تبعات القمة العربية.. هل نشهد توترًا دبلوماسيًا بين الأردن والمغرب؟

يبدو أن تبعات القمة العربية الـ28 التي عقدت نهاية الشهر الماضي في البحر الميت بالأردن، ما زلت تلقي بظلالها على العلاقات بين دول المنطقة، وفي آخر تطوّر أصدر الديوان الملكي الأردني أول أمس الأحد قرارًا بالموافقة على قرار مجلس الوزراء بإعادة سفير المملكة بالرباط علي الكايد الذي يشغل هذا المنصب منذ 15 من أكتوبر 2012، إلى الأردن للالتحاق بوزارة الخارجية.
نقل السفير
لئن نفت تقارير إعلامية محلية في الأردن أن تكون هذه الخطوة لها علاقة بعدم مشاركة العاهل المغربي محمد السادس في أشغال القمة واكتفاء المملكة المغربية بمشاركة صامتة خلالها، فإن العديد من المتابعين ربطوا هذا الإجراء الأردني بتخلف محمد السادس عن المشاركة في قمة “عمان”، خاصة أنه جرى تقرير أسماء السفراء الذين من المفترض أن يحلوا محل سابقيهم في عدد من سفارات الأردن بعدد من البلدان، في حين لم يتقرر إلى حد الساعة الاسم الذي من المفترض أن يخلف الكايد في الرباط.
كان الشوبكي قد أكد بأن ملك المغرب سيحضر القمة لو قام الملك عبد الله الثاني بزيارة له
وقبل هذا القرار الأخير، أصدر العاهل الأردني الملك عبد الله، مرسومًا يقضي بتعيين اللواء عدنان الجندي مديرًا للمخابرات، خلفًا للفريق فيصل الشوبكي الرجل القوي في المخابرات الأردنية والسفير السابق في المغرب، وحسب مواقع أردنية، فالقرار له علاقة بضعف المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين وغياب تنسيق للدفع بها، كما ربطته أوساط سياسية داخل الأردن، بتغيب الملك محمد السادس عن القمة العربية.
وزير الخارجية المغربي الذي مثل بلاده في قمة عمان
ونشر موقع المغرب 24 “بحسب المتاح من معلومات، كان الشوبكي قد أكد بأن ملك المغرب سيحضر القمة لو قام الملك عبد الله الثاني بزيارة له”، ملمحًا أنه أجرى ترتيبات بهذا الخصوص، الأمر الذي دفع العاهل الأردني لزيارة الرباط قبل القمة العربية واعتذر نظيره المغربى عن المشاركة في اللحظات الأخيرة رغم الزيارة الرسمية.
نفي أردني
في مقابل ذلك، أكّدت مواقع إخبارية أردنية، وفق مصادر قالت إنّها رسمية، أن عودة السفير الأردني في المغرب علي الكايد جاءت لانتهاء فترة عمله هناك، ونفت هذه المواقع ما تداولته وتناقلته بعض وسائل الإعلام بأن الحكومة الأردنية قامت بنقل السفير الكايد ردًا على عدم حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس القمة العربية التي استضافها الأردن في البحر الميت،. وإلى حد كتابة هذه الكلمات لم تعقب الحكومة المغربية على القرار الأردني ولم يصدر منها أي تعليق رسمي.
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قام بزيارة رسمية إلى المغرب مباشرة قبل انعقاد القمة العربية لإقناع محمد السادس بالمشاركة
وعكس ما كان منتظرًا، لم يشارك العاهل المغربي محمد السادس في أشغال القمة العربية، بل إن المغرب اختار المشاركة “الصامتة” في القمة، دون أي تعليق أو توضيح لأسباب هذه المشاركة “الصامتة”، ولم يصدر مكتب الملك المغربي أي بيان يبرر غيابه عن القمة، رغم أنّ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قام بزيارة رسمية إلى المغرب مباشرة قبل انعقاد القمة العربية لإقناع محمد السادس بالمشاركة في الاجتماعات التي استضافها الأردن.
وتوصف العلاقات الأردنية – المغربية على المستوى السياسي بالجيدة والمتينة، خاصة أن أسرتين ملكيتين تحكمان البلدين، في المقابل لا تربط بينهما علاقات اقتصادية كبيرة ولا مصالح مشتركة، إذ لم يتجاوز التبادل التجاري بين البلدين السنة الماضية 45 مليون دولار، وفق إحصائيات رسمية، وتأتي الأسمدة الطبيعية والكيميائية في صدارة الواردات المغربية من الأردن بحصة 40%، تليها المنتجات الكيميائية بـ13%، والتمور بـ8%، بالمقابل، يصدر المغرب للمملكة الهاشمية أساسًا الأسماك المعلبة والصدفيات بحصة 40%، والأجبان بحصة 21%، والخردة والمتلاشيات بـ7%
تدعّمت العلاقات بالزيارات المتبادلة بين قائدي البلدين
كما عزز المغرب والأردن علاقاتهما التجارية في إطار اتفاق التبادل الحر الموقع في يونيو 1998، علاوة على اتفاق أكادير الذي دخل حيز التنفيذ في يوليوز 2006 والاتفاقية المتعلقة بإنشاء منطقة للتبادل الحر، التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر 1999.
ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والمغرب إلى عام 1956، قبل سنة من تعيين المغرب سفير له في عمان في يونيو 1957، وقبل فتح السفارة الأردنية في الرباط بثلاث سنوات (نوفمبر 1959)، وتدعّمت هذه العلاقات بالزيارات المتبادلة بين قائدي البلدين، إذ قام الملك المغربي محمد السادس بزيارتين رسميتين إلى الأردن سنتي 2002 و2012، كما قام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بزيارات رسمية إلى المغرب خلال سنوات 2000 و2008 و2009 و2015 وآخرها في شهر مارس الماضي.