في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لحرب إبادة منذ أكثر من 635 يومًا، على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلّفت وراءها ما يزيد على 56,500 شهيد، من بينهم 18,000 طفل و12,400 امرأة و11,200 في عداد المفقودين، فيما شُرّد قرابة مليوني فلسطيني، أكثر من نصفهم يواجه شبح الموت جوعًا، كان زعيم المعارضة الإسرائيلي، ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، يتغزل بأريحية كاملة، وعلى منصة إعلامية عربية، في أخلاقيات جيش الكيان وحضارة دولته المزعومة، ويعزف منفردًا على أنغام شيطنة المقاومة.
في الثالث من يوليو/تموز 2025، حل لابيد ضيفًا على الإعلامي المصري عماد الدين أديب، في لقاء خاص على قناة “سكاي نيوز عربية”، التي تبث من الإمارات. استغرق اللقاء قرابة 23 دقيقة، صال فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وجال دون أي مقاطعة أو ممانعة أو حتى نقاش من قبل المحاور المصري، الذي جلس وكأنه مستمع لا محاور.
أحدث اللقاء صدمة كبيرة للشارع العربي، خاصة أنه جاء بمثابة “غسل سمعة” لجرائم الاحتلال من خلال منصة يُفترض أنها عربية، دون الاقتراب من هوامش الإدانة لانتهاكات الجيش المحتل، رغم عشرات التصريحات والتقارير الدولية التي توثق بالصوت والصورة وشهادات العيان أن ما يحدث في القطاع جرائم إبادة مكتملة الأركان دون نقاش أو مواربة.
ما حدث، رغم اعتباره تغريدًا شاذًا عن السرب العربي، ليس بالأمر المستغرَب، سواء من قبل المحاور أو الجهة التي تموّل القناة التي بثت اللقاء، فلكلٍّ منهما سجلٌّ مشين في خدمة المشروع الصهيوني والترويج للسردية الإسرائيلية، كما أن كليهما، وبشكل لا لبس فيه، باتا ذراعين أساسيين في تمرير اتفاقات أبراهام وتوسعة رقعتها الإقليمية.
لم يكن هذا اللقاء الذي تم في أبوظبي هو الأول للمحاور المصري الشهير، فقد سبق أن أجرى لقاءً آخر، في ديسمبر/كانون الأول 2024، من قلب تل أبيب، مع الباحث والمفاوض الإسرائيلي إتامار رابينوفيتش، تناول فيه تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على سوريا والمنطقة، وتحليل موقف “إسرائيل” من هذه التطورات.
موجة انتقادات لاذعة تعرض لها أديب من صحفيين وناشطين، فيما تبرأت منه نقابة الصحفيين المصريين كونه مشطوبًا من جداولها منذ 2020، ليواصل آل أديب، عماد وعمرو (المجنس سعوديًا والذي يقدّم برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر” السعودية)، إخلاصهما الدؤوب في خدمة المشروع الصهيوني وتمرير اتفاقيات التطبيع، كلٌّ بأدواته وبحسب الجهة التي تموّله.
ليس مجرد لقاءً صحفيًا
في السنة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، درسنا وبشكل أكاديمي أجناس الفن الصحفي، التي تتأرجح بين الخبر والتقرير والتحقيق والحوار والندوة وغيرها من القوالب الصحفية التقليدية، قبل ظهور الإعلام الجديد بأبجدياته وقواميسه وقوالبه المختلفة.
وتعلمنا على أيدي قامات الصحافة وقتها، وعلى رأسهم المخضرم الراحل الدكتور خليل صابات والدكتورة عواطف عبد الرحمن وغيرهما، أن للحوار الصحفي أبجديات مختلفة وصفات يجب أن يتمتع بها المحاور، تنقله من مجرد “ببغاء” يسرد الأسئلة على الضيف إلى محاور وشريك في الحوار.
وحين التحقت بقسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية، كان يُدرّس لي مادة الإلقاء الإذاعي الإعلامي الراحل محمود سلطان. وأثناء محاضرته عن الحوار التلفزيوني، تطرق إلى شروط يجب توافرها في المحاور حتى يحقق الحوار أهدافه، كان من بينها الندية والكفاءة، وأن يكون المحاور مناقشًا لا سائلًا، هجوميًا لا دفاعيًا، وأن يختلق المعارك مع الضيف لا أن يكون قصعة مستباحة لاستعراض الضيف أفكاره ورؤاه بأريحية دون مقاومة.
وبالعودة إلى هذا اللقاء الخاص الذي أجراه عماد الدين أديب مع زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد، يُلاحظ أنه تجاوز شكلًا ومضمونًا أبجديات الحوار الصحفي، ومن ثم ابتداءً لا يمكن أن يُطلق عليه حوارًا بالمعنى المعروف، فهو أي قالب آخر غير المُروَّج له إعلاميًا؛ إنه أقرب إلى الندوة التي يتحدث فيها المشارك، المُستأجر للقاعة، دون مقاطعة من الحضور، أو سكريبت مسجل بأريحية كاملة، أو نوع من الدعاية مدفوعة الأجر في صورة حوار تلفزيوني، أسوةً بما هو معمول به في بعض القنوات الفضائية التي تؤجر ساعات الهواء للجمهور.
في البداية، لا بد من التأكيد على أن استضافة مسؤول إسرائيلي في منصة عربية ليست بالأمر الجديد، وليست مقصورة على أديب أو “سكاي نيوز عربية”، فقد تكرر هذا الأمر في العديد من الفضائيات العربية الأخرى مثل “الجزيرة” و”العربية”. وفي ظل السيولة السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، قد يكون التنافس الإعلامي في استطلاع رأي الكيان المحتل عبر استضافة ممثلين عنه مسألة مستساغة بضوابط وشروط وسقف معين.
المعيار هنا يتعلق بشخصية المحاور لا بهوية الضيف، وبطبيعة الأسئلة المطروحة، وحجم التفاعل والمشاركة في الحوار، وربما تكون استضافة ممثل عن الكيان فرصة لا تتكرر كثيرًا لفضح كذبه وادعاءاته، وإسقاط الأقنعة المزيفة عن الكيان من خلال مواجهته بالجرائم المرتكبة، وكشف الهوية الإجرامية النازية لدولة الاحتلال بدلًا من مزاعم الحضارة والإنسانية، غير أن هذا الأمر يحتاج إلى محاور له صفات خاصة، أبرزها إيمانه بالقضية العروبية في المقام الأول، ثم جرأته في النقاش والمحاورة، وتحويل اللقاء إلى معارك مجزأة بين دقيقة وأخرى ينتصر فيها لقضيته.
ما فعله أديب كان فاضحًا على كافة المستويات، فالرجل انتقل من خانة المحاور إلى المشاهد، وترك الساحة خالية أمام لابيد لاستعراض أكاذيبه وغسل سمعة بلاده وشيطنة حماس وفصائل المقاومة، لدرجة أنه لم يقاطعه رغم فجاجة ما يردده، وإثبات أكاذيبه وتضليله من قبل الكيانات الأممية، وكأن الأمر مُسلّم به وواجب التمرير بقوة الإنفاذ.
لابيد استغل هذه الساحة العربية للترويج لنفسه داخل الأوساط اللوبية في “إسرائيل” والولايات المتحدة، وحوّلها إلى منبر دعائي بامتياز، مشددًا على أنه كان يستطيع منع كل هذه الأضرار والوصول بالإنفاق على التسليح والأمن إلى أقصى مدى تاريخي لم يكن في الحسبان.
وذلك من خلال نقطتين؛ الأولى أنه كان سيحكم السيطرة أكثر على الأجهزة الأمنية فلم تكن عملية 7 أكتوبر لتقع في عهده، والثانية أنه كان سيجتاح القطاع لتنفيذ خطة أخرى وهي إقامة حكومة بديلة منذ اليوم الأول بدعم إسرائيلي. وبعيدًا عن خيالية مثل هذا الطرح وكارثيته في الوقت نفسه، إلا أن أديب لم يُحرّك ساكنًا ولم ينبس ببنت شفة.
حوّلت قناة “سكاي نيوز عربية” نفسها من قناة إخبارية عربية إلى منصة وساحة كبيرة لتجميل الكيان، وكأن اللقاء برمته قد أُجري، إعدادًا وإخراجًا، داخل الموساد الإسرائيلي، فلم يتمتع لابيد بتلك الأريحية في استعراض نفسه على القنوات العبرية كما تمتع بها على قناة عربية، إذ شهدت كافة لقاءاته السابقة هجومًا وانتقادات لاذعة من المحاورين له، مذيعين وصحفيين، من الإسرائيليين أنفسهم.
ليس هناك من شك في أن لقاء بهذا الحجم لا يمكن أن يكون إلا بموافقة رسمية من أعلى المستويات في الداخل الإماراتي، وهو ما يتناسب مع سياسات أبوظبي المعروفة للجميع، وهو ما اتضح جليًا أثناء الحوار، حيث امتدحها لابيد قائلًا إن “الإمارات حجر الأساس في الاتفاقات الإبراهيمية”، وإن وزير خارجيتها “أذكى دبلوماسي أعرفه في هذا المجال”.
بعيدًا عن القناة وسياسات مموليها المعروفة للقاصي والداني والمعلنة دون مواربة، كيف لمحاور مصري أن يسمح لمسؤول إسرائيلي بإعادة إنتاج ذات السردية القديمة التي تنتقص من قيمة مصر وتكشف عن مخطط توريطها في صدام مع المقاومة وسكان غزة، حين تركه، وبكل أريحية، يعيد طرح مقترحه القديم بتولي الجانب المصري إدارة غزة مقابل إسقاط وسداد ديون الدولة المصرية، وهي الأفكار التي حاول سابقًا الترويج لها في اللوبي والدوائر الأمريكية.
يحاول رئيس وزراء الاحتلال السابق، وأحد اللاعبين المؤثرين في صناعة القرار الإسرائيلي، وإن كان خارج الإدارة الرسمية حاليًا، أن يستخدم القاهرة في تحقيق انتصار استراتيجي لتل أبيب بعد فشل الأخيرة في تحقيقه بالقوة العسكرية في القطاع، ومع ذلك التزم المحاور المصري الصمت في رضوخ ورضا تام عن تلك السردية التي رفضتها مصر رسميًا أكثر من مرة في بيانات لوزارة خارجيتها منذ بداية الحرب.
أديب وخدمة المشروع الصهيوني
لم يكن انبطاح عماد الدين أديب أمام المد الإسرائيلي وليد اليوم، فالرجل منذ عقود طويلة يخدم بشكل مباشر ومعلن المشروع الصهيوني في المنطقة، بصرف النظر عن عمده من عدمه، وفق ما كشف الصحفي عادل صبري، رئيس تحرير بوابة “الوفد” الأسبق، وأحد الذين عملوا مع أديب في صحيفة “نهضة مصر”، التي كانت بمثابة الحلقة الأخيرة في إمبراطوريته الإعلامية التي انطلقت من جريدة “العالم اليوم”، ثم موقع “جود نيوز”.
يقول صبري إنه في عام 2004، وبناءً على ترشيح من الكاتب الصحفي محمد حسن الألفي، طُلب منه العمل كنائب لرئيس تحرير صحيفة “نهضة مصر” المملوكة لعماد أديب، لكنه فوجئ بالكثير من الملفات التي ساعدته بشكل كبير على الوقوف على هذا المشروع التآمري عن كثب.
يشير الكاتب المصري إلى أنه في أحد الاجتماعات التي طُلب فيها من قادة الجريدة، بعد إصدار الأعداد التجريبية، الجلوس مع رئيس مجلس الإدارة (أديب) لمناقشة خطة العمل، في مقر الإدارة بشركة “جود نيوز” أول القصر العيني أمام مقر مجلس الشورى المطل على ميدان التحرير بوسط القاهرة، فوجئ في الاجتماع بحضور وكيل وزارة الخارجية الأمريكي، الذي كان سفيرًا لواشنطن من قبل في القاهرة ودول بالمنطقة، حضور لا محل له من الإعراب مطلقًا.
توهّم صبري وقتها أن حضور ممثل أمريكي بهذا الحجم ربما يكون في سياق مساعٍ محمودة لخلق كيان صحفي يلتزم بمعايير الصحافة الغربية من حيث الحريات ومساحات الرأي المفتوحة، لكن الأمور شيئًا فشيئًا بدأت تتضح بصورة فاضحة، حيث بدأ المخطط يكشف عن ملامحه: استقطاب كتّاب يروّجون للسردية الإسرائيلية والتطبيع وينتهجون الأجندة الأمريكية في المنطقة، من اليسار واليمين على حد سواء، بمقابل مادي كبير وقتها، حيث كان المقال الواحد يصل إلى 5 آلاف جنيه (870 دولارًا حينها)، وكان هذا رقمًا كبيرًا في ذلك الوقت.
يقول صبري: “اتضح لي في هذا التوقيت أن التدفقات المالية كانت تأتي عبر مشروعات معونة أجنبية وتدفقات أخرى عبر مؤسسات أمريكية بملايين الدولارات للإنفاق على بعض الشخصيات من مركز الدراسات بالأهرام ومركز التدريب التابع له، وكتّاب كبار بعضهم محسوب على التيار الماركسي واليسار، وأكثرهم أمريكي الهوى، وعدد من المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة للترويج للاحتلال الأمريكي للعراق باعتباره فتحًا لنشر الديمقراطية في المنطقة، وبداية للأفكار التي طُرحت لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يضع الكيان الصهيوني في قلب ومقدمة المنطقة ليكون الحارس المهيمن على الدول العربية”.
وأمام انفضاح هذا المخطط، اضطر الصحفي المصري إلى تقديم استقالته ليغيب عن الوطن لمدة عامين، ليعود بعدها وقد وجد المشروع الصهيوني الذي وضع أديب نواته قد تمدد بشكل كبير، وتخمّر كما خُطط له، حيث بات صاحبه “حليفًا كبيرًا للسلطة، والمحاور الأثير للرئيس، وصاحب برامج في تلفزيون الدولة بعد أن كان صاحب برنامج في قناة أوربت المشفرة، وأخوه وزوجته في أكبر القنوات”، لتبدأ رحلة جديدة مع الإمارات وغيرها لدعم مشروع الديانة الإبراهيمية التي يروّجون لها الآن.
ولم تختلف شهادة صبري عن الكثير من شهادات صحفيين عديدين عملوا مع أديب في إمبراطوريته الإعلامية، إذ اتفقت الأغلبية منهم على أن ما كان يحدث كان مثيرًا للريبة، من استكتاب أصحاب الولاءات لواشنطن، ومنحهم الوقت والمال الكافيين لتمرير آرائهم وسردياتهم التي تخدم الأجندة الصهيوأمريكية في الشرق الأوسط.
الأخوان أديب في خدمة “أبراهام”
بات واضحًا أن عماد أديب لم يكن صحفيًا ولا مذيعًا عاديًا، فالرجل أقرب إلى مشروع مكتمل الأركان، يتمتع بخارطة علاقات متشابكة ومعقدة، سلطوية ونخبوية على أعلى مستوى، قد تجمع في ظاهرها بين الأضداد لكنها تضمر في باطنها اتفاقًا لا فرقة فيه حول تمرير المخطط الشرق أوسطي الذي تكون فيه “إسرائيل” القوة العظمى التي لا يمكن مضاهاتها، وعلى العرب أن يهرولوا للتطبيع معها.
وتأكيدًا للمؤكد، لم يكن للإعلامي المصري أن يتحدث برفاهية من بنات أفكاره، ولا يجرؤ على أن ينطق بكلمة أو يخطو خطوة دون ضوء أخضر من مموليه ومانحيه، خليجيين كانوا أو أمريكيين، مدعومًا بقوة اقتصادية تساعده في ترجمة المشروع بشكل سريع وفعال وفي أقصر وقت ممكن، ففي كثير من الأحيان كان لسانًا لمموليه، وجسرًا لجسّ النبض إزاء الكثير من الملفات والمواقف.
أسالت المغريات التي حصل عليها عماد من وراء تمرير هذا المشروع لعاب شقيقه الأصغر عمرو، الذي سرعان ما تم استقطابه هو الآخر للمشاركة في تلك المهمة المُغرية ماديًا، حتى وإن كان بدور مختلف نسبيًا، فاستغل ما لديه من إمكانيات إعلامية ولغة حنجورية عالية لها حضورها اليوم في سوق الإعلام المختل، ليقود الدفة من زاوية المركب المقابلة عبر قناة “إم بي سي مصر” السعودية، فتَبنى هو الآخر خطابًا مائعًا يهاجم المقاومة ويمرر السردية الإسرائيلية، وإن لم يكن بشكل معلن مباشر.
وهكذا تحوّل الأخوان، عماد وعمرو، ومن خلفهما زوجة الأخير لميس الحديدي، لهثًا خلف المال والثراء، بقصد وبدون قصد، إلى تروس محورية في عجلة المشروع الصهيوني الأمريكي الرامي إلى توسيع نطاق اتفاقات أبراهام لتشمل دولًا عربية أخرى، وتعزز من النفوذ والانخراط الإسرائيلي عربيًا، بما يمهّد الطريق نحو الشرق الأوسط الجديد الذي تحلم به واشنطن لإعادة هندسة المنطقة بما يخدم مصالحها الإقليمية والدولية.
تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة الوضع في الاعتبار التنقل بين الاستراتيجيات والقوالب والخطابات المختلفة، فخدمة هذا المشروع ليس شرطًا أن تكون بشكل مباشر، فقد تكون بأدوات الاتجاه المعاكس، عبر دسّ السم في العسل، وهو ما ألمح إليه عماد خلال لقاء أجراه مع شقيقه الأصغر عمرو على شاشة “إم بي سي مصر” قبل عام تقريبًا، حين تطرق للتطبيع الإسرائيلي مع السعودية، إذ لم يرفض فكرة التطبيع ذاتها، لكنه وضع لها شروطًا كحل القضية أو التوصل إلى صياغة مُرضية.
المثير للاستغراب في الموضوع أن خدمة إمبراطورية آل أديب الإعلامية للمشروع الصهيوني في المنطقة ليست بالسر ولا بالمخطط المخفي، بل انتقلت من قاعدة “إذا بليتم فاستتروا” إلى “المجاهرة بالكفر” على مرأى ومسمع من الجميع، وبأوراق مكشوفة، معلوم ممولها صراحة ودون أي اجتهاد في التفكير، وسط صمتٍ مريب، وغضّ للطرف مكشوف، من الأنظمة والحكومات التي تحتضن تلك الأوراق التي باتت تشكل خطرًا على المرتكز العروبي القومي، فإلى أي مقاربة يُرجع هذا التغافل؟