“ارفعوا الحصار عن تعز”.. صرخة لإنقاذ المدينة

600600p908ednmainaaaaa

صرخة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لإنقاذ مدينة تعز اليمنية من الحصار المطبق عليها منذ نحو تسعة أشهر من قِبل مليشيات جماعة “أنصار الله” الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

الأوضاع المتدهورة بتعز اليمنية تنذر بحدوث كارثة إنسانية يتطلب تفاديها توفير كميات كبيرة من الغذاء والأدوية، وهو ما حاولت حملة “ارفعوا الحصار عن تعز” إيصاله للعالم، حيث حذرت منظمات إغاثية من وقوع كارثة إنسانية في مدينة تعز البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة في ظل تفاقم الوضع الغذائي والصحي والبيئي بشكل واضح.

ارتفعت أسعار السلع الغذائية في المدينة بشكل جنوني بالإضافة إلى ندرة المشتقات النفطية والغاز، جراء الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثيين، وهو ما أدى إلى معاناة السكان من ندرة في المياه الصالحة والمواد الغذائية بشكل عام.

طالب المشاركون في الحملة التي انطلقت بعدة لغات في كافة أنحاء العالم برفع هذا الحصار عن المدينة بشكل عاجل بعد تفاقم الوضع الإنساني بها جراء الحصار والحرب، وقد تفاعل عدد كبير من المدونيين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي مع مطالب الحملة، وهو ما تبعه تصدر لهاشتاج الحملة على موقع تويتر في قائمة أكثر الكلمات تدوالًا بين المغردين.

تهدف هذه الحملة إلى صنع حراك مناوئ لحصار المدينة من خلال تذكير العالم بالمأسي التي يعاني منها السكان جراء الحصار للضغط على القوى العالمية الفاعلة لاتخاذ موقف إنساني في سبيل فك الحصار عن المدينة التي تعيش أوضاعًا إنسانية مأساوية وحصارًا خانقًا من جميع المنافذ.

دشن النشطاء هاشتاج #ارفعوا_الحصار_عن_تعز، وآخر بالإنجليزية EndTaizSiege# للتدوين عن المدينة وحصارها، وقد شارك فيه آلاف من المغردين المتضامنين مع القضية.

نشر حمدي البكاري مراسل قناة الجزيرة في اليمن العديد من الوسوم المتضامنة مع المدينة بعدة لغات منها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والروسية والتركية والإيرانية، كدليل على عالمية الحملة، مفتتحًا تغريدته بسؤال عماذا يحدث في تعز، مضيفًا تقرير مصور عن المدينة من إعداده.

تدوال المغردون صورًا من داخل المدينة تُبرز الأوضاع المأساوية التي يعاني منها السكان في ظل الحصار الخانق.

عبر مغرد آخر عن واقع المدينة المحاصرة الممنوعة من كل شيء كالماء والغذاء والدواء، مرجعًا ذلك إلى ما وصفه بإجرام المليشيات في إشارة إلى مليشيا الحوثي التي تعدم الحياة في تعز بحسب وصفه.

أما هذا المغرد فقد طالب برفع الحجاب عن أعين الساسة والمنظمات الدولية ليدركوا مراراة المأساة في مدينة تعز.

فيما عبر آخر عن استمرار الحصار لمدة تسعة أشهر في ظل صمت وخذلان من العالم بحسب تعبيره في تغريدته التي اختتمها بأن أطفال تعز يستنجدون.

وتواصلت الاستغاثات في تغريدات النشطاء التي تطالب برفع الحصار عن المدينة بأطفالها ونسائها في هذا العام.

فيما وجه مغرد شكره إلى الحيوانات التي تساعد أهال المدينة في حمل المواد الغذائية لإدخالها إلى المدينة، حيث وصفها بأنها هي التي تنقذ إنسانية تعز.

وتتواصل عمليات التفاعل مع الحملة من حيث المطالبة باستمرارها حتى كسر هذا الحصار القاتل عن المدينة.

أما هذا المغرد أكد بتغريدة أن هذا الصمت ما هو إلا وصمة عار في جبين العالم الصامت على هذه الجريمة ومرتكبيها في إشارة إلى الحصار.

في الوقت الذي تواصلت فيه النداءات باللغة الإنجليزية الموجهة إلى العالم لإيقاف هذه الجرائم ضد المدنيين في مدينة تعز.

وقد أبدت هذه المغردة استغرابها من وقوف العالم ليشاهد مدينة تُقتل ببطء كل هذه الأشهر.

فيما شاركت هذه المغردة صورة لطفل يحمل الغذاء عبر الطرق الجبلية الوعرة إلى داخل المدينة المحاصرة.

هذا وقد أكدت الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل توكل كرمان إلى أن التفاعل أوصل الهاشتاج إلى المرتبة الـ 42 عالميًا في تويتر بعد ساعتين من بدء تداوله.

وبالتزامن مع هذه الحملة، أكد التحالف العربي المشارك في حرب اليمن على لسان المتحدث باسمه العميد أحمد عسيري، أن قيادة التحالف ستدرس جميع الوسائل للتخفيف عن المحاصرين في مدينة تعز، التي لا يمكن أن تترك تحت هذا الحصار الحوثي.

في الوقت الذي تحاول فيه الدول المشاركة في التحالف العربي إيصال بعض من المواد الغذائية إلى المدينة، لكن النشطاء اليمنيين في الداخل أكدوا أن هذه المواد تُسرق من جانب الحوثيين، الأمر الذي يضع مسؤولية فك الحصار بالكامل على كاهل هذا التحالف العربي الذي قرر خوض الحرب أمام الحوثيين في اليمن، هذه الحرب التي يتحمل أوزارها المدنيون الآن بغض النظر عن الأطراف المتصارعة على الأرض.