سوريا بعد التحرير.. حين استعادت المدن وجوهها

بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، طُويت صفحة طويلة من تاريخ سوريا المعاصر بسقوط تماثيل وصور آل الأسد، وتلاشت الشعارات التي سيطرت على الفضاء العام لعقود. ومع انهيار هذه المنظومة البصرية، انفتح المجال أمام السوريين لاستعادة شوارعهم وساحاتهم.

ففي الأسابيع الأولى التي تلت التحرير، شهدت المدن السورية تحولًا سريعًا، أُزيلت أسماء الشوارع والمؤسسات التي حملت اسم عائلة الأسد، وامتلأت الساحات والميادين والمدارس بجداريات الثورة، وصور الشهداء، ورموز الحرية. حتى الجدران التي كانت شاهدة على القمع تحولت إلى مساحات للإبداع الشعبي، تتداخل فيها رسائل الوحدة مع ملامح تضحيات السوريين وآمالهم بمستقبل قائم على العدالة والكرامة.

لقد باتت الشوارع والمدارس والساحات اليوم أشبه بمتاحف حية، تروي قصة سوريا الجديدة التي يخطها أبناؤها بأيديهم، وأصبح الفضاء العام سجلًا بصريًا يحكي الحرية التي تنبت في كل زاوية، ويجسد الذاكرة التي تُرسم وتُكتب بألوان الثورة. 

وهكذا استعاد الفضاء البصري حريته المسلوبة، وتحول إلى كتاب مفتوح يرسم ويكتب فيه الناس تاريخهم بأنفسهم، لم تعد الجدران وسيلة للهيمنة، بل صارت لغة وطنية جامعة تعبر عن شعب يستعيد روحه ويخط ملامح سوريا الجديدة.

في هذا التقرير نرصد مسار هذا التحول التاريخي، من سقوط رموز الاستبداد إلى نشوء فضاء بصري جديد يبرهن أن سوريا الجديدة ترسم بأيدي أبنائها، وأن الفضاء العام بات أخيرًا انعكاسًا حقيقيًا لهم ولرؤيتهم لمستقبلهم.

سقوط رموز الطغيان

عاش السوريون لحظة رمزية فارقة في تاريخهم الحديث، لحظة سقوط رموز الطغيان، لم يكن إسقاط الصور والتماثيل مجرد فعل غاضب أو انفعالي، بل إعلانًا جماعيًا عن تحرر الفضاء العام من هيمنة استمرت عقودًا، وعن استعادة الناس لحقهم في الفضاء العام.

منذ الساعات الأولى لتحرير المدن، انخرط الأهالي في المدن الكبيرة والصغيرة في تدمير تماثيل عائلة الأسد، وإحراق الصور وتدمير اللوحات من الجدران الحكومية والمقرات الأمنية والمدارس والمستشفيات والطرقات، وشملت العملية أيضًا إزالة الشعارات واللافتات التي كانت تُمجد حزب البعث.

تمزيق لوحة بشار الأسد ووالده حافظ في مطار حلب، (أسوشيتد برس)

في حمص، احتشد مئات السوريين حول تمثال حافظ الأسد الذي ظل لعقود رمزًا للهيمنة، وفي لحظة فارقة، أسقطوه بأيديهم في خطوة تتناغم مع ما شهدته درعا وحماة قبل أيام، وقد حمل المتظاهرون أدوات بسيطة لتدمير التمثال وهم يهتفون الله أكبر، وما إن سقط رأس التمثال حتى عم المكان تصفيق وهتافات امتزجت بفرحة عارمة.

وفي درعا مهد الثورة السورية، تسابق الأهالي لتحطيم تمثال حافظ الأسد، يتناوبون على سحب الحبال لتدمير التمثال، وقد تحول الحدث إلى مهرجان شعبي، ومع بزوغ صباح اليوم التالي، خرج السكان إلى شوارع المدينة لسحل ما تبقى من التمثال بعد إسقاطه ليلة أمس.

وفي حلب، قام السوريون بإنزال تمثال باسل الأسد عن حصانه في دوار الباسل، شارك الأهالي في إزالة التمثال وسط تكبيرات وتصفيق، إلا أن النظام انتقم منهم في ساعتها، وقتل 61 مدنيًا ثمنًا لجرأتهم على تحطيم التمثال.

جر رأس تمثال حافظ الأسد عبر شوارع مدينة حماة

وفي حماة وفي لحظة ذات رمزية عالية، أسقط الأهالي تمثال حافظ الأسد مستخدمين ذراعًا آلية ضخمة لتدميره، ومحتفلين بإطلاق النار في الهواء ومرددين هتافات الله أكبر، ثم قاموا بجر رأس التمثال بواسطة شاحنة صغيرة لفت به شوارع المدينة.

أما دمشق الأكثر إرهاقًا بصور وتماثيل النظام، فقد شهدت مشهدًا دراميًا غير مسبوق، فقد مزق  الناس صور الأسد والجداريات العملاقة التي طُبعت لعقود على مداخل الأحياء، أسقطها الناس بأدوات بسيطة، سكاكين، وأيادٍ حافية، وكان إسقاط العديد من تماثيل وصور الأسد حدثًا بحد ذاته، تجمهر الناس تحتها، بعضهم يبكي، وبعضهم يوثق اللحظة التي لم يتخيل أنه سيشهدها يومًا. 

بقايا تمثال حافظ الأسد بعد تدميره

في الحقيقة، تكررت هذه المشاهد في عشرات المدن والبلدات السورية، وبدا الحدث في كثير من الأماكن كعيدٍ صغير للحرية، امتزجت فيه الدموع بالضحكات، وتحولت لحظة تحطيم رموز الطغيان إلى طقسٍ جماعي.

وقبل هذا التحول، كانت تلك الصور والتماثيل جزءًا من هندسة دقيقة للسيطرة النفسية والاجتماعية على المجتمع، فقد انتشرت ثلاثة آلاف تمثال لحافظ الأسد في جميع المحافظات، إلى جانب صور نصبت في مداخل المدن، وساحات الجامعات، ومباني الوزارات والمستشفيات، والطرق، وحتى المحال التجارية الصغيرة. 

هذه التمثيلات البصرية أعادت إنتاج حضور النظام الطاغي في تفاصيل الحياة اليومية، وحولت الخوف إلى عادة اجتماعية راسخة، تفرض نفسها على كل لحظة في حياة السوريين.

بقايا تمثال حافظ الأسد بعد تدميره

بسقوط هذه الرموز انهار نظام كامل من السيطرة البصرية، واستعاد الناس ملكيتهم للشارع وأعادوا تعريف الفضاء العام كمساحة تعبر عن إرادتهم وقصتهم، وقد تشكل بذلك أرشيف بصري جديد يعلن نهاية مرحلة مظلمة وبداية أخرى تُكتب فيها سوريا بألوان أبنائها.

المدن تستعيد وجوهها.. والفضاء العام يعود للناس

بعد عقودٍ احتكرت فيها صور الأسد وشعارات البعث الجدران والميادين، بدأ الفضاء العام يستعيد صوته المفقود، وما إن انهارت التماثيل والرموز القديمة، حتى اندفع الناس إلى إعادة تشكيل شوارعهم وساحاتهم، فملؤوا الجدران بمعانٍ جديدة تعيد تعريف المكان وروحه، لتولد هوية بصرية تعددية تختلف من مدينة إلى أخرى وتعكس حكاية كل مدينة وذاكرتها. 

انبثقت شرارة هذا التحول من ضواحي دمشق، خاصة داريا، قبل أن تمتد سريعًا إلى مدن كبرى مثل حلب وحماة وإدلب ودرعا، وشارك في هذه النهضة البصرية شباب متطوعون، طلاب الجامعات، فنانون محليون، أسر الشهداء والمختفين، في حركة واسعة اتخذت أشكالًا متعددة، كجداريات على أنقاض المنازل المدمرة، لوحات كبرى عند مداخل الأحياء، ورسم على الجدران العامة ضمن مبادرات تطوعية.

جدارية في مدينة حلب

تركزت هذه الجداريات بين الذاكرة والتخليد (شهداء، المختفون)، الحرية والأمل (رموز السلام، الطيور، الأطفال، الشمس)، المواطنة والهوية (شعارات العدالة، رسائل التضامن). 

وتحولت العديد من الجدران إلى سجلات بصرية تحفظ وجوه الشهداء، وتحكي قصة الألم والصمود، وترسم ملامح الهوية الوطنية الجديدة،  فقد ظهرت على تلك الجدران الأم، والطفل الذي يرفع علم الحرية، والطائر الخارج من القفص، واليد التي تبني، وترافق ذلك مع نصوص قصيرة مكثفة صنعت قاموس المرحلة: “كرامة – نحلم معًا – أرفع راسك – سوريا للجميع”.

جدارية “دوار المحراب” في مدينة إدلب

في كل مدينة، ساهم المتطوعون والطلاب والفنانون المحليون في إعادة تشكيل الفضاء العام بصريًا، فقد أزيلت صور النظام الساقط في أماكن مثل اللاذقية، ورُسمت جداريات داعمة لمبادرات شعبية مثل حملة “فداء لحماة”. وفي حماة، حُذفت الشعارات القديمة من جدران المدارس واستُبدلت بعبارات الحرية والكرامة، بينما في حلب، رسم الشباب جداريات جديدة المدينة بعد التحرير، معبرة عن الثقافة المحلية وهويتها الخاصة.

يمكن القول إن الفضاء البصري الجديد يحتضن فعلًا كل أبعاد التجربة السورية، الألم، المقاومة، الأمل، والهوية. وهكذا، تحول الشارع السوري إلى معرض مفتوح يعكس نبض المجتمع، ويُظهر كيف استعاد الفضاء البصري حريته، وكيف بات الناس شركاء مباشرين في صياغة ملامح الفضاء العام، بعيدًا عن إرث القمع الذي خنق الفضاء العام لعقود طويلة.

جدارية في درعا

وجوه الشهداء والمقاتلين: ولادة أيقونات الذاكرة الوطنية

بعد سقوط النظام، بدأت المجتمعات المحلية سريعًا في ابتكار رموز بديلة تحل محل صور الطغيان، وكان أبرزها صور الشهداء التي أصبحت المدخل الأول لولادة سردية جماعية جديدة، أعادت هذه الصور دمج الشهداء في حياة المدن اليومية، ومنحت الناس شعورًا باستعادة ذاكرتهم المصادرة.

تحولت وجوه المقاتلين والمسعفين والنساء والأطفال وضحايا القصف والاختفاء القسري إلى لغة بصرية موحدة تعبر عن التضحية الجماعية، وتشكل طقسًا يجمع بين الحداد على الراحلين والاحتفاء بالقيم التي حملوها، ففي العديد من المدن، اكتست الجدران بصور إبداعية للشهداء.

رفع أهالي مدينة داعل في درعا صور أبنائهم الشهداء الذين قضوا في سجون النظام المخلوع

المدارس والمؤسسات العامة: هوية وطنية جديدة

بعد سقوط النظام، رفعت المؤسسات العامة من على جدرانها صور ورمز الأسد، وبدأ التحول من المدارس، حيث اختفت صور الأسد بالكامل، وحلت مكانها أعلام الثورة والجداريات التي ابتكرها الطلاب، تحولت المدارس إلى مختبرات حقيقية لبناء الهوية الوطنية الجديدة، وفضاءات بصرية تُكرس قيم المواطنة بدل تمجيد السلطة.

ففي مدارس حماة، رسمت جداريات فنية رسمها شباب ومتطوعون من أبناء المدينة، في مبادرة أهلية أعادت للمدرسة روحها ومكانتها. وفي أحياء عديدة من المدن، تحول الشارع نفسه إلى معرض بصري مفتوح، وفي دمشق، انطلقت حملة واسعة لطلاء الجدران وإزالة كل ما تبقى من آثار المرحلة السابقة من المدارس والمؤسسات العامة.

مدرسة بمدينة نوى بريف درعا تعرض لوحات جدارية تجسد روح الثورة السورية رسمها الطلاب

إعادة تسمية الشوارع والساحات والجامعات

مع بداية مرحلة ما بعد سقوط النظام، بدأت عملية واسعة لإعادة تسمية الشوارع والساحات والجامعات التي حملت أسماء عائلة الأسد، كان ذلك امتدادًا طبيعيًا لتحرير الفضاء العام من إرث الطغيان، وإزالة الأسماء التي رافقت عقود الهيمنة، واستبدالها بتسميات تعبر عن الثورة وقيمها.

أول هذه الخطوات كان تغيير أسماء الساحات والشوارع الكبرى، فقد تحولت ساحة الأسد إلى ساحة الثورة، واستُبدل شارع باسل الأسد بـ شارع شهداء الحرية. وعلى المنوال نفسه، أُعيدت تسمية الجامعات والمؤسسات التعليمية والمكتبات، فغدت جامعة البعث تحمل اسم جامعة حمص، وتحولت جامعة تشرين إلى جامعة اللاذقية. كذلك استُبدل اسم مكتبة الأسد بـ المكتبة الوطنية، وأزيلت الأسماء المرتبطة بالنظام من المساجد مثل جامع باسل الأسد.

جدار في حي القدم بدمشق‏‏

وفي العاصمة دمشق، شملت عملية التحرير المعالم الأكثر شهرة، إذ أُعيدت تسمية جسر الرئيس ليصبح جسر الحرية. أما في حماة، فتم إطلاق اسم دوار شاهين على أحد الطرق تكريمًا للطائرة المسيرة شاهين التي لعبت دورًا بارزًا في معركة ردع العدوان.

في الواقع، شهدت دمشق ومدن سورية أخرى حملات واسعة قام بها الشباب المتطوعون لطلاء الجدران وإزالة كل الرموز والشعارات التي تذكر بعقود القمع، لتتحول الشوارع إلى فضاء جديد يعكس الحرية.

جدارية عند ساحة باب توما بدمشق، (رويترز)

مبادرات الذاكرة: حملة “أنتم معنا” نموذجًا

مع بداية المرحلة الجديدة بعد سقوط النظام، ظهرت مبادرات منظمة تسعى لتثبيت الذاكرة الجمعية وتعزيز قيم العدالة والمواطنة. وفي مقدمة هذه المبادرات جاءت حملة “أنتم معنا” التي أطلقتها منظمة عدل وتمكين لرسم جداريات لوجوه 10 آلاف مختفٍ قسرًا. شارك في هذه الحملة فنانون محليون وطلاب جامعات وأهالي المعتقلين، وانتشرت أعمالها في دمشق ودرعا وإدلب، لتصبح نموذجًا حيًا لدمج الفن بالعدالة الانتقالية.

جسدت هذه الحملة مرحلة متقدمة من الثورة البصرية بعد سقوط نظام الأسد، فهي لم تكن مجرد فعل تذكاري، بل مشروع سياسي واجتماعي وفني في آن واحد، يعيد تعريف الفضاء العام بوصفه مساحة للتعبير الجماعي وتوثيق المعاناة، ويؤسس لوعي جديد قائم على العدالة والكرامة.

جدارية في داريا تُعيد إحياء ذكرى المختفين قسرًا

وفي داريا جنوب غرب دمشق، برزت إحدى أبرز التجارب البصرية ضمن هذا المسار، إذ انتشرت الجداريات التي توثق المفقودين والمختفين قسرًا. وفي مبادرة لافتة، قام فنانون شباب بقيادة بلال شوربه بتحويل أنقاض منزل مدمر إلى لوحة تذكارية كبيرة، حيث رُسمت على السقف المنهار جدارية ملونة تُكرم العائلات التي فقدت أبناءها، وهذا العمل واحدًا من أهم المشاريع الفنية في داريا.

في الواقع، رسم وجوه آلاف المختفين هو فعل تحويل الجرح الفردي إلى ذاكرة وطنية مرئية، فعل يجعل الفقد عنصرًا يجمع المجتمع حول قضية العدالة، ويحول الفضاء العام إلى متحف مفتوح يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويمنح الناس إحساسًا أعمق بالانتماء والمسؤولية.

فنانون سوريون يرسمون جدارية على سقف منهار لمنزل في داريا، (AP)

حين يتكلم الفضاء العام: أثر الرموز الجديدة في إعادة تشكيل وجه سوريا

مع بزوغ الرموز الجديدة في الشوارع والمدارس والمؤسسات، بدأ الفضاء العام في سوريا يتغير بعمق، وهو تغير لن يقتصر على الشكل، بل سيطال الوعي والخيال الاجتماعي. لم تعد الجداريات مجرد زخرفة، بل أصبحت بنية جديدة تعيد تشكيل الذاكرة الجماعية وطريقة قراءة السوريين لأنفسهم ولمدينتهم بعد عقود الاستبداد.

مع انتشار جداريات الحرية وصور الشهداء ورموز المواطنة في كل زاوية، ارتفع الوعي الجمعي بأن مرحلة جديدة قد بدأت، خلقت هذه الرموز ما يمكن تسميته بـ وعي القطيعة، قطيعة مع الهيمنة النفسية السابقة، قطيعة مع الفضاء العام بوصفه ملكًا للسلطة، ووعي بأن يد الشعب تُحدد شكل المكان ومعناه، أصبح الشارع للمرة الأولى منذ عقود مساحة مفتوحة يُرسم فيها السوريون مستقبلهم.

كذلك تؤدي تلك الرموز الجديدة دورًا محوريًا في تثبيت مفهوم المواطنة الحقيقية، صور الشهداء، والاقتباسات التي تتحدث عن الحقوق والعدالة، والنصوص التي تمجد الحرية والكرامة، جميعها تعيد تعريف الانتماء، وأن الوطن ليس شخصًا يُعظم، بل قيم تُبنى وتجربة يعيشها الجميع.

كما تسهم هذه الرموز والجداريات الجديدة في تخفيف الألم النفسي الجماعي الناتج عن الخسائر البشرية، فصور الشهداء تحولت إلى طقس بصري للعزاء العام، ما يمنح معنى للتضحية، ويربط الفقد بمشروع وطني أوسع، وينقل المأساة من حيز الفرد إلى فضاء الذاكرة العامة.

كذلك من أهم وظائف هذا الفضاء الجديد أنه أصبح آلية لمنع النسيان، فالرموز المرئية اليومية تُبقي أحداث الماضي حاضرة، وتمنع إعادة إنتاج الطغيان، كل جدارية تذكر بمأساة، وكل صورة تخلد تضحية، وكل اسم شارع يعيد تعريف الحرية، حتى صار الشارع نفسه درسًا حيًا في التاريخ وسورًا يحمي من عودة القمع.

وأخيرًا، يشكل هذا الامتداد البصري الجديد طريقة إنسانية لتوثيق الثورة السورية العظيمة، فكل مشهد مرسوم يقدم سردية إنسانية نابضة تُقرأ بالعين والقلب معًا، إنها كتابة جديدة للتاريخ بالألوان، تتجاوز النصوص والمحفوظات، لتبني خيالًا جمعيًا مشتركًا حول المستقبل.