ترجمة وتحرير: نون بوست
ما الذي حدث للشعب الإسرائيلي؟ مهما كانت حجم معاناتكم الماضية والحالية، ماذا حدث لكم لتسمحوا بمثل هذه المعاناة، كما يظهر في هذه الصورة المروعة، ولو لجزء من الثانية؟ كيف يمكن أن تتسببوا بمعاناة هذا الإنسان الصغير.
ما الذي فعله لكم حتى تبرروا هذه الوحشية؟ هل أصبحتم معتادين إلى هذا الحد على صور الرعب الموجودة في تاريخكم، حتى فقدتم القدرة على الإحساس والرؤية؟ هل جردتم “الآخر” من إنسانيته، كما جُردتم أنتم بوحشية ذات يوم، حتى استولى عليكم جنون مشابه يسمح بارتكاب مثل هذه الهمجية المروعة، ومثل هذا الإذلال لشعب عظيم على يد شعب عظيم؟
ما الذي صنعته هذه المجازر الوحشية العبثية التي لا تنتهي بمجتمعكم؟ هل أصبحتم مثل أولئك الذين استخدموا يومًا منطقهم المجنون كذريعة للإبادة؟ لقد فشلوا، والحمد لله. وستفشلون أنتم أيضًا، والحمد لله. فهل يمكنكم أن تتوقفوا؟ حقًا… فقط، توقّفوا. من أجلنا جميعًا.
يبدو أن حكومتكم وجيشكم خارجان عن السيطرة. لماذا يتسامح شعب إسرائيل مع هذا ويسمح به؟ لماذا تجبرون الناس على العيش في أماكن بائسة بلا حول ولا قوة، ثم تتعمدون تجويعهم؟ أو تطلقون النار عليهم بشكل عشوائي عندما يقتربون من فتات الطعام الذي تلوّحون به أمام أجسادهم الجائعة؟
لم يعد باستطاعتكم تبرير تصريحات رئيس وزرائكم الحالي، أو سياسات حكومتكم، أو ممارسات جيشكم، بما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من وحشية وإجرام. لقد تجاوزتم ذلك بكثير.
مهما كان هدفكم من الحرب في البداية، ومهما شعرتم أن ذلك مبرر، كيف يتحوّل الهدف إلى تجويعٍ متعمدٍ لشعب مذعور ومعذّب ومصدوم؟
هل يمكن حقًا أن يكون الهدف هو إبادة الأطفال الفلسطينيين من خلال التجويع الذي تفرضه إسرائيل، وما يترتب عليه من موت مؤلم وبطيء؟
هل استحوذ عليكم الحقد إلى الحدّ الذي أصبح فيه الشر المطلق أمرًا مألوفًا ومباحًا؟ هل أفسدت الرغبة في الانتقام ضميركم الأخلاقي حتى بات كل ذلك الألم والرعب والعذاب يبدو لكم انتصارًا؟ هل منحكم القدَر وهما زائفا وشعورًا مضللاً بأنكم أمة لها امتيازات وحقوق من نوع خاص؟ ما الذي جرى لكِ يا إسرائيل؟
أطعموا أطفال غزة وأمهاتهم المعذّبات والمحطّمات والمذعورات. افعلوا ذلك الليلة، قبل أن تجلسوا مطمئنين لتناول العشاء ومشاهدة مسلسلات نتفليكس وتقاريركم الإخبارية الخاضعة للرقابة المشددة.
لا يوجد في هذا العالم أي مبرر، ولا هدف عسكري، ولا مستقبل متخيَّل، يمكن أن يبرر هذه الصورة وما تكشفه من حقيقة مروّعة ومخزية ومقززة. ودعوني أكون واضحًا – هذه بلدكم، إسرائيل – ومن بين جميع دول العالم، يصعب عليّ تصديق أنكم من يفعل هذا.
كيف وصلتم إلى هذا الحد؟ كيف انحدرتم إلى هذا المستوى من الدناءة؟ عارٌ عليكم.
المصدر: إكسبرس