رسالة مغردين معارضين لحكم السيسي: مصر كبيرة عليك

350

دشن معارضون مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج معارض لحكم الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي؛ على وقع الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبلاد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا حمل اسم “#كبيرة_عليك”.

عبر المصريون المغردون على هذا الهاشتاج عن سخطهم من إدارة السيسي وحكمه لمصر، معلنين فشله في استكمال مدته الرئاسية، بعد استعراض تفاقم الأزمات التي تمر بها مصر في عهده، في ظل مخالفة نظامه للكثير من الوعود التي أطلقها قبيل الانتخابات الرئاسية التي صعدت به إلى سدة الحكم في مصر، بعد انقلاب عسكري قاده على الرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد عام واحد من حكمه.

تنوعت آراء المحتجين على السيسي وأدائه في إدارة البلاد، بين غير معترف بالأساس بتوليه قيادة البلاد كون نظامه ناتج عن انقلاب عسكري أطاح برئيس مدني منتخب، وبين آخرين يرون حالة من “الفشل” في إدارة البلاد، بحسب وصفهم.

إذ سادت حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يرون تزايد القبضة الأمنية للنظام المصري الحالي، وقمعه لأي تحركات معارضة، وتمتعه بدعم خليجي اقتصادي، بالإضافة إلى إغلاقه المجال العام وحصره على مؤيديه، ورغم ذلك فإنه فشل في معالجة الأزمات التي تواجه البلاد، بل تفاقمت في عهده.

كان آخر هذه الأزمات انفجار الطائرة الروسية في سيناء، والتي تُعد ضربة قاصمة للسياحة المصرية التي تعاني منذ سنوات بطبيعة الحال نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، ومع تزايد القبضة الأمنية تحت ذرائع “محاربة الإرهاب”، يرى البعض أن أحداث العنف تتزايد مع غياب أي حل حقيقي للمشاكل الأمنية التي تواجهها مصر، سوى التنكيل بالمعارضين والزج بهم داخل السجون.

كذلك القصور الشديد والإهمال الحكومي في مواجهة موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت محافظات مصر والتي أودت بحياة العشرات من المواطنين، مما أثار سخط البعض على طريقة تعامل النظام الحالي مع الأزمة، والتي أرجعها إلى قيام بعض أفراد الإخوان بسد بالوعات تصريف المياه بالإسكندرية، ما اعتبره البعض تبريرات واهية من النظام للهروب من مسؤوليته.

كذلك التدهور الاقتصادي الحاد الذي أصاب مصر عقب عشرات الوعود البراقة التي أطلقها النظام بقيادة السيسي، كانت أحد أسباب موجة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض كافة المشاريع الاقتصادية التي يتحدث عنها النظام سراب لا يمكن تحقيقه، ويعتمد النظام في ترويجها على البروباجندا المبالغة في أثر هذه المشروعات، وقد ضرب البعض أمثلة بمشروع قناة السويس الجديدة، جهاز علاج الإيدز وفيروس سي، مشروع العاصمة الجديدة، شبكة الطرق، والمليون وحدة سكنية.

فضل المصريون التعبير عن غضبهم من حكم السيسي على الفضاء الإلكتروني تجنبًا لحملات القمع على الأرض التي طالت أي نوع من الحراكات الاحتجاجية، فأرسلوا رسالة عبر هاشتاج مفادها؛ أن حكم مصر كبير على السيسي وعليه أن يرحل.

شارك في هذه الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي عدة شخصيات عامة، كان منها الدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية المعارض للنظام الحالي.

فيما تساءل الناشط السياسي أنس حسن حول أسباب فشل السيسي رغم تمتعه بدعم كافة أجهزة الدولة، فضلًا عن الدعم الخليجي الخارجي وكذلك الدعم الغربي.

بينما يرى مغرد أن حكم مصر ليس متعلقًا بالسيسي كشخص بل بالمؤسسة العسكرية التي تحكم، مفضلًا توجيه هذه الرسالة إلى الجيش.

في الوقت الذي قام البعض فيه بمشاركة بعض الكوارث والأزمات التي تواجه البلاد في إشارة لفشل حكم السيسي.

في حين ردد آخرون شعارًا أطلقه بعض معارضي حكم الرئيس السابق محمد مرسي والذي يقول: “مش قد الشيلة ما تشيلش”، في إشارة لعدم قدرة السيسي على مواجهة أعباء الحكم.

فيما حملت هذه الحملة مغردين آخرين للمطالبة برحيل السيسي بعد تزايد الغضب الشعبي من حكمه.

بهذه الحملة تستمر أنشطة المعارضة المصرية حبيسة الفضاء الإلكتروني، باعتباره المتنفس الوحيد الآمن الذين يستطيعون من خلاله التعبير عن رفضهم للنظام الحالي في مصر، بينما ينتظر البعض ترجمة هذه الاحتجاجات الإلكترونية إلى واقع على الأرض في ظل انحسار شعبية النظام القائم بفعل الأزمات الحياتية.