مقتل عائلة مسلمة على يد أمريكي بولاية كارولينا الشمالية

Screenshot 2015-02-11 14

لقي ثلاثة طلاب مسلمين من عائلة واحدة مصرعهم على يد متطرف أمريكي بعد إطلاق النار عليهم في منزلهم الواقع في ولاية كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية.

تم استدعاء الشرطة على إثر سماع دوي طلقات نارية في أحد المباني السكنية الخاصة بالطلاب الأكاديميين الواقعة في تقاطع تشابل هيل، لتجد ثلاث جثث لعائلة مسلمة مكونة من ثلاثة أشخاص طالب وزوجته وشقيقتها.

تمكّنت الشرطة من تحديد هوية الضحايا وتبين أنهم: طالب في كلية طب الأسنان بجامعة نورث كارولينا يبلغ من العمر 23 عامًا يدعي ضيا شادي بركات، وزوجته يُسر محمد البالغة من العمر 21 عامًا، وشقيقتها رزان محمد أبوصالحة البالغة من العمر 23 عامًا وتدرس الهندسة المعمارية بنفس الجامعة.

أسفرت التحقيقات الأولية للشرطة عن الاشتباه بشخص يدعى كريج إستيفن هيكس” يبلغ من العمر 46 عامًا، وتم توجيه تهمة القتل العمد له واعتقاله دون أن تفصح السلطات الأمريكية عن مزيد من المعلومات عنه.

وأكدت مصادر أن الشرطة الأمريكية تتحفظ على الإعلان عن الجريمة ومنعت بقرار قضائي نشر الخبر في وسائل الإعلام الأمريكية.

عملية القتل هذه استدعت على الفور أجواء “شارلي إيبدو” لكن ليس بنفس مستوى الاهتمام الإعلامي العالمي، حيث تجاهلت معظم وسائل الإعلام الأمريكية الحادث باعتباره حادثًا عابرًا؛ مما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي التي أطلقت هاشتاج باللغة الإنجليزية يحمل اسم #ChapelHillShooting

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفور مع الهاشتاج، مستنكرين الصمت الحكومي الأمريكي والعالمي في إدانة مثل هذه الجريمة التي لم تأخذ حيزًا ولا اهتمامًا في وسائل الإعلام.

كما صب المتفاعلون على هذا الهاشتاج من العرب وغير العرب جم غضبهم على الإعلام الأمريكي الذي تجاهل الحادثة بشكل ملحوظ وظهر ذلك في تدوينات الكثيرين عن الحادثة وهو أبرز ما استفز مشاعرهم.

 كذلك دعا البعض الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار الشخصيات السياسية والدينية في الولايات المتحدة للخروج في وسائل الإعلام وإدانة هذا الحادث بشكل رسمي لأنه يحمل من العنصرية الكثير، والتي سوف تؤدي إلى تنامي الكراهية والعنف داخل الولايات المتحدة.

هذا يقول: إذا كنت مسلما وتعرضت لهجوم، فإن هذا ما ستحصل عليه، سبعة أسطر

الأمر بشع، وحقيقة أن الإعلام لا يهتم بذلك يجعله أكثر بشاعة

لا أستغرب التجاهل الإعلامي، لكن العدل سيتحقق بالله.

هؤلاء المسلمين الثلاثة قُتلوا اليوم، لكن الإعلام لم يذكرهم أبدا

هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها والتي لم توضح السلطات الأمريكية حتى الآن دوافع الجريمة عند مرتكبها، ولكن هناك من الشواهد السابقة التي قد تؤدي إلى تفسير مثل هذه الجريمة بحق ثلاثة من المسلمين في الولايات المتحدة.

شيماء العوضي سيدة عراقية مسلمة وجدت غارقة في دمائها بولاية كاليفورنيا أواخرالعام 2012 وتركت بجوارها رسالة مكتوب فيها “عودي إلى بلدك أنتِ إرهابية”.

هذا الحادث قد يفسر لنا سبب مقتل الطلاب المسلمين الثلاثة في هذه المرة في ظاهرة واضحة تغض عنها الولايات المتحدة الطرف تمامًا، وهي تنامي العنف تجاه المسلمين في الولايات المتحدة بعد تغذية ذلك بخطاب إعلامي يصم المسلمين فقط بالإرهاب.

يؤكد ذلك ما نشره موقع السي إن إن العربي نقلاً عن ليندا صرصور، المديرة التنفيذية للجمعية العربية الأميركية في نيويورك، ومديرة الدفاع الوطني للشبكة الوطنية للجاليات العربية الأمريكية، التي تحدثت عن وجود حاجة ملحة للوصول إلى صيغة تفاهم بشأن مكافحة التعصب الذي يمارس ضد المسلمين في الولايات المتحدة، وأخذ موقف واضح ضده وشجبه، وأكدت أن توجيه أي إساءة لأي مسلم في الولايات المتحدة إهانة واعتداء على جميع المسلمين.

هذا وقد أشار بعض الناشطين العاملين في مجال مكافحة العنصرية في الولايات المتحدة أن العنصرية باتت وحشًا يتنامى في الولايات المتحدة، وإذا لم تبذل جهودًا حقيقية في الحد منه ستعاني الولايات المتحدة لعقود قادمة، فمن العنصرية تجاه السود وحوادثها الأخيرة إلى العنصرية تجاه المسلمين، ولكنهم أكدوا على أن العنصرية تجاه السود في الولايات المتحدة يسهل مواجهتها، حيث إن هناك رغبة عند السلطات في ذلك؛ فتجد ظهيرًا شعبيًا لرفض هذا النوع من العنصرية، أما على العكس في مكافحة قضية العنف والعنصرية تجاه المسلمين فإنك تجد قبولًا لهذه العنصرية وتأكيدات الحكومة أنها حوادث عرضية، غير دقيق بالمرة.

فقد صدر تقرير عام 2011 عن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI يؤكد أن جرائم العنصرية ضد المسلمين زادت بنسبة 50%.

فيما تم تدشين هاشتاج آخر لانتقاد قضية التجاهل الإعلامي للجريمة يحمل اسم #MuslimLivesMatter
حمل الهاشتاج تدوينات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحمل تعاطفًا مع ضحايا العائلة المسلمة المقتولين على يد الأمريكي داعين إلى ذكر قضيتهم لاجبار وسائل الإعلام على تناولها بعد التجاهل المتعمد لذكرها على حد وصف بعضهم

تذكروهم بهذا الشكل، ضياء ويُسر كانت لديهم أسماء وأحلام وعائلات!

لن يتم نسيانهم، حياة المسلمين تهم!

الإعلام المؤثر يتجاهل هذا الحدث! دعونا نتكلم عنه، لا تجعلوهم يُنسون!

هذا مستاء من البرامج التي تعرضها سي إن إن متجاهلة حدثا بهذا الحجم

وفي النهاية أصبح الهاشتاج واحد من بين الأكثر انتشارا

يأتي ذلك في ظل جهود للمنظمات الإسلامية بالداخل الأمريكي لنفي تهمة الإرهاب عن المسلمين بتنظيم الندوات والحملات لتغيير هذه الصورة النمطية لدى الكثير من الأمريكيين، لكن يستهجن البعض عدم وقوف هذه المنظمات بالحملات والندوات نفسها تجاه العنف والتمييز الواضحين تجاه المسلمين واللذين زادا واتضحا في الآونة الأخيرة دون أن يكون على أولوية نشاطات الجمعيات الإسلامية هناك، وكأن دورها تحول لدور نمطي هي الأخرى دون أن تحاول الوصول إلى حل مع الحكومات الأمريكية المتعاقبة لحماية المسلمين في الولايات المتحدة.