ليست ترجمة الأدب فعلَ نقلٍ لغويّ فحسب، بل مغامرة شاقّة في المعنى والذاكرة والأسلوب، فحين ينتقل نصّ أدبي من لغة إلى أخرى، لا تعبر الكلمات وحدها، بل تعبر معها التجربة الإنسانية بكل ما تحمله من تاريخٍ مكثّف، ومدينةٍ مثقلة بالطبقات، وأسئلة مفتوحة على العنف والمصير.
هنا، تبرز تجربة المترجم السوري معاوية عبد المجيد بوصفها تجربة واعية بحساسية المكان والذاكرة، وبقدرة الأدب على أن يُقرأ من زوايا مختلفة تبعًا لتجربة القارئ وسياقه.
عرفه القارئ العربي مترجمًا لأعمال الروائي الإسباني الراحل كارلوس زافون، في مقدمتها رواية ظل الريح الرواية الأولى من سلسلة مقبرة الكتب المنسية التي وصلت إلى العربية بلغة حافظت على كثافة السرد وعمق الرمز، وفتحت في الوقت نفسه باب المقارنة بين مدنٍ بعيدة جغرافيًا، لكنها متقاربة في محنتها.
فبرشلونة زافون، الغارقة في السراديب والذاكرة والرقابة والعنف، بدت لكثير من القرّاء السوريين مدينة مألوفة، تستدعي دمشق أو حلب أو حمص، لا بوصفها انعكاسًا مباشرًا، بل كخبرة إنسانية مشتركة في مواجهة الطغيان والخراب.
في هذا الحوار مع “نون بوست”، يفتح معاوية عبد المجيد كواليس عمل امتدّ لسنوات، ويتحدّث عن الترجمة بوصفها ممارسة دقيقة بين الأمانة والابتكار، وعن اختيارات لغوية فرضتها طبيعة نصوص زافون، كما يتوقف عند علاقة القارئ السوري بهذه الأعمال، وحدود المقارنة بين التجارب، ودور الأدب المترجَم في زمن ما بعد الحرب، حيث تعود أسئلة المدينة، والذاكرة، والهوية، إلى الواجهة.
نحاول في هذا الحوار الاقتراب من الترجمة بوصفها فعلًا ثقافيًا، ومن الأدب بوصفه مساحة لفهم الذات عبر الآخر، في زمن لا تزال فيه الأسئلة الكبرى مفتوحة على مصير الذاكرة والمعنى.
إلى الحوار..
— ما الذي شدّك في نصوص زافون لترغب في نقلها إلى العربية؟
هل كان اختيار “ظل الريح” الباب الطبيعي لدخول عالمه أم أن الأمر جاء بترتيب آخر؟
– كانت رواية ظل الريح خيارًا صعبًا، لكنها كما ذكرتً هي الباب الطبيعي لدخول عالم زافون، فقد ألَّف الكاتب أربع روايات قبل ظل الريح، ولاقت استحسانًا واسعًا، وكانت كلها تنتمي إلى أدب اليافعين، ولكن مع ظل الريح قرر زافون التوجه إلى جمهور أوسع، يبدأ مع اليافعين ويشمل المتقدمين في السنّ.
فالرواية بالمحصلة هي حكاية فتىً يافع يستكشف متع القراءة مع الكتاب الأول الذي يجرفه للتعرف على كاتبه والظروف التي عايشها أثناء الكتابة، وهذه الحكاية قد تثير إعجاب القارئ الشاب وقد تمتد إلى القراء الأكبر عمرًا، الذين قد يتذكرون متعة قراءة كتابهم الأول، ناهيك بالعلاقات الاجتماعية بين أهل الحي، كبارهم ونسائهم، وقصص الحب التي تبنى خلال ذلك، وأخيرًا، البعد الثقافي والسياسي الذي لا يغيب عن الرواية وهو واضح فيها أشد الوضوح.
وهكذا، حين بدأت بمشوار ترجمة ظل الريح، قررت أن يستمر مع سائر أجزاء مقبرة الكتب المنسية، فترجمت لعبة الملاك وسجين السماء ومتاهة الأرواح. وحين صدرت أعماله القصصية الكاملة بعد وفاته، مدينة من بخار، سعيت إلى ترجمتها بما يضاهي ترجمة الرباعية لأنّ فيها امتدادًا لأجواء برشلونة.
وهكذا عدت إلى رواياته الأربع الأولى، التي صدرت قبل ظل الريح، وترجمتها جميعًا: أمير الضباب، قصر منتصف الليل، أضواء سبتمبر، مارينا. وبذا نستطيع القول إن أعمال زافون قد نقلت بأسرها إلى اللغة العربية، لكن البداية هي دوما مع ظل الريح، التي أثرت بكاتبها وقارئها – وبالتالي بمترجمها – على حدٍ سواء.

— في نصوص زافون نجد لغة مزدوجة: سردية مشحونة بالحبكة، وتأملية مشبعة بالشعر والرمزيات.
كيف يوازن المترجم بين الدقة اللغوية والإيقاع الفني، خاصةً حين يقف أمام صور مجازية يصعب تفكيكها أو نقلها حرفيًا؟
– من الطبيعي أن يتماهى المترجم مع لغة الكاتب، خاصة إذا كانت تعتمد أكثر من وتيرة إيقاعية لنقل ما يجول في مخيلة الكاتب.
اللغة العربية، لحسن الحظ، هي لغة الأدب، تمنح من يتعامل معها العديد من الأساليب، ويمكن لكلّ أسلوب أن يُوظَّفَ لمعالجة مسألة معينة، وقد يظنّ بعض القراء أن الترجمة الحرفية (كلمة بكلمة) تؤدي إلى انهيار النص العربي، وهذا غير صحيح، فأحيانًا تحل هذه التقنية مشاكل بنيوية وركاكة وغلظة لا يستهويها القارئ العربي.
بالمقابل، فإن الترجمة الأدبية تتلقى الرسالة وتفهمها، أقصد رسالة أسلوب الكاتب: لماذا أراد لهذه العبارة أن تكون سريعة، مشحونة بالعاطفة، تسعى للإثارة والتشويق؛ ولماذا أراد لعبارات أخرى أن تكون هادئة، تُعنى بتأمل العواطف العميقة؟
لا بدّ للمترجم أن يأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة، لأن معضلة “الأسلوب” هي أشد ما يعانيه المترجم مع منتقديه: هل حافظت على الأسلوب الأصلي لتجعل القارئ العربي يتذوق اختلاف الأساليب مع اختلاف اللغات والثقافات؛ هل طورت الأسلوب الأصلي بما يجعله مستساغًا من القارئ العربي بحيث لا يشعر الأخير أنه أمام لغة ضعيفة ورديئة وأنه بالتالي يضيّع وقته في قراءة الأدب المترجم؟
وبعيدًا عن الانتقاد والمنتقدين، فالنص في نهاية المطاف أمانة لدى المترجم، ويجب أن يكون المترجم حساسًا إلى أبعد الحدود ليفهم ويُفهِمَ ما جاء في النص شكلًا ومضمونًا: لأن الأدب هو نافذة على تجارب الشعوب والمجتمعات والأفراد، صحيح، لكنه أيضًا نافذة أعمق على التعبير عن المشاعر ووجهات النظر.
بالنسبة إلى زافون، كان أبطاله كلما دخلوا إلى مقبرة الكتب المنسية انعقدت ألسنتهم وشخصت أبصارهم مذهولين مبهورين إزاء هذه المكتبة الأسطورية، فلا بد أن تجود اللغة العربية بما يساعد في تشكيل هذه الصورة الأسطورية في عين (وقلب) القارئ العربي.
— هل تتذكّر مشهدًا أو فقرة من لعبة الملاك أو متاهة الأرواح أو ظل الريح جعلتك تتوقف طويلًا، ربما لأنك شعرت أن نقلها إلى العربية مستحيل دون إعادة صياغة واسعة؟ وكيف تعاملت مع هذا التحدي؟
– بطبيعة الحال، هناك الكثير من المشاهد التي أعدت ترجمتها مرارًا، والحمد لله أننا صرنا نترجم على الكمبيوتر، وإلا غصَّ البيت بالأوراق الممزّقة. أنت تتحدّث عن “إعادة صياغة واسعة”، وبصراحة فإنّ تجربتي في الترجمة الأدبيّة تنطوي أكثر على “محاولة واسعة” لتوليد أفضل شكل للعبارة،. والمحاولة إن لم تأت بصيغ الجمع، “محاولات”، فلا قيمة لها، والمحاولات هي صياغة وإعادة صياغة ثم إعادة صياغة إلى ما لانهاية.
سأذكر لك بعض العبارات والمشاهد والفقرات التي توقفت عندها طويلًا و”حاولت” أن أترجمها أكثر من ست مرات، بالحدّ الأدنى، لتخرج للقارئ بالصورة التي قرأها.
دانيال يصف فتح بوابة مقبرة الكتب المنسية (ظل الريح):
فتحرّكت الدواليب مثل الروبوت وأصدرت طقطقة مدوية انصاعت على إثرها مجموعة من البكرات التي تدافعت برقصة ميكانيكية عجيبة لتتقاطع مع شبكة من القضبان الفولاذية المركّبة على سلسلة من الفتحات في الجدار.
دافيد مارتين يتحدث عن نظرات سيمبيري إليه، واصفا إيّاها بأنها أقرب إلى القلق منها إلى الارتياح. هنا يمكننا الحديث عن “إعادة صياغة”، إبداعية، أو شعرية، لأن التعبير بات عربيًا خالصًا (لعبة الملاك):
كان سيمبيري يحدِّق إليّ على شفا نظرةٍ من قلق.
مثال آخر من (لعبة الملاك) معاكس للمثال السابق، بمعنى أنّي أعدتُ الصياغة مرارًا، أو المحاولة مرارًا، لا لتغيير التعبير، بل للمحافظة كلّيًّا وحرفيًّا على أسلوب الكاتب، لأنّي استشعرتُ المرادَ منه:
حتّى إنّ واجهة المقرّ، إذا نظرتَ إليها من مسافة بعيدة، اختلطت عليك بشواهد القبور العائليّة المنثورة على امتداد أفقٍ تتغلغل فيه مئات المداخن والأبنية التي تتكاثف في منظرٍ لغروبٍ أبديٍّ، أسود وقرمزيّ، فوق برشلونة.
لاحظ أنّ هناك جملة طويلة جدًّا، تخلو من الفواصل، تبدأ من “اختلطت عليك” وحتى “غروب أبديّ”، لماذا لم يضع زافون الفواصلَ هنا؟ برأيي لأنه يريد إيصال إحساسه إلى القارئ، بحيث أنّك إذا نظرت إلى الواجهة “اختلطت عليك” بمئات الأشياء الأخرى فعلًا، وهنا لا بد من وجود عامل إرباك حسّيّ عبر القراءة، ينبغي للقارئ على أساسه أن يزيغ بصره وهو يقرأ هذه الجملة الطويلة بنفس واحد، فلو كانت هناك فواصل لكانت الرؤية واضحة، ومن الصعب على الواجهة بهذه الحالة أن “تختلط عليك” بالأشياء الأخرى.
وبوسعي أن آتي بأمثلة على الإجهاد والاجتهاد في إعادة محاولات الترجمة، بالعشرات من كلّ فصل، والمئات من كلّ جزء، لكنّي سأكتفي بالإشارة إلى بعض المشاهد التي آمل أنّ القارئ ما زال يتذكّرها: المواجهة مع فوميرو (ظل الريح)، مشهد موت حبيبة مارتين في البحيرة (لعبة الملاك)، كل دخول لكلّ شخصيّة إلى مقبرة الكتب وانبهارها بالمكان، هروب فيرمين من السجن (سجين السماء)، عودة فيرمين إلى برشلونة، في الصندوق المرمي في البحر، وخروجه من الصندوق إلى اليابسة بقدرة قادر حتى لحظة القصف (متاهة الأرواح)، نكات إيزابيل وفصاحات فيرمين، والكثير الكثير.
— هل يمكن القول إن العلاقة بين القارئ السوري وزافون هي علاقة “مرآة” أكثر منها “ترجمة”؟
بعبارة أخرى، هل يرى السوري وهو يقرأ عن برشلونة الممزقة والغارقة في السراديب المظلمة، دمشق أو حلب أو حمص في صورٍ موازية؟
– لا يمكنني الحديث نيابة عن “القارئ السوري”، لا أعرف من تقصد بهذا الوصف، يمكنني الحديث عن نفسي؛ نعم، شعرت أنّ توصيف أصالة برشلونة ذكّرني بأصالة حلب، ومتاهات برشلونة بحواري دمشق، ومعاناة برشلونة في ظلّ العدوان والحصار بما عانته حمص، شعرتُ بكل هذه الأشياء، وتخيّلتُ أيضًا أن يكتب أحد السوريين رواية بهذا المستوى تدور أحداثها في بلدي.
لكنّنا هنا بصدد “الصنعة” الروائيّة، الأماكن والأزمنة والأحداث متوافرة، تنقصنا صنعة الرواية، والحديث يطول في هذا المجال، لكنّ اللافت أنّ زافون في إحدى قصص “مدينة من بخار” يقول:
كان مسافرًا صحبة مرتزقةٍ أخذوه معهم ظنًّا أنّه تاجرٌ ثريٌّ يسلبونه حقيبته ما إن تصبح السفينة في أعالي البحر. وعندما اكتشفوا أنّه لا ينقل أيّ ثروة، أرادوا إلقاءه في المياه، لكنّه أوهمهم بضرورة إبقائه على المتن إذ راح يقصّ عليهم بعضًا من مغامراته على طريقة شهرزاد. كانت حيلته تكمن في أن يتركهم دومًا والعسلُ على شفاههم، مثلما علَّمه أحد الرواة الحكماء في دمشق: “سيكرهونك من أجل ذلك، لكنّهم سيرغبون فيك أكثر فأكثر”.
لم أستطع إلّا أن أتذكّر شبيحة بشار في شخصيّة فوميرو، والعدوان النازي بهمجية القصف الذي طاول كل الجغرافيا السوريّة تقريبًا، والرقابة وتكميم الأفواه وفساد رجالات السلطة والمعتقلات والتعذيب، حتّى إني استخدمت كلمة “الشَّبْح” في متاهة الأرواح. بالمقابل كان هناك مقاومة لكلّ هذا من الناس، من الأدباء الشغوفين، والقرّاء الحالمين، لكن ظل الريح تبقى رواية مترجمة، لا يمكن أن تصبح مرآة، يمكنك أن تتخذها عبرة، بأن الطغاة إلى زوال، والطغيان إلى زوال، وفي النهاية يبقى الشعب.
— كثيرًا ما قادت الترجمات في تجارب الشعوب إلى فتح أفق أوسع للتفكير، ونبذ العصبية الضيقة.
كيف يمكن لترجمة الأدب أن تساهم في سوريا ما بعد الحرب في كسر خطاب الطائفية والانقسام، وبناء خطاب وطني جامع؟
– أرى أنّ السوريين، ما بعد الحرب، يتّجهون إلى لملمة هويّتهم، بطرق متخبطة في معظم الأحيان، لا أعتقد أنّهم في هذه المرحلة معنيّون بالإفادة من تجارب شعوب أخرى، فالتجربة السوريّة فريدة من نوعها، وبالتأكيد لا يجوز لنا أن نخترع العجلة من جديد، ولكن يبدو لي أننا ذاهبون إلى تقوقع أكبر، نريده بأيّ ثمنٍ أن يظهر أنّه خطابٌ وطنيٌّ جامع.
وهذا ما أود أن أربطه بالسؤال السابق، حيث أن إسبانيا مرّت بحربٍ أهلية، في حين أنّ السوريّين يتحسّسون من وصف ثورتهم بأنها حرب أهلية، وحتى إذا راجعت الثورات التاريخية الملهمة، التي مرّت بدورها بمراحل الطائفية والانقسام والعصبيات الضيقة، ستجد أنه من الصعب أن تضع الثورة السورية على نهجها ومن شبه المستحيل أن تخرج بمخرجاتها، في المدى المنظور على الأقلّ.
لذا أعتقد أن الخطاب الوطني الجامع سينبع من داخل التجربة السوريّة، وستبقى المقارنة بتجارب أخرى مجرّد خدعة ثقافية، ولن تساهم ترجمة الأدب بأكثر من هذا، كلامي توصيفٌ لا إشادة ولا إدانة، إذ إنّ الخطاب الوطني الجامع هو ضرورة حياتيّة ملحّة ومادّة أساسيّة لا غنى عنها، وليست مجرّد ديكور أو زينة أو قالب حلوى يُقدَّمُ في آخر السهرة.
— هل ترى أن القارئ السوري بعد النصر سيكون أكثر استعدادًا لتلقي نصوص عالمية تُذكّره بأن التجربة السورية ليست استثناءً، بل حلقة ضمن سردية إنسانية أكبر، كما نجد في نصوص زافون التي تربط الحاضر بالماضي والذاكرة بالمصير؟
بالعودة إلى إجابة على سؤالك السابق، أرى أنّ القرّاء السوريّين سيكونون أكثر استعدادًا للمقارنة بين التجارب العالمية والتجربة السورية، بحيث يتساءلون لماذا نجحت بعض الأمور هناك ولم تنجح عندنا؟
إضافة إلى أمر آخر، جيد أن نتحدث عنه بما أنك ذكرت السردية الإنسانية الكبرى: صحيح أن اللغات الأوروبية وآدابها متمايزة، لكنّك بالكاد تستطيع الحصول على رواية تخالف التوجّه الغربيّ العامّ، أقصد بالتوجّه الغربي هنا التوجّه الإنساني لدى الغرب: أي كيف ينظر الغرب إلى مفهوم الإنسان من خلال الأدب.
ستجد عمومًا أنّ الرواية تحثُّ قارءها على نبذ العنصرية، ونبذ الفاشيّة، وأحيانًا تلقّنه احترام الآخر والحرية تلقينًا، من الروايات الرومانسية وحتى البوليسية، هذا هو التوجّه الإنسانيّ العامّ السائد في الغرب، مع بعض الاستثناءات والخروقات بطبيعة الحال.
وما روايات زافون إلّا تأكيدٌ على هذه النظرة، وما ربط الذاكرة بالمصير لديه إلّا تكريسٌ لهذه النظريّة: الماضي قبيح (عنصرية وفاشية)، الحاضر مرتبك (ممارسات عنصرية وفاشية هنا وهناك)، المستقبل مأمول (مزيد من تعزيز قيم الاحترام والحرية نظريًّا وعمليًّا)، فلا يبقى لنا سوى أن نحاول إدراج تجربتنا في هذه السردية الإنسانية الكبرى، وهذه مسألة صعبة، ومعقّدة، وشائكة جدًّا، لكنّ الخوض فيها أراه السبيل الوحيد للإفادة من تجارب الآخرين وإطلاعهم على تجربتنا.