أزمة اليمن: ما الحل؟

thumb

الكل منا على دراية، ولو بشكل بسيط، بالأزمة الحالية الواقعة في اليمن العزيز، من غير الدخول في تداعيات الأحداث وأسبابها وتفاصيلها ونتائجها الحالية، سنقبل بالنكسة الواقعة وسنقوم بعرض حلول مناسبة لها على الصعيدين الداخلي والخارجي، نري فيها الصواب لحل الأزمة التي وقعت بسبب أناس لهم أطماع بالسيطرة والسلطة المستمرة (على عبدالله صالح)، وأناس هدفهم توسيع رقعتهم الجيوسياسية في الوطن العربي عن طريق مرتزقتهم (إيران ومرتزقتها الحوثيين)، وأناس هدفهم القضاء على الروح الثورية المطالبة بالإصلاح والتغيير لتحقيق التقدم والتطور (ملك السعودية السابق فاشل سياسيًا حيث حاول القضاء على الشباب الثوري والمحرك الأساسي له حزب الإصلاح)، يعني باختصار جشع الأول وأنانيته وطمع الثانية وهدفها التوسعي وقصر النظر الإستراتيجي للثالث وفشله السياسي؛  جعل اليمن تؤول إلى ما آلت إليه في الوقت الحالي، كان ما كان ووقعت الفأس في الرأس، ولو بحثنا عن حلول للأزمة يمكن لنا وضع الحلول التالية:

على صعيد داخلي

ـ اتحاد جميع القوى الثورية بكافة تيارتها حول الرئاسة الشرعية في الوقت الراهن وترك ما يسمى بالحوار الهزلي الذي تقوم به جماعة الحوثيين بمرواغة، حيث تقول في الحوار شيء وتفعل على الواقع شيء آخر مخالف تمامًا لما تقول، أيضًا من المعيب والمخزي والغير عقلاني التحاور مع حركة إرهابية خائنة غير وطنية هدفها تسليم اليمن على طبق من ذهب لدولة أجنبية جُل تفكيرها إخضاع الدول العربية لسيطرتها وأمرها، بل يجب اتحاد جميع القوى الثورية والوطنية ضدها والسعي للقضاء علىها.

ـ إعادة تكوين الجيش الوطني الحر المستقل عن إرادة الأشخاص ومصالحهم الشخصية، أثناء إعادة تكوين وهيكلة الجيش الوطني يجب أن يكون هناك اهتمام خاص بإعادة تكوين لواء الجنرال الأحمر (الفرقة الأولي مدرع) داعم الثورة ليستمر في حماية الثورة وأهدافها ومبادئها.

ـ تنشيط التحركات الشعبية المناهضة للحركة الحوثية، غير الوطنية والمنفذة لأجندة الدول الأجنبية (إيران)، على كافة الأصعد الشعبية المسالمة والعسكرية المقاومة إن إحتاج الأمر، فالحركة التي تحاول السيطرة على اليمن باسم إيران حركة مدسوسة لا تعرف معنى الوطنية والاستقلال؛ لذا يجب جذها والتخلص منها.

على صعيد خارجي

ـ توجيه دعم عربي قوي يشمل الدعم المادي والعسكري، فإن كان  يحق للغازي الإيراني تزويد الحوثيين بـ 160 طنًا من الأسلحة والذخيرة بشكل علني ودون عمل أي حساب لأي قوة إقليمية أو دولية؛ فإذًا ودون أدني شك يحق للدول العربية تزويد الجيش اليمني “الوطني الموالي لليمن” بـ 1600000 طن من الأسلحة والدعم العسكري لإنقاذ شقيقتهم من الضياع والانهيار والسقوط، فالوضع جد خطير وتعدي مرحلة الدعم الدبلوماسي والسياسي فاللعبة أصبحت مسألة سيطرة مصيرية، فإما أنت تسيطر وإما أنا، وإن كانت المسألة كذلك فلا بد من الدعم الجدي لبعض ألوية الجيش اليمنية الوطنية والداعمة للشرعية لإنقاذ اليمن من عسرتها الحالية وترك سياسة دعم الشخصيات الفلولية (على عبدالله صالح) للقضاء على الروح الثوية خوفًا من تمددها، فالثورة المعتدلة لا تتمدد إلا للمطالبة بالإصلاح والمدنية والتطور ومالضير من ذلك، ولماذا نخاف من الإصلاح والتطور والتمدن والتحضر!!؟؟

لا أحد يخاف من ذلك إلا إذا كان ديكتاتوري أو ظالم يخاف من وعي الناس بحقوقهم، ومن يخاف من ذلك فليعتدل وليصلح نفسه وسياسته ويعطي الناس حقوقهم، فلا توجد ثورة يُقضي عليها من خلال القوة والقمع القاسي فلكل فعل ردة فعل؛ فإن زاد القمع والظلم فسيزيد اللهيب الثوري، لذا على داعمي الثورات المضادة التفكير جليًا في موقفهم من الثورات العادلة والسعي لحماية بلاد الثورات (مصر ـ سوريا ـ اليمن) لا الانقلاب عليها وتدمير قادتها الثوريين حتى يتم قطع خيط التمدد الخارجي (إيران) المستغل للأزمة والهادف للسيطرة على جميع أنحاء العالم العربي فإن تُركت اليمن اليوم في أزمتها من غير دعم فسقوط عواصم عربية أخري في أيدي تلك الأفعي أمر لا محال منه.

ـ تنشيط الدعم  العربي للجماعات الوطنية الثورية المعتدلة مثل حزب الإصلاح و الحزب الناصري ..إلخ، فتلك الحركات لها دور كبير في نشر الوعي حول الخطر المداهم لليمن.

ـ تنشيط العمل الدبلوماسي الدولي لإيصال فكرة حركة الحوثيين الإرهابية التي تهدف لتدمير اليمن ونشر الفتنة والتقاتل فيها، للعالم والمحافل الدولية لتهيئة الرأي الدولي الداعم لفكرة إعلان الحركة الحوثية حركة إرهابية معتدية، ويجب على المؤسسات الدولية وخاصة مجلس الأمن والمحكمة الدولية إعلانها كحركة إرهابية ويتوجب كذلك على المجتمع الدولي الوقوف ضدها وجذ نشاطها والقضاء عليها.

هذه الحلول نقدمها على أمل أن تكون صائبة وتنجح في حل الأزمة الحالية الموجودة في اليمن العزيز، نسأل الله أن تُحل هذه الأزمة بسلامة وبأسرع وقت ممكن وأساله تعالى أن يجعل من اليمن بلد أمينة ومستقرة على طول المدى.