أعلن مسؤولون اسرائيليون مساء البارحة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يشارك في مراسم تأبين الرمز الراحل والمناضل الجنوب افريقي نيلسون مانديلا التي ستعقد اليوم الثلاثاء في جوهانسبرج أكبر مدن جنوب افريقيا والذي من المتوقع أن يحضره أكثر من 70 زعيم ورئيس من شتّى أنحاء العالم.
عدم مشاركة نتنياهو جاءت تحت حجة التكاليف المرتفعة للمشاركة التي قال مسؤولون أنها تصل الى 2 مليون دولار تذهب للتجهيزات اللوجيتستية والامنية، ليعلن لاحقاً اعتذار الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز كذلك عن الحضور بحجة نصيحة الأطباء له بعدم السفر جوّاً كونه يتعافى من الانفلونزا، مخففة اسرائيل بذلك التمثيل الدبلوماسيّ الرسمي الى مشاركة رئيس البرلمان يولي إلدشتاين في مراسم التأبين.
الراحل نيسلون بمكانته العالمية كان مصدر قلق دائم لاسرائيل بدعمه الدائم للفلسطينين وانتقاده لما أسماها “المصالح الضيقة” للحكومة الاسرائيلية بعدم اعطاء الفلسطينين كامل حقوقهم وتأخير انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مشبّهاً النضال الفلسطيني بنضال السود في جنوب افريقيا، حيث كان له خطاب مشهور في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من عام 1997 عبّر فيه عن حق الفلسطينين في تقرير مصيرهم واقامة دولة فلسطينينة مستقلة، وأضاف :”نحن نعلم أن حريتنا ليست كاملة من غير حرية الفلسطينيين”.
وخلال زيارة مانديلا للأراضي المحتلة وقطاع غزة عام 1999 طالب مانديلا اسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن تلك التابعة للدول العربية المجاورة كذلك، اضافة الى صداقته المعروفة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والعناقات والضحكات المتبادلة لهم في المحافل واللقاءات الدولية.
وبعد انتهاء فترة رئاسته وتأسيسه لمجلس حكماء العالم في عام 2010 أدان مانديلا هجوم اسرائيل على أسطول الحرية قائلا بأن ذلك ذنب لا يغتفر داعياً الى وضع حد للحصار الاسرائيلي على غزة واصفاً ذلك بغير القانوني، مما جعل كل ما سبق مصدر قلق لاسرائيل في موقفها الدبلوماسيّ والاعلاميّ أمام العالم من هجمات متتالية من رمز معروف مثل مانديلا.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد قال في تعزية مانديلا : “كان من الاشخاص الذين يُقتدى بهم في عصرنا، كان رجل رؤيا وسيتم تذكره على أنه زعيم اخلاقي من الطراز الاول”، أما الرئيس شمعون بيريز فقال عنه أن كان زعيما ذو قامة عظيمة” الأمر الذي اعتبره العديد من النشطاء والصحفيون – ومنهم اسرائيليون – مجرد نفاق وبروتوكولات سياسية لا أكثر، في ظل تعارض السياسات الاسرائيلية تماماً مع مواقف مانديلا المناضلة وانتقاداته المستمرة للممارسات الاسرائيلية، والذي توّجتها تخفيف التمثيل الدبلوماسي في مراسم التأبين الى مستوى لا يليق بالحدث.