مع بداية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة عقب 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كانت هناك 50 ألف امرأة حامل، منهن حوالي 5 آلاف في الشهر الأخير، دخلن في معاناة صحية وغذائية بسبب الهجمات الإسرائيلية، بحسب تقديرات وزارة الصحة في قطاع غزة.
هذه المعاناة كانت موجودة بالفعل قبل طوفان الأقصى، بحسب تقارير منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، والتي كانت تؤكد قبل الأحداث أن امرأة من بين كل 4 نساء حوامل في فلسطين، أي 25٪ منهن، معرّضات لخطر الوفاة أثناء الولادة، بسبب سياسات الاحتلال الهادفة إلى منع الإنجاب في قطاع غزة، بحسب وصف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
أوضاع الحمل والولادة الخطرة جدًّا قبل طوفان الأقصى تحوّلت إلى “شيء أسوأ من جهنم بعد الطوفان”، بعد أن كانت مصدر بهجة وفرح وسعادة قبل ذلك. ولذلك، نستعرض في السطور التالية طقوس ولادة الطفل وإرضاعه في فلسطين قبل وجود “إسرائيل”، من خلال مصادر عاصرت تلك الفترة ووثّقتها، وهي:
موسوعة “العمل والعادات والتقاليد في فلسطين” للمستشرق الألماني الذي عاش في فلسطين بداية القرن العشرين، غوستاف دالمان، وموسوعة “Arabia Petraea – البتراء العربية” للمستشرق النمساوي ألويس موزيل Alois Musil، الذي عاش في فلسطين وشبه الجزيرة العربية في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، وكتاب “الأولياء والمزارات الإسلامية في فلسطين” للباحث الفلسطيني المرموق توفيق كنعان، والذي عاصر تلك الفترة.
إضافةً إلى دراستين حديثتين نسبيًّا، وهما: “الإنجاب والطفولة: دراسة في الثقافة والمجتمع الفلسطيني”، لشريف كناعنة وعدد من الباحثين، و”طقوس ومعتقدات شعبية من فلسطين” لنضال طه.
الولادة وطقوسها: نوح على راسِك بِنْدَه بخلاصِك
خلال فترة الحمل وقبيل انتهائها، كانت المرأة تبدأ استعداداتها للولادة، وضمنها جمع الـ”بلوف” والـ”باسمعية”، وهي أوراق نباتات برية. وبعد جمعها، تُربط في بعضها على شكل قلادة، وتُترك حتى تجف، ثم تُطحن وتُمزج مع دقيق وزيت، وتأكلها الحامل مباشرة حين تلد، اعتقادًا بأن ذلك يُغذّيها.
كما كانت الأم ترسل إلى ابنتها التي دخلت في الشهر الأخير من الحمل، دجاجًا وأرزًا، ومستلزمات كثيرة تُسمّى “الحمولة”، وذلك لأنها حين تلد تحتاج إلى تغذية قوية.
في هذه الفترة، قد تذهب الحامل إلى مقام الولي الذي في قريتها، وتَنذر نذرًا أمامه لله، ليرزقها الولد (الذَّكر) وتتمّ ولادتها على خير. والنذر قد يكون بسيطًا جدًّا كطبق من التمر أو المجدّرة، وقد يصل إلى ذبيحة، على حسب قدرة المرأة.
ولحمايتها من قرين الجن والحاسدين، قد تذهب أيضًا إلى شيخ يصنع لها حجابًا أو تحويطة تضعها تحت وسادتها، كما يُعطيها خرزة زرقاء تعلّقها في رقبتها، وقد تلبس مسبحة لأحد الصالحين طويلة تتدلّى على بطنها المنتفخة من الحمل، كنوع من الحماية والوقاية، بجانب الرقية الشرعية وتلاوة القرآن والصلاة.
حين تداهم آلام الولادة المرأة الحامل، يُجلِسونها على ما يُعرف بحجر الجلوس أو حجر الولادة، ولا تلد وهي نائمة على سرير كما يحدث حديثًا. تجلس الحامل على حجر الجلوس، وعلى جانبيها ومن خلفها تقف امرأة من كل ناحية، فيما تجلس في مواجهتها من الأسفل القابلة (الداية)، والأم لا بد أن تكون حاضرة، وقد تكون في مواجهة ابنتها التي تلد مع الداية، حيث يقولون: “الداية مش أشفق من الوالدة”.
وليس بالضرورة وجود حجر الجلوس، ففي حالة عدم وجوده يُستعاض عنه بكرسي عادي، أو يُحضِرون إناءً فخاريًّا ويجعلون فتحته للأرض، والناحية المسدودة منه لأعلى، وتجلس عليه المرأة التي تلد، وقد يصنعون مقعدًا من قوالب الطوب يضعونها فوق بعضها ويجلسونها عليها.
إذا كانت الولادة متعسّرة، تبدأ النساء في الدعاء لها، وقد يجلبن لها مسبحة أحد الصالحين ويضعنها على رقبتها وبطنها للتبرّك بها وتسهيل عملية الولادة.
خلال ذلك، تدعو الداية الله للوالدة، وتستعين بالأنبياء، حيث تضع يديها على رأسها وتقول: “نوح على راسِك بِنْدَه بخلاصِك، يا نوح يا نوح يا مخلّص روح من روح، يا الله، يا الخِضْر، يا سيدي خضر أبوالعباس تطلع الراس، هييه يا ربي يا بو خيمة زرقة، تنشَل هالوِلِيّة”.
وفي حالة كان البيت مسيحيًّا، كما في بيت جالا، تُدعى النساء من الأقارب لالتمـاس المساعدة من مريم العذراء والقديسين، وقد يُستعان بقسيس للصلاة، ويضع صليبًا على رقبة الوالدة.
وإذا ظهرت رأس المولود، مدّت الداية يديها وأمسكت بها، وتُسمّي الله مبتهلة حتى يوفقها، وتقول: “مدّيت يدي اليمين واتكلت عليك يا رب العالمين، مدّيت يدي الشمال واتكلت عليك يا ربي الرحمن”. وبعد نزول المولود، تُجرى رقيته، وقد تقول الجدة أو الداية: “حوطتك بولاد يعقوب العشرة، اللي قاعدين تحت الشجرة، حوطتك باللي ما يضرك ولا يأذيك، باسم اللي يرحمك ويباريك، باسم اللي حط الروح فيك”.
هذه الرقية يقولها المسلمون كما المسيحيون، رغم أنها مرتبطة ببني النبي يعقوب (بني إسرائيل)، ما يدل على حالة التسامح التي كان يعيشها المجتمع الفلسطيني قبل تحكّم الصهيونية.
بعدها، تبدأ الداية في استخراج المشيمة من رحم المرأة بحرص شديد، ويُسمّينها “الخَلاص” أو “الخلاصة”، ويعتقدن أنها أخت المولود التوأم، وبها روحه الحارسة، وتربط الداية طرفها بخيط وتربطه بكرسي الولادة، حتى تنزل برفق شديد.
وبعد نزولها، يحرصن على معاملتها بطريقة خاصة، وهذه المعاملة قد تجلب الحظ وتحدّد مستقبل الطفل والأم، فيضعنها في فخارة، وقد يدفنّها بشكل كريم، لأن ذلك يجعل المرأة تستمر في الولادة ويحافظ على خصوبتها، ويعتقدن أنهن إذا لم يعتنين بالخلاصة، وتعرّضت للنهش من أحد كلاب أو قطط الشارع، فإن المولود سيموت.
ولا يحب الفلسطينيون المسلمون الولادة يوم الجمعة، وإذا حدثت، فهو نذير بسوء حظ، ووقتها يجب ذبح أضحية (فَدو)، والأهم أن يُرشّ من دمها على البيت والطفل. وعمومًا، يذبحون للطفل عقيقة، وفقًا للسنة النبوية الإسلامية، ولكن إن كانت الولادة في غير يوم الجمعة، فلا يُرشّ من دمها على وجه المولود.
الاحتفال بالمولود (الخريان) وتسميته
بعد الولادة بـ3 أيام، يُمسح جسد المولود بالزيت ويُلَفّ، ويُغسَل بعد ذلك ببول الغنم، ويُلَفّ من جديد، ويُلقّب الطفل وقتها بـ”خَريان” لحين تسميته. وأحيانًا يُسمّى بشكل مباشر بمجرد ولادته، وفي يوم السُبوع (اليوم السابع من الولادة) يُغسَل بماء نظيف.
وقد يُؤجّلون حمّام الطفل لمدة شهر، خوفًا عليه من الماء، وبعضهم يقول إن الملائكة تنزل في المساء وتغسله، وحين يحممونه كانوا يُغنّون له: اسم الله على (فلان) اسم الله عليه… جيبوا قناني العطر ورشّوا عليه، طالع من الحمّام وشعره مايل… يا ميمْتي يا فلان وإجانا زاير، طالع من الحمّام وشعره عَسجدي… يا ميمْتي يا فلان إجان عسكري، عنّين لفلان ميمته فرحانة… بزرار بدلته حبّة الرمّانة.
وحينها، يرشّون الملح في المنزل، ويقولون: “نذرتك وبذرتك في حين الحاسدين”، وبعدها يُكحّلون عين الطفل، لتطهيرها ولتوسيعها، ثم يضعون المولود على صينية من قش، ويطوفون به وهم يُغنّون: “يا مُجرجر عبايتك حميرك غيدن، ما عليك من حميري حميري بييجن”، ومن الطقوس أن تُرضعه الأم وهو على الصينية القش، ويُنَبّهون عليها ألا تعوّده على حمله وهي تُرضعه، كي لا يُرهقها بذلك.
في اليوم السابع بعد الولادة، وأحيانًا في الأربعين، يأخذون المولود إلى جدّه لأبيه، أو جدّه لأمه إن غاب الجدّ للأب، بصحبة خروف أو عنزة لذبحها كعقيقة له، ويضعون على الذبيحة شريطًا أو خيطًا أخضر اللون، وحينها يمنح الجدّ للمولود اسمه، إيذانًا بذبح الكبش أو العنزة لوجه الله. وأحيانًا يُسمّى الولد في بيت أبيه، ولا يذهبون إلى بيت الجدّ.
وعند ذبح العقيقة، يقولون: “يا ربي تقبل هذه (العنزة، أو الكبش) عقيقة لابن فلان، دمها يفدي دمه، ولحمها يفدي لحمه، وعظمها يفدي عظمه… حكمت عليك بالذبح باسم الله، الله أكبر.”
وفي نفس اليوم، يُدعى الناس إلى بيت المولود لتناول وليمة “العقيقة”، ويذهبون ومعهم الهدايا، وخاصة النساء ليقدّمنها للوالدة.
وفي المعتقد الشعبي، يُفضّلون الذكر على الأنثى، وقد لا يذبحون للأنثى عقيقة، ويقولون في الأمثال: “البنت هرّاب البيت، الولد عمّار البيت”، “البنت لاجئة البيت، والولد باني البيت”. وعموما، ولادة الأنثى قد تُغضبهم، حتى إن بعض النساء قد تبكي، خاصة إن كانت تعتاد على ولادة الإناث. ويشترك في ذلك المسلمون والمسيحيون، فالمسألة اجتماعية بحتة لا علاقة لها بالدين، الذي لا يُقرّ ذلك.
ومع ذبح العقيقة، يُقصّ جزء من شعر المولود، وفي كثير من الأحيان لا يُقصّ شعر المولود إلا بعد مرور عام على ولادته، وقد يستمر ذلك لعامين بعد فطامه. وإذا كان شعر المولود ناعمًا، يُحبّ بعضهم الاحتفاظ بجزء من شعره، وقد يضعون الشعر المقصوص في وسادة الأم، أو في شقّ من جدار، فإذا شعرت الأم بصداع، تدرك أن أحدهم دَهَس هذا الشعر.
اختيار اسم المولود يكون وفقًا لاعتبارات كثيرة، ويتدخل فيه الدين والعادات والتقاليد، ويُفضّل تسميته على اسم جدّه أو أحد أقربائه. ولكن بشكل عام، يُفضّل المسلمون أسماء النبي (محمد، أحمد، وغيرها…)، وكذلك الأسماء المقرونة بأسماء الله (عبد الله، عبد الرحمن…)، أو أسماء الصحابة وآل البيت.
أما المسيحيون، فيُفضّلون أسماء أعلام الكتاب المقدس، واللافت أنها كانت تُكتب بصيغتها العربية، مثل: إبراهيم، موسى، عيسى (يسوع)، جريُس (جورج)، إلياس، نقولا، وخاصة عندما يُولد الطفل في عيد أحد القديسين، يُسمّى باسمه. وكثيرًا ما يُطلَق اسم “عيد” على الطفل إذا ما وُلد في عيد الفصح أو عيد الميلاد.
وقد يُسمّونه “سعد” أو “سعيد” أو “مسعود” تفاؤلًا بالسعادة، وقد يختارون اسم “توفيق” كبشارة بتوفيق هذا الطفل في الدنيا، أو يُسمّونه “عطية” أو “جاب الله” كنوع من الامتنان إلى الله العاطي. كما تكثر أسماء الحيوانات والنباتات والطيور والشهور والطبيعة عمومًا عند المسلمين والمسيحيين، مثل: “جدي، صقر، وردة، نجمة، ربيع، خميس…”.
والمسيحيون يُسمّون الطفل باسمه من اليوم الأول، ولكن لا يصبح الاسم رسميًّا إلا بعد تعميده، حيث يرفع الأب ابنه بعد الولادة باتجاه السماء، ويضع بعض حبّات من الملح في فمه، ويُسمّيه باسمه ويقول: “علّه يرضي الله، أن يكون اسمه المقدّس دائمًا مستساغًا لك، كما الملح الذي أضعه في فمك، والذي يمنعك من الالتفات نحو الأمور الدنيوية”.
والمعمودية تكون بعد اليوم الـ40 من الولادة، إذ تُعتبر الأم نجسة حتى ذلك اليوم، لأنها نفساء. ويقوم الكاهن بالتعميد بتغطيس الطفل بشكل كامل ثلاث مرات في جرن المعمودية، الذي كان ماؤه قد قُدّس قبل ذلك بزيت مقدّس.
وبعد التعميد، يقصّ الكاهن جزءًا من شعر المولود على شكل صليب، ثم يمسح جسم الطفل بالزيت، وينبغي وجود رجل وامرأة أو بنت كبيرة في السن – على الأقل – كعرّابين “شَبّين، شَبّينة”، ويُتوقّع منهما أن يُقدّما إلى الطفل قطعة ملابس أو غطاء رأس. وبعد التعميد، ينحر الأب ذبيحة ويُدعى الأقارب والأهل والأصدقاء إلى وليمة، كما العقيقة لدى المسلمين، احتفالًا بالمولود.
الرضاعة والهدهدة: انفشي يا فولة وصيري قد العالولة
الأم تُرضع وليدها عامين كاملين، كما يوصي القرآن، ولكن كثيرًا لا يُطبَّق ذلك، لأن المرأة تحمل من جديد بسرعة، ولا يصح أن تُرضع وهي حامل.
وعمومًا، يُعتبر الإرضاع علامة تقييم مهمة للمرأة، من حيث كونها امرأة خصبة، فبعضهن تبدو جميلة وجسدها قوي، ولكنها مُرضعة فاشلة. ولذلك، يقولون: “لا يعجبك البيض وأمّات الحَلَق، إلا ما يجرّبوا الرضاعة والقلق”.
والأمهات والجدات كُنّ حريصات على طقس خرافي يتفاؤلن به مع بداية الرضاعة، ويعتقدن أنه يساعد على تلقّي المولود للحليب، وبالتالي نموه، حيث يُحضِرن سبع حبّات من الفول، ويضعنها في طبق به ماء، ويقلن: “انفشي يا فولة، وصيري قد العالولة، وبينصح الولد وبيصير مايح” وكلما نَفَشَت الفولة نتيجة شربها للماء، كبر المولود ونما.
عملية الرضاعة في الغالب يسبقها بكاء المولود، وهو ما تُقابله الأم بما يُعرف بالهَدْهَدَة (ملاعبة الطفل بهزّه)، وغالبًا يقوم بهذا الدور أحد أفراد المنزل، لكي تُنجز الأم عملها في نظافة البيت أو الطبخ، ثم تأتي للطفل لتُرضعه بعد الانتهاء من عملها المنزلي.
وخلال هدهدة الطفل، يُغنّون له أراجيز كثيرة، ومنها: “يا حمامة الوادي، هاتي النومي لولادي، هلّلي له يا حمامة البستان، هاتي النوم للنعسان، هلّلي له يا حمامة وفضّي لريشتك عليه”. ويقولون أيضًا: “يا الله ويا دايم، تحفظ عبدك النايم، تحفظه وتجيره، وتخلّيه نايم بسريره”.
وحين يصل الطفل إلى عمر 6 أشهر، يتوقّعون بداية تسنينه، أي تنمو أول أسنانه، وبمجرد أن تَشقّ أول سِنتين اللثة، تأتي عمّة المولود وتُدلّك له أسنانه كي تقوى، ويُمتنع أن تقوم بهذا الأمر خالته، حيث يقولون: “العمّة بتخلّي السِنّان مُلتمّة، والخالة بتخلّي العظام نخالة.”
ولا تُفضّل الفلسطينية فطام رضيعها في الصيف مع حرارة الجو، لأن هذا الوقت يَجفّ فيه حليب المواشي من الماعز والبقر، ويُفضّلون الفطام في الربيع، لأن حليب المواشي يَزيد خلاله. فيقولون: “افطم ابنك في آذار ولو كان قد الشنّار.”
وحليب المواشي، ولا سيّما الماعز – لأنه أخف من حليب البقر – يُستخدم عوضًا عن حليب الأم في تغذية الطفل، حيث تَغلي الأم الحليب وتُحلّيه بالسكر، ثم تُعطيه لابنها.
وهكذا كانت الولادة والرضاعة مصدر احتفاء وسعادة وبهجة، تصحبها طقوس إنسانية، حتى لو شابتها الخرافات، ولكنها تدعم فكرة أن هذا الإنسان ليس مجرّد جسد، وإنما روح تُعدّ للمستقبل، لحمل رسالة الحياة، واستمرارها على أرض الآباء والأجداد.
وما زال الإنجاب في فلسطين أحد أسلحة المواجهة مع العدو الذي يعمل على تصفية أصحاب الأرض؛ فالمولود هو العِوض عمّن يذهبون شهداء، لأن من يُنجب لا يموت: “اللي خلّف ما مات”.