ترجمة وتحرير: نون بوست
في خريف عام 2008، خرج كولن باول، وزير الخارجية السابق في عهد جورج دبليو بوش، عن صفوف الحزب الجمهوري وأعلن دعمه للمرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة، باراك أوباما. كان صيف ذلك العام قاسيًا، مليئًا بالمعارك الانتخابية الشرسة. انتشرت شائعات تزعم أن أوباما مسلم، وأصبحت جزءًا بارزًا من التغطية الإعلامية لحملته. وقامت إحدى المجموعات المرتبطة بمنافسه جون ماكين بالاتصال بالناخبين في الولايات المتأرجحة، وزرعت الشكوك حول الخلفية الدينية لأوباما، وسألتهم كيف سيكون تصويتهم لو علموا أن المرشح الديمقراطي يحظى بدعم حركة حماس. ودافع المتحدث باسم حملة ماكين عن تلك الاتصالات، لكن عندما قالت إحدى الناخبات في لقاء جماهيري إنها لا تثق بأوباما لأنه “عربي”، هز ماكين رأسه وقال: “لا يا سيدتي”، مؤكّدًا أن أوباما “رجل أسرة محترم”. وكان في هذا الرد إيحاء سام بأن “العربي” لا يمكن أن يتحلى بتلك الصفات، لكن باول هو من واجه ما لم يُقال صراحة. ففي برنامج “واجه الصحافة” على شبكة إن بي سي، أقر بأن أوباما “ليس مسلمًا، بل مسيحي، وكان دائمًا مسيحيًا”. ومع ذلك، تابع باول قائلاً: ماذا لو كان أوباما مسلمًا؟ “هل هناك ما يُعيب كون المرء مسلمًا في هذا البلد؟”.
بعد سبعة عشر عامًا، أصبحت تلك التساؤلات محورًا أساسيًا في سباق رئاسة بلدية مدينة نيويورك، حيث يتصدر زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر أربعة وثلاثين عامًا، وهو مسلم، استطلاعات الرأي منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الصيف الماضي. وقد وُجّهت إلى ترشحه انتقادات مشروعة، تناولت قلة خبرته وتساءلت عن كيفية تنفيذه لوعوده بجعل المدينة أكثر قدرة على تحمل تكاليف المعيشة.
إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعدًا في الانتقادات التي تحمل نبرة معادية للمسلمين بشكل خاص. فقد نشرت إيلي كوهانيم، التي شغلت منصب نائبة المبعوث الخاص لمكافحة معاداة السامية في إدارة ترامب الأولى، صورة لأبراج مركز التجارة العالمي وهي تحترق في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وكتبت: “لا تنسوا أبدًا… صوّتوا لأندرو كومو وأنقذوا مدينتنا”.
ونشرت صحيفة “نيويورك بوست” أيضًا عناوين تربط ممداني بالإرهاب، من بينها: “أسلحة دمار حماس”. أما كومو نفسه، الحاكم السابق لولاية نيويورك والذي يخوض السباق ضد ممداني كمرشح مستقل، فقد أدلى مؤخرًا بتصريحات عن منافسه أثارت جدلًا واسعًا. ففي مقابلة مع المذيع المحافظ سيد روزنبرغ، تساءل كومو عما إذا كان بإمكان أحد أن “يتخيل ممداني في المنصب” في حال وقوع هجوم آخر مشابه لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول. وعندما رد روزنبرغ قائلًا: “سيكون مبتهجًا”، ضحك كومو وأضاف: “هذه مشكلة أخرى”.
وقد أعادت هذه التصريحات إلى الأذهان تصريحًا مشابهًا أدلى به دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية عام 2015، حين زعم أنه شاهد “آلاف المسلمين” يحتفلون في نيوجيرسي أثناء أحداث 11 سبتمبر/ أيلول. وبعد شهر، دعا إلى خطة لمنع المسلمين من دخول البلاد بحجة الحفاظ على أمنها. وعندما تولّى منصبه في يناير/ كانون الثاني 2017، دخلت السياسة حيّز التنفيذ، فتوافد المئات من سكان نيويورك إلى مطار جون إف. كينيدي للاحتجاج. وفي موقف تضامني آنذاك، أعلن الحاكم كومو: “بصفتي من نيويورك، فأنا مسلم”؛ ولقد كان ذلك التصريح مفيدًا سياسيًا في حينه.
وكانت رواية ترامب كاذبة، لكنها أعطت صوتًا لشكوك قديمة تتعلق بما يُعرف بـ “الولاء المزدوج”. بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، قامت السلطات في أنحاء الولايات المتحدة باعتقال رجال مسلمين دون توجيه تهم – وفي بعض الحالات، استمر احتجازهم لسنوات – أو ترحيلهم بسبب مخالفات بسيطة في تأشيرات الدخول. ولتفادي هذه المصائر، غادرت العديد من الأسر المسلمة البلاد، تاركة وراءها جيرانًا وأصدقاء.
وقد أنشأت شرطة مدينة نيويورك وحدة تُعرف بـ “وحدة التركيبة السكانية”، ضمّت ضباطًا سريين ومخبرين جابوا الأحياء المسلمة، وتخفّوا في المكتبات والمساجد والمطاعم بحثًا عن تهديدات إرهابية، مما ترك المجتمعات في حالة خوف دائم من أن تكون تحت المراقبة. استمر البرنامج لسنوات، وبعد الطعن فيه قضائيًا، تم حله في نهاية المطاف.
بعض الاتهامات التي وُجّهت إلى ممداني في الأسابيع الأخيرة تعكس حلقات سابقة من الإسلاموفوبيا في تاريخ نيويورك. فعندما تم تمرير مشروع مسجد “بارك 51” عام 2010، والذي كان من المقرر أن يكون أكبر مركز ثقافي إسلامي عام في المدينة، واجه المشروع معارضة فورية من نشطاء محافظين أطلقوا عليه اسم “مسجد غراوند زيرو”، بسبب قرب موقعه من مركز التجارة العالمي. ومن التهم المتكررة آنذاك الإيحاء بأن جهات أجنبية خبيثة تموّل المشروع بهدف التسلل إلى الثقافة الأمريكية ضمن ما سُمّي بـ”الجهاد الخفي”. وقد وصف ريك لاتسيو، المرشح الجمهوري لمنصب حاكم الولاية آنذاك، فيصل عبد الرؤوف، أحد قادة المشروع، بأنه “إمام يتعاطف مع الإرهابيين”، وتساءل في إعلان انتخابي: “من أين يأتي هذا المال؟ ومن يقف وراءه حقًا؟”
وقد كرّر ستيف بانون نغمة مشابهة في مقابلة أجراها في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول بشأن حملة ممداني، قائلاً: “ليس لدينا أي فكرة من أين يأتي هذا المال”. كما وجّهت شبكة “فوكس نيوز” وصحيفة “نيويورك بوست” وغيرها من المنصات المحافظة اتهامات مماثلة، مركّزة على “تبرعات أجنبية” لحملة ممداني لم تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات، من أصل خمسة عشر مليونًا.
وتضم حملة ممداني العشرات من الموظفين المسلمين الذين سبق أن واجهوا التمييز، وكانوا يدركون منذ البداية أنهم سيواجهون هجمات معادية للمسلمين مع تقدم الحملة. ويعود ذلك جزئيًا إلى أن ممداني من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، وقد عمد منتقدوه إلى تبسيط مواقفه ووصمها بمعاداة السامية، في أجواء مشحونة أعقبت هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول والحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل على غزة. ولم يعد من الملائم سياسيًا أن يعلن القادة “أنهم مسلمين”.
وفي الصيف الماضي، خلال الانتخابات التمهيدية، صمّم صندوق دعم سياسي مؤيد لكومو منشورات انتخابية تم فيها تعتيم لحية ممداني وتكثيفها بصريًا. وعلى منصة المناظرات، ألمح خصومه إلى دعمه للإرهاب. وبعد فوزه، نشرت النائبة مارجوري تايلور غرين من ولاية جورجيا صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تمثال الحرية مغطى ببرقع أسود، بينما صرّح النائب الجمهوري من فلوريدا، راندي فاين، بأن ممداني سيقيم الخلافة في المدينة.
وقالت زارا رحيم، كبيرة مستشاري حملة ممداني: “لم تمر لحظة دون أن نلحظ الإسلاموفوبيا. لكننا نلتزم بانضباط صارم في رسائلنا. وسنتحدث عن القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة حتى تنزف آذانكم”.
صحيح أن زهران ممداني كان شديد الالتزام برسالة حملته الانتخابية، فهو يوجّه كل حديث تقريبًا نحو قضايا الإسكان والحافلات المجانية، إلى درجة قد تبدو مرهقة للبعض. لكن بعد تعليق كومو بشأن أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، وادعاء المرشح الجمهوري كورتيس سليوا خلال المناظرة الأخيرة بأن ممداني يدعم “الجهاد العالمي”، قرر المرشح الديمقراطي أن يتناول القضية بشكل مباشر من خلال خطاب معدّ مسبقًا، وذلك بعد عام كامل من إطلاق حملته.
وفي الأسبوع الماضي، وقف ممداني أمام مسجد في حي البرونكس، محاطًا بعدد من المسلمين من سكان نيويورك، وألقى خطابًا مؤثرًا دام عشر دقائق، تحدّث فيه عن تجربته مع الإسلاموفوبيا. واستعاد ذكريات استجوابه في أحد المطارات بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، حين سُئل إن كان يخطط لمهاجمة نيويورك، وكيف شعرت إحدى قريباته بالخوف من ارتداء الحجاب، وكيف تعرّض أحد زملائه لضغوط ليكون مخبرًا، وكيف كُتب على باب مرآب أحد أعضاء فريقه كلمة “إرهابي”. وقال: “أن تكون مسلمًا في نيويورك يعني أن تتوقع الإهانة. لكن الإهانة لا تجعلنا مميزين؛ فهناك كثير من سكان نيويورك يواجهونها. إنها مسألة التسامح مع تلك الإهانة”.
وسرعان ما تجلّت الإهانة، ومعها التسامح معها. فقد كتب نائب الرئيس جاي دي فانس على وسائل التواصل الاجتماعي: “بحسب زهران، فإن الضحية الحقيقية لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول كانت عمّته التي تلقت بعض النظرات السيئة (على حد زعمه)”. لكن الواقع أن المسلمين في الولايات المتحدة واجهوا موجة من جرائم الكراهية بعد تلك الأحداث؛ إذ أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بزيادة نسبتها 1600 بالمئة مقارنة بالعام السابق. ولم تكن النساء المحجبات يتلقين مجرد “نظرات سيئة”، بل تعرّض بعضهن للضرب أو الطعن.
لقد بدا تركيز فانس على هذا التفصيل الضئيل في خطاب ممداني متناقضًا بشكل لافت مع تهاونه، قبل أسبوع فقط، في الرد على تقرير نشرته “بوليتيكو” كشف عن تبادل عدد من القياديين الشباب في الحزب الجمهوري لرسائل نصية عنصرية بشكل صادم، حيث قال فانس: “الواقع أن الأطفال يرتكبون أشياء غبية، خصوصًا الفتيان الصغار”. وفي الوقت نفسه، أثار بعض المنتقدين ضجة عندما اكتشفوا أن “العمّة” التي أشار إليها ممداني لم تكن من أفراد أسرته المباشرين، بل كانت ابنة عم والده. (وهذا الكشف المزعوم يعكس سوء فهم سخيف لطريقة كثير من سكان نيويورك في تعريف أفراد الأسرة والتعامل معهم).
ويمكن تخيّل مدى قسوة تصريح فانس، الذي أنكر فيه أن المسلمين كانوا من ضحايا أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، على المسلمين الذين فقدوا أحباءهم في الأبراج أو على متن الطائرات. لا بد أن ذلك كان مفجعًا، على سبيل المثال، لوالدة محمد سلمان حمداني، المسعف البالغ من العمر 23 عامًا والمتدرب في أكاديمية الشرطة، الذي هرع إلى أحد البرجين فور بدء الهجوم، وبحثت عائلته عنه في المستشفيات المحلية دون جدوى. وعندما وصلت السلطات إلى منزلهم، لم يكن ذلك لتقديم المساعدة، بل لاستجوابهم؛ إذ اشتبهت الحكومة في أن حمداني كان متواطئًا مع الخاطفين. وبعد أشهر، عُثر على رفاته بين أنقاض “غراوند زيرو”. قالت والدته لإذاعة إن بي آر: “قالوا إن أجزاء جسده كانت مقطعة إلى 34 قطعة”. واليوم، يُعد حمداني من بين ضحايا الهجوم، لكن اسمه لا يظهر على اللوحة التذكارية ذاتها التي تضم أسماء المستجيبين الأوائل في نصب مركز التجارة العالمي. وفي خطابه، قال ممداني إنه يتحدث إلى كل سكان نيويورك “الذين يشعرون بأنهم يحملون وصمة لا يمكن محوها”، ويبدو أن هذه الوصمة تطال حتى بعض من قضوا نحبهم.
ولقد أصبحت الأوصاف مثل “متطرف” و”جهادي” تُطلق على ممداني بتكرار واستخفاف لدرجة أنها لم تعد تثير الانتباه. فعندما أعلن العمدة الحالي إريك آدامز دعمه لكومو، حذّر من أن “التطرف الإسلامي” قد يهيمن على المدينة إذا خسر كومو. ولم يواجهه أحد بالسؤال عمّا إذا كان يقصد أن ممداني متطرف إسلامي، أو تحدّاه على أساس هذا الإيحاء.
ولم يكن هناك ثمن سياسي يُذكر لمثل هذا الخطاب على مرّ السنين. ففي عام 2016، قالت هيلاري كلينتون إن المسلمين الأمريكيين يقفون “في الخطوط الأمامية لرصد ومنع” الإرهاب، بينما صرّح ترامب قائلًا: “أعتقد أن الإسلام يكرهنا”. ولا يرى الكثير من الأمريكيين في الإسلاموفوبيا شكلًا من أشكال العنصرية، بل يعتبرونها “موقفًا عقلانيًا”، كما أكدت الإعلامية المحافظة ميغين كيلي الأسبوع الماضي.
ومن العبارات المفضلة لدى كومو في حملته أن ممداني “اشتراكي أكثر من أن يكون ديمقراطيًا”. لكن حين يلمّح إلى أن ممداني قد يحتفل بهجوم آخر شبيه بـ11 سبتمبر/ أيلول، ويتهمه بأنه “راديكالي”، يبدو أن كومو على وشك أن يطرح تهمة أخرى: أن ممداني “مسلم أكثر من اللازم” ليكون عمدة، وأن هناك شيئًا خاطئًا في أن يكون المرء مسلمًا في هذا البلد.
وقد نفى كل من آدامز وسليوا أن تكون تصريحاتهما معادية للإسلام، وأصر كومو على أنه “يدين” العنصرية التي يتعرض لها ممداني، لكن الإيحاءات المبطّنة كانت صارخة ومألوفة. وهناك جانب جوهري يميّز الهجمات المعادية للمسلمين التي يواجهها ممداني عن تلك التي شهدتها السنوات الماضية: فممداني لم يولد في الولايات المتحدة، وقد تصاعدت مؤخرًا الدعوات الصريحة لسحب جنسيته وترحيله، مصحوبة باتهامات غامضة بأنه كذب في طلب الحصول على الجنسية. صحيح أن العديد من المسلمين المهاجرين تم ترحيلهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، لكن المطالبة بسحب الجنسية من شخصيات عامة تُعد سابقة نادرة في التاريخ الأمريكي. ولم تعد هذه المطالبات هامشية، كما بدا حظر المسلمين الذي فرضه ترامب ذات يوم: فقد تم اعتقال طلاب مسلمين في شوارع نيويورك بعد احتجاجهم على الحرب في غزة، وأُرسلوا إلى مراكز احتجاز الهجرة، وهم الآن يقاومون محاولات الحكومة لسحب جنسيتهم أيضًا.
وعلى مدى السنوات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، تآكلت ثقة المسلمين في الحكومة وأجهزة إنفاذ القانون والسياسيين بشكل كبير. وقد أدرك ممداني منذ بداية حملته أنه لا يمكنه اعتبار دعم المسلمين أمرًا مفروغًا منه. وتضم مدينة نيويورك نحو مليون مسلم، أي ما يقارب ربع عدد المسلمين في الولايات المتحدة. ومنذ انطلاق حملته، زار ممداني شخصيًا 55 مسجدًا، بينما زار أعضاء فريقه أكثر من 200. ويحرص أسبوعيًا على حضور صلاة الجمعة والتحدث إلى المصلين، لم يسبق لأي مرشح لرئاسة بلدية نيويورك أن بذل هذا القدر من الجهد للتواصل مع هذا العدد من المسلمين في المدينة.
ويحذّر خصوم ممداني من أن فوزه سيقود المدينة إلى واقع كابوسي، لكن بالنسبة لكثيرين، فإن هذا الواقع الكابوسي قائم بالفعل. ففي الشوارع؛ يطرح عناصر الهجرة الناس أرضًا، وينتزعون الآباء من بين أذرع أطفالهم المتشبثين بهم. ومع دخول الإغلاق الحكومي أسبوعه الخامس، يستعد مئات الآلاف من سكان نيويورك لارتفاع حاد في أقساط التأمين الصحي. ويعيش أكثر من ثلث المسلمين في الولايات المتحدة تحت خط الفقر. ويعيش كثير من المسلمين في نيويورك، ممن يعملون كسائقي سيارات أجرة وبائعي عربات الطعام الحلال وعمال تنظيف في المكاتب، في أحياء مكتظة من الطبقة العاملة. وفي ذروة الجائحة، كانت إحدى المجتمعات المسلمة في المدينة تقيم 15 جنازة يوميًا. أي عمدة سيتولى المنصب سيكون عليه أن يخاطب هذه الشريحة، هؤلاء المسلمون الذين ليسوا مجرد مسلمون.
المصدر: نيويوركر
