أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مرسوم صدر يوم أمس الجمعة أن الانتخابات الرئاسية ستقام في يوم الخميس 17 أبريل/ نيسان القادم، حيث ذكر البيان الصادر عن الرئاسة الجزائرية: “بموجب أحكام المادة 133 من القانون العضوي المتعلق بالنظام الانتخابي قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الجمعة بتوقيع المرسوم الرئاسي المتعلق باستدعاء الهيئة الناخبة ليوم الخميس 17 أبريل 2014 بغرض إجراء الانتخابات لرئاسة الجمهورية”.
وحتى الآن يسيطر الغموض على المشهد السياسي الجزائري بسبب عدم إفصاح بوتفليقة، العائد قبل يومين من سفرة طبية في باريس، عن ما إذا كان ينوي الترشح لولاية رئاسية رابعة أم لا، وهو الأمر الذي يتحتم عليه أن يكشف قبل 45 يوما عن موعد الانتخابات، أي في الأيام الثلاث الأولى من شهر آذار مارس المقبل.
وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية يوم الثلاثاء الماضي نقلا عن مصادر في الرئاسة أن بوتفليقة توجه إلى العاصمة الفرنسية باريس “في إطار فحص طبي روتيني مبرمج” وأن صحته سجلت “تحسنا تدريجيا أكيدا”، مع العلم أن بوتفليقة أمضى منذ إصابته بجلطة دماغية، في 27 أبريل/ نيسان 2013، 80 يوما في مستشفى فال دو غراس العسكري الفرنسي قبل أن يتوجه إلى مؤسسة انفاليد المتخصصة بمعالجة مثل هذه الحالات، كما أدخل أحد مستشفيات باريس في 2005 بعد إصابته بقرحة نزفية في المعدة وصرح آنذاك أنه نجا “بأعجوبة”.
المتحدث باسم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز، أبرز المعارضين العلمانيين، أعلن حزبه يرى في سفر الرئيس دليلا جديدا على “عجزه عن القيام بالحد الأدنى من مهامه”، ودعا إلى “التصريح بثبوت المانع، كما تنص المادة 88 من الدستور عندما يستحيل على الرئيس القيام بمهامه”، وتتطلب هذه المادة إجماع ثلثي الأصوات في البرلمان لتبنيها، إلا أن البرلمان خاضع لسيطرة جبهة التحرير الوطني حزب بوتفليقة.
وأما عبد الرزاق مقري زعيم حركة مجتمع السلم، ذو التوجه الإسلامي، وأحد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية فقد صرح لوكالة فرانس برس: “من غير المعقول أن يترشح بوتفليقة، والجميع يعلم أنه مريض، الناس لا حديث لها سوى عن مرضه بينما عادة الحديث يكون عن أعمال الرئيس وحصيلة ولايته”.
أحد المحللين السياسيين المطلعين على المشهد الجزائري، أكد في تصريحات صحفية أن كل ما يحصل هو إعداد من أجل ترشح بوتفليقة لولاية رابعة وقال “نحن نشهد تطبيقا لسياسة الأرض المحروقة لكن بدون عنف”، وتابع المحلل الذي رفض كشف هويته: “لقد ذهب بوتفليقة إلى فرنسا للحصول على شهادة طبية من أجل تبديد كل مظاهر الضعف أو التراجع السياسي”، مع العلم بأن حزب جبهة التحرير الحاكم قد أعلن منذ أسابيع عن ترشيحه لبوتفليقة للاستحقاق الرئاسي المقبل.