ترجمة وتحرير: نون بوست
في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، تحدث عضو الكونغرس حينها مات غيتز في جلسة مجلس النواب الأمريكي لتقديم قرار يدين الأمم المتحدة بسبب ما وصفه بالانحياز ضد إسرائيل، وقد أعلن النائب عن ولاية فلوريدا قائلاً: “أقف اليوم لدعم صديقتنا وحليفتنا، إسرائيل”، مدعيًا أن الأمم المتحدة تحاول “إعادة كتابة التاريخ، لإدانة إسرائيل واعتبارها قوة محتلة في القدس.” وانتقد غيتز “معاداة السامية” و”محاولات معاقبة إسرائيل ورفض شرعيتها” من قبل المنظمة الدولية، وحث زملاءه على “إظهار التضامن مع إسرائيل.”
كان خطابه الذي استمر دقيقتين نموذجًا معتادًا من خطابات لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، وهو النوع الذي لا زالنا نسمعها اليوم من سياسيين مثل السيناتور تيد كروز، الذي قدم قرارًا موازيًا مع غيتز في مجلس الشيوخ. في ذلك الوقت، لم يكن غيتز قد أنهى عامه الأول في منصبه وكان بالفعل شخصية بارزة في جناح “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى” “ماغا” في الحزب الجمهوري، برئاسة الرئيس دونالد ترامب، ولكن بعد ثماني سنوات، تغير موقف غيتز بشكل ملحوظ.
وسأل غيتز في 16 يونيو/ حزيران 2025 خلال فقرة من برنامجه “ذا مات غيتز شو”، الذي يُبث على شبكة “وان أمريكا نيوز” اليمينية المتطرفة، بينما كان ترامب يناقش الانضمام إلى حرب إسرائيل على إيران: “ألا يبدو أن تأثير إسرائيل على السياسة الخارجية الأمريكية هو نوع من التحريض على تغيير النظام؟” وبعد ثلاثة أيام، نشر على منصة إكس: “إذا كانت إسرائيل ديمقراطية، فمتى سيحصل جميع العرب الذين يعيشون هناك على حق التصويت؟” وفي 21 يونيو/ حزيران، ناقش مع ضيف في برنامجه موضوع “تفوق اليهود” في إسرائيل، مسلطًا الضوء على قمع المسيحيين الفلسطينيين في البلاد.
وعلى الرغم من أنه لم يعد مسؤولًا منتخبًا، برز غيتز كأحد وجوه تيار متزايد من التشكيك تجاه إسرائيل داخل حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”. منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أصبح عدد من المحللين البارزين من اليمين المتطرف، بما في ذلك تاكر كارلسون وجاك بوسوبيك وستيف بانون، إلى جانب سياسيين من حركة “ماغا” مثل مارجوري تايلور غرين، أكثر انتقادًا للدعم الأمريكي لإسرائيل. وقد عارضوا بشدة احتمال تدخل عسكري أمريكي في الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران. وبينما تحول بعضهم لاحقًا لمدح الضربات بعد أن بدا أن الحرب الطويلة تم تفاديها، لا تزال أصوات مثل كارلسون وجرين حذرة من احتمال انجراف ترامب إلى إدخال الولايات المتحدة في حرب في الشرق الأوسط.
وينضم إلى كارلسون وآخرين مجموعة واسعة من الأصوات الشعبية عبر منظومة يوتيوب والبودكاست ذات الميول اليمينية، بما في ذلك المعلقون مثل جو روغان وثيو فون والكوميدي الليبرتاري ديف سميث. تبنت التيارات الأكثر تطرفًا انتقاداتٍ حادة ومعادية للسامية بشكل علني للصهيونية، مثل أصوات “العالم الذكوري” المعادية للنساء مثل أندرو تيت وجيك شيلدز، ومروجي نظريات المؤامرة مثل أليكس جونز وكانديس أوينز، والمتعصبين البيض مثل نيك فوينتس. وقد رفض بعض هؤلاء الشخصيات ترشيح ترامب تمامًا، مؤكدين أنه قد تم اختراقه بالكامل من قبل الصهاينة، وأن حركة قومية حقيقية لا يمكن أن تنشأ إلا من رماد الترامبية.
في الإدارة الأولى لترامب، كان من الصعب تصديق حدوث تحول جذري مثل الذي قام به غيتز في قلب العلاقة التي كانت تبدو قوية بين الولايات المتحدة واليمين الإسرائيلي. ولكن منذ ما يقرب من عامين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تآكل الدعم لهذه العلاقة تدريجيًا بين قاعدة ومقدمة حركة “ماغا”. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو/ حزيران، اتسعت التصدعات السطحية لتصبح فجوة كبيرة، مما يشير إلى تحول جذري من شأنه أن يُعيد تشكيل اليمين الأمريكي.
تغيير ساحة المعركة
منذ الحملة الرئاسية الأولى لترامب عام ٢٠١٥، تضمنت رسالة “أمريكا أولاً” المحورية لحركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” انتقادًا لاذعًا لإجماع المحافظين الجدد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، والذي أغرق الولايات المتحدة في عقود من الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط. ويعترف العديد من النشطاء اليمينيين علنًا بأن العداء لأمريكا في المنطقة يعكس نوعًا من رد الفعل العكسي، يُغذّيه في جزء كبير منه الدعم الأمريكي لإسرائيل، ويزعم هؤلاء أن دولاً مثل إيران، رغم خطابها العدائي، لا تشكل تهديدًا فعليًا لأمن الولايات المتحدة، وهم يرفضون معظم أشكال المساعدات العسكرية والإنسانية الخارجية، بحجة أن أموال دافعي الضرائب يجب أن تُنفق الأمريكيين بدلاً من ذلك.
ويشعر الكثيرون بالصدمة الحقيقية إزاء حملة إسرائيل المستمرة التي تهدف إلى التدمير الشامل في غزة، ولا يريدون أن تمول أموال دافعي الضرائب مثل هذه الفظائع. حتى أن بعضهم قد قاوم جهود اليمين المؤيد لإسرائيل لقمع الانتقادات الموجهة لها بطرق غير دستورية. ويدعي الليبرتاريون في تحالف “ماغا” أنهم يدافعون عن حقوق حرية التعبير في الساحة العامة، بينما يخشى القوميون المسيحيون من أن يؤدي اعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، الذي يقول النقاد إنه يُسكت الانتقاد الموجه لإسرائيل، قد يحد من قدرة المسيحيين على التعبير عن اللاهوت التقليدي الذي يُحمل اليهود المسؤولية الجماعية عن صلب المسيح.
غير أن معظم المشككين في إسرائيل من اليمين ليسوا مناهضين للعملية العسكرية، فبينما يعارضون الدعم الأمريكي للحرب في الشرق الأوسط أو أوكرانيا – وهي نقطة خلاف مماثلة في حركة “ماغا” – فإنهم يلوحون بالسيوف بالقدر نفسه ضد الصين، التي يعتبرونها تهديدًا حضاريًا للهيمنة الجيوسياسية الأمريكية. قد يكون المسؤولون في البنتاغون مثل إلبريدج كولبي، الذي يصف نفسه بأنه “واقعي” في السياسة الخارجية ويطرح هذه الآراء من خلال منصبه الحالي كوكيل وزارة الدفاع للسياسات، مكروهين من قبل صانعي السياسات المؤيدين لإسرائيل، لكن وصفهم بـ”الانعزاليين” سيكون غير دقيق. ما يريدونه حقًا هو تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، فقط لإعادة نشر القوة العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وسواء قُدِّم ذلك على أنه حسابات سياسية أو كاهتمام بالوضع الإنساني في غزة، فإن انتقادات اليمين الأمريكي لإسرائيل غالبًا ما تطفو فوق سطح أمواج نظريات المؤامرة ومعاداة السامية. ومع تزايد راديكالية الخطاب، يصبح من الصعب أحيانًا التمييز بين إدانات المجمع الصناعي العسكري وأجهزة الاستخبارات المتشددة والمتجذرة في الدولة العميقة، وبين التذمر المفرط من “اللوبيات الصهيونية السرية” التي يتصورها أصحاب نظريات المؤامرة على أنها تتألف من نخب يهودية أمريكية معادية وغير مخلصة وذات نفوذ شيطاني مطلق، تدير من وراء الكواليس دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
ولسنواتٍ طويلة، دأب المحافظون الموالون لإسرائيل على تصوير اليسار باعتباره التهديد الأساسي لليهود، رغم أنّ الجماعات القومية البيضاء وميليشيات اليمين المتطرف والمجتمعات الإلكترونية مثل “كيو أنون” وغيرها من اليمينيين المتطرفين طالما تبنّت أشكالًا مناهضة للصهيونية تتسم بنظريات المؤامرة ومعاداة السامية. وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تغلغلت هذه الخطابات في أوساط اليمين الأوسع، لكن أنصار إسرائيل من اليمين ومؤسساته، مثل مؤسسة هيريتيج التي يركز مشروعها “إستير” بشكل مباشر على محاربة حركة التضامن مع فلسطين، قللوا علنًا من خطورة هذه المصادر لمعاداة السامية. واليوم عادوا إلى خطاب مألوف: “معاداة السامية الجديدة” تنبع من كلا “الطرفين المتطرفين” في المشهد السياسي. كما لجأ مسؤولون إسرائيليون، مثل وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي، إلى توجيه مواعظ سياسية، عبر منصة “إكس”، لتشارلي كيرك، رئيس مجموعة “ترنينغ بوينت يو إس إيه” الطلابية المؤيدة لترامب، بينما تقوم جماعات الدعاية الإسرائيلية مثل “إسرائيل 365” بتدريب مؤثرين مسيحيين على مواجهة السرديات النقدية في صفوف اليمين، في محاولة لتعزيز الشراكة اليهودية المسيحية الصهيونية.
لكن مع إدراك المتحدثين باسم المحافظين الجدد مثل مارك ليفين أن نقاط خطابهم المعتاد ضد “الفاشية الإسلامية” لم تعد تحشد الأنصار بالفاعلية السابقة، فإن خطاباتهم الحماسية ضد “اليمين المستيقظ” تكشف عن خوفهم من فقدان روايته بريقها. أما نظرياتهم المؤامراتية المحمومة التي تزعم وجود عمليات نفوذ قطرية أو تابعة للحزب الشيوعي الصيني تكمن وراء معاداة الصهيونية التي تروج لها حركة “ماغا” مشحونة بنبرة من الشك والتشاؤم. إنهم يشعرون بأنهم محاصرون داخل معسكرهم الخاص. على سبيل المثال، ادعى المعلق الإنجيلي غلين بيك مؤخرًا أنه تلقى تهديدات بالقتل من نشطاء يمينيين بسبب دعمه لإسرائيل.
وشهدت حقبة “ماغا” عودة تيارات القومية البيضاء وتفوق العرق الأبيض المسيحي التي كانت مكبوتة لفترة طويلة إلى مركز الحياة الأمريكية، وتعتبر معاداة السامية الصريحة في كثير من النواحي الخط الأحمر الأخير، ولكن مع تآكل الدعم لإسرائيل، قد يتلاشى هذا الخط أيضًا. لقد بدا أن الصهيونية المتشددة للمحافظين الجدد كانت مقدسة منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكنها لم تكن خالدة؛ وقد يثبت قريبًا أنها الاستثناء وليس القاعدة في المسار الطويل لليمين الأمريكي.
تحالف متصدع
في وقت سابق من هذا الصيف، ظهر الانقسام اليميني حول إسرائيل بوضوح في القمة الطلابية السنوية التي نظمتها “تيرنينغ بوينت يو إس إيه” في فلوريدا في منتصف يوليو/ تموز، وتعد القمة نقطة انطلاق لليمين من جيل “زد”، ويمكن العثور على العديد من القادة المستقبليين المحتملين للحركة المحافظة بين آلاف المشاركين فيها. هذا الصيف، ادعى العديد من قادة “ماغا” أن جيفري إبستين ربما كان عميلًا للموساد، بينما تضمن برنامج المؤتمر نقاشًا حادًا مباشرًا حول دعم الولايات المتحدة لإسرائيل على المسرح الرئيسي، وقد حظيت الانتقادات الحادة للمساعدات العسكرية الأمريكية وسياسة التدخل التي ينتهجها المحافظون الجدد باستحسان كبير.
وأصبح تطور “تيرنينغ بوينت يو إس إيه” ملفتًا للنظر بشكل أكبر نظرًا لأن المنظمة كانت في عام 2019 في قلب جدل “ماغا” عندما اتخذت موقفًا ضد أتباع فوينتيس الشباب، حيث حظرت “الغرويبيرز”، كما كانوا يسمون أنفسهم، عندما طرحوا أسئلة ناقدة لإسرائيل بلا هوادة خلال فعاليات “تيرنينغ بوينت يو إس إيه” في الجامعات عبر البلاد. تحولت تلك الأصوات المنفردة منذ ذلك الحين إلى جوقة لم يعد بإمكان “تيرنينغ بوينت يو إس إيه” تجاهلها؛ حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في مارس/ أذار 2025 أن 50 بالمائة من الناخبين الجمهوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا لديهم نظرة “غير مؤيدة” لإسرائيل.
وفي حين أن قاعدة “ماغا” الشابة والحيوية تنتقد إسرائيل بشكل متزايد، فإن هذا الشعور لم يصبح سائدًا في التحالف الأوسع بعد، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت منذ فترة طويلة انخفاضًا في دعم إسرائيل بين الشباب الإنجيليين، إلا أن الناخبين الإنجيليين الأكبر سنًا، الذين شكلوا قاعدة ترامب الانتخابية الأساسية خلال الانتخابات الرئاسية الثلاثة الماضية، لا يزالون يشكلون آرائهم حول إسرائيل من وسائل الإعلام التقليدية مثل “فوكس نيوز” ومن خطب الأحد المؤيدة لإسرائيل.
ولكن الشقوق اللاهوتية بدأت تظهر حتى في هذا الوسط، عندما تحدى تاكر كارلسون الأسس الكتابية للصهيونية المسيحية خلال مقابلته الحادة مع تيد كروز في 19 يونيو/ حزيران، وانتشرت مقاطع من هذا النقاش الساخن بشكل واسع، مما أثار ردود فعل دفاعية ونقاشات في وسائل الإعلام المسيحية وفي الكنائس.
ثم أثار الهجوم الذي شنته إسرائيل في يوليو/ تموز على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة واعتداء المستوطنين على بلدة الطيبة المسيحية الفلسطينية موجة من الإدانة عبر وسائل الإعلام المسيحية، حتى أن هذا دفع السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، وهو صهيوني مسيحي مخلص، لزيارة الطيبة. قبل ذلك أيام قدم هاكابي إدانة غير معتادة لقتل المستوطنين للفلسطيني الأمريكي سيف الله مسلط، داعيًا إلى “المساءلة عن هذا العمل الإجرامي والإرهابي”.
ويسعى التيار المسيحي اليميني السائد الآن جاهدًا لدرء هذه التهديدات الداخلية للإجماع المؤيد لإسرائيل، ولكن هذا التمركز قد لا يصمد طويلًا مع تشكيك مجموعة من النقاد البروتستانت والكاثوليك داخل حركة “ماغا” علنًا في العقيدة الصهيونية المسيحية.
رفقة خطيرة
في 24 يوليو/ تموز، نشر تشارلي كيرك مقطع فيديو لمجموعة نقاش من طلاب منظمة “تيرنينغ بوينت يو إس إيه”، يستكشف الأسباب وراء تراجع دعمهم لإسرائيل، ونسبت إحدى الطالبات الفضل لمبادرة، يُفترض أنها من مجموعة تضامن مع فلسطين في كليتها، في زيادة الوعي بمعاناة الأطفال الفلسطينيين في غزة. قالت: “في حرم جامعتنا، يضعون ملصقات صغيرة للأطفال المفقودين… يحاولون جعلنا نتعاطف معهم أكثر”.
وبالفعل، لم تحدث الحرب الداخلية في اليمين في فراغ، فقد زادت التعبئة التقدمية الجماعية ضد حرب الإبادة لإسرائيل من بروز الأزمة في السياسة الأمريكية، وساعدت في خلق انقسام في تحالف “ماغا”.
لا يريد قادة “ماغا” مثل كيرك أن يتسع هذا الانقسام، فهم قلقون أن مجرد ظهور هذا الانقسام قد يشتت معسكر “ماغا” ويبطئ زخم مسيرته السلطوية بعد ستة أشهر فقط من الإدارة الثانية لترامب. وهناك أسباب تدعو للأمل في أن هذه النقاشات قد تخفف من جهود اليمين لقمع حركة التضامن مع فلسطين. في حين أن الانتقادات المتزايدة من “ماغا” لا يُرجح أن توقف الدعم غير المشروط لإسرائيل من إدارة ترامب بين عشية وضحاها، إلا أنه مع مرور الوقت قد تضعف غطاء الحصانة الذي طالما اعتمدت عليه إسرائيل من راعيها الإمبريالي الرئيسي.
مع وصول الإبادة الجماعية في غزة إلى مستويات مروعة ولا يمكن تصورها من الدمار، فإن أي انخفاض في الدعم بين أجزاء من الناخبين الأمريكيين هو بالتأكيد موضع ترحيب وطال انتظاره، ولكن على التقدميين أن يظلوا حذرين من الإشادة غير المتحفظة بانتقادات اليمين لإسرائيل، أو التعاون معهم بشكل جوهري، فهؤلاء الفاعلون في طليعة عمليات الترحيل الجماعي، والهجمات على التنظيم اليساري، وغيرها من أشكال التقدم الاستبدادي.
إن المحرك الأساسي لشكواهم ليس التضامن مع الفلسطينيين، بل الإذلال الوطني والعار والغضب من احتمال تراجع أمريكا، وانتقادهم للسيادة اليهودية المؤسسية في إسرائيل/فلسطين هو نوع من النفاق، نظرًا لدعمهم الحماسي لأجندة قومية مسيحية بيضاء موازية في الولايات المتحدة.
لقد أصبحت الحاجة إلى حركة تقدمية جماهيرية ضد الحرب التي لا نهاية لها أكبر من أي وقت مضى؛ حيث يتراجع الملايين في جميع أنحاء الولايات المتحدة عن الدعم الحزبي المشترك لإسرائيل في مذابحها، وإذا لم يقم التقدميون ببناء هذه الحركة، فإن منافسيهم في اليمين المتطرف سيوجهون هذا السخط نحو غايات أكثر قتامة وسوداوية.
المصدر: +972