تحرك عسكري روسي على حدود أوكرانيا

أكد رفعت جوباروف، رئيس المجلس الوطني لتتار القرم، أن مسلحين مجهولي الهوية سيطروا على مبنى البرلمان في مدينة آق مسجد (سيفاستوبول) عاصمة جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لجمهورية أوكرانيا، ورفعوا العلم الروسي فوق البناية.
صورة مبنى برلمان القرم بعد رفع العلم الروسي فوقه
ويذكر أن شبه جزيرة القرم أو “جمهورية القرم ذاتية الحكم” التابعة لجمهورية أوكرانيا، تقع جنوب البلاد ويشكل الروس والأوكرانيون وأتراك القرم العناصر الإثنية الرئيسية المكونة لها. وتعتبر اللغة الأوكرانية إلى جانب اللغة التركية القرمية اللغتين الرسميتين في الجمهورية.
وتأتي عملية اقتحام البرلمان بعد أن قام فلاديمير كونستاتينوف رئيس برلمان القرم الحالي، بزيارة لروسيا، تحدث خلالها عن امكانية انضمام القرم إلى روسيا، وهو الأمر الذي رفضه قرم أوغلو، الرئيس السابق للمجلس الوطني لتتار القرم، من على منصة ميدان الاستقلال في العاصمة الأوكرانية كييف.
وخلال كلمته في ميدان الاستقلال، قال قرم أولغو أنهم حذروا رئيس البرلمان من عقد جلسة البرلمان التي يفترض أن تناقش خلالها مسألة انضمامهم إلى روسيا، مشيرا إلى أن الآلاف من التتار تجمعوا أمام مبنى البرلمان اعتراضا على انعقاد تلك الجلسة.
مع العلم أن الآلاف أيضا تجمعوا لتأييد تلك الجلسة وللمطالبة بانفصال شبه الجزيرة عن أوكرانيا وانضمامها لروسيا.
ومن جانبه، ناشد الناطق باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، جميع الأطراف الخارجية أن تحترم السيادة الأوكرانية، ووحدة أراضيها، وأن “تبتعد عن أي خطابات أو أفعال استفزازية من شأنها التأثير على الاستقرار داخل البلاد”، مؤكدا أن البيت الأبيض يدعو كافة الأطراف إلى دعم الهياكل الإدارية المؤقتة في أوكرانيا.
وبينما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، أندريه فوغ راسموسن، أن “أوكرانيا تعتبر أهم قضية أمنية في أوروبا في الوقت الراهن”، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء بإجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات العسكرية في غرب روسيا وبالقرب من أوكرانيا، وذلك بحجة التأكد من جاهزيتها للقتال، وهو ما اعتبره الأوكرانيون تهديدا بالتدخل العسكري لدعم الرئيس المطاح به.
وفي هذا السياق، رأت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أنه من المستحيل التوصل إلى حل للأزمة في أوكرانيا بدون التعاون مع روسيا. وأكدت الوزيرة على هامش لقاء وزراء دفاع الناتو أمس الأربعاء في بروكسل على ضرورة إشراك روسيا في التوصل لهذا الحل، قائلة: “بدون روسيا لن يكون هناك حل”.
ومن جهة أخرى، أعلن مجلس الميدان الذي يجمع قادة المعارضة الأوكرانية السياسيين وجمعيات المجتمع المدني ومجموعات معارضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش، تعيين ارسيني ياتسنيوك الأوروبي التوجه رئيسا للوزراء، وذلك حتى يتولى تشكيل حكومة وحدة وطنية ستدير البلاد في المرحلة القادمة.