أعلنت الولايات المتحدة رسميًّا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وإيران، بعد أسابيع من تصعيد غير مسبوق أوشك أن ينزلق إلى مواجهة إقليمية شاملة، وعلى الرغم من تسويق الاتفاق كإنجاز سياسي وأمني لجميع الأطراف، فإن قراءته من زاوية فلسطينية –وتحديدًا من منظور المقاومة في غزة– تفتح الباب أمام تقدير أكثر تعقيدًا لمعادلة الربح والخسارة.
بينما تختلف تعريفات النصر والهزيمة، وتتمايز مقاييسها وفقًا لمصالح ومواقف كل طرف، تبقى الحرب في غزة الجرح الأكثر نزفًا، الحاضر في الوجدان الفلسطيني والعربي والحر في العالم. واليوم، تعود أنظار العالم إلى الساحة التي حاولت حكومة الاحتلال تهميشها وتحويلها إلى جبهة ثانوية أمام الرأي العام الدولي، لكنها ما لبثت أن فرضت نفسها مجددًا بوصفها ساحة قتال مركزية في المشهد الإقليمي.
لا غالب ولا مغلوب
عكَسَ الشكلُ النهائيُّ لإخراج الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي حجمَ التفاهمات غير المعلَنة التي سبقت إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، فبعد الضربة الأميركية لمفاعل “فوردو” النووي والمنشآت الإيرانية في نطنز وأصفهان، بدا واضحًا أن واشنطن حرصت على إرسال رسالة ردع قوية دون الانزلاق إلى حرب شاملة لا ترغب بها، ما يتقاطع مع الموقف الإيراني ذاته، الذي ما يزال يرفض الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.
في المقابل، جاءت الضربة الإيرانية لقاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، ذات الطابع السياسي أكثر من كونها عسكرية، لتكون بمثابة الخاتمة الرمزية لجولة التصعيد، وهي الضربة التي جرى الاستعداد لها مسبقًا قطريًّا وأمريكيًّا، فثبّتت معادلة الرد الإيراني، وأتاحت لجميع الأطراف الخروج من الاشتباك مع حفظ ماء الوجه، دون تعقيد إضافي قد يجر المنطقة إلى فوضى أكبر.
ولعبت قطر دورًا مركزيًّا في ترجمة الإشارات المتبادلة بين الأطراف إلى اتفاق فعلي، يقوم على قاعدة: لا غالب ولا مغلوب، فقد أتاح الاتفاق للجميع الاكتفاء بالخسائر المسجَّلة دون انهيار واضح في موقع أي طرف.
تفصيليًّا، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وإيران حيز التنفيذ، قائلاً على منصته “تروث سوشال”: “الرجاء عدم انتهاكه”. وأوضح أن الاتفاق يشمل وقفًا متزامنًا لإطلاق النار يمتد لـ12 ساعة تبدأ من الجانب الإيراني، يعقبها التزام إسرائيلي مماثل، على أن تُعلن نهاية الحرب رسميًّا بعد 24 ساعة.
ووصف ترامب الاتفاق بأنه “نصر دبلوماسي لإسرائيل وإيران والعالم”، مشيرًا إلى أن “حرب الـ12 يومًا” كانت قابلة للتدحرج إلى صراع مدمِّر للشرق الأوسط بأكمله، لولا ما وصفه بـ”الصبر والشجاعة والذكاء” من الطرفين.
في “إسرائيل”، عمَّمت حكومة الاحتلال بيانًا رسميًّا بعد اجتماع للكابينت ترأسه، رئيسها بنيامين نتنياهو، أكدت فيه أن “عملية شعب كالأسد” حققت أهدافها، بل وتجاوزتها، بالإشارة إلى القضاء على التهديد النووي الإيراني، وتوجيه ضربات قاسية لمراكز القيادة العسكرية في طهران، واغتيال عالم نووي بارز.
وأما في طهران، فقد أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية قبول وقف إطلاق النار، ووصفت “إسرائيل” بـ”العدو الذي أُجبر على القبول”، فيما أكد وزير الخارجية، عباس عراقجي، أن إيران مستعدة لوقف عملياتها ما لم تستمر إسرائيل في “عدوانها غير القانوني”، مشيرًا إلى أن مهلة التهدئة كانت محدَّدة حتى الرابعة فجرًا، وأن القرار النهائي بالوقف جاء بعد التزام الطرف الآخر.
بهذا الشكل، خرجت الأطراف كافة وقد تلقَّت ضربات متفاوتة، لكن كل طرف احتفظ بمادة خطابية كافية لتسويق “النصر” لجبهته الداخلية، وأما النتيجة الواقعية، فهي أن أحدًا لم يُهزَم بالكامل، كما لم تتحقق أهداف الهجوم الإسرائيلي المركزية على إيران، لتبقى الخلاصة الأهم: لا غالب ولا مغلوب.
ارتدادات الاتفاق على غزة: مقاومة تحت المعادلات الجديدة
حمل اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وإيران انعكاساتٍ مباشرةً على المشهد الأكثر اشتعالًا في المنطقة: الحرب المستمرة في قطاع غزة، ومع إعادة توجيه الأنظار نحو الساحة الفلسطينية، تُجري المقاومة الفلسطينية تقييمًا دقيقًا لمخرجات هذا الاتفاق، مستندةً إلى محدِّدات استراتيجية وآنية ترتبط بمستقبل غزة والمشروع الوطني المقاوم.
أولًا: صمود إيران دون انكسار.. مكسب استراتيجي للمقاومة
بالنسبة إلى المقاومة الفلسطينية، فإن انتهاء الاشتباك المباشر دون أن يُسجَّل كانتصار ساحق لـ”إسرائيل”، أو أن يؤدي إلى انهيار داخلي في إيران، يُمثِّل مكسبًا بالغ الأهمية، فإيران الداعم المركزي الأخير للمقاومة، ومحور الإسناد الحيوي في معادلات التسليح والتمويل وتوازن الردع.
بناءً عليه، فإن أية ضربة قاصمة لبنية النظام الإيراني أو مراكزه الصاروخية والأمنية، كانت ستقوِّض تلقائيًّا سلاسلَ الدعم، وتُضعف قدرةَ المقاومةِ على الصمود طويلًا في وجه آلة الحرب الإسرائيلية. لذلك، يُعدُّ صمود إيران العسكري والسياسي، وقدرتها على فرض إنهاء التصعيد دون تقديم تنازلات استراتيجية، إنجازًا مباشرًا للمقاومة الفلسطينية، يضمن استمرار شبكة الإسناد وبقائها فعالة.
ثانيًا: نتنياهو و”النهاية المثالية”.. لا خسارة ولا غرق
من جهة أخرى، شكَّل الاتفاق فرصةً مثاليةً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإغلاق جبهة إيران بطريقة تُجنِّبه الغرق في مستنقع حرب طويلة ومفتوحة، دون أن يظهر بمظهر الضعيف، فقد أتاح له التصعيد تسجيل مكاسب داخلية مهمة، أبرزها التقدُّم في استطلاعات الرأي واستعادة موقعه كقائد في مشهد إسرائيلي مرتبك.
كما حصد إجماعًا سياسيًّا غير مسبوق على قراراته الحربية بالهجوم على إيران –وهو ما لم يتحقق له حتى في خلال الحملات العسكرية الواسعة في غزة. وعليه، يتيح له الاتفاق تسويق صورة “النصر الحازم” دون كلفة الاستنزاف، والانتقال إلى الملف الفلسطيني، حيث من المرجَّح أن يُوظِّف هذا “الزخمَ الحربيَّ” لإعادة ترتيب خياراته في غزة.
ثالثًا: الولايات المتحدة.. حسم بلا حرب
أما إدارة دونالد ترامب، فخرجت بالصيغة التي طالما سعت إليها: حسم سياسي سريع يثبت الردع دون خوض حرب مباشرة، فقد تمكنت واشنطن من توجيه رسالة قاسية لإيران، دون الإطاحة بنظامها، ومنعت في الوقت ذاته تدحرج المنطقة نحو صراع إقليمي أوسع.
بهذا الشكل، حصد ترامب نقطتين مركزيتين:
- صورة القائد الحازم الذي فرض وقف التصعيد وفرض الحل بقوة سياسية ودبلوماسية.
- ذريعة جديدة لتهدئة ملفات المنطقة، قد تشمل غزة، تحت شعار “كفى تصعيدًا”، بما يسمح بإعادة ترتيب أوراق الشرق الأوسط من موقع المبادرة، والتأكيد المتجدد لمبدأ “السلام عبر القوة” الذي تروِّج له الإدارة الأمريكية كعماد لسياستها الخارجية.
كيف تقرأ المقاومة الفلسطينية هذا المشهد؟
من منظورها، يخفِّض الاتفاقُ منسوبَ الخطر الاستراتيجي، ويُبقي الحليفَ الإيرانيَّ فاعلًا في المعادلة، بما يعني استمرار محور الإسناد العسكري واللوجستي، وتراجع احتمال أن يلجأ نتنياهو إلى توسيع عدوانه على غزة كتعويض عن إخفاق على الجبهة الإيرانية.
مع ذلك، تُدرك المقاومة أن وقف التصعيد مع طهران لا يُغلق الباب أمام تصعيد آخر في جنوبي فلسطين المحتلة، فنتنياهو، الذي خرج من الجولة الإيرانية بارتفاع في شعبيته وبإجماع داخلي غير مسبوق، قد يرى في غزة فرصةً لاستكمال خطة “عربات جدعون”، سواءٌ لتثبيت صورة “الردع المتعدد” أو لبناء سردية نصر تمتد من طهران إلى قطاع غزة.
وبينما كانت المقاومة، منذ الأشهر الأولى للحرب، تأمل أن يؤدي تصاعد التوتر الإقليمي إلى فرض تسوية شاملة لا يكون فيها الفلسطينيون الطرف الأضعف، بل شريكًا حاضرًا أمام الغطرسة الإسرائيلية والانحياز الأمريكي الكامل، إلا أن ما جرى –سواءٌ في تهدئة جبهة “حزب الله” سابقًا أو في الاتفاق مع إيران اليوم– لم يحقَّق هذا الطموح.
غير أن غياب هذه التسوية لا يعني بالضرورة نتائج سوداوية، بل يُبقي الباب مفتوحًا أمام بقاء غزة كجبهة مركزية في الصراع، قادرة على فرض ذاتها في المعادلات الإقليمية -التي لن تستقر دون وقف حرب الإبادة-، حتى وإن لم تُمنَح مقعدًا على طاولة التفاوض.
إلامَ تتجه الأمور: ثلاثة سيناريوهات محتملة لما بعد الاتفاق
في ضوء اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وإيران، تقف المقاومة الفلسطينية أمام مجموعة من السيناريوهات المحتملة لتأثيرات هذا الاتفاق على قطاع غزة، سواءٌ ميدانيًّا أو سياسيًّا، ويبدو أن شكل التفاعل مع هذا الاتفاق إقليميًّا، وقرارات نتنياهو داخليًّا، سيحدِّدان المسارَ الأقرب. يمكن تلخيص السيناريوهات فيما يلي:
- سيناريو التوسعة: “تصعيد جديد بعد إيران”
في هذا السيناريو، يرى نتنياهو أن التهدئة مع إيران تمثِّل تفويضًا داخليًّا لاستكمال الحملة العسكرية جنوبًا، في غزة تحديدًا. وبناءً عليه، يُستأنَف تنفيذ خطة “عربات جدعون”، بهدف تثبيت سردية “النصر متعدد الجبهات” قبل الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
يظل هذا السيناريو ممكنًا إذا شعر نتنياهو أنه بحاجة لصورة انتصار حاسمة في غزة تُضاف إلى “إنجازاته” في إيران، أو إذا واجه انتكاسات سياسية داخلية تتطلب تصدير الأزمة نحو جبهة خارجية، إضافةً إلى مساعيه لتثبيت نتائج استراتيجية واضحة تتضمن تحييد غزة للأبد من المعادلة.
- سيناريو التبريد: “تهدئة شاملة ومؤقتة”
يرتكز هذا السيناريو على رغبة إدارة ترامب في استثمار الاتفاق مع إيران لتسويق صورة “رئيس السلام القوي”، ودفع الأطراف نحو تهدئة أوسع تشمل جبهة قطاع غزة.
في هذا السياق، قد تتلقى “إسرائيل” إشارات أمريكية قوية للامتناع عن التصعيد في القطاع، فيما تُستأنف الاتصالات عبر الوسطاء لإبرام تهدئة مؤقَّتة تُجمِّد العمليات العسكرية دون التوصل إلى اتفاق سياسي شامل. يمنح هذا السيناريو غزة استراحة إنسانية محدودة، لكنه لا يضع حدًّا للحرب أو يعالج أسبابها الجذرية.
- السيناريو المرجَّح: “خاتمة محسوبة بلا انتصارات مطلقة”
يمثِّل هذا السيناريو المسارَ الأكثر توازنًا وواقعية، إذ تُضبط معادلة ما بعد الاتفاق بين إيران و”إسرائيل” بما يخدم مصالح كل طرف، دون الانزلاق إلى مغامرات غير محسوبة أو انتكاسات كبرى، فـ”إسرائيل” تُثبِّت الاتفاق مع إيران بوصفه “نهاية يمكن تسويقها كانتصار”، دون الحاجة إلى توسيع الجبهات أو الاستمرار في القتال، مستفيدةً من سردية النجاح في تقليص التهديد النووي الإيراني، و”ردع” أعدائها الإقليميين.
وأما واشنطن، فتمتلك الآن مشهدًا مثاليًّا تروِّج فيه إدارة ترامب نفسها كقوة قادرة على فرض التهدئة، دون التورط في حرب شاملة، في توقيت حساس قبيل الانتخابات الأمريكية.
بالنسبة إلى غزة، يُفترض في هذا السيناريو أن يسعى نتنياهو إلى إنهاء التصعيد العسكري عبر تسوية مرحلية تُسوَّق داخليًّا على أنها “تحقيق كامل لأهداف الحرب”، يُتوِّجها بصفقة تبادل أسرى مع المقاومة، تسمح له بالتوجه إلى الانتخابات من موقع القوة، دون الحاجة إلى مواجهة مخاطر ميدانية إضافية، خاصةً في حال سقوط مزيد من الجنود أو تعرُّض ملف الأسرى لانتكاسات ميدانية أو إعلامية.
يُعزِّز من واقعية هذا السيناريو ما لمح إليه نتنياهو مرارًا، بأن أفق إنهاء الحرب في غزة قد يمتد حتى أكتوبر/تشرين الأول القادم، أي بعد انتهاء العطلة الصيفية للكنيست الإسرائيلي، وهو توقيت مثالي سياسيًّا، يسمح له بالتقاط اللحظة التي يمكن أن تُعيد تشكيل المشهد الداخلي لصالحهK ففي ظل الصعود الواضح لمؤشراته في استطلاعات الرأي، يُمكن لنتنياهو أن يدخل معركة انتخابية جديدة من موقع “رئيس الوزراء المنتصر الذي أعاد الأمن على كل الجبهات”، لا سيما إذا نجح في تمرير صفقة الأسرى كإنجاز سياسي وشعبي.
وأما المقاومة، فتُحقِّق في هذا السيناريو مكسبًا مزدوجًا: وقف العدوان بعد صمود أسطوري استمر قرابة عامين؛ وصفقة تبادل تلبي الحد الأدنى من مطالبها الرئيسية، في ظل توازن قوى يمنع تصفية القضية الفلسطينية، أو فرض تسويات مجحفة تحت وقع النار.
في المجمل، لا يوفِّر هذا السيناريو نصرًا ساحقًا لأي طرف، لكنه يفتح المجال لـ”خاتمة محسوبة” تمنع الانهيار، وتتيح إعادة تموضع لكل الأطراف قبل الدخول في مرحلة سياسية جديدة –سواءٌ في “تل أبيب” أو واشنطن أو غزة.
ختامًا، وأمام هذه السيناريوهات، تدرك المقاومة الفلسطينية أن مفتاح المرحلة المقبلة يكمن في ضبط التوازن بين استثمار مخرجات الاتفاق الإيراني–الإسرائيلي، والاستعداد لاحتمالات التصعيد في قطاع غزة، فإذا ما ثبت المسار نحو التهدئة، فإن على المقاومة أن تستثمر هذا الظرف لتعزيز موقعها السياسي، وترتيب أوراقها التفاوضية وفق ما تم التوصل إليه في جولات التفاوض الأخيرة، خاصةً في ضوء عرض ويتكوف المُعدَّل والتعديلات التي يقدِّمها الوسطاء.
لكن هذا الاستثمار يجب أن يجري بعقلانية تراكمية لا تُفوِّت الفرصةَ، ولا تُقدِّم في المقابل أيةَ تنازلات جوهرية تمس بثوابت المقاومة أو تُثبت إنجازاتٍ استراتيجيةً لصالح الاحتلال على الأرض، فالمزاج الإقليمي والدولي الحالي الدافع نحو التهدئة بحاجة إلى مراكمة ذكية تحمي الحقوق ولا تُفرِّط في أوراق القوة.
وأما إذا انحرفت المعادلة نحو تصعيد جديد، فإن ما تملكه المقاومة هو ذاته ما راكمته على مدار قرابة عامين من الصمود والمواجهة: القدرة على إفشال تمركُز الاحتلال دون ثمن، وتحويل كل مغامرة عسكرية إسرائيلية إلى فخ استنزاف مستمر لجيشه، وكسر وهم “النصر المطلق” الذي يسعى إليه بنيامين نتنياهو. وفي موازاة ذلك يبقى الخطاب الدولي المتصاعد ضد استمرار الحرب على غزة، ورقة دعم معنوية يجب توظيفها بذكاء.
في المحصلة، فإن المقاومة الفلسطينية تمتلك من الوعي ما يكفي لقراءة المتغيرات الإقليمية والدولية بعيدًا عن التعويلات المبالَغ فيها أو الانجرار وراء تقديرات رغبوية، إنما تُبقي بوصلتها ثابتة نحو قراءة دقيقة لعناصر القوة والضعف، بما يُعزِّز مطلبَها الجوهريَّ في وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتصدي لمخططات تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته الوطنية.