محافظات مصر تغرق في الأمطار وسط غياب حكومي

3346e243-ec5e-4005-9479-4b9255ef36d1

واصلت أمطار غزيرة سقوطها على عدة محافظات مصرية أبرزها الإسكندرية والبحيرة والغربية، الأمر الذي تسبب في إغراق شوارع هذه المحافظات وعدد من القرى التابعة لها بسبب أعطال في البنية التحتية الخاصة بتصريف مياه الأمطار.

هذه الأمطار الرعدية تسببت في موجة من السيول التي رفعت من منسوب المياه في الشوارع مع انعدام تصريفها، وهو ما أدى إلى اجتياح المياه للمنازل وطرقات المارة مما تسبب في وقوع ضحايا قتلى ومصابين.

إذ سادت حالة من الشلل المروري بجميع شوارع مدن هذه المحافظات مع توقف حركة سيارات النقل العام؛ وهو الأمر الذي تسبب في تفاقم معاناة المواطنين المتضررين في ظل بطء التحركات الحكومية لمواجهة الكوارث الناتجة عن شدة السيول، وذلك بالرغم من إرسال بيان تحذيري من قِبل هيئة الأرصاد الجوية لجميع المحافظات المعرضة لسوء الأحوال الجوية، حيث تم التنبيه على وجود تقلبات حادة تصل لحد السيول، تبدأ اعتبارًا من مساء الثلاثاء بسقوط أمطار غزيرة ورعدية على الإسكندرية، مطروح، الوجه البحري، شمال وجنوب سيناء، والقاهرة، وقد يمتد تأثيرها إلى محافظات شمال الصعيد.

ففي محافظة الإسكندرية التي تشهد الموجة الثانية من الأمطار الغزيرة المتسببة في السيول، في أقل من أسبوع واحد، لقي على إثرها 8 مواطنين مصرعهم، فيما غرقت بعض البيوت نتيجة تراكم المياه في الشوارع لسوء حالة شبكة الصرف، وهي الأزمة التي استقال على إثرها محافظ الإسكندرية، وهو الوضع الذي لم يتغير في الموجة الثانية حيث تراكمت المياه في الشوارع إلى حدود كبيرة أصابت المدينة بالشلل مجددًا.

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحدث بصورة هائلة، ناقلين ما يحدث على الأرض من أضرار لمواطنين بسبب تخاذل الدولة عن القيام بدورها في هذه الكارثة.

هذا وقد نقل الناشط السياسي شادي الغزالي حرب بعض الصور للأضرار التي تسببت بها الأمطار تحت عنوان الإهمال يحاصرنا:

فيما علق الممثل محمد عطية على الأمر أيضًا بطريقة ساخرة قائلًا:

هذا وقد حمّل السياسي محمد العمدة ما يحدث من كوارث إلى رئيس الجمهورية الحالي عبدالفتاح السيسي.

على جانب آخر شهدت محافظة البحيرة كارثة كبرى بسبب السيول الشديدة، راح ضحيتها 11 قتيلًا بينهم 3 صعقًا بالكهرباء بالإضافة إلى عشرات الإصابات بقرية عفونة التابعة لمركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، وقد نقل شهود عيان أن 120 منزلًا في القرية تهدموا بالكامل جرّاء السيول دون أي تحرك حكومي لإنقاذ المواطنين، ما تسبب في كارثة موت 4 منهم مع تأخر وصول طواقم الإغاثة المعنية.

هذا وقد دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من هاشتاج للتفاعل مع قضية غرق المحافظات لا سيما محافظة الإسكندرية والبحيرة لإيصال حجم الأضرار التي وقعت على المواطنين جرّاء هذه الأمطار الشديدة.

وقد نقل أحد المغردين أن عدد الضحايا في البحيرة ارتفع إلى 12.

في الوقت الذي أكد فيه البعض أن الوضع كارثي لأقصى حد داخل المحافظة.

وفي رد فعل حكومي هزيل أعلن محافظ البحيرة إجلاء منكوبي غرق قرى “وادي النطرون” إلى دار مناسبات وتوزيع القوات المسلحة 150 بطانية عليهم.

لم يختلف الحال في مدينتي المنصورة وطنطا، في محافظتي الدقهلية والغربية، عن حال الإسكندرية والبحيرة، حيث أغرقت مياه الأمطار شوارع مدينة المنصورة وتسببت في شلل تام بالمدينة بالإضافة إلى غرق العديد من السيارات والمنازل.

هذا وقد سخر مغرد من غرق مدينة المنصورة بعد عدة محافظات أخرى بقوله “كلنا غرقانين”، حيث تعد الدقهلية المحافظة الرابعة التي تغرق في ظل غياب أي دور حكومي حقيقي.

الحكومة المصرية اكتفت بالدفع بتمركزات لسيارات سحب المياه في الشوارع من قِبل الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بالتعاون مع القوات المسلحة لسحب المياه في حال تجمعها، لكن حتى الآن لم تفلح هذه الإجراءات الهزيلة في الحد من آثار السيول، وهو ما اضطر بعض المدن والمحافظات لإعلان اليوم عطلة حكومية.

هذا وقد رأى المتابعون أن جهود الحكومة في سحب المياه ليست مدعاة للتفاخر لأنها لا تُعد إنجازًا في وجهة نظره.

هذه الأزمة كشفت تهالك البنية التحتية في المحافظات المصرية في ظل غياب الاستعداد الحكومي لموسم الأمطار رغم تحذيرات الجهات المختصة، وهو الأمر الذي تسبب في كوارث بالأرواح والممتلكات، وقد ظل هذا التعامل الحكومي البطئ وغير المؤثر حتى بعد كارثة الإسكندرية الأولى، التي أودت بحياة 8 أشخاص بسبب الإهمال الحكومي.

وهو ما لم يخف معه البعض قلقه من وصول موجة الأمطار الشديدة إلى العاصمة القاهرة، المعروفة بتآكل وضعف بنيتها التحتية في ظل عدم اهتمام الحكومة الحالية بمشاريع تطوير لنظم الصرف في الشوارع، وهو ما قد يتسبب بكارثة مضاعفة إذا وصلت السيول إلى القاهرة.