موجة ظلام تجتاح السعودية مجددًا

267f2756-fe98-47cf-9e91-d5309fa3afd273

أرجاء عدة في المملكة العربية السعودية شهدت انقطاعًا مفاجئًا للتيار الكهربائي أمس، كانت المناطق الأبرز التي شهدت ظلامًا دامسًا في العاصمة السعودية الرياض، وامتد الأمر إلى مدينة جدة والمدينة المنورة ومحافظة ينبع الساحلية.

فوجئ السكان في هذه المناطق بانقطاع مفاجئ للكهرباء وسط درجات حرارة شديدة وصلت بعضها لـ45 مئوية، وهو ما زاد من سخط أهالي الأحياء التي انقطعت عنها الكهرباء لفترة طويلة، مؤكدين استحالة استمرار الوضع بهذه الصورة، خاصة في أحياء ينبع التي قطعت عنها الكهرباء كحي السديس الشمالي الذي أكد سكانه أن درجات الحرارة لديهم مرتفعة جدًا بخلاف باقي مناطق السعودية.

من جانب الحكومة السعودية في رد فعل مبدئي على هذا الانقطاع اعتذرت وزارة الكهرباء للمواطنين القاطنين في هذه المناطق عن انقطاع التيار الكهربائي ، مؤكدين أن الأمر مجهول السبب حتى الآن، وأنه تم تشكيل فرق طوارئ فنية لا زالت تباشر العمل لمعرفة سبب الانقطاع المفاجئ ومن ثم إعادة التيار الكهربائي لهذه المناطق.

فيما بعد كشفت الشركة السعودية للكهرباء أن انقطاع الكهرباء في حي الملز بالرياض، نتج عن حريق بمحطة النقل في الملز، وهو ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق رئيسية بالرياض والأحياء المجاورة لها، وأكدت الشركة أن عمليات الإعادة للخدمة جارية بعد النجاح في إخماد الحريق الذي نشب في محطة النقل بالملز، وتقدمت الشركة أيضًا بالإعتذار للمشتركين في أحياء الملز والنهضة والبطحاء بمدينة الرياض، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ عنهم، وبينت الشركة أيضًا أن الانقطاع الذي حدث مساء الأربعاء في بعض الأحياء  بجدة والمدينة المنورة كان  بسبب خروج عدد من المغذيات متأثرة بدخول عدد من المشاريع الضخمة للخدمة من خلال الشبكة المترابطة.

هذه ليست المرة الأولى التي ينقطع التيار الكهربائي فيها دون سابق إنذار فالأمر طال في السابق قصر اليمامة في قلب الرياض أثناء استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز وفود العزاء في أخيه الملك الراحل عبدالله، ولم تصدر حينها أي توضيحات عن الديوان الملكي السعودي حول أسباب انقطاع الكهرباء في القصر.

فيما ذكرت صحف سعودية أن الأمر ليس له علاقة بشبكة الكهرباء، وأن انقطاع التيار الكهربائي اللحظي في القصر جاء بسبب تدافع وفود العزاء، ما أدى إلى احتكاكهم بلوحات الكهرباء في القصر، ما تسبب في فصل التيار الكهربائي عن القصر، ولكن هذا الأمر لم يبد مقنعًا نهائيًا لدى الأمر لأن اللوحات الكهربائية لقصر مثل قصر اليمامة لن تكون في متناول الوفود التي جاءت العزاء، مؤكدين أن الأمر يرجع لشركة الكهرباء التي أصبحت تكرر الأمر بشكل غريب في دليل على تردي بنيتها التحتية في الرياض.

صحف سعودية أكدت هذا الأمر في تحقيقات منفصلة تحدثت العام الماضي عن وصول الديون المستحقة لشركة الكهرباء السعودية لمبلغ يفوق 18.1 مليار ريال سعودي، وذلك بسبب البنود الخاصة الكثيرة التي لا تُحصل منها مستحقات الكهرباء مثل بند “الجهات الحكومية” وبند “كبار الشخصيات”، وهو ما أدى إلى تردي الخدمة في شركة كهرباء السعودية بسبب زيادة الاستهلاك مع عدم تحصيل المستحقات.

يعزي البعض الأمر لاحتكار شركة الكهرباء السعودية للأمر ما نتج عنه تردي الخدمة، حيث نادوا بفتح السوق والمنافسة على تقديم خدمة أفضل من خلال عدة شركات وليست شركة واحدة، بينما طالب البعض بتسديد مستحقات الكهرباء من الجميع أيًا كانت مناصبهم أو مؤسساتهم، لتخطي أزمة الكهرباء التي طالت العاصمة، فضلا عن ترديها في أطراف السعودية.

الدولة تؤكد عن طريق شركة الكهرباء أن الأمر غير متعمد وحدث بسبب ظرف خارج عن الإرادة، فيما ظل المواطنون بدون تيار كهربائي حتى ساعات الصباح الأولى، إلى أن قامت الشركة بمدهم بالتيار عن طريق خطوط بديلة، لكن المشكلة في الخطوط الرئيسية لا زالت قائمة.

وتؤكد الشركة أيضًا أن المنظومة الكهربائية في المملكة شهدت دخول عدد من المشاريع الجديدة الضخمة في التوليد والنقل والتوزيع، وهذا سيعزز من معدل الآمان خلال شهر رمضان وذروة فصل الصيف، وهو ما تخوف منه المواطنون خاصة دخول شهر رمضان وازدياد الاستهلاك بشكل ملحوظ.

وأما عن أمر ثة المواطنين في جدوى هذه المشاريع فقد علق مغردون على هذا الأمر بنشر أخبار الحكومة التي تتحدث عن مشاريع بالمليارات في قطاع خدمات الكهرباء لكن لا يوجد لها آثر حتى الآن.

أبدى مواطنون تذمرهم من الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع “تويتر” الذي ينشط عليه السعوديون بشكل ملحوظ، فيما أبدوا تخوفاتهم من تكرار الأمر في المستقبل.



 

نصحت بعض الحسابات التي غردت عن أمر انقطاع الكهرباء، باللجوء إلى لجنة فض المنازعات للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي تلحق بهم بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل.

ويتعجب مغرد آخر من أمر انقطاع الكهرباء المتكرر بهذه الصورة رغم أن السعودية من أعلى البلدان في الميزانية الاقتصادية فضلا عن كونها بلد نفطية، وتتجه الآن للعمل عن طريق الطاقة الشمسية، وما زالت الكهرباء تنقطع بها.

كما علقت مغردة أخرى بطريقة ساخرة على الموضوع أيضًا ناصحة المواطنين بالخروج طوال النهار من البيت والعودة ليلا لتفادي الأمر، كما تسائلت عن أساليب للوقاية من الأمر كشراء المولدات البديلة لتجنب الوقوع في عواقب انقطاع التيار الكهربائي.

في حين أبدت مغردة أخرى تذمرها بقولها أنها أصبحت عادة إسبوعية في إشارة إلى انقطاع التيار بمدن السعودية.

هذا وقد تدوال المغردون أخبار انقطاع التيار الكهربائي بصورة كبيرة متوقعين أن الأزمة ستزداد سوءًا في الفترات القادمة.

الأمر لم يتوقف عند معاناة المواطنين في مناطق انقطاع التيار فحسب، بل تضررت المرافق الأخرى بهذا الانقطاع بحسب ما يروي مواطنون، فانقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة في سنة من السنوات أدى تكدس المسافرين بمطار الملك خالد الدولي في الرياض، في ظل تأخير الرحلات المغادرة من الرياض إلى داخل وخارج السعودية.

وقد روى شهود عيان أن الأمر كاد أن يتسبب في كارثة على هذا النحو في المطار الجديد بعد أن انقطع التيار عن برج المراقبة لمدة 45 دقيقة متواصلة، مع عدم تشغيل مولدات بديلة، حتى اضطرت أبراج المراقبة للتواصل مع بعض الطيارين عن طريق الهواتف المحمولة، لتظل مشكلة سوء الخدمة في السعودية غير مبررة حتى الآن بالرغم من توافر الإمكانيات الاقتصادية لتحسينها.