أعلن الجيش السوداني في الرابع من أغسطس/آب الجاري امتلاكه “وثائق ومستندات تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا”، يقاتلون في صفوف ميليشيات “الدعم السريع” في مدينة الفاشر(غرب السودان) فيما أكدت الحكومة السودانية أنها قدمت هذه الأدلة إلى مجلس الأمن الدولي، محذرة من أن الصراع يتحول إلى “حرب إرهابية عابرة للحدود تدار بالوكالة”.
وبعدها بيومين فقط أفاد التلفزيون الرسمي السوداني بأن الجيش نجح في تدمير طائرة عسكرية إماراتية أثناء هبوطها في مطار يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، معظمهم جنود من المرتزقة الكولومبيين.
وكانت “القوة المشتركة” للحركات المسلحة، التي تقاتل إلى جانب الجيش، قد أعلنت في الثاني من الشهر الجاري أنها وخلال إحدى المعارك ضد ميليشيا الدعم في الفاشر اكتشفت مشاركة العشرات من المرتزقة من جنسيات متعددة إلى جانب حميدتي، من دول جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وكينيا، بالإضافة إلى أكثر من 80 مرتزقًا من كولومبيا، حيث تم تحييد عدد كبير منهم كانوا مكلفين بتشغيل الطائرات المُسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي.
الواقعة أحدثت جدلا كبيرًا في الشارع الكولومبي، حيث طلب الرئيس غوستافو بيترو بشكل عاجل تقديم مشروع قانون يحظر تجنيد المرتزقة، وفي تغريدة على منصة إكس، أضاف أن تجنيد المرتزقة شكلٌ من أشكال الاتجار بالبشر ويحول الأشخاص إلى أدوات للقتل.
التحقيقات في تلك الحادثة كشفت عن الكثير من المسكوت عنه بشأن دور الإمارات في الصراعات الإقليمية واتخاذها من تجنيد المرتزقة، ضلعًا رئيسيًا في نظامها الأمني الذي يعتمد بشكل متصاعد على استخدام هؤلاء الجنود غير النظاميين في الصراعات الإقليمية، في سياق مساعي أبناء زايد تعزيز نفوذهم العسكري والسياسي في المنطقة.
وبافتضاح دور المرتزقة الكولومبيين في تأجيج الصراع في السودان، يخرج ملف التجنيد الإماراتي للمرتزقة الأجانب للأضواء بعد سنوات من الخفاء، وتنكشف تباعًا مخططات تعزيز النفوذ بالوسائل الملتوية غير الشرعية والتي تنسف مبادئ القانون الدولي والمواثيق الحقوقية، لتجد أبو ظبي نفسها في مأزق جديد وتحدي قاس لمصداقيتها أمام المجتمع الدولي، خاصة بعد تصاعد الغليان بين الكولومبيين والمطالبة باتخاذ موقف حازم إزاء الدولة الخليجية بسبب توظيفها للمال في قتل أبنائها في حروب بالوكالة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان معركة جنرالات حامية الوطيس بين الجيش وميليشا الدعم السريع أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما ذهبت تقديرات أخرى إلى تجاوز عدد القتلى نحو 130 ألفا.
ذئاب الصحراء.. كيف يتم التجنيد؟
لم يكن تجنيد الإمارات لمرتزقة كولومبيين عملية عشوائية، بل تأتي في سياق من المؤسستية وعبر قنوات منتظمة وشركات أمن خاصة لها اسمها ونشاطها المعروف، وغالبًا ما يتم استقدام هؤلاء الجنود عبر إعلانات غير مباشرة، أو عبر شبكات من الوسطاء العسكريين في بوجوتا، حيث تٌقدم لهم العروض المغرية من رواتب جيدة وإقامات بمزايا خاصة نادرًا ما يحصلون عليها في بلادهم.
الصحفي الكولومبي سانتياغو رودريغيز، المتخصص في ملفات النزاعات المسلحة وسياسات الأمن وجهود السلام، نشر تحقيقًا مطولا على منصة التحقيقات الاستقصائية الكولومبية “لا سيا باسيا” (La Silla Vacía) كشف من خلاله أن عملية التجنيد تٌدار شراكة بين شركة أمن إماراتية تدعى “مجموعة خدمات الأمن العالمية” (GSSG). وشركة كولومبية أخرى يديرها العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كويخانو، المقيم في الإمارات منذ سنوات، والذي له نشاط طويل في التعاقد مع العسكريين السابقين عبر شركات متعددة، أبرزها A4SI التي تملكها زوجته رسميًا في بوغوتا، لكنها في الواقع غطاء لنشاطاته.
الشركة الإماراتية يملكها رجل الأعمال الإماراتي محمد حمدان الزعابي، الذي رغم ظهوره المحدود، إلا أن اسمه ارتبط بالدعاية لصالح الجيش السوداني خلال احتجاجات 2019، كما ظهر مؤخرًا في أوغندا في صورة مع قائد الجيش هناك، حيث شُكر على دعمه في التدريب العسكري.
#LaSillaEnVivo | 🗣️ El primer ministro de Sudán, Kamel Idris, pidió al gobierno colombiano frenar el envío de mercenarios en apoyo a las Fuerzas de Apoyo Rápido (FAR). https://t.co/EJoBp9Fsbb
— La Silla Vacía (@lasillavacia) August 17, 2025
يٌقدم الزعابي شركته كجزء من قطاع الأمن الخاص المتطور في الإمارات، وكرائد أعمال يتمتع بـ”رؤى عميقة” في سوق الخدمات الأمنية الإقليمية، ويقود فريقًا من الخبراء العسكريين والأمنيين لتقديم “حلول أمنية مستقبلية”، وإن كان يلعب دورًا لوجستيًا خطيرًا في تنفيذ أجندة بلاده الخارجية، إذ يُعتبر المندوب السامي الإماراتي المسؤول عن التعاقدات مع شركات المرتزقة الأجانب ومنهم الكولومبيين.
أحد المرتزقة الكولومبيين الذي تحدث إليهم الصحفي رودريغير في تحقيقه، والذي عرّف نفسه باسم مستعار هو “سيزار”، حكى أنه قضى أربعة أشهر في السودان ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق تُشرف عليها قوات الدعم السريع، بدعم شبكة من الشركات الأمنية المرتبطة بالإمارات.
وأثناء تواجده هناك، التقط صورًا تظهر أطفالًا سودانيين بملامح مراهقين، ممددين إلى جانب مقاتلين أكبر سنًا، بينما يرفعون أيديهم بعلامة السلام، مضيفًا “كنا ندرب أطفالًا ليُقتَلوا في الجبهة” لافتًا أن معسكرات التدريب تضم بين ألف وثلاثة آلاف مجند، من بينهم أعداد كبيرة من الأطفال بعمر 10 و12 عامًا فقط.
ويشير سيزار، الذي خدم سابقًا كمرتزق في الحرب الأوكرانية، إلى أن تلك المعسكرات الممولة إماراتيًا تقع جنوب مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، والتي تُعتبر القاعدة الرئيسية لميليشا الدعم، مضيفًا أنه شارك في تدريب المجندين الجدد على أساليب قتال العصابات، استخدام الكلاشينكوف، الرشاشات الثقيلة، القناصات، وقاذفات RPG. وبعد أسابيع قليلة من التدريب، يُرسَل هؤلاء الأطفال مباشرة إلى الخطوط الأمامية.
مرتزقة كولومبيون يدرّبون أطفالًا جنودًا لصالح مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في السودان: عملية عابرة للحدود بتمويل إماراتي
تحقيق استقصائي للصحفي سانتياغو رودريغيز ألفاريز – منصة La Silla Vacía
كشف تحقيق "المرتزقة الكولومبيون يدرّبون أطفالًا جنودًا في السودان" الذي نشرته منصة… pic.twitter.com/xsnByXp64u
— Sudanese Echo (@SudaneseEcho) August 3, 2025
دور المرتزقة لم يقف عند تدريب الأطفال وفقط، فهناك مهام أخرى منها تأمين مطار نيالا الذي يُعتبر شريانًا حيويًا لإمداد قوات الدعم السريع بالسلاح والمؤن، حيث تصل الطائرات من ميناء بوصاصو الصومالي الخاضع للنفوذ الإماراتي. كما تنطلق من المطار طائرات مسيّرة حديثة تُستخدم في قصف المدن السودانية.
بحسب التحقيق، فإن أكثر من 300 عسكري كولومبي سابق وصلوا إلى السودان منذ العام الماضي بالتنسيق بين الزعابي وكويخانو، حيث يطلقون على أنفسهم اسم “ذئاب الصحراء”، ويعملون كمستشارين ومدربين لقوات الدعم السريع، التي ارتكبت بدورها مجازر وعمليات تطهير عرقي في دارفور، إضافة إلى تجنيد الأطفال قسرًا.
ويتهم سيزار كويخانو بعدم دفع الرواتب كاملة أو تأخيرها، إذ كان المبلغ الموعود نحو 2600 دولار شهريًا، لكن تُخصم منه مبالغ مختلفة، وإذا احتج أحد، يُهدد بأنه يجب أن يغادر على نفقته الخاصة.
كما يؤكد أن الإمارات لم تكن مجرد ممول بل طرف مباشر في عملية الإعداد والتأهيل قبل دخول المرتزقة الأراضي السودانية، إذ تم نقل 40 مرتزقًا كولومبيًا إلى قاعدة قرب أبوظبي لتلقي تدريب على الطائرات المسيرة، بما في ذلك طائرات بيرقدار التركية، لافتًا إلى أنهم خضعوا لرقابة صارمة سواء في الإمارات أو في القاعدة العسكرية ببوصاصو، حيث مُنع استخدام الهواتف وتم تفتيشها دوريًا لمنع أي تسريبات، التحقيق يشير إلى أن دوافع الإمارات تتراوح بين السيطرة على مناجم الذهب السودانية ومصالح أيديولوجية أوسع.
مقتل مرتزقة كولومبيين🇨🇴 في #السودان🇸🇩 يقاتلون إلى جانب ميليشيات الدعم السريع المدعومة إماراتيا🇦🇪.
الفيديوهات من هاتف احد المرتزقة القتلى.
ليست المرة الأولى تستعين الإمارات🇦🇪بمرتزقة كولومبيين🇨🇴بل إستعانت بهم في #اليمن🇾🇪 و في صوماليلاند(أرض الصومال)🏳️⚧️#Sudan #เป๊กผลิตโชค️ pic.twitter.com/UmOpuYRpcB
— ❄️محمد (@19Mohamed6) August 4, 2025
وجنّد المرتزقة الكولومبيون العشرات من الأطفال السودانيين على حمل السلاح والقتال، مدفوعين بالوضع المعيشي الصعب، حيث التجنيد القسري، فإما الانضمام والتدريب أو القتل، ثم إرسالهم إلى جبهات قتال دامية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وبمشاركة شبكة إجرام معقدة، تمتد من الخرطوم إلى أبوظبي وبوغوتا.
وفي ذات السياق كشف موقع “أفريكا إنتلجنس” الاستخباراتي أن مطار “بوصاصو” في الصومال، والذي تديره شركة تابعة لصندوق أبوظبي للتنمية، الذي يرأسه طحنون بن زايد، قد تحول إلى حلقة وصل رئيسية في جسر جوي لنقل الأسلحة والمرتزقة إلى دارفور، عبر ليبيا، بعيدًا عن الرقابة الدولية.
السودان ليس وحده
لم يكن ما يحدث في السودان هو الأول من نوعه بشأن تجنيد الإمارات لمرتزقة كولومبيين، فالاستراتيجية ذاتها نفذتها الدولة الخليجية منذ دخولها حرب اليمن ضمن قوات التحالف بقيادة السعودية عام 2015، حيث وجدت أبو ظبي نفسها في مأزق، إذ لا تملك جيشَا مؤهلا للقيام بعمليات نوعية ميدانية في بيئات جبلية أو صحراوية كالبيئة اليمنية، وعليه لجأت إلى الحل السهل، الاستعانة بالمرتزقة.
وبحسب التقارير المنشورة في ذلك الوقت فقد استعانت الإمارات بـ 1500 مرتزق كولومبي جندتهم للعمل إلى جانب قواتها في اليمن على دفعات، بإشراف قادة أجانب من أمريكا وبعض البلدان الأفريقية، وحددت لهم عددًا من المهام منها الاشتراك في المعارك القتالية المباشرة في خطوط القتال الأمامية، خصوصًا في عدن وتعز، حيث كانت المعارك الأكثر شراسة.
كذلك المشاركة في العمليات الخاصة، حيث تولوا تنفيذ عمليات اقتحام محددة ضد مواقع الحوثيين، لما يمتلكونه من خبرة سابقة في حرب العصابات، بجانب مهمة أخرى لا تقل لوجستية بالنسبة لأبناء زايد وهي حماية القادة الإماراتيين، حيث عمل بعض المرتزقة كقوة حراسة وتأمين ميداني للضباط الإماراتيين المنتشرين في اليمن.
كانت تهدف الدولة النفطية الصغيرة من خلال نشر هذا العدد الكبير من المرتزقة الكولومبيين للحد من الخسائر في صفوف جيشها، وتجنيبه أي انتكاسات قد تؤدي إلى رد فعل شعبي سلبي داخل الإمارات مما قد يكون له أثره السلبي على منظومة السلطة والحكم هناك.
وترجع استعانة الإمارات بالمرتزقة الكولومبيين للعام 2009 /2010 حين تعاقدت سرًا مع شركة أمنية خاصة أسسها إريك برنس (مؤسس بلاك ووتر) لتشكيل قوة عسكرية من المرتزقة، وفي عام 2011 كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن برنامج إماراتي لتجنيد مئات الجنود السابقين من كولومبيا وأمريكا اللاتينية، كان الغرض المعلن حينها حماية المنشآت النفطية ومواجهة أي اضطرابات داخلية.
وبين عامي 2012 – 2014 بدأ وصول دفعات المرتزقة للتدريب داخل معسكرات أعُدت خصيصًا لهم في أبو ظبي، نظير رواتب تتراوح بين 3,000 – 5,000 دولار شهريًا، وهي رواتب مغرية للغالبية العظمى من المجندين الكولومبيين الذين يتقاضون أجورًا زهيدة في بلادهم.
ومع انطلاق حرب اليمن في 2015 نٌقل جزء من تلك القوة المرتزقة لجبهات القتال في اليمن، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام، أي بعد 8 أشهر تقريبًا من بدء عملية التحالف، أكدت تقارير إعلامية مقتل أول مجموعة من المرتزقة الكولومبيين (قرابة 12 شخصًا) في معارك مأرب باليمن، ليظهر وبشكل علني لأول مرة استعانة الإمارات بهم خارج أراضيها.
لم تكتف الإمارات بالمرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عنها في اليمن، ففي عام 2016/2017 خرجت بعض التسريبات التي تتحدث عن مشاركة مقاتلين من تشيلي والسلفادور وجنوب أفريقيا إلى جانب الكولومبيين، لتبدأ المنظمات الحقوقية وللمرة الأولى تتحدث عن تجنيد الإمارات لمرتزقة أجانب بشكل منظم واستخدامهم في عمليات عسكرية مثيرة للجدل وذلك عام 2018.
لماذا الكولومبيون تحديدّا؟
لم يكن اختيار كولومبيا تحديدًا، التي تبعد الاف الكيلومترات عن الإمارات، لتجنيد مجنديها المرتزقة اختيارًا عشوائيًا، بل تقف خلفه العديد من الدوافع والأسباب التي تجعل من تلك الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية خيارًا مناسبًا للأهداف الإماراتية، على رأسها الخبرة القتالية الجيدة للكولومبيين، إذ عاشت الدولة اللاتينية أكثر من خمسة عقود من النزاع المسلح الداخلي ضد حركة “فارك” اليسارية وجماعات أخرى، بالإضافة إلى حرب طويلة مع عصابات المخدرات..
كذلك الكلفة الرخيصة للجنود الكولومبيين، إذ ربما تكون الأرخص بين بلدان أوروبا والولايات المتحدة، فوفق بعض التقارير يتقاضى المرتزق الكولومبي ما بين 2000 و3000 دولار شهريًا، وهو مبلغ كبير مقارنة بما يحصل عليه في بلده، لكنه يظل أقل بكثير من رواتب المرتزقة الغربيين التي قد تصل إلى 10 آلاف دولار أو أكثر.
علاوة على ذلك فإن هناك قابلية كبيرة لدى الجندي الكولومبي للالتحاق بأي نشاط غير قانوني خارج بلاده، إذ أنه غالبًا ما يٌنهي خدمته العسكرية في سن صغير، ليبدأ رحلة البحث عن العمل، وهي الرحلة الشاقة في بلد يعاني من الفقر والبطالة، وبالتالي فإن أي عرض ملائم خارجيًا سيكون فرصة لا تعوض بالنسبة لكثير من الشباب الكولومبي، هذا بجانب ما اعتادوا عليه من انضباط عسكري صارم، مما يجعل دمجهم في وحدات قتالية خاصة أكثر سهولة.
مع الوضع في الاعتبار الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في تسهيل عملية التجنيد بالنسبة للمرتزقة الكولومبيين، حيث العلاقة القوية التي تربط بين شبكة الضباط الأمريكيين السابقين مثل إريك برنس مؤسس “بلاك ووتر” وبين جنرالات سابقين في الجيش الكولومبي، وهو ما يساعد في فتح الباب أمام شركات الأمن الخاصة لتجنيد هؤلاء الجنود وتسويقهم للإمارات، وعليه أصبحت كولومبيا “المورد المثالي” للجنود المستأجرين، وهو ما يفسر تفضيل الإمارات لهم على جنود من دول أخرى.
في الأخير لا شك أن إدارة عمليات بهذا الحجم وبتلك الكيفية وعبر تلك الخيوط المعقدة لا يمكن أن يتم دون تنسيق مع أعلى المستويات السياسية والأمنية في الإمارات، تحديدًا قائد الاستخبارات طحنون بن زايد، الذي ذٌكر اسمه أكثر من مرة في التحقيقات، كما أنه في الوقت ذاته لا يمكن النظر إلى الشركات الإماراتية المنخرطة في تلك العملية مثل الزعابي وشركته كمؤسسة أمنية مستقلة بمعزل عن أجندة خارجية تحاول أبو ظبي تنفيذها بأدوات وأذرع غير رسمية، لتجنب الحرج والمسائلة.