شدد البروفسور السوري، والباحث الاقتصادي منذر قحف، على أن الديمقراطية سبب في النهضة الاقتصادية التي شهدتها تركيا في السنوات العشر الأخيرة، في وقت أوضح فيه أن هناك آلاف العلماء السوريين، بانتظار حلول الديمقراطية في البلاد، للعودة والمساهمة في نهضتها.
وأكد قحف، في حوارصحفي على هامش مشاركته في فعاليات “المؤتمر الدولي التاسع للاقتصاد والتمويل الإسلامي” الذي يُعقد في العاصمة التركية اسطنبول، أن “أداء تركيا في الجانب الاقتصادي والمالي رائع”، معتقدا “أن سبب ذلك هو الديمقراطية، التي لا بد منها من أجل التقدم الاقتصادي، والقيادة الرشيدة أيضا أمر مهم، وهذه القيادة لا تأتي إلا عندما تتصف بالديمقراطية، وهي ما نجحت بها تركيا”.
وأضاف أيضا “من خلال الديمقراطية التي انتجت قيادة رشيدة، نهضت تركيا، وانا معجب بها، وزرت مدينة إسطنبول كثيرا، وأرى في السنوات العشرة الأخيرة فيها تطورا مبهرا، وأشكر تركيا والشعب التركي على التطور، واختياره قيادة ديمقراطية عادلة”، على حد تعبيره.
وعن آفاق الاقتصاد السوري أوضح قحف أن “الاقتصاد السوري منهار، وكيف نتحدث عن الاقتصاد في ظل مقتل وذبح الآلاف من الرجال والأطفال والنساء، وسوريا فيها حاليا نظام مجرم، لا يلتزم بأي نوع من أنواع القيم الإنسانية الاخلاقية، وما نحتاجه هو التغيير في البلاد”.
وقال قحف “عندما تأتي الديمقراطية إلى سوريا، سنرى أن الشعب السوري حي، ويمتلك قدرات كبيرة جدا، لا يمكن أن يفجرها وأن يوجهها للعمل المنتج إلا من خلال الديمقراطية، وبعد الحصول عليها قريبا، سيتغير الوضع، وستكون هناك نهضة كبيرة وسريعة”.
وكشف أن هناك “مشروعات كبيرة للنهضة، ومنها مشروع ألف سنة لخدمة سوريا”، مؤكدا “أن هناك الآلاف من العلماء السوريين المقيمين في الخارج، وبكل الاختصاصات، وبشكل خاص في العلوم الادارية، وكلهم أصحاب كفاءات قادرة على خدمة سوريا، سنة وأكثر من سنة، والقيام بنهضتها”.
وحول المؤتمر التاسع للاقتصاد والتمويل، أفاد قحف أن “فكرة الاقتصاد الاسلامي هي فكرة قديمة بقدر ما هي جديدة، جاءت مع الاسلام منذ أكثر من 1400 عام، ولكنها جديدة لأنها جاءت مع النهضة المعاصرة للدول الإسلامية، التي تسمى إعادة تجديد المجتمع الاسلامي، وبما أنها فكرة جديدة لا تزال تحتاج إلى توعية كبيرة، بين علماء الاقتصاد والناس، في العالم العربي، ومن الطبقة السياسية، وهذا المؤتمرات تساعد على هذا الفهم”.
وكشف أنه “تم قطع مسافة كبيرة مع أول مؤتمر عام 1976، ومعظم الأبحاث التي ستقدم في هذا الملتقى، ستكون في الجوانب التطبيقية والعلمية، تتعلق بالزكاة والأوقاف، أو في جوانب التنمية والسياسة الاقتصادية، والسياسة المادية”، مشددا على أنه “يجب أن نمزج التوعية والعلم الجديد مع الابتكارات الجديدة، وهذه هي أهمية هذه الملتقيات”.
وعن صعوبات التعاون الاسلامي بسبب الارتباطات الخارجية لفت إلى أنه “لا توجد مشكلة في التعاون مع الغرب والارتباط فيه، ولا خوف من ذلك، لأن النظام الإسلامي جاء لجميع الناس، والرسول أرسل رحمة للعاملين، فالاقتصاد الاسلامي من الممكن أن يفيد الاقتصادات الغربية، ونحن يجب علينا أن نفكر على مبدأ الرحمة للعالمين، وليس لبعض الناس فقط دون غيرهم، والقضية هي توعية لفهم جوانب الاقتصاد الاسلامي بشكل خاص، التي هي جزء من الاسلام العام”. على حد وصفه.
وانطلقت في مدينة اسطنبول اليوم، فعاليات “المؤتمر الدولي التاسع للاقتصاد والتمويل الإسلامي”، ويعقبه “المنتدى الدولي للأنظمة المالية” لمدة ٤ أيام، تحت رعاية وكالة الأناضول للأنباء.
ويهدف المؤتمران إلى إفساح المجال أمام المهتمين، في العالم الإسلامي، لمناقشة مستقبل الأنظمة المالية العالمية، بتظيم من قبل “معهد البحوث الإسلامية والتدريب”، التابع لـ “مجموعة بنك التنمية الإسلامي” و”كلية الدراسات الإسلامية” التابعة لـ “جامعة حمد بن خليفة” القطرية و”جمعية الاقتصاد الإسلامي الدولية”، بمشاركة أكثر من مئة أكاديمي.
كما يشارك في المؤتمرين مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية”، و”اتحاد البنوك المساهمة في تركيا”، و”بورصة اسطنبول”، و”مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وجمعية الصناعيين ورجال الاعمال المستقلين”، إضافة إلى عدد من مهندسي السياسة ورجال الدولة، وممثلي المؤسسات الدولية رفيعة المستوى، واقتصاديين وممولين معروفين.
المصدر: الأناضول