ترجمة وتحرير: نون بوست
في ليلة الأحد الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي أبرز صحفي في قناة الجزيرة كان لا يزال على قيد الحياة في غزة، أنس الشريف، مما أدى إلى مقتله وثلاثة من زملائه واثنين من المستقلين داخل خيمة مخصصة للإعلاميين بالقرب من مستشفى الشفاء. أكتب “لا يزال على قيد الحياة” لأنه وفقًا لبيانات لجنة حماية الصحفيين، قتلت إسرائيل تسعة عشر من صحفيي الجزيرة والصحفيين المستقلين في غزة منذ اندلاع الحرب. وبلغ إجمالي عدد الصحفيين الفلسطينيين، بحسب بيانات اللجنة، الذين قتلهم على يد إسرائيل في غزة خلال هذه الفترة، مئة وأربعة وثمانون، وهو رقم يتجاوز جميع الأرقام القياسية السابقة التي تتبعتها المنظمة، وتضع هيئات محلية معنية بحرية الصحافة المتواجدة على الأرض، مثل نقابة الصحفيين الفلسطينيين، الرقم أعلى من ذلك بكثير، حيث يتجاوز مئتي شخص. وقد حددت لجنة حماية الصحفيين أن ما لا يقل عن ستة وعشرين من هذه الجرائم كانت مستهدفة عمدًا، غالبًا، كما حدث مع الشريف، بناءً على “تصنيفات إرهابية غير مثبتة“.
في هذه المرحلة، بالنسبة للملايين الذين قضوا الأشهر الاثني والعشرين الماضية في متابعة عمل الصحفي أنس الشريف وزملائه من الإعلاميين الذين قتلوا معه – المراسل محمد قريقع، ومصوري الكاميرا إبراهيم زاهر ومحمد نوفل، والمستقلين مؤمن عليوة ومحمد الخالدي – بدا قتلهم كان محاولة واضحة لإسكات أوسع بث إخباري من الميدان قبل خطط الحكومة الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة.
قد لا يكون الاغتيال مفاجئًا، ففي هذه الفترة، التي يصفها عدد متزايد من الخبراء في مجالي حقوق الإنسان والقانون الدولي بأنها إبادة جماعية – وهو مصطلح يُعاقب العديد من الصحفيين لاستخدامه – وقد شهدنا مرارًا وتكرارًا تهديدات جديدة غير مسبوقة لحرية الصحافة. فمنذ مدة تقارب العامين، لم تسمح إسرائيل ومصر للصحفيين الأجانب بدخول غزة للتغطية المستقلة، باستثناء الجولات الموجهة تحت إشراف الجيش الإسرائيلي. وتعرض الصحفيون الفلسطينيون لضغوط متواصلة من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل التي تطلق على نفسها “مراقبي الإعلام” وتشن حملات ممنهجة، مدعومة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، لتشويه سمعتهم وتجريدهم من إنسانيتهم ووضعهم في القوائم السوداء – ومضايقة من يدافع عنهم. لقد سمعنا نداءات الصحفيين الجائعين الذين نزحوا وأرهقوا، فقدوا عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم لكن أثقال قلوبهم تضاعفت، دون أمل في أن يأتي زملاء لتخفيف عبء التقرير الذي يتحملونه بمفردهم. وتزداد قائمة الصحفيين الذين أعلنت إسرائيل علنًا أنهم “إرهابيون”، قبل أن تبدأ، كما قالت لي زميلتي عايدة العلمي، “مطاردتهم كالأرانب البرية”.
وتُعد هذه التهديدات لحرية الصحافة مسألة ملحة لكل صحفي ما زال يتمكن بطريقة ما من العمل في غزة. كما أن لها عواقب بعيدة المدى تتعلق بإنعدام الثقة في مؤسساتنا الإعلامية وبالسوابق التي قد تُعرض سلامة الصحفيين للخطر في أماكن أخرى في المستقبل. وقد أشار كثيرون، سواء من متابعي الأخبار أو العاملين في المهنة، إلى ردود الأفعال الباهتة من الحكومات ومنظمات الصحافة، التي لم تكن تكيل لاتخاذ إجراءات جماعية أو تقديم مناشدات مباشرة، بل ركزت تغطيتها غالبًا على اتهامات غير مدعومة بالأدلة الموثوقة بأن من قتلته إسرائيل كان مقاتلاً، بدلًا من الأدلة الموثقة الواضحة على عمله كصحفي. ويرى عدد متزايد أن هذا يمثل في النهاية فشلاً في التعامل مع الكارثة الإنسانية المصنوعة بيد الإنسان في غزة، بما في ذلك ما يتعرض له الصحفيون، وقد شكّل ذلك نقطة تحول فاصلة في علاقتهم مع المؤسسات الإعلامية التقليدية.
زوسط هذه التهديدات الخطيرة، لجأ الصحفيون الأفراد والمنظمات المعنية بحرية الصحافة وبعض غرف الأخبار إلى الأدوات التقليدية في جعبتهم للدفاع: الرسائل، والبيانات، والإدانات، وأحيانًا دعاوى قضائية بطيئة أمام المحاكم الإسرائيلية تطعن في القيود على الوصول. إلا أن أيًا من هذه الجهود لم يحقق تغييرًا ملموسًا. وقالت يمنى السيد، مراسلة قناة الجزيرة الإنجليزية في قطاع غزة: “لقد تجاوزنا مرحلة الاكتفاء بالإدانات اللفظية”. وأشارت هي وآخرون إلى أنهم دفعوا باتجاه حلول إبداعية لم تلقَ آذانًا صاغية. غهذا الصيف، طلبت مجلة كولومبيا للصحافة ومركز سيمون وجون لي للصحافة العالمية من المفكرين من مختلف مجالات الصحافة وحقوق الإنسان والأدب والأكاديميا والدفاع، أن يقدموا أفكارًا حول الإستراتيجيات الجديدة، والجهود، والإمكانيات التي يجب أن تكون على الطاولة لصناعتنا في هذه اللحظة. طلبنا من الناس أفكارًا مبتكرة، ربما غير تقليدية، للدفاع عن حرية الصحافة في غزة. كانت هذه إجاباتهم.
– عزمت خان، أستاذة مساعدة في الصحافة (كرسي باتي كادبي بيرتش)، ومديرة مركز سايمون وجون لي للصحافة العالمية في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا
الضغط الميداني
يمنى السيد
مراسلة قناة الجزيرة الإنجليزية في قطاع غزة، تعيش الآن في القاهرة.
يمكن للصحفيين أن يجدوا طرقًا بديلة للدخول. إذا حاولوا الدخول عبر معبر رفح حين كان مفتوحًا، لتمكنوا من ذلك. غير أن الواقع هو أنه لا توجد منظمة دولية مستعدة لإرسال صحفييها الأجانب إلى غزة، لأنه بعد إجراء تقييمات المخاطر يتضح أنه لا توجد وسيلة لضمان أي نوع من الحماية، لأنه لا يوجد مكان آمن هناك. فلا يوجد مكتب إعلامي واحد في غزة، سواء كان محليًا أو دوليًا أو أجنبيًا، لم يتعرض للاستهداف منذ الأسبوع الأول للحرب. ولم يكن ذلك محض صدفة أو نتيجة القتال، بل حدث ذلك بشكل منهجي، فقد جرى تدمير المكاتب الإعلامية بالكامل.
إن إحجام المؤسسات الإعلامية عن المخاطرة والدخول إلى غزة هو في حد ذاته إقرار ضمني بالواقع، وهو أن المكان ليس آمنًا وأن الصحفيين غير محميين هناك. ومع ذلك، فإن هذه المؤسسات الإعلامية نفسها لا تعترف مباشرة وبشكل علني بهذه الحقيقة ولا تبلغ عنها كما يجب. وإلى جانب غرف الأخبار، تملك منظمات حرية الصحافة القدرة على ممارسة ضغوط حكومية ودولية لفرض نوع من العقوبات على إسرائيل. نحن بحاجة إلى ما هو أبعد من الإدانة اللفظية، فقد تجاوزنا مرحلة الإدانة اللفظية، ولقد تجاوزنا مرحلة التقارير والتوثيق، ونحن بحاجة إلى إجراءات ملموسة في الميدان؛ فكيف يمكنني استعادة حقوقي بعد كل ما ارتكبته إسرائيل ضدي كصحفية؟ أنا لا أتحدث هنا كمدنية فلسطينية أو كأم، بل أتحدث كصحفية، أؤدي عملي مرتدية سترة الصحافة.
إضراب من أجل التغيير
شريف عبد القدوس
محرر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دروب سايت نيوز
يمكن للصحفيين في غرف الأخبار الغربية أن يضربوا عن العمل، ويمكنهم أن يرفضوا أداء مهامهم إلى أن تتحقق مطالب جوهرية بتغيير سياسات هذه المؤسسات.
ما طبيعة هذا التغيير المحتمل؟ ربما يكون هناك تنويه في نهاية كل مقال أو داخله عند الاستشهاد بالسلطات الإسرائيلية، ويوضح أن إسرائيل قتلت عددًا من الصحفيين في غزة يفوق أي مكان آخر منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين بتوثيق الأرقام، وبالتالي فإن مصداقية أي تصريح مشكوك فيها، وربما يكون ذلك إضرابًا مفتوحًا تضامنًا مع الصحفيين الفلسطينيين.
وفي النهاية، فإن استقالات جماعية للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام احتجاجًا على قتل زملائهم وعلى الصمت النسبي لمؤسساتهم الإعلامية بشأن إبادة إسرائيل ستسهم بشكل كبير ليس فقط في تسليط الضوء على الدمار، بل أيضًا في هدم نظام إعلامي لم يعد قابلاً للإصلاح، بل يحتاج إلى تفكيكه واستبداله.
تضمين إخلاءات المسؤولية
أروى دامون
مراسلة سابقة في سي إن إن تحولت إلى العمل الإنساني
يجب على كل وسيلة إعلامية – التلفزيون والصحافة والراديو – قبل وبعد كل تقرير يتعلق بغزة، أن تذكر شيئًا مثل “إسرائيل تمنع الصحفيين من دخول غزة”. وهو ما تفعله الجزيرة الإنجليزية، فيما يتعلق بعدم السماح لهم بالتغطية من إسرائيل. وأود أن أضيف أيضًا عدد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين قتلوا إلى ذلك التقديم، بالإضافة إلى أرقام المجاعة والقتل المتعمد. وقد يضيف ذلك ثلاثين ثانية أو ثلاث جمل، لكن التكرار مهم. وكان يجب على الوسائل الإعلامية أن تفعل ذلك منذ البداية.
هناك أيضًا شيء يجب قوله حول حظر أصوات الحكومة والجيش الإسرائيليين من البث الإعلامي والمطبوع حتى يسمحوا للصحافة بدخول غزة: “لن نبث أو نستخدم بياناتكم حتى تسمحوا لنا بالدخول لرؤية الأمور بأنفسنا”. لا متحدثين باسم الحكومة، ولا متحدثين باسم الجيش الإسرائيلي على التلفزيون، ولا تصريحات كبيرة منهم تنفي كل شيء. يجب ألا يكون هناك مكان في الإعلام لعبارات مثل “لا توجد مجاعة في غزة” أو “حماس تسرق المساعدات” حتى تسمح إسرائيل للصحافة بالدخول، وليس في عرض مصطنع من قبل الجيش الإسرائيلي. فقط دعهم يدخلون ويسمح لهم بالتغطية بشكل مستقل.
التنسيق بشأن العقوبات والتغطية المخصصة
فادي قرآن
المدير الأول في منظمة آفاز
يجب فرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الهجمات على الصحفيين، فعندما قُتل جمال خاشقجي في السعودية عام 2018، فرضت الولايات المتحدة وكندا وعدة دول أوروبية عقوبات على المسؤولين السعوديين. كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كبار المسؤولين الروس ردًا على اضطهاد الصحفيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المسؤولين في بيلاروسيا عام 2021 بعد إجبار الدولة على هبوط طائرة ريان إير للاعتقال رومان بروتاسيفيتش، الصحفي المعارض. هذه الإجراءات ترسل رسالة واضحة: الهجمات على الصحافة هي هجمات على الديمقراطية ولها ثمن. ومع ذلك، عندما تقوم الحكومات أو الاتحاد الأوروبي أو المحكمة الدولية بتقييم أفعال إسرائيل، غالبًا ما فشلت جماعة حرية الصحافة العالمية في التأكيد على أن قتل الصحفيين وتدمير البنية التحتية الإعلامية يجب أن يُعامل بشكل صريح كانتهاكات لحقوق الإنسان، وهو إغفال يهدد بتطبيع فكرة أن الهجمات على الصحافة منفصلة أو أقل من الانتهاكات الأخرى.
ويُمكن لغرف الأخبار أيضًا أن تتحرك وتحظى بالقدرة على ذلك. فعندما يُقتل صحفي في غزة أو يتم إسكاته، يجب ألا تموت أعماله معه. ويجب على المؤسسات الإعلامية حول العالم أن تتبنى آخر تقاريره، وتخصص لها مساحة في صفحاتها، وتنشرها بشكل بارز، ولا يتم إخفاؤها في الصفحات الداخلية، بل على الصفحة الأولى، وفي القسم العلوي من الصفحة. ويمكن للصحف الدولية – من نيويورك تايمز إلى لوموند إلى إل بايس – إنتاج نسخ منسقة، تتضمن أعمدة فارغة ومواد رأي مشتركة، مع تسمية الصحفي الضحية والحكومة المسؤولة. ويجب ألا تقتصر هذه الإجراءات على حداد رمزي فقط، بل أن تكون فعل تحد جماعي – تذكيرًا لأصحاب السلطة بأن إسكات صحفي واحد سيجعل قصته أعلى صوتًا.
خصص صفحة كاملة للصحفيين الذين قتلوا على يد إسرائيل
عمر شاكر
مدير شؤون إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش
أتساءل عما إذا كان من الممكن لمجموعة من الصحف أن تنشر جميعها صفحة تبرز فقط صور الصحفيين الذين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، وتوجه نداءً للحكومة الإسرائيلية لوقف قتل الصحفيين، كما يمكن للمطبوعات الصحفية استخدام هذه الصور على منصات التواصل الاجتماعي، ووضعها على مواقعها الإلكترونية، وربما حتى تغيير شعاراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. كلما زاد العدد، كان التأثير أقوى.
لا تدعوا عملنا يُمحى
شروق العيلة
صحفية فلسطينية لا تزال تعمل في غزة، تولت العيلة مسؤولية “عين ميديا” بعد مقتل زوجها، رشدي السراج، أحد مؤسسي الشركة، على يد إسرائيل في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
يحب حماية عمل الصحفيين هنا، ويجب حفظ تغطيتهم من غزة ومنع حذفها، لأنكم تعلمون أن الإسرائيليين يستهدفون الرواية الفلسطينية ويحاولون محوها، كما نرى مع منصات ميتا وإنستغرام، من حظر ومنع وحذف للمحتوى الفلسطيني. لذلك، قد يكون من المفيد إنشاء منصة تجمع كل هذه القصص والروايات من غزة، لضمان حفظها وحمايتها من خطر الحظر أو الحذف.
إرسال قافلة من الصحفيين الدوليين إلى الحدود
محمد الكرد
شاعر وكاتب وصحفي فلسطيني حاصل على جوائز ومنظم ناشط من فلسطين
غياب الصحفيين الدوليين في غزة يمثل نعمة ونقمة في نفس الوقت، فهي في الغالب نقمة، لكنها نعمة لأنها حمتنا من مستويات عالية من التعتيم وسوء التفسير المتعمد لما يحدث. وفي النهاية، أعتقد أن هناك حاجة لوجود المزيد من الصحفيين في غزة ليس لأننا نفتقد الحقيقة أو لأننا بحاجة إلى من ينقلها، بل لأن وجود هيئات دولية في الميدان هو الطريقة الوحيدة، للأسف، لتخفيف إسرائيل من حدة الضرر والدمار الذي يلحق بالفلسطينيين، لأن حياة الصحفيين الدوليين تحظى ببساطة بقيمة أكبر في الرأي العام.
يمكن أن يكون هناك أسطول بحري أو نوع من المسيرة نحو معبر رفح، حيث يتوجه مئتا أو ثلاثمئة صحفي إلى مصر وساروا نحو معبر النهر. وحتى إذا أوقفتهم القوات المصرية، فإن ذلك سيكون خبرًا يجذب اهتمامًا واسعًا.
كنا نعمل على شيء من هذا النوع بدءًا من عام 2023 مع مجموعة من الصحفيين المصريين. وكان من المفترض أن يكون قافلة من النشطاء والصحفيين والدبلوماسيين، لكنها لم تتبلور أبدًا بسبب المخاوف الأمنية. كنا في الغالب من العرب، نحمل جوازات سفر “ضعيفة”. وأعتقد أن الأمر يختلف إذا كنا نتحدث عن مواطنين أجانب.
إنشاء نظام شريك أو مرافق
نادر إحمود
صحفي فلسطيني أمريكي ومؤسس ورئيس تحرير “فلسطين في أمريكا”
فكرة كنت سأقترحها لحماية الصحفيين – رغم استحالتها وسخافتها – هي: أن يُرسل لكل صحفي فلسطيني صحفي من الغرب. يجب أن يقف الصحفي الغربي بجانب الفلسطيني مباشرة، وينام بجانبه. لأن إسرائيل والقوى في الدول الغربية بوضوح تُقدّر حياة الصحفيين الغربيين أكثر من حياة الصحفيين الفلسطينيين.
كيف سندخلهم إلى هناك؟ أنت تتحدث عن صحفيين غربيين متجهين إلى حدود مصر وإسرائيل وفلسطين الحالية، ووضع حياتهم على المحك ومحاولة عبور تلك الحدود بالقوة، لأنه لا يوجد طريق آخر للدخول. أحضِر أكثر الصحفيين الغربيين تأثيرًا، مثل أندرسون كوبر وولف بليتزر، مع بعض السياسيين، وضع بعض الأجساد على الخط بحيث تخاف إسرائيل من مهاجمتها.
رفع تهم جرائم حرب ضد إسرائيل بسبب قتلها الصحفيين
كينيث روث
شغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش لمدة تقارب ثلاثة عقود حتى أغسطس/ آب 2022.
سيكون من المفيد إذا قام المدعي العامي المحكمة الجنائية الدولية بتقديم تهم جرائم حرب تتعلق بشكل صريح بقتل إسرائيل للصحفيين، لأن استهداف الصحفيين له تأثير مضاعف عبر إغلاق أعين العالم وآذانه، مما يمكّن إسرائيل من ارتكاب المزيد من جرائم الحرب وحتى الإبادة الجماعية. الصحفيون محميون بالفعل كمدنيين، ولكن من خلال التركيز على استهدافهم تحديدًا، فإن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية سيبرز أيضًا تأثيرهم الرادع المحتمل، لأن الأطراف المتحاربة تميل إلى التصرف بشكل أفضل عندما يكون الصحفيون يراقبون.
وإذا كان الصحفيون يُقتلون ببساطة بسبب الحرب العشوائية التي تشنها إسرائيل، فسيكون من الصعب توجيه تهم جرائم الحرب بسبب استهداف ضد الصحفيين على وجه التحديد، ولكن إذا أمكن تحديد حالات تم فيها استهداف الصحفيين بشكل محدد، فستكون هذه حالات رفع دعاوى بشأنها؛ حيث سيؤكد ذلك أن الصحفيين محميون، مثل جميع المدنيين، ولكنهم يؤدون وظيفة تحمي المدنيين الآخرين.
استخدام حماية الصحفيين كوسيلة ضغط في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
تريفور تيم
المدير التنفيذي لمؤسسة حرية الصحافة
من الواضح أن الضغط على الحكومة الأمريكية يكاد يكون عديم الفائدة في هذه المرحلة، وما لم يوجه بنيامين نتنياهو إهانة شخصية لدونالد ترامب بطريقة ما، فإن الإدارة ستستمر في تسهيل استهداف وقتل الصحفيين، وينبغي على منظمات المناصرة زيادة الضغط على الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي بشكل عام لجعل حماية الصحفيين على الأرض والوصول إلى منطقة الحرب خطًا أحمر رئيسيًا في أي مفاوضات دبلوماسية أو تجارية، وفي ظل تقديم الولايات المتحدة دعمًا غير مشروط لهذه المأساة، فإن هذه الجرائم ستستمر حتى تتخذ دول الاتحاد الأوروبي وبقية العالم موقفًا موحدًا وصارمًا بشأنها.
التوقف عن التعامل مع الادعاءات باعتبارها حقائق
أسال راد
ناقدة إعلامية ومؤرخة للشرق الأوسط المعاصر
إن الضغط على إسرائيل للسماح بدخول الصحافة الأجنبية ووقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين يتطلب من الصحفيين ووسائل الإعلام الأجنبية، خاصة في الغرب، أن يرفضوا منح أي منبر إعلامي للمسؤولين الإسرائيليين وأن يتوقفوا عن التعامل مع تصريحاتهم باعتبارها حقائق موثوقة، بل يجب عليهم بدلًا من ذلك الاعتماد على الصحفيين الفلسطينيين على الأرض والتركيز على الأصوات الفلسطينية للمساعدة في زيادة الوعي، وتمكين الصحفيين الفلسطينيين من الوصول إلى مزيد من المنصات الكبيرة، وتوسيع نطاق ظهورهم العلني. ويمكن للصحفيين أن يدينوا علنًا استهداف إسرائيل لزملائهم الفلسطينيين وقتلهم، وأن يتوقفوا عن التعامل مع الحكومة الإسرائيلية، التي ترتكب حاليًا إبادة جماعية، كمصدر موثوق للمعلومات.
إعادة فرض التعتيم الإعلامي
هند حسن
مراسلة دولية وصانعة أفلام وثائقية تغطي الصراعات والأزمات الإنسانية
قُتل أكثر من مائتي صحفي في غزة، بعضهم كان يعمل في وكالات إعلامية دولية كبرى، أو يعمل كمراسل مستقل يدعم وسائل الإعلام العالمية، ويمكن للمؤسسات الإخبارية تنسيق توقف إعلامي عالمي لمدة ساعة واحدة عبر المنصات المطبوعة والمسموعة والرقمية تضامناً مع أولئك الذين فقدوا أرواحهم وأولئك الذين يواصلون العمل في ظل خطر شديد، وخلال هذه الساعة، ستُستبدل البرامج أو المحتوى المعتاد برسالة موحدة مثل “الصحافة ليست جريمة”، إلى جانب معلومات عن الصحفيين الذين قتلوا في غزة وعن عدم تمكن الصحفيين الدوليين من الوصول إلى القطاع، وستعرض المنصات الإعلامية شاشة سوداء أو رسالة على صفحة كاملة خلال الحملة، ويمكن للصحف استخدام صفحة أولى سوداء أو ذات لون لافت.
تهدف هذه الحملة إلى زيادة الوعي الدولي حول المخاطر التي يواجهها الصحفيون في غزة، وتسليط الضوء على استمرار منع وصول وسائل الإعلام الأجنبية، وزيادة الضغط الدبلوماسي للحفاظ على حرية الصحافة كحق أساسي.
تمكين هيئة رقابية مستقلة
ليلى حسن
صحفية مستقلة تركز على التطرف وحقوق الإنسان والهجرة
مثلما تحصل المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء على جوائز تقديرًا لتأثيرها، فإنه فمن غير المنطقي تجاهل حقيقة أنها مسؤولة أيضًا عن الأضرار التي تسببها، ويجب تسمية هذه الأضرار وفضحها من قبل هيئة رقابة دولية تتعقب انتهاكات قواعد وأخلاقيات الإعلام وكذلك سوء الممارسة، وتقدم تحليلات لهذه الممارسات من قبل الصحفيين، وأخبار محددة وقصص مطولة، أو في الحالات القصوى، غرف أخبار كاملة. لا توجد مؤهلات مشتركة في مهنتنا، مما سمح للصحفيين الذين لديهم سجل حافل بالانتهاكات بمواصلة ممارساتهم ذات العواقب الضارة – أو المميتة في حالة فلسطين – دون أن يواجهوا أي عواقب، وهذه الهيئة الرقابية تغير ذلك.
لقد شكل الصحفيون من وسائل الإعلام الغربية الرواية حول الصراعات المستمرة في غزة لصالح طرف واحد وقدموا غطاء للجناة، وهو ما يعد خيانة لمعيار الإنصاف، كما أنهم كرروا روايات الحكومة دون سياق نقدي للأكاذيب السابقة وجرائم الحرب المستمرة والمثبتة، وهو ما يعد خيانة لمعيار الدقة. إن توظيف أشخاص مرتبطين بالجيش الإسرائيلي كمراسلين دون الكشف عن ذلك يعد خيانة لمبدأ تضارب المصالح، ويؤدي إلى انتهاكات مهنية أخرى، كما أن تحريف الأحداث الكبرى و/ أو حذفها تمامًا من التغطية – مثل الغارات الجوية، والمجاعة، وتصريحات إسرائيل عن نيتها ارتكاب إبادة جماعية ومنع توزيع المساعدات – يدل على عدم إنصاف في اتخاذ القرارات التحريرية ويسهل إبادة جماعية تجري الآن. بعد سنوات، ستُستدعى وسائل الإعلام لتحاسب على دورها في إبادة غزة، وستكون هذه الهيئة الرقابية جزءًا من تلك المحاسبة.
ممارسة الضغط للدفاع عن حقوق وسلامة الصحفيين
جوناثان داغر
رئيس قسم الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود
هناك عدة أماكن يمكننا ممارسة الضغط عليها؛ في المقام الأول، يمكننا ممارسة الضغط على أنظمة القانون والعدالة الدولية – نحن نشهد انتهاكًا للقانون الدولي مقترنًا بالإفلات من العقاب الذي يسمح باستمرار هذه الانتهاكات – و
لقد قُتل حوالي مائتي صحفي وعامل إعلامي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقد جمعنا أدلة على أن 46 منهم على الأقل تم استهدافهم بشكل متعمد، وقد بدأت هذه المشكلة قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول: لم يُعتقل أحد لقتل شيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية الأمريكية التي قُتلت في عام 2022.
وتضغط منظمة مراسلون بلا حدود على المحكمة الجنائية الدولية للاعتراف بجرائم الحرب الإسرائيلية ضد الصحفيين وتطلب من المحكمة التحقيق في الأمر، نحن نساعد الضحايا على تمثيل أنفسهم أمام المحكمة، وقد أطلقنا عريضة تدين العنف وقع عليها أكثر من مائتي وسيلة إعلامية، كما نتواصل مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتطبيق القرار 2222، الذي يطالب تحديدًا بحماية الصحفيين الذين يغطون مناطق الحرب، ويجب علينا أيضًا مواصلة الضغط على المنظمات غير الحكومية والنشطاء والسياسيين والحكومات، وتدعو منظمة مراسلون بلا حدود الاتحاد الأوروبي إلى قطع علاقته مع إسرائيل وتطالب بإطلاق سراح صحفيي الجزيرة.
من المهم أيضًا أن نتحدث إلى الصحفيين على الأرض في غزة، لأننا نحتاج إلى إضفاء الطابع الإنساني عليهم وعلى تجاربهم، فالعديد من الصحفيين الفلسطينيين يعتبرون “إرهابيين حتى يثبت العكس”، لكن منظمة مراسلين بلا حدود تستخدم دائمًا نفس المعايير للتحقق من نزاهة الصحفيين الذين ندافع عنهم: لا يمكن للصحفيين الدعوة بشكل نشط للعنف، ولا يمكنهم حمل الأسلحة، لكن الآراء مسموح بها وهي جزء مهم من الصحافة. لم أرَ مثل هذه الأسئلة من الغرب حول من هو الصحفي ومن ليس كذلك، لكن الدفاع عن الصحفيين في غزة هو خدمة للديمقراطيات في كل مكان.
تكيف عقلية الصحفي
نيك تورس
صحفي استقصائي ومؤلف تقرير معهد واتسون بجامعة براون “مقابر الأخبار: كيف تُعرّض المخاطر التي يتعرض لها مراسلو الحرب العالم للخطر”
نحتاج كمتخصصين في هذا المجال إلى التكيف مع هذه الأوقات وإلا فلن تستمر هذه المهنة في الوجود؛ فالعمل المباشر – مثل المشاركة في أسطول، أو مسيرة، أو قافلة، أو مجرد محاولة اختراق الحدود — كلها أفكار مفيدة، لكن الصحفيين لا يفكرون عادة بهذه الطريقة؛ حيث يُنظر إلى ذلك باعتباره محاولة لجعل نفسك جزءًا من القصة أو نوعًا من الاستعراض، لكننا نعيش الآن في أوقات صعبة للغاية، وعلينا التفكير خارج الصندوق، ولكي تبقى هذه المهنة حية بشكل حقيقي وذات مغزى، سيتعين علينا تغيير طريقة تفكيرنا كصحفيين، ولا يمكن فعل ذلك بشكل عشوائي ومرتجل من صراع لآخر، لذا فإن علينا تغيير طريقة تفكيرنا وإجراء تغييرات هيكلية في طريقة عملنا وطريقة دفاعنا عن قضايانا، وإلا سنشاهد زملاءنا يُقضى عليهم في مكان بعد مكان وفي صراع تلو آخر .
لا يجب أن تقيم المحاكم الإسرائيلية عملها بنفسها.
ليلى العريان
المنتجة التنفيذية لبرنامج “فولت لاينز” على الجزيرة
في عام 2023، في الذكرى السنوية الأولى لقتل شيرين أبو عاقلة، أصدرت لجنة حماية الصحفيين تقريرًا بعنوان “نمط قاتل“، حول عشرين صحفيًا قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي على مدار اثنين وعشرين عامًا، بما في ذلك بعض الصحفيين غير الفلسطينيين، ولم يُحاسب أي جندي إسرائيلي خلال تلك الفترة. لذا، نحن نتحدث عن عقود من الإفلات من العقاب، واستهداف إسرائيل وقتلها للصحفيين الذين يؤدون عملهم
أنا شخصيًا لا أثق في إجراءات المحاكم الإسرائيلية؛ حيث لم تكن هناك ضغوط كافية لإجراء تحقيقات إلا في القضايا البارزة جدًا أو التي شملت صحفيين غير فلسطينيين، ولكن حتى في تلك الحالات، لم يحاسب أحد من الجناة. لذا أعتقد أن الأمر يجب أن يكون من اختصاص النظام القضائي الدولي، ويجب إجراء تحقيقات في جرائم الحرب، وأن يكون هناك إجراء لمحاسبتهم، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف هذا الأمر.
إجراء تحقيق مستقل وتعاوني من قبل منظمات حرية الصحافة الدولية الرائدة
فرانك سميث
صحفي استقصائي مستقل ومحقق سابق في تهريب الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش
أعتقد أننا بحاجة إلى تحقيق دولي مستقل يجب إطلاقه من قبل مجموعات حرية الصحافة الرائدة والكيانات المعنية الأخرى؛ حيث سيكون بإمكانهم إثبات ونشر حقيقة أن هذه هي أسوأ فظائع ارتكبت ضد الصحفيين في التاريخ المسجل، فمعظم الذين قُتلوا كانوا ضحايا لجرائم حرب. لن يؤدي ذلك إلى أي محاكمات، لكن ما يمكننا فعله هو المساهمة في الإبلاغ عن هذا الوضع، وإظهار أن انتهاك حقوق الفلسطينيين يضعف القانون الإنساني الدولي.
ويجب أن يضم الخبراء أشخاصًا لديهم مهارات عسكرية وتكتيكية؛ حتى يتمكنوا من الحديث عن التناسب، لأن تحديد كون الهجوم عشوائيًا بدرجة كافية لاعتباره جريمة حرب يتعلق بأمرين: النية والتناسب. المشكلة هي أن أفعال إسرائيل تضعف سيادة القانون الإنساني الدولي، ونحن نتعاون في ذلك الضعف بعدم التنديد بهذه الأفعال، يجب أن نتعامل مع الصحفيين الفلسطينيين بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الصحفيين الغربيين الذين يُقتلون بمعدل مماثل.
تعزيز أصوات الصحفيين الفلسطينيين
نيها ماديرا
صحفية استقصائية تغطي الصحة وحقوق الإنسان عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
تعرّض العديد من الصحفيين في غزة والضفة الغربية لتخريب أو تدمير معداتهم أو مكاتبهم على يد الجنود الإسرائيليين، مما اضطرهم للجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي، لذا ينبغي على وسائل الإعلام الغربية أن تكون أكثر انفتاحًا فيما يتعلق بنشر روايات الكُتّاب الفلسطينيين الذين اضطروا لنشر تقاريرهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وهذا يتطلب من الصحافة أن تجعل من إسماع أصوات الصحفيين الفلسطينيين أولوية بالنسبة لها، وأعتقد أن ما قام به كل من موقع “بريزم” ومجلة “ذا نيشن”، مثل وضع المبادئ التوجيهية وبناء الشراكات مع من يغطون الإبادة الجماعية، يجب أن تتبناه وسائل الإعلام الأخرى، كما ينبغي أن تُشكّل المراكز الإعلامية، مثل حركة تحالف الإعلام/ الإعلام ضد الفصل العنصري والتهجير، وغيرها من المنافذ الإعلامية التي أظهرت تركيزها على الصحافة الهادفة، نماذج يُحتذى بها.
دمج السياق التاريخي في التغطية الإعلامية
شموئيل ليدرمان
باحث في النظرية السياسية ودراسات الإبادة الجماعية
نحن بحاجة إلى توفير السياق التاريخي، لدينا تقليد حددناه في دراسات الإبادة الجماعية: نسميه الإبادة الجماعية الخفية، علينا فهم أن الدول على مدار التاريخ كانت تغض الطرف عن الإبادة الجماعية أثناء حدوثها، ثم تعترف أحيانًا بالفظائع في وقت لاحق. هذا إرث يتكرر مرارًا، ومن الأمثلة الحديثة على ذلك أن التغطية الإعلامية عن اليمن كانت محدودة للغاية في وسائل الإعلام الرئيسية؛ حيث لقي مئات الآلاف حتفهم، أو قبل ذلك عن تيمور الشرقية؛ حيث تجاهلت وسائل الإعلام الإبادة الجماعية في منتصف السبعينيات؛ وفي إندونيسيا في الستينيات، احتفلت وسائل الإعلام فعليًا بمذبحة ارتكبت بحق ما يقرب من مليون “شيوعي”، وفي الكونغو، هناك مزيج من المصالح المعدنية والشعور بالذنب من الإخفاقات السابقة يجعل تغطية الصراع أمرًا صعبًا للغاية، ويستمر هذا الوضع في أي مكان توجد فيه مصالح للولايات المتحدة، وتقدم الدعم للجناة.
التوقف عن تكرار الدعاية التي تروجها وسائل الإعلام المقربة من الحكومة
ديانا بطو
محامية فلسطينية كندية ومتحدثة سابقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية
يميل الصحفيون بشكل عام إلى الانحياز إلى إسرائيل. ولهذا السبب، وبلا شك، تبنوا العديد من الأكاذيب التي تم دحضها الآن في الأيام الأولى من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولهذا السبب لا يزال الكثيرون يستخدمون تقنيات – مثل الصيغة المبينة للمجهول، والتركيز على الاحتجاجات، وما إلى ذلك – لأنهم لا يستطيعون قبول أن دولة إسرائيل هي دولة عنصرية وفاشية وترتكب إبادة جماعية في جوهرها، ولا يقتصر الأمر على هذه الحكومة فقط.
على الصحفيين التوقف عن تكرار كل ما تقوله الحكومة والجيش الإسرائيلي. على سبيل المثال، تكرار – حتى ولو بشكل نقدي – التصريحات التي تقول إن الناس “هم حماس” يضفي مصداقية على تصريحاتهم، إن الصحفيين ليسوا أهدافًا ما لم يكونوا فعلاً في قتال. أنس الشريف قُتل في خيمة – ومن الواضح أنه لم يكن في قتال – أقترح أن يتوقف الصحفيون عن إجراء مقابلات مع هؤلاء المتحدثين الإسرائيليين أو إفساح المجال لهم، لا يجب أن تتورطوا في ذلك.
وضع معايير أخلاقية ومساءلة الزملاء
مايكل سفارد
محامٍ وناشط سياسي إسرائيلي متخصص في حقوق الإنسان الدولية والحرب
من أهم مسارات النشاط الإعلامي اتخاذ الجمعيات المهنية والأفراد إجراءات ضد زملائهم الذين ينتهكون الأخلاقيات المهنية الأساسية، وهذا أمرٌ ينبغي دراسته في مهنة الصحافة. يمكن العمل على وضع التزامات ومحظورات تمنع الانتهاكات الجسيمة للتضامن بين الصحفيين. لنأخذ على سبيل المثال قضية قناة إخبارية رحبت بتدمير استوديو تلفزيوني، هل لذلك أي تداعيات على كيفية استقبال المنظمات الدولية للصحفيين ووسائل الإعلام الأخرى لهذه القناة الإخبارية؟ هل يمكن إطلاق حملة للضغط عليها أوحتى مقاطعتها؟ قد ينطبق هذا أيضًا على الصحفيين والقنوات التي تحرض على الجرائم، فبالإضافة إلى الجانب الجنائي؛ يجب أن تكون هناك إجراءات تأديبية وعواقب.
دعم الصحفيين الفلسطينيين بكل الطرق الممكنة
أبو بكر عابد
صحفي فلسطيني عمل في غزة حتى أبريل/نيسان من هذا العام
يجب على الصحفيين في الغرب وجميع أنحاء العالم دعم الصحفيين الفلسطينيين في غزة ماليًا ومعنويًا، ويجب على وسائل الإعلام التي تكلف الصحفيين في غزة بالعمل، حتى لو كان ذلك على أساس حر، الضغط على إسرائيل وإخبارها أن هؤلاء الصحفيين يعملون لصالح مؤسساتها على الأرض ويجب حمايتهم، ويجب أن يتقاضى هؤلاء الصحفيون ضعف الأجور الأصلية، لأن الأسعار في غزة مرتفعة للغاية ويضطر الناس إلى دفع مبالغ طائلة من المال لمواصلة حياتهم، ويجب دعمهم طوال الوقت، وعدم تركهم وحدهم، وتزويدهم بما يحتاجون إليه، والتأكد من سلامتهم لمواصلة عملهم الصحفي، لأنه لا توجد بيئة صادمة للصحفيين أكثر من غزة.
المصدر: مجلة كولومبيا للصحافة