خلال الـ20 عامًا المقبلة سيصبح علاج السرطان أمرًا بدائيًا مثل استخدام التلغراف، هذا ما قاله بيل مارس رئيس استثمارات شركة جوجل، وذلك حسب موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، مضيفًا: “لو سألتني هل من الممكن أن تعيش لعمر 500 سنة؟ فإن الجواب هو نعم”.
لا أحد منا يريد أن يعيش في عالم ملئ بالمعاناة والألم بسبب الأمراض، وفي يومنا هذا مع تطور العلوم المختلفة وزيادة الاكتشافات والأبحاث الطبية الحديثة زاد طمع الإنسان في الوصول إلى ما بعد الشفاء والتخلص من الأمراض، فالآن يطمح الإنسان إلى محاربة الشيخوخة وزيادة معدل عمره بحيث يصل إلى أكثر من 100 عام ويكون قادرًا على المشاركة في سباق الركض.
أضاف الموقع أن ماريس يعمل على تنفيذ خطط كبيرة لإطالة عمر الإنسان وذلك من خلال التطور الطبي الذي سيدخل تحسينًا على جينات البشر، ليصل عمر الإنسان إلى ما يقرب من الـ500 عام، جدير بالذكر أن شركة “جوجل” قد زادت استثماراتها في علوم الحياة بمعدل 30% خلال سنوات معدودة، بحيث أصبح تحت تصرف ماريس ما يقارب النصف مليار دولار مخصص للاستثمار في البحوث الطبية التي تعالج الشيخوخة وتطيل عمر الإنسان وأطلق عليه مشرع “كاليكو” الذي يركز على الصحة والرفاهية وطول عمر الإنسان، ويضيف ماريس أنه في وقت قريب سيتمكنون من علاج أمراض الشيخوخة مثل باركنسون والزهايمر، وإصلاح التلف في أعضاء الجسم المختلفة.
تغير مدى عمر الإنسان خلال السنين
أشار تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية، أن متوسط عمر الإنسان ارتفع إلى 5 سنوات بين عامي 2000 و2015، تعتبر هذه الظاهرة أسرع زيادة منذ عام 1960، ففي الدول الفريقية ارتفع متوسط العمر من 9.4 سنوات إلى 60 سنة وذلك لزيادة فرصتهم في الحصول على الحلول والعلاجات الطبية التي وفرها التطور الطبي، وفي نفس التقرير، أفادت المنظمة أن متوسط العمر العالمي المتوقع للأطفال المولودين في عام 2015 هو 71.4 سنة (73.8 سنة للإناث و69.1 سنة للذكور)، لكن هذه الأرقام قد تختلف من دولة إلى أخرى وذلك بحسب الاهتمام والرعاية الصحية التي يتلقاها كل فرد في محيطه.
الشيخوخة
هي مرحلة حتمية في دورة حياة الإنسان، عوارضها شيب الرأس وتجعد الجلد، وتعرف بأنها حالة من فقدان النشاط وزيادة في احتمال المعاناة من أمراض مزمنة، في معظم الأحيان قد تؤدي إلى الموت، فعند تقدم عمر الإنسان تزداد التغييرات الجينية في خلايا جسمه وتقل معها عمر الخلية الواحدة وتقل مناعتها مسببة “الشيخوخة” للفرد، من مبدأ آخر هي “مشكلة طبية” تعيق حياة الفرد اليومية بشكل ما.
كبار السن
يعتقد العلماء أنه حان الوقت لإعادة التفكير في معنى مصطلح “كبار السن” وذلك لتزايد معدل الأعمار المتوقعة، حيث بدأت أعداد الناس المنتمين إلى فئة كبار السن بالازدياد أكثر فأكثر، فوفقًا لإحصاء سكاني في العام 2015، فإن 26.7% من اليابانين هم بعمر الـ65 عامًا ومن المتوقع أن تزداد نسبتهم إلى33% بحلول العام 2035، و40% بحلول العام 2060.
يقول مجموعة من الأطباء والأساتذة اليابانيين وفقًا لتقرير نشر إنه يمكن إزاحة هذه العتبة العمرية بشأن العمر التقاعدي المعتاد من 65 عامًا إلى 75 عامًا، ويشير التقرير نفسه إلى أن كبار السن يوافقون على هذا القرار لأنه يمنحهم استمرارية في عملهم ودوام رحلتهم الإنتاجية في المجتمع، حيث تتكون 11% من قوة العمل الحالية في اليابان من كبار السن، أي ما يقارب 7.3 ملايين، وبالتالي تبدو فكرة إعادة تعريف الشيخوخة خطوة صحيحة بالنسبة لليابان.
أُجريت هذه التجربة على فئران في منتصف العمر، فزادت نسبة أعمارهم 25%
كيف يحارب العلماء الشيخوخة؟
في أبحاث جارية منذ ما يقارب سبع سنوات، اكتشف الفريق الباحث أن أنواعًا معينة من الخلايا تساهم في التسبب بأمراض مرتبطة بتقدم العمر، أوضح الباحثون أن “الخلايا الهرمة” هي المفتاح لهذه الدراسة، فتراكم هذه الخلايا وتوقفها عن التكاثر والتجدد على العظام مثلاً يسبب هشاشاتها، وعن طريق استخدام التقنيات الحديثة في مجال الهندسة الوراثية، يجد العلماء أن تجديد هذه الخلايا والحد من تأثيرها السلبي على أعضاء الجسم سيحول الشيخوخة إلى مرض يمكن معالجته!
أُجريت هذه التجربة على فئران في منتصف العمر، فزادت نسبة عمرهم 25% ولكن من خلال التجربة ذاتها، لاحظ الباحثون أن الخلايا الهرمة تسبب بطئ في التئام الجروح، لذلك يقول العلماء إن نتائج الدراسة لا تزال مبكرة وبعيدة عن الكمال، لكن الأبحاث والتجارب الطبية واعدة بنتائج مبشرة للبشر.
امتلاك الفرد لمستوى ذكاء عالٍ يمكنه من العيش بطريقة صحية أكثر من غيره
لماذا نريد أن نحارب الشيخوخة؟
يرى البعض أن محاربة أو معالجة الشيخوخة هو تغيير “غير طبيعي”، وأنها ستؤدي إلى تضخم سكاني بشكل كبير، في الصف الآخر يرى البعض أنها الطريقة المثلى لزيادة جودة الإنسان، بحيث يبقى أكثر حيوية ونشاطًا وصحة إضافة إلى الخبرة والحكمة المكتسبة من العيش لفترة أطول.
لاحظ العلماء أن زيادة عمر الإنسان ساعدت بارتفاع معدل ذكاء الفرد أيضًا، فقد أظهرت دراسة ارتباطًا بين مستوى الذكاء ومأمول الحياة المتوقع، لكنه ليس السبب الرئيسي، أي أنه لا يعني أن عيش حياة أطول يؤدي لمستوى ذكاء أعلى أو العكس، لكن أكدت الدراسة على وجود رابط بينهما وفعلاً من وجهة نظر اقتصادية يمكننا أن نرى التأثير المتبادل بين المتغيرين، فامتلاك الفرد لمستوى ذكاء عالٍ يمكنه من العيش بطريقة صحية أكثر من غيره، إذ إنه يقوم على خيارات سليمة مبنية على أسلوب حياة صحي وبالتالي احتمال عيشه لسنوات أطول.
فرصة هروب الإنسان من الشيخوخة وأمراضها مرتفعة جدًا وتصل إلى 80%
هل سينجح العلماء؟
أعلن الأخصائي في مجال الشيخوخة أوبري دو غيري، أن فرصة هروب الإنسان من الشيخوخة وأمراضها مرتفعة جدًا وتصل إلى 80%، مضيفًا أن النظريات والبحوث تعمل على قتل الخلايا التي فقدت القدرة على الانقسام والتكاثر، لتتيح للخلايا الصحية التناسل والتجدد، حيث تمت هذه الدراسة على فئران التجارب.
وأشار دو غيري أن هذه التجربة ستطبق على الإنسان نفسه خلال ست إلى ثماني سنوات من الآن وأن الأمر سيتحقق خلال 30 سنة، حيث إننا سنرى الذين هم بعمر 90 عامًا “زمنيًا” هم 60 عامًا “بيولوجيًا” ويتمتعون بحيوية الشباب ونضارته.