10 آلاف بلا أثر.. أين اختفى ضحايا الحرب في غزة؟

الدفاع المدني في غزة يقدر حصيلة المفقودين بـ 9500 شخص

منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ظل ملفّ المفقودين في قطاع غزة جرحًا مفتوحًا، إذ اختفى آلاف الأشخاص في ظروف متعددة، بعضهم تحت الأنقاض، وبعض آخر في سجون الاحتلال، وآخرون قُتلوا ودفنت أو تحللت جثامينهم دون توثيق.

وقد بدأت ملامح المأساة تتكشف مع العثور على بقايا أجساد بعض الشهداء في شوارع القطاع الذي شهد إبادة جماعية لسنتين كاملتين، وتسليم الاحتلال جثامين أسرى ضمن اتفاق التبادل بملامح مشوهة صعّبت إمكانية التعرف عليهم.

أين يوجد المفقودون؟

  • سجون الاحتلال وثلاجات الموتى الإسرائيلية
  • تحت الأنقاض في قطاع غزة
  • بقايا من أعضاء وجثامين متحللة بالقطاع
  • مقابر جماعية في قطاع غزة
  • مناطق محظورة مثل “الخط الأصفر” ومعبر زيكيم

المأساة بالأرقام

عدد المفقودين: الدفاع المدني في غزة يقدر الحصيلة بـ 9500 شخص، فيما يقول “المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا” إن العدد يتراوح بين 8 و9 آلاف حالة.

الجثامين المنتشلة: منذ بداية وقف إطلاق النار، انتُشلت 596 جثة فقط من تحت الأنقاض.

الجثامين المحتجزة: جيش الاحتلال يحتجز في معسكر سدي تيمان نحو 1500 جثمان لفلسطينيين من غزة.

الجثامين العائدة: أعادت إسرائيل 345 جثمانًا حتى 3 ديسمبر/كانون الأول 2025، تمكنت وزارة الصحة من التعرف على 99 جثمانا منها فقط بسبب تشويه ملامحها وغياب الأجهزة المتقدمة للكشف عنها.

لا يزال هناك آلاف المفقودين في قطاع غزة بلا سبيل للعثور عليهم
لا يزال هناك آلاف المفقودين في قطاع غزة بفعل العدوان الإسرائيلي بلا سبيل للعثور عليهم

ماذا أظهرت معاينات وزارة الصحة؟

أكدت وزارة الصحة في غزة أن الجثامين التي تسلمتها من قوات الاحتلال تعرضت لتهشيم وتنكيل وتعذيب.

  • جراح مفتوحة
  • أعين مقتلعة
  • أفواه بلا أسنان
  • آثار جنازير دبابات
  • طلقات نارية من مسافات قريبة
  • قتل مدنيين مكبلين ومعصوبي الأعين
  • جثامين ممزقة الأوصال
  • آثار حروق وجثامين متفحمة تماما

ظروف تعيق البحث والانتشال والتعرف على الضحايا

تدمير المعدات والجرافات والآلات الثقيلة: 90% من المركبات والمعدات وأدوات الإنقاذ والإطفاء جرى تدميرها خلال الحرب، فيما يلجأ الدفاع المدني والطواقم المختصة لاستخدام أدوات بسيطة للبحث عن الضحايا وإزالة الركام.

حجم الدمار: تكدّس 61 مليون طن من الركام بحسب تقديرات الأمم المتحدة يمثل عبئًا لوجستيًا هائلًا؛ فحتى لو تم إدخال معدات وفرق أجنبية فإن إزالة الحطام قد تستغرق سنوات.

مخاطر المناطق العسكرية: وجود مناطق عسكرية مغلقة مثل الخط الأصفر الذي يسيطر عليه الاحتلال (53 ٪ من مساحة قطاع غزة) ومنطقة زيكيم يجعل انتشال الضحايا في تلك المناطق مستحيلا.

انهيار النظام الصحي والطب الشرعي: 94 % من المنشآت الصحية أصيبت أو دمرت كما جرى تدمير معظم المختبرات والمعامل الطبية، ما يعني غياب القدرة على تحليل الحمض النووي أو إجراء فحوص الأسنان والعظام للتعرف على هوية الضحايا.

تكدّس 61 مليون طن من الركام يمثل عبئًا لوجستيًا هائلًا
تكدّس 61 مليون طن من الركام يمثل عبئًا لوجستيًا هائلًا

طرق التعرف على المفقودين

في ظل تدمير المختبرات وغياب الإمكانيات، تعتمد وزارة الصحة على وسائل بديلة:

التعرّف البصري: تخصص الوزارة غرفة انتظار في مستشفى ناصر بخانيونس تعرض صورًا للجثث المتحللة لكي يتعرف الأهالي عليها، لكن نسبة النجاح هنا محدودة وترتبط بعدم تشوه الملامح.

تسجيل الأغراض الشخصية: يتم تدوين الملابس والأغراض الشخصية (خواتم، ساعات، مفاتيح) لربطها ببلاغات المفقودين.

تقدير العمر والجنس عبر العظام والأسنان: الطواقم الطبية تحاول تقدير أعمار الضحايا من خلال قياس العظام والأسنان، لكنها تعتبر أدلة ظرفية في غياب تحليل الحمض النووي DNA.

حفظ عينات الأنسجة: تأخذ الطواقم المختصة عينات من الأنسجة وتحتفظ بها في أنابيب مرقمة، تحسبًا لتوفر مختبرات لفحص الحمض النووي في المستقبل.

المفقودون في مقابر جماعية

كشف تحقيق نشرته CNN مطلع ديسمبر 2025، عن عمليات قتل ودفن غير موثقة قرب معبر زيكيم شمال غزة مما يلقي الضوء على حجم المأساة ويصعب من مهمة انتشال الضحايا وتحديد هوياتهم.

بحسب التحقيق:

  • كان فلسطينيون يتجمعون على الطريق المؤدي إلى المعبر للحصول على مساعدات؛ تعرضوا لإطلاق نار من جيش الاحتلال.
  • أظهرت فيديوهات وجود جثث متحللة نصف مدفونة بجانب شاحنة مساعدات مقلوبة، وكانت الكلاب تقتات عليها.
  • صور الأقمار الصناعية أظهرت جرافات إسرائيلية تعمل بالمنطقة، ما يدعم شهادات دفن الجثث في قبور ضحلة غير معروفة.
  • أحد الجنود الإسرائيليين السابقين قال إن وحدته دفنت تسعة فلسطينيين في قبر واحد دون تسجيل الهوية أو تصوير الجثامين.

هذه الحوادث تسهم في زيادة عدد المفقودين وتصعب عملية التعرف عليهم؛ إذ لا تتسلم العائلات جثامين ولا تحصل على معلومات، ويُدفن الضحايا في مواقع مجهولة وسط مناطق عسكرية محظورة.