ترجمة وتحرير: نون بوست
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تجاوز إلى حد كبير مسألة إيران، ويركز الآن على إرساء نظام جديد أوسع في الشرق الأوسط.
تتمثل رؤية ترامب في نظام إقليمي يتمحور حول إسرائيل، ويضمن هزيمة إيران وحزب الله، وانتشار تطبيع العلاقات مع إسرائيل في جميع أنحاء المنطقة، من لبنان وسوريا إلى عُمان والسعودية، ويشاركه في صياغة هذه الرؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يزور البيت الأبيض يوم الاثنين.
ورغم وجود العديد من العقبات المحتملة أمام تنفيذ هذه الخطة الأمريكية/الإسرائيلية، إلا أنه من الواضح أن أحد أهدافها هو سحق أي تطلعات فلسطينية للحرية.
في أعقاب الهجوم على إيران
لم يُدلِ ترامب بتصريح يُذكر بشأن قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مكتفيًا ببيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي وصف القرار بأنه “غير مقبول”، ومن جانبه قلّل ترامب من شأن أي مفاوضات مستمرة مع إيران، مُدّعيًا أنها لن تُجدي نفعًا، نظرًا لادعائه (غير الدقيق) أن الضربات الأمريكية “قضت” على البرنامج النووي الإيراني.
وفي الوقت نفسه، يضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيجاد مخرج في غزة، ويدّعي أن إسرائيل قبلت اقتراحًا أمريكيًا بوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، والذي من شأنه أن يُتيح عودة عشرة رهائن إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى 15 جثة أخرى لرهائن لقوا حتفهم أو قُتلوا أثناء احتجازهم، ولم تُؤكّد إسرائيل هذا الأمر بعد، على الرغم من التقارير المُضلّلة التي تُشير إلى عكس ذلك.
ليس من الواضح ما إذا كان هناك سبيلٌ لقبول حماس لمثل هذا الاقتراح، نظرًا لإصرار حماس على أنها لن توافق على أي صفقة إلا إذا كانت تعني إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء دائم للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وقد أفادت صحيفة هآرتس يوم الخميس أن حماس “راضية” عن شروط الاقتراح الأمريكي، لكن مصدرها في هذا الخبر، صحيفة “نيويورك تايمز”، لم يأتِ على ذكر هذا الرضا.
ومع ذلك، من الواضح أن إدارة ترامب تسعى للتوصل إلى وقف إطلاق نار، وهناك ما يدعو للاعتقاد بأنهم يريدون إنهاء الإبادة الجماعية، لكن مدى سعيهم لتحقيق هذا الهدف يبقى سؤالًا مفتوحًا، كما لأن هناك احتمال بأن يكون نتنياهو أكثر تجاوبًا مما كان عليه في الماضي.
لكن أيًا من ذلك لا علاقة له بالفلسطينيين، بل بالمنطقة ككل وبالسياسة الإسرائيلية الداخلية.
نتنياهو في موقف أقوى
في أعقاب الضربات على إيران، أصبح نتنياهو في موقف سياسي أقوى مما كان عليه منذ فترة طويلة؛ إذ تشير استطلاعات الرأي إلى عدم قدرته هو والمعارضة على تشكيل ائتلاف في حال أجريت الانتخابات اليوم، وهذا أمر مألوف بالنسبة لنتنياهو.
والمشكلة التي لا يزال يواجهها هي تهم الفساد التي لا تنتهي محاكمته بشأنها، وتدخل ترامب بالدعوة إلى إسقاط التهم الموجهة إلى نتنياهو له دلالة في هذا الصدد.
ورغم أنه من المستبعد أن تدفع دعوة ترامب المدعي العام (الذي يحاول نتنياهو إقالته) إلى إسقاط التهم، أو أن يدفع الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى العفو عن نتنياهو (وهو أمر قد يضطره إلى إدانة نتنياهو أولًا)، إلا أنها تشير إلى أن ترامب يدرك ضرورة إزالة هذه المحاكمة من طريق نتنياهو.
من المؤكد أن ترامب سمع من نتنياهو أنه لا يستطيع إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، لأنه إذا فعل ذلك فإن هذه المحاكمة ستبتلعه وتنهي رئاسته لرئاسة الوزراء في إسرائيل، هذا نوع من المصلحة الذاتية يفهمه ترامب. ولكنه يعلم أيضًا أن طموحه في المنطقة، الذي يتمحور حول توسيع نطاق اتفاقات إبراهيم والتطبيع الواسع النطاق بين الدول العربية الرئيسية وإسرائيل، لا يمكن أن يمضي قدمًا بينما تستمر الإبادة الجماعية.
وإذا استمرت حكومة نتنياهو حتى الانتخابات المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2026، فقد يؤجلها إذا استطاع أن يبرر أن “الوضع الأمني” يتطلب ذلك. ولكن، نظرًا لتضاؤل قدرات إيران وحزب الله، وسقوط بشار الأسد، وحقيقة أن حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى تعاني من نقص في الأسلحة، وانشغالها الشديد بالقصف والتجويع بحيث لا تشكل تهديدًا يُذكر للمواطنين الإسرائيليين، فسيكون من الصعب إثبات ذلك.
لذا، فإن كل شيء بالنسبة لنتنياهو يتوقف على إنهاء محاكمة الفساد، لكن هذا ليس بالأمر الحاسم بالنسبة لترامب، لأن خططه من المرجح أن تحظى بدعم أي شخص يمكنه هزيمة نتنياهو، سواء كان رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، أو زعماء المعارضة يائير لابيد أو غادي إيزنكوت (بيني غانتس، الذي كان آخر من عارض نتنياهو، خفت نجمه بشكل سيئ).
غير الائتلاف الذي سيشكلونه سيكون أقل تشددًا، إذ لن يضم أيديولوجيين متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أو أحزابًا دينية داعمة مثل “شاس” و”يهوديت هتوراه”. سيضم الائتلاف بالتأكيد عددًا كبيرًا من الشخصيات اليمينية، مثل بينيت وأفيغدور ليبرمان، لكنه سيكون ائتلافًا أكثر براغماتية من ائتلاف نتنياهو، وأقل انسجامًا مع نهج ترامب الشعبوي اليميني.
وفوق كل ذلك، حانت لحظة الزهو بالضربات ضد إيران؛ حيث بات عدد متزايد من الناس يدرك أن العمليات ضد إيران، رغم ما أحدثته من دمار، لم “تقضِ” على البرنامج النووي الإيراني، لكنها غيّرت الآراء كثيرين ممن كانوا مترددين في السعي لامتلاك سلاح نووي في إيران. وعلى الرغم من أن إيران لا تزال ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، فإن قرارها بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمهد لانسحابها من المعاهدة؛ حيث أقنعت الهجمات على إيران الكثير من الإيرانيين بأن الردع النووي هو الوسيلة الوحيدة لوقف الهجمات المستقبلية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
ماذا يريد ترامب؟
في أعقاب الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، لمّح الوسيط الرئيسي لدونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إلى احتمال انضمام عدة دول جديدة ومفاجئة إلى اتفاقات إبراهيم.
لا يسع المرء إلا أن يخمن الدول التي كان يشير إليها ويتكوف، لكن بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين والعرب اقترحوا أن السعودية قد تكون مستعدة على الأقل لاستئناف محادثات التطبيع، وأن عُمان قد تكون منفتحة على فكرة التفاوض بشأن التطبيع. وكل ذلك لن يحدث إلا إذا توقفت الإبادة الجماعية في غزة.
وهناك أيضًا سوريا؛ فقد عبّر أحمد الشرع، القائد الجديد للبلاد، صراحة عن استعداده للتوصل إلى تسوية مع إسرائيل. وهذا بالنسبة لترامب يعني تطبيع العلاقات، لكن الوضع هناك أكثر تعقيدًا بكثير مما قد يظنه ترامب، فثمة عقبات كبيرة تحول دون التطبيع مع إسرائيل.
وما وراء الإبادة الجماعية المتواصلة في غزّة؛ تبقى قضية الجولان حاضرة بقوة على الطاولة. صحيح أن ترامب اعترف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجزء من الجولان الذي احتلّته إسرائيل قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع سوريا عام 1974، إلا أن بقية دول العالم، وبالتأكيد الشعب السوري بمختلف أطيافه العرقية والسياسية، لم يقرّوا بذلك.
أما موقع الشرع داخل سوريا فبعيد كل البعد عن الأمان، إذ لا تزال الشكوك تحيط بحكمه، سواء داخل البلاد أو في المحيط العربي الأوسع أو في الغرب. قبل سنوات، طُرحت عدة سيناريوهات لحل وسط بشأن الجولان، معظمها جرى في عهد حافظ الأسد، إلا أن سنوات طويلة مرّت دون أي مفاوضات جوهرية. كانت تلك النقاشات مثيرة للجدل حينها، وستكون اليوم أكثر جدلاً وتعقيداً.
إن التوصل إلى صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي وما قد يستتبعها من دعم أمريكي سيكون مكسباً كبيراً للاقتصاد السوري المنهار، ويوفّر للشرع هامشاً أوسع للمناورة. ويُقال إن سوريا اقترحت سيناريوهين يمكن عبرهما استعادة جزء من الجولان الذي استولت عليه إسرائيل قبل توقيع الهدنة بين الدولتين عام 1974، غير أن ذلك يقتضي من إسرائيل أن تكون مستعدة لتقديم مثل هذا التنازل، والانسحاب من جميع الأراضي التي اجتاحتها بعد سقوط بشار الأسد، فضلاً عن وقف هجماتها المستمرة داخل سوريا بطبيعة الحال، وما إذا كانت إسرائيل ستُقدم على ذلك يبقى موضع شك كبير.
وعلى الشرع كذلك أن يضع في اعتباره ردود الفعل الداخلية إزاء أي تنازل عن جزء من الجولان. فإذا تمكن من استعادة جزء كبير من الهضبة، فقد يكون ذلك كافياً بالنظر إلى حاجة البلاد الماسة وإمكان توظيف الصفقة لمعالجة تلك الحاجة. غير أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، صرّح مؤخراً قائلاً: “إن إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان قبل أكثر من أربعين عاماً، وفي أي اتفاق سلام سيظل الجولان جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل”.
من ناحية أخرى، استرعى لبنان هو الآخر اهتمام ترامب. ومن المستبعد حتى في أكثر لحظاته تفاؤلاً أن يظن ترامب أن الحكومة اللبنانية المهتزّة يمكن أن توافق على إقامة علاقات مع إسرائيل، حتى لو انسحبت الأخيرة من المناطق التي ما تزال تحتلها في جنوب لبنان وأوقفت هجماتها المتواصلة، رغم ضعف تغطيتها إعلامياً.
وبدلاً من ذلك، يريد ترامب أن يرى حزب الله منزوع السلاح بالكامل، وهو هدف يتقاسمه معه الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، غير أن عون يسعى لتحقيق ذلك تدريجياً عبر الحوار باعتباره طريقاً نحو الوحدة الوطنية، بينما يريد ترامب إنجازه بسرعة وبأسلوب يضعف حزب الله ليس فقط كقوة عسكرية، بل أيضاً كقوة سياسية.
وقد مارس المبعوث الأمريكي توم باراك ضغوطاً على الحكومة للتحرك سريعاً لنزع سلاح حزب الله، وهو ما يكشف عن تسرّع متهور من جانب إدارة ترامب، من شأنه أن يقوّض جهود الحكومة اللبنانية بقيادة عون للتفاوض بشأن نزع سلاح حزب الله وترسيخ الجيش اللبناني كقوة الدفاع الوحيدة عن البلاد.
وقد أعلن حزب الله مسبقاً رفضه للخطة الأمريكية، مؤكداً في الوقت نفسه استعداده للحوار مع عون، إلا أن موقفه لا يزال ثابتاً على عدم نزع سلاحه. وسيتعيّن على عون التفاوض لإبرام اتفاق قد يغيّر موقف الحزب. كما شدد على ضرورة أن يتزامن أي تقدّم في ملف نزع سلاح حزب الله مع خطوات إسرائيلية تنهي احتلالها للأراضي اللبنانية وتوقف هجماتها المتكررة.
أما إسرائيل، فلا تُظهر أي مرونة تُذكر، إذ تشترط نزع سلاح حزب الله فوراً، وإبعاد قواته إلى مناطق أبعد شمالاً مما هي عليه حالياً، مع تأكيدها أنها لن تتخلى عن مواقعها في جنوب لبنان سوى عن موقع واحد فقط من أصل خمسة مواقع تحتلها.
رؤية نتنياهو من الزيارة
يتّضح من مجمل هذه التطورات أن ترامب يتصوّر انضمام سوريا إلى كلٍّ من الأردن ومصر كدول مجاورة تقيم السلام مع إسرائيل، على أن تلتحق لبنان بهذه المجموعة في مرحلة لاحقة. وإذا أمكن إقناع سلطنة عُمان بالانضمام إلى “اتفاقات أبراهام” إلى جانب دول الخليج العربية مثل البحرين والإمارات، فإن ذلك من شأنه أن يمهّد الطريق أمام انضمام السعودية كذلك.
وفي ظل ما يراه ترامب من تحييدٍ لإيران وإجبارها على الاكتفاء بالمراقبة من الهامش، فإن ذلك من شأنه أن يُنتِج شرق أوسط يتمحور حول القدس المحتلة بوصفها مركزًا حصريًا لإسرائيل. وسيتعيّن على إيران والعراق واليمن التكيّف مع واقع إقليمي جديد يضع إسرائيل في الصدارة، ويُهمّش القضية الفلسطينية إلى مرتبة ثانوية، ويُحفّز الدول التي لم تطبّع بعد على البحث عن صيغة للتقارب مع إسرائيل وحلفائها العرب.
وبحسب رؤية ترامب، فإن تحقيق ذلك لا يتطلّب أكثر من إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، من دون الحاجة إلى قيام دولة فلسطينية أو أي إجراء فعلي يضمن الحرية للشعب الفلسطيني.
لكن هل هذا السيناريو واقعي؟ بالتأكيد لا يبدو كذلك ضمن الإطار الزمني الذي يتصوّره ترامب. فقد تجد السعودية، في حال توقفت الإبادة الجماعية وطبّعت عدّة دول أخرى علاقاتها مع إسرائيل، مبرّرًا للانضمام هي الأخرى، خاصة إذا حصلت على ما يكفي من “المحفّزات” من واشنطن، بما قد يشمل دعمًا لبرنامج نووي سعودي ومبيعات أسلحة متطورة على نحو كبير. ومن المرجّح أن تعود الرياض حينها إلى المطالبة بخارطة طريق غامضة نحو إقامة دولة فلسطينية، لكنها لن تتمسك بموقف حازم كما تفعل في الوقت الراهن.
أمّا في سوريا ولبنان، فمن المتوقّع أن تكون المعارضة لهذا المسار هائلة، وقد تحظى بدعم واسع من أطراف في الأردن ومصر، وبالطبع من إيران والعراق واليمن. وللسيطرة على مثل هذا التضامن، سيكون من الضروري فرض إجراءات قمعية صارمة، وليس من المؤكد إطلاقًا ما إذا كانت سوريا أو لبنان تمتلكان القدرة الأمنية أو الهامش السياسي الكافي لذلك. إن التخلي عن الفلسطينيين إلى هذا الحد، وإن لم يكن غير مسبوق من بعض القادة العرب، قد يثير موجة غضب كبيرة في الأردن ومصر أيضًا، وقد يؤدّي، في الأردن على الأقل، إلى زعزعة الاستقرار بشكل بالغ الخطورة.
ورغم ذلك، قد يكون نتنياهو مستعدًا لتبنّي هذه الرؤية كهدف بعيد المدى عندما يجلس مع ترامب في واشنطن الأسبوع المقبل، إلا أنه يدرك تمامًا أنها غير قابلة للتحقق على المدى القريب. ولهذا سيواصل المضي في الإبادة الجماعية بغزة إلى أن يوقفه ترامب بنفسه.
وفي هذه الأثناء، يزداد الضغط داخل حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو للمضي في ضمّ الضفة الغربية، في حين يطالب بعض القوميين المتطرّفين بضمّ غزة أيضًا.
ولا يُتوقع أن يوافق نتنياهو على مثل هذه الخطوات ما دامت جهود ترامب لتوسيع دائرة التطبيع قائمة. لكن إذا فشلت هذه الجهود في نهاية المطاف، فسيكون نتنياهو مستعدًا للجوء إلى خيار الضمّ، وهو ما يُرجَّح أن يستخدمه ترامب كورقة ضغط إضافية على القادة العرب لدفعهم نحو التطبيع مع إسرائيل.
وفي المحصّلة، وبغضّ النظر عن الاتجاه الذي قد تأخذه الأحداث، فإن الفلسطينيين يُهيّأ لهم من جديد أن يكونوا الطرف الذي يُضحّى به. ويبقى السؤال: إلى متى سيتمكّن القادة العرب من كبح جماح الغضب المتصاعد في أنحاء المنطقة؟ وإلى متى سيواصل القادة الغربيون تجاهل هذا الغضب المتنامي وكبته، فيما تستمر حكوماتهم في تقديم الدعم لإسرائيل؟
المصدر: موندويس