منتدى العمل المشترك ينطلق لعالم أكثر عدلاً ومساواة

image1

انطلق أمس السبت في إسبانيا منتدى العمل المشترك، كمؤسسة غير حكومية مسجلة في مدريد، ليكون منصة بحث وتطوير لأفكار وخطوات عملية من أجل نظم سياسية واقتصادية عالمية أكثر عدلاً ومساواة.

وبحسب بيان الإطلاق فإن انطلاقة المنتدى تأتي في أجواء عالمية سريعة التغير، إذ لاحظ المتحدثون في الجلسة الافتتاحية أن معدلات التغيير في الواقع العالمي تتم بوتيرة عالية، وأن النظم الاقتصادية والسياسية الموروثة لا تواكب التغيير السريع في الواقع الإنساني والاجتماعي؛ مما يزيد معدلات الفقر والتهميش والشعور بالظلم والإقصاء.

وقال وضاح خنفر رئيس المنتدى الجديد في كلمته: “يعترف الجميع بأن النظام الاقتصادي العالمي والنظام السياسي الدولي يمران بحالة عجز عن الوفاء بالتزامات المساواة والمشاركة العادلة في الموارد والسلطة”، كما قال خنفر “إننا نشهد الآن المرحلة الثانية من العولمة، التي تتزامن معها تغييرات غير متوقعة بوتيرة أسرع تؤدي في النهاية إلى تفكيك كل البنى التقليدية التي يعرفها العالم”.

 وأكد خنفر أنه حان الوقت للانتقال من نقد النظم العالمية وتبيان عجزها إلى اقتراح خطوات عملية لتحقيق إصلاحات حقيقية، وسيكون المنتدى منصة تجمع مفكرين وخبراء وسياسيين ممن يؤمنون بضرورة الانتقال هذه.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس مجلس إدارة صحيفة إلباييس خَوان لويس سيبريان عن أن النظم الوطنية غير قادرة على تقديم حلول للمشكلات المحلية، كما أن القوى الفعلية التي تتحكم في الواقع السياسي الدولي هي القوى الاقتصادية، وما لم ينتقل النفوذ الحقيقي إلى أيدي السياسيين فإن التغيير في العالم سيبقى عسيرًا.

وكان من بين المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الافتتاحية خافيير سولانا، وزير خارجية إسبانيا السابق ومفوض العلاقات الدولية الأسبق للاتحاد الأوروبي، والذي أكد في كلمته على أن النظام الدولي يشهد عودة التنافس بين القوى الكبرى ما يشعر المتابع بأن العالم يخوض حربًا باردة جديدة.

وقال سولانا الذي عمل أمينًا عامًا لحلف الناتو إنه وفي غياب المساواة الاقتصادية فإن العلاقات بين الدول ستبقى متوترة، وسيتولد كثير من الصراع والتنافس.

ويناقش المنتدى عبر يومين أربعة محاور رئيسية، أولها العلاقات الدولية، وما يمكن فعله لبناء نظام عالمي مستقر وعادل، أما المحور الثاني فيركز على السياسة الداخلية للدول، والبدائل المتاحة لحكم رشيد يتسم بالشرعية الثقافية والمحلية.

أما المحور الاقتصادي فيناقش إشكاليات اقتصاد السوق، والنماذج الجديدة التي يمكنها أن تخاطب العدالة الاجتماعية وتقليل الهوة بين الفقراء والأغنياء.

النظم الاجتماعية سريعة التغير ستكون عنوان المحور الرابع، الذي سيرصد أنماط التحول في القيم والهياكل الاجتماعية عالميًا، ويربطها بنظم العولمة سريعة الانتشار، ويبحث الفرص الممكنة لتزويد الأفراد والمجتمعات بالنفوذ اللازم لتغيير النظم العالمية الخاضعة لهيمنة القوى المركزية.

ومن بين القضايا التي ناقشها المنتدى أمس كانت التطورات المتسارعة في العلاقات الروسية التركية عقب إسقاط طائرة روسية على الحدود السورية مع تركيا، وبحسب تحليل وضاح خنفر فإن هذه الحادثة أوضح مثال على هيمنة خطاب الأمن القومي على المصلحة الاقتصادية.

كما شارك في أعمال اليوم الأول من المنتدى الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والذي تحدث عن “موت السياسة”، وبداية عصر جديد من ضعف الدولة.

وفي اليوم الثاني من المنتدى، والذي عُقد اليوم الأحد، تحدث المؤتمرون عن خطوات للتقدم في أزمنة الأزمات.

كما ناقش المنتدى طرح مبادئ جديدة للعدالة الدولية في الاقتصاد.

وتحدث في أولى جلسات اليوم الثاني القاضي والدستوري الإسباني بالتاسار جازرون، والذي ناقش عددًا مختلفًا من القضايا بداية من البيئة وحتى مكافحة الجرائم العابرة للحدود، منتقدًا ضعف القانون الدولي في هذا الصدد.

ويضم المنتدى مشاركين من أمريكا اللاتينية ومن أفريقيا والشرق الأوسط ، بالإضافة إلى شخصيات أوروبية وأمريكية ذات مساهمة فعلية في الواقع السياسي والاقتصادي الدولي.

وعلى هامش أعمال المنتدى تم إطلاق باكورة مشروعاته التفاعلية: خارطة اللاجئين، وهي منصة تفاعلية تخدم المؤسسات والأفراد العاملين لخدمة اللاجئين في مختلف أنحاء العالم.

ومن بين المشروعات الأخرى التي يشارك فيها المنتدى مشروع “19 مليون” وهو عبارة عن منصة تجمع عددًا كبيرًا من الصحفيين والمبرمجين والإستراتيجيين لمناقشة القضايا التي تهم 19 مليون شخص يفرون من بلدانهم سنويًا خوفًا على حياتهم بسبب العنف والحرب أو الملاحقة التعسفية.

ويشارك في هذا المشروع أيضًا منتدى الشرق، شبكة المحررين الدوليين، شبكة بي بي سي، وشركة غوغل وعدد آخر من المؤسسات الكبرى.