شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا مظاهرات تطالب بـ”الاستقلال التام عن سوريا وتقرير المصير”، رُفعت خلالها أعلام إسرائيلية وأعلام طائفة الموحدين الدروز، في سابقة هي الأولى من نوعها التي يطالب فيها متظاهرون بالانفصال الكامل عن سوريا.
جاءت المظاهرات التي نُظّمت في 16 من أغسطس/آب الحالي، برفض واضح لمبدأَي “الفيدرالية” و”اللا مركزية”، مع تأكيد على مطلب “الاستقلال التام”، وذلك بعد أربعة أيام فقط من اجتماع أردني – سوري – أمريكي مشترك، أكد على أن السويداء جزء أصيل من سوريا، وشدّد على ضمان حقوق أبنائها وتمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل البلاد.
ويأتي تصعيد الخطاب إلى هذا المستوى بعد مواجهات دامية شهدتها المحافظة خلال تموز/يوليو الماضي، تخللتها انتهاكات بحق المدنيين من طرفي الدروز والبدو، إضافة إلى عناصر من الأجهزة الحكومية، وسط دعوات متكررة من شيخ عقل الطائفة، حكمت الهجري، طالب فيها بـ”الحماية الدولية” إضافة إلى دعوته “إسرائيل| للتدخل.
تصعيد المطالب في السويداء والوصول إلى هذه النقطة يعقّد المشهد جنوب البلاد، ويضيّق فرص الحوار، في ظل تدخل مباشر من “إسرائيل” خلال المواجهات، عبر قصف استهدف قوات الأمن والجيش السوري ووصل القصف إلى مراكز حساسة في العاصمة دمشق، ما زاد من حساسية الوضع وتداعياته على السويداء وسوريا ككل.
واقع معقّد في السويداء
بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 من ديسمبر/كانون الأول 2024، لم يتّخذ الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، موقفًا واضحًا من الإدارة السورية الجديدة مباشرة، وبدأ يتصاعد موقفه المعارض لها تدريجيًا مع كل خطوة سياسية تتخذها، واعتبرها إقصائية وغير ممثلة لأبناء السويداء، واصفًا إياها بـ”الإرهابية” و”حكومة اللون الواحد”.
انقسمت مشيخة العقل في السويداء في مواقفها تجاه الحكومة، وتفاقم موقف الهجري بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمته الحكومة في فبراير/شباط الماضي، ودعا بالتزامن معه إلى “التدخل الدولي لضمان أن تسفر العملية عن دولة مدنية، مع فصل للسلطات وسيادة القانون”.
وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، اندلعت أحداث دامية في محافظة السويداء، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1013 سوريًا من مختلف الأطراف، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، حيث شملت المواجهات فصائل محلية من السويداء، وقوات حكومية، ومجموعات عشائرية من البدو، بالتزامن مع تدخل إسرائيلي استهدف عناصر ومواقع تابعة للقوات الحكومية.
وجرى خلال المواجهات الإعلان عن وقف إطلاق النار أكثر من مرة، لكنه لم يطبق، ما استدعى تدخلات ووساطات دولية وإقليمية أفضت إلى التوصل لاتفاق جديد، بين سوريا و”إسرائيل” بدعم من الولايات المتحدة تبنته تركيا والأردن وجيرانهما، في 19 من يوليو/تموز الماضي.
وفي 9 من أغسطس/آب الحالي، صدرت بيانات متفرقة عن الشيوخ الثلاثة لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، اتخذوا خلالها موقفًا مناهضًا للحكومة السورية، حيث أصبح موقف الشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي منسجمًا مع الموقف الذي يتبناه الشيخ حكمت الهجري.
اجتماع ثلاثي لاحتواء الأزمة
في 12 من أغسطس/ آب الحالي، عُقد اجتماع ثلاثي في العاصمة الأردنية عمّان لاحتواء أزمة السويداء، ضم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك.
وخلُص الاجتماع إلى تأكيد الأطراف على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية، تضم دمشق وعمان وواشنطن، لإسناد الحكومة السورية في جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وإنهاء الأزمة فيها.
وأكد المجتمعون على أن السويداء جزء أصيل من سوريا، مع ضمان حقوق أبنائها وتمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل سوريا، بالإضافة إلى خطوات تقوم بها الحكومة السورية، وهي:
- إجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كافة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في محافظة السويداء، إضافة لاستعداد الحكومة السورية التعاون مع هيئات الأمم المتحدة المعنية وإشراكها بمسار التحقيق بالجرائم والانتهاكات التي ارتٌكبت.
- زيادة دخول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في محافظة السويداء وتعزيز تدفقها، بما يشمل التعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية.
- تكثيف عمل المؤسسات الخدمية لاستعادة الخدمات التي تعطلت جراء الأحداث في المحافظة.
- بدء عمليات إعادة تأهيل المناطق التي تضرّرت من الأحداث التي شهدتها المحافظة.
- الترحيب بإسهامات المجتمع الدولي المستهدفة تلك الجهود، وإسناد الحكومة السورية في جهود عودة النازحين لمناطقهم.
- الشروع بمسار المصالحات المجتمعية في محافظة السويداء، وتعزيز السلم الأهلي.
وكان الاجتماع استكمالًا لمباحثات عمّان التي جرت في 19 من يوليو/تموز الماضي، ونتج عنها آنذاك اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء.
كيف تنظر الحكومة إلى التقسيم؟
رغم أن الحديث العلني عن الاستقلال لم يكن مطروحًا بهذا الشكل الواضح في السويداء، ونفى الشيخ حكمت الهجري رغبة الانفصال في مارس/آذار الماضي، فإن الأشهر الأخيرة شهدت مؤشرات متزايدة ومواقف تحمل إيحاءات برغبة انفصال محتمل أو تمرد منظم.
وفي خطوة تعكس هذا التصاعد، ذكر موقع “الجمهورية نت” أن خلدون الهجري، قريب حكمت الهجري وممثّله في الخارج، التقى في فبراير/شباط 2025 مسؤولين أمريكيين في واشنطن، وعرض عليهم خطة للتمرد المسلح على حكومة الرئيس أحمد الشرع، تقوده قوات مرتبطة بحكمت الهجري من السويداء، وبمشاركة من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرقي سوريا ومجموعات علوية من الساحل السوري، وبدعم إسرائيلي.
وكانت إدارة العمليات العسكرية التي أسقطت نظام الأسد، أكدت منذ البداية على أهمية وحدة التراب السوري، وشدد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على وحدة التراب السوري، وذكر أن إدارة المرحلة الانتقالية تركز على إتمام وحدة الأراضي السورية، واستكمال السيطرة على كل سوريا وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة.
وخلال لقائه وفدًا من الفعاليات المجتمعية من محافظة إدلب، بحضور عدد من الوزراء، في 13 من أغسطس/آب الحالي، أكد الشرع أن الحديث عن تقسيم سوريا لا يستند إلى منطق أو واقع، قائلًا “لا أرى أن سوريا فيها مخاطر تقسيم، إنما فيها رغبات عند بعض الناس لعملية تقسيم سوريا ومحاولة إنشاء كانتونات فيها، لكن منطقيًا وسياسيًا وعرفيًا وعقليًا، هذا الأمر مستحيل أن يحدث”.
واعتبر الشرع أن ظروف التقسيم غير متوفرة في سوريا و”شبه مستحيلة”، موضحًا أن تغيير الخرائط في العالم أمر بالغ الخطورة، ومن الصعب تنفيذه، ويفتح الباب أمام عدوى الانقسامات في دول أخرى.
الرئيس السوري #أحمد_الشرع: “إسرائيل لا تستهدف #السويداء فقط، بل تحاول تفكيك الدولة من الداخل، والدولة تدير المواجهة بحذر”.#سوريا pic.twitter.com/yuHV1cSqQJ
— نون سوريا (@NoonPostSY) August 17, 2025
ووصف الرئيس السوري من يطالب بنوع من أنواع التقسيم في سوريا أن “لديه جهل سياسي، وهو حالم، وكثير من الأحيان تؤدي الأفكار الحالمة بأصحابها إلى الانتحار”.
وأشار الشرع إلى أن بعض الأطراف تحاول الاتكاء على قوى إقليمية، مثل إسرائيل، لتحقيق مشاريع تقسيم، لكنه اعتبر ذلك “أمرًا في غاية الصعوبة”، خاصة في المنطقة الجنوبية من سوريا ذات الكثافة السكانية العالية، مضيفًا أن “أي عدو سيدخل إليها سيضطر أن يضع شرطيًا على باب كل بيت”.
“أصوات محدودة متأثرة بالانتهاكات”
المظاهرات المطالبة بالاستقلال كانت في “ساحة الكرامة” وفي مدينة شهبا شمالي السويداء، يراها كثيرون أنها لا تعبّر عن موقف الغالبية في السويداء، لكنها ظهرت في ظل انتهاكات ارتُكبت على يد عناصر حكومية، أسهمت في خلق شعور بالمظلومية وردود فعل غاضبة.
وتكرر الحديث عن وجود تضييق على الأصوات الوطنية والمخالفة لموقف الشيخ حكمت الهجري، حيث نقلت منصة “سوريا الآن” أن مجموعات مسلحة تتبع للهجري اقتحمت مقامي مشيخة العقل في عين الزمان وسهوة البلاط بالسويداء، واعتدت على شيخ العقل يوسف الجربوع وشيخ العقل حمود الحناوي، ورفعت صورًا للهجري والعلم الإسرائيلي فوق المقامين.
ردود فعل غاضبة عقب مظاهرات “حق تقرير المصير” في #السويداء.. كيف علّق السوريون؟#سوريا pic.twitter.com/ZuxU9uIY37
— نون سوريا (@NoonPostSY) August 16, 2025
يرى المحلل السياسي درويش خليفة أن تنامي الخطاب المتوتر وتبادل الاتهامات بين مختلف الأطراف السورية، وانتشار الشعبوية المنفّرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شكّل بيئة مشحونة رافقت أحداث السويداء الأخيرة، التي تخللتها انتهاكات جسيمة تجاوزت حدود المقبول.
ويقول خليفة لـ”نون بوست” إن هذه الأجواء دفعت نحو تدويل وأقلمة ملف السويداء، ما أسهم في بروز أصوات داخل بعض أوساط المكوّن الدرزي تطالب بالانفصال عن سوريا ضمن حدودها السياسية المعترف بها في الأمم المتحدة.
ويضيف المحلل السياسي أن مطالب الاستقلال لا تعكس موقف أهالي السويداء بمختلف مكوّناتهم من دروز ومسيحيين وعشائر، معتبرًا أن طبيعة المرحلة الانتقالية، وما يرافقها من شدّ عصبي، إلى جانب أحداث مشابهة جرت سابقًا في جرمانا وصحنايا بريف دمشق حيث يشكّل الدروز نسبة وازنة فيهما، وكذلك في الساحل السوري، كلها عوامل ساهمت في تعميق الشكوك والقلق لدى بقية المكوّنات حول مستقبلهم في سوريا الجديدة.
من جانبه، يرى المحلل السياسي والمدير التنفيذي في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان أن ما يحصل في السويداء لا يمكن تصنيفه ضمن سياق “دعوات استقلال”، لأن هذا الطرح لا ينسجم مع طيف واسع من القوى السياسية والاجتماعية في المحافظة. ويفسّر علوان في حديثه لـ”نون بوست” بأن ما يحدث في السويداء يأتي كردّة فعل متوقعة من بعض الأهالي في أعقاب اشتباكات شهدتها المدينة.
“ورقة ضغط واستثمار تفاوضي لإسرائيل”
تعد “إسرائيل” أبرز اللاعبين والمؤثرين في ملف الجنوب السوري، فمنذ سقوط نظام بشار الأسد، صعّدت عملياتها العسكرية في سوريا، تحت عدة ذرائع، حيث بدأت التوغل وتدمير ترسانة جيش النظام المخلوع العسكرية، بحجة خوفها من وقوعها في “أيدي متطرفين” حسب قولها، وذرائع حماية أمنها ومواطنيها، وقلقها من تنامي النفوذ التركي على الساحة السورية.
وبالتزامن مع اشتباكات متفرقة في جرمانا وصحنايا والسويداء خلال مايو/أيار الماضي، تذرّعت “إسرائيل” بـ”حماية الدروز“، وشنّ طيرانها غارات جوية على مناطق متفرقة، ثم جددت تدخلها إثر مواجهات السويداء الأخيرة.
وتزامن التصعيد مع سلسلة تسريبات وأحاديث حول وجود مسار تفاوضي بين سوريا و”إسرائيل”، حتى أكد المبعوث الأمريكي، توماس برّاك، في 7 من يوليو/تموز الماضي، أن الحكومة السورية الجديدة بدأت حوارًا مع “إسرائيل”.
وفي تطور لاحق، أعلن برّاك عن عقد اجتماع بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين استمر أربع ساعات، في 24 من يوليو/ تموز، لبحث تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سوريا، بهدف الحوار وتهدئة الأوضاع، في اجتماع وُصف بأنه أرفع مشاركة رسمية بين “إسرائيل” وسوريا منذ أكثر من 25 عامًا.
المحلل السياسي وائل علوان، يرى أن ما يحصل في السويداء يدخل في إطار “الاستثمار الإسرائيلي في الأزمة”، مشددًا على أن سيناريو الانفصال أو بناء علاقة عضوية مع “إسرائيل” يبقى مستبعدًا.
ويشير علوان إلى القابلية الكبيرة لدى “إسرائيل” للاستثمار السياسي في هذا التوقيت، خاصة أن الاستثمار يأتي ضمن حالة مفاوضات مع الحكومة السورية، ما يمنحه أهمية إضافية من وجهة نظر إسرائيلية، بوصفه ورقة ضغط في مواجهة دمشق.
ويقول علوان لـ”نون بوست” إن الاستثمار الإسرائيلي تفاوضي، خاصة أنه يأتي عقب الاجتماع الثلاثي (الذي ضم الأردن وسوريا والولايات المتحدة)، دون أن يُبنى عليه مشروع قائم بذاته، مستبعدًا أن يترك هذا الاستثمار آثارًا سياسية أو اجتماعية مستقبلية في سوريا، لا سيما إذا ما فُسّر المشهد على أنه “ردّة فعل” ظرفية.
من جانبه، يؤكد المحلل السياسي درويش خليفة على الدور الإسرائيلي الساعي إلى تفتيت البنية الديمغرافية في سوريا، مشيرًا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تولي اهتمامًا خاصًا بالمكوّن الدرزي، لقربه من حدود الكيان، فضلًا عن وجود نحو 150 ألف درزي داخل إسرائيل، يشارك قرابة 15% منهم في الجيش.
الحوار بداية الحل.. خطوات تجاوز الأزمة في السويداء
اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع أن المبدأ العام للسياسة المحلية في السويداء وغيرها من المحافظات يرتكز على وحدة الأراضي السورية، وهو أمر يحظى بتوافق عام وغير قابل للمساومة، مع التأكيد على نزع السلاح ووضعه تحت سلطة الدولة، فيما تبقى المسائل المختلفة قابلة للحوار.
وفي هذا الإطار، قال مستشار الرئاسة السورية بالشؤون الإعلامية، أحمد موفق زيدان، إن موقف الدولة السورية هو المصالحة والتفاوض، مع التعويل على النخب الواعية المُدركة لمخاطر مطلب الانفصال في السويداء وغيرها من المحافظات، للوصول إلى صيغة تفاهم وطنية، وذلك خلال مقابلة له، في 16 من أغسطس/آب الحالي.
سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة”.. الرئيس السوري يقول أنه متفائل بحل ملف قسد خلال بضعة أشهر بشكل سلمي، مؤكداً أن #سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة. pic.twitter.com/qrrxpTw6xg
— نون سوريا (@NoonPostSY) August 17, 2025
من جانبه، يصف المحلل السياسي وائل علوان المشهد في السويداء بأنه “غير طبيعي”، ويتطلب تفاعلًا واسعًا لا يقتصر على الحكومة السورية وحدها، بل يقتضي شراكة حقيقية تُبنى بين الحكومة وقوى المجتمع المدني.
واعتبر أن تحرك المجتمع المدني بات ضرورة ملحّة لإطلاق حوار وطني حقيقي، ناجع وفاعل، يُسهم في دفع الأطراف المختلفة نحو طاولة حوار جدية تُفضي إلى بناء حل مستدام.
ويؤكد علوان على أن المجتمع المدني الذي يُعد الفاعل الرئيسي المغيّب في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية من تاريخ البلاد، ينبغي أن يكون في صلب عملية إعادة بناء العقد الاجتماعي، نظرًا إلى دوره المحوري في تشكيل هذا العقد، باعتباره النواة الأساسية (العقد) في صياغة دستور سوريا الجديد.
أما المحلل السياسي درويش خليفة، فاعتبر أن الدعوات الانفصالية المرفوضة والمدانة من شريحة واسعة من السوريين، تستوجب من السلطات السورية التحرك السريع نحو مبادرة سياسية مجتمعية تعيد بناء الثقة مع جميع المكونات.
ويشير إلى أن المبادرة يجب أن تنطلق من عملية سياسية شاملة بضمانات دولية، تبدأ بحوار وطني جامع وملزم، ويتزامن معها مسار عدالة انتقالية وصياغة دستور جديد يكفل الحقوق الأساسية والحريات العامة والفردية، ويضمن محاسبة كل من تورط في إراقة الدماء وزعزعة الاستقرار، بغض النظر عن انتمائه.
وشدد خليفة على ضرورة أن تبادر القيادة السورية إلى طرح هذه الرؤية قبل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك وإلقاء كلمته في الأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول المقبل، محذرًا من أن أي تأخير في إيجاد حلول واقعية لأزمة السويداء سيُغري بتكرار دعوات الانفصال في مناطق أخرى، ويفتح الباب أمام تدخلات خارجية أوسع، مما يهدد ما تبقى من النسيج الوطني السوري ويدفع البلاد نحو مسارات أكثر خطورة.