وهو إستراتيجي سياسي في ميشيغان والرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الانتخابية “غراسروتس ميدويست”، فقد رأى أن السيد ومكمورو يضرّان بنفسيهما بعدم انتقاد أحدهما الآخر.
وقال هيموند عن السيد: “في مرحلة ما سيكون عليه أن يخطو خطوة واضحة لتمييز نفسه، خصوصًا عن مالوري مكمورو، ويجب أن يكون ذلك عاجلًا لا مؤجّلًا.”
ويتوقع هيموند أنه إذا ظل كل من السيد ومكمورو في السباق حتى أغسطس/ آب، فسوف ينقسم التصويت التقدمي بينهما، لتتقدم ستيفنز إلى الصدارة.
وفي الوقت الراهن، يبدو أن المرشحة المدعومة من المؤسسة تتمتع بتقدم ضئيل في السباق. فقد أظهر استطلاع رأي نُشر هذا الشهر من قبل “روزيتا ستون” أن ماكمورو وستيفنز متقاربتان بنسبة 25 بالمئة مقابل 26 بالمئة على التوالي، فيما حصل عبدول السيد على 20 بالمئة.
غير أن الخبراء الثلاثة الذين قابلهم موقع “ذي إنترسبت” خلال هذا التقرير أجمعوا على أنه مع بقاء أكثر من عام على الانتخابات التمهيدية، فإن كل الاحتمالات واردة. والدليل على ذلك؟ عبدول السيد.
فقد برز السيد قبل سبع سنوات عندما ارتفعت شعبيته في استطلاعات الرأي قرب نهاية سباقه على منصب حاكم الولاية عام 2018 ضد ويتمر. وقبل عام من الانتخابات، كان غير معروف تقريبًا وحصل على 4 بالمئة فقط في استطلاعات الرأي، لكنه حصل يوم الانتخابات التمهيدية بنسبة 30 بالمئة. وهذا جعله خلف ويتمر التي فازت بنسبة 52 بالمئة من الأصوات، لكنه تقدّم على رجل الأعمال في ميشيغان والنائب الأمريكي الحالي شري ثانيدار الذي حصل على 18 بالمئة.
وقال هيموند: “بحلول الوقت الذي دخلنا فيه خضم تلك المنافسة، كان هناك شعور بحتمية فوزها في الانتخابات التمهيدية، ولذلك حتى بعض الأشخاص الذين ربما كانوا يفكرون بالتصويت لعبدول السيد انضموا إلى معسكر ويتمر لأنها بدت وكأنها ستفوز.”
وأشار إلى أن حاكمة ميشيغان متحدثة بارعة، مما يجعلها خصمًا أصعب من ستيفنز، التي تُعتبر أكثر “منشغلة بالسياسات التفصيلية”.
في الفترة نفسها من هذا السباق، كان السيد بالفعل في مواجهة مباشرة مع ستيفنز. وأيًّا كان المرشح الذي سيفوز، فمن المرجح أن يواجه مايك روجرز، وهو ضابط سابق في الجيش وعميل خاص سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، خدم في مجلس النواب بين عامي 2001 و2015. العام الماضي، خاض روجرز سباقًا ضد إليسا سلوتكين، وخسر بفارق ثلث نقطة مئوية فقط.
ويأمل السيد أن يتمكن من التقدم عبر معالجة قضية يراها أنها جوهر مشاكل واشنطن: المال في السياسة. فهو المرشح الوحيد في السباق الذي لم يتلقَّ في مسيرته أي تمويل من لجان العمل السياسي التابعة للشركات، رغم أن مكمورو تشير إلى أنها لم تتلقَّ أي تمويل منها في هذه الدورة. وفي سباقات سابقة على مستوى الولاية، حصلت مكمورو على ما يقارب 80 ألف دولار من لجان عمل سياسي مرتبطة بشركات مثل جنرال موتورز، ودي تي إي إنرجي، وروك هولدينغز.
أما ستيفنز، فقد تلقت هذا العام مساهمات من شركات مدرجة في قائمة فورتشن 500 ومن نقابات، بما في ذلك شركة فورد موتورز وجنرال موتورز ويونايتد هيلث وولمارت والجمعية الوطنية للمصنّعين، إضافة إلى دعم من لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك”.
وقال متحدث باسم حملتها إن ستيفنز تلقت دعمًا شعبيًا واسعًا من مختلف أنحاء ميشيغان، وإن 93 بالمئة من تبرعاتها تقل عن 100 دولار، مضيفًا أن ستيفنز تؤيد إصلاح تمويل الحملات الانتخابية، بما يشمل القضاء على الأموال المظلمة في الانتخابات، والحد من تأثير لجان العمل السياسي الكبرى، وحظر أعضاء الكونغرس وزوجاتهم من تداول الأسهم الفردية، وإلغاء قرار المحكمة العليا الشهير لعام 2010 المعروف بـ”المواطنون المتحدون”، الذي اعتبر أن فرض قيود على الإنفاق السياسي المستقل من قبل الشركات والنقابات أمر غير دستوري.
وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، جمعت حملة ستيفنز تمويلًا يفوق منافسيها بشكل واضح، بلغ 4.7 ملايين دولار. ومن بين المرشحين التقدميين الاثنين، تتمتع مكمورو بأفضلية طفيفة عند 3.8 ملايين دولار مقارنة بنحو 3.6 ملايين دولار جمعها عبدول السيد.
ويُعدّ تأثير القوة الاقتصادية للشركات واحدًا من بين العديد من المشكلات التي يعاني منها الديمقراطييون والجمهوريون على حد سواء، مما يترك لدى الناخبين انطباعًا بأن أيًّا من الحزبين الكبيرين لا يقدّم فرصة حقيقية للتغيير الجاد. وفي حين أن الحزب المعارض عادةً ما يستفيد من ردود الفعل السلبية تجاه الحزب الحاكم، أظهر استطلاع أجرته شبكة “سي إن بي سي” في أبريل/ نيسان أن الحزب الديمقراطي يبدو أنه يحظى بأدنى نسبة تأييد لأي من الحزبين منذ عام 1996 على الأقل، إذ قال 22 بالمئة فقط من المشاركين إنهم يشعرون بإيجابية كبيرة أو متوسطة تجاهه، مقارنة بـ36 بالمئة للجمهوريين.
وقال السيد لموقع “الإنترسبت”: “لدى الحزب الديمقراطي فرصة للخلاص، وأعتقد أن ذلك سيكون لأن ناخبيه سيقررون إعادة التفكير في ماهية الحزب. أتوقع أن هذا السباق لن يكون مجرد فوز ضئيل، بل إذا نجحنا فسيكون ظاهرة، وسيكون ذلك لأننا استطعنا حشد ناخبين لم يتوقع أحد حضورهم.”
ومن بين هؤلاء قد يكون ريتش بيرلبيرغ، ناشر صحيفة محلية متقاعد يبلغ من العمر 75 عامًا ويصف نفسه بأنه جمهوري معتدل، والذي قال لـ”الإنترسبت” خلال فعالية انتخابية للسيد إنه كان صديقًا قديمًا لعائلة روجرز قبل أن تدفع سياسات “ماغا” إلى حدوث شرخ بينهم.
وقال بيرلبيرغ: “كنت أعلم أن [روجرز] محافظ وذو توجه سياسي قوي، لكنني كنت دائمًا أعتقد أنه يتمتع بقدر كبير من النزاهة والثبات على المبادئ. لذلك شعرت بخيبة أمل كبيرة من سلوكه منذ أن غادر الكونغرس.”
وكان روجرز قد وجّه انتقادات حادة لأسلوب قيادة ترامب “الفوضوي” بعد اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، لكنه منذ ذلك الحين اصطف إلى جانب حزب “ماغا” وحصل على تأييد الرئيس في حملتيه لمجلس الشيوخ.
وأضاف بيرلبيرغ: “بمجرد أن أدرك أن ترامب لن يرحل، وأنه لا يزال يطمح إلى أشياء أكبر، غيّر موقفه بالكامل. لذلك أصبح يقول ويفعل أشياء أعلم، أو على الأقل آمل في قرارة نفسه، أنه لا يؤمن بها، لكن هذا يكاد يكون أسوأ.”
ولم ترد حملة روجرز على طلبات “الإنترسبت” للتعليق.
المصدر: ذي إنترسبت