في تقرير اللجنة الخاصة للتحقيق في أحداث 9/11، الذي صدر في العام 2004، ذكر المحققون أن بعض المدارس الدينية في باكستان هي بمثابة “حاضنات للتطرف العنيف”، موجهة أصابع الاتهام إلى حركة طالبان وإلى التيارات الإسلامية المنتشرة هناك، محملة إياها مسؤولية انتشار الأفكار المتطرفة والجماعات “الجهادية”.
ولكن اللجنة تغافلت عن تقرير آخر نشرته صحيفة واشنطن بوست في سنة 2002 ذكرت فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت ملايين الدولارات لتزويد أطفال المدارس الأفغانية والباكستانية بكتب نعليمية مليئة بالصور العنيفة، المدعمة بنصوص دينية وبرسومات للمدافع والجنود والرصاص والألغام، حيث قالت الصحيفة في تحقيق خاص بها أن المناهج الدراسية الأساسية في النظام المدرسي الأفغاني منتجة بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وحسب كتاب “النوم مع الشيطان” الذي كتبه روبرت باير، الضابط الميداني السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، والذي شغل مناصب عديدة أبرزها رئاسة محطة السي آي إي في لبنان عام 1983، بالإضافة إلى مناصب أخرى في العراق وأفغانستان، فإن شراكة إستراتيجية قامت بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية هدفت لصناعة “الإرهاب” وتوظيفه للإطاحة بخصوم أمريكا حول العالم، في أفغانستان وغيرها.
وحسب ما ذكره روبرت باير في كتابه، فإنه السلطات الأمريكية حصلت منذ منتصف التسعينات على عدة وثائق باللغة العربية من بينها رسائل ومخططات باللغة العربية، كانت تشير إلى أن هناك عمل ما يتم الإعداد له في الولايات المتحدة، غير أن الاستخبارات الأمريكية تجاهلت بحسن نية أو بسوء نية هذه الملفات ولم تعطيها الاهتمام الكافي الذي كان بإمكانه إحباط عمليات 11 سبتمبر قبل حدوثها.
ويواصل روبرت الحديث مشيرا إلى أن لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر طلبت التحقيق مع عميل لوكالة التحقيقات الفيدرالية FBI ثبت أنه التقى في منتصف التسعينات باثنين ممن خاطفي الطائرات التي استخدمت في أحداث 11 سبتمبر، ولكن الFBI رفضت ذلك وقام بإخفاء هوية ذلك العميل مدعية بأنه التقى بالخاطفين في محاولة لتجنيدهم لصالحة الوكالة دون أن ينجح في ذلك.
وإن كان روبرت ذكر تفاصيل كثيرة عن العلاقة المباشرة ما الاستخبارات الأمريكية والسعودية والباكستانية مع الجماعات الإرهابية وعن دور الولايات المتحدة في صناعة الإرهاب، فإن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون لخصت كتابه في كلمات قليلة مسجلة خلال إحدى كلماتها للإعلام قالت فيها: “نحن من صنعنا الإرهاب، رأينا مصلحة في استخدام المتشددين لمواجهة السوفيات فدفعنا نحو هذا، وأنفقنا مليارات الدولارات لتحقيق هذا الهدف”.