أرجأ قضاء المملكة السعودية تنفيذ حكم الجلد في حق الناشط والمدون “رائف بدوي” لأسباب “صحية”، حيث قالت إنصاف بدوي زوجة رائف بدوي لوكالة الأنباء الفرنسية: “تم عرض بدوي على طبيب السجن الذي قال إن صحته لا تسمح بجلده اليوم”.
ورائف بدوي هو مدون سعودي معتقل منذ 17 يونيو 2012 وحكم عليه شهر مايو 2014 بالسجن عشر سنوات وبغرامة مالية قيمتها 267 ألف دولار وألف جلدة تنفذ في حقه في مكان عام ومقسمة على 20 أسبوعًا، وذلك بتهمة تأسيس مدونة الشبكة الليبرالية وبتهمة تبني الفكر الليبرالي والإساءة للإسلام، بعد أن أُسقطت عنه تهمة “الردة” التي أُدين بها في بادئ الأمر، مع العلم أن أولى جلسات الجلد قد نُفذت يوم الجمعة الماضية قرب مسجد الجفالي في جدة واستمرت ربع ساعة.
مقطع سربه بعض النشطاء على موقع يوتيوب يظهر تنفيذ عقوبة الجلد على رائف بدوي الأسبوع الماضي:
وقد اعتبر بعض المعلقون أن عملية جلد النظام السعودي للناشط رائف بدوي كانت في الحقيقة جلدًا من النظام السعودي للسعودية، مشيرين إلى حملات التضامن الدولية مع رائف بدوي وضد التضييق والقمع اللذان تمارسهما السعودية ضد النشطاء السياسيين والمصلحين الاجتماعيين، حيث أطلقت منظمة العفو الدولية حملة واسعة تحت عنوان “الكتابة من أجل الحقوق” تهدف إلى الضغط على النظام السعودي وإلى إحراج أصدقاء النظام في الغرب.
وضمن الحملة التي أطلقتها منظمة العفو الدولية، نُشر مقطع فيديو لابن رائف بدوي وهو يتساءل: “لماذا أنت في السجن يا أبي؟ هل صحيح أنّه بسبب إنشائك موقعًا إلكترونيًا يشجّع على الحوار السياسي والاجتماعي؟”، في حين صرحت زوجة رائف المقيمة حالية في كندا إنّها أُجبرت على إخبار أطفالها الثلاثة عن جلد والدهم في ساحة عامة بسبب الضجة التي ترافقت مع القضية في محل إقامتهم، وانتشارها عبر جميع الصحف والقنوات الفضائية، حسب ما نقله موقع عهد الإخباري.
https://www.youtube.com/watch?v=_kPta5u44Fk
كما هاجمت معظم الصحف العالمية ما قامت به السعودية، فكتبت صحيفة الغارديان البريطانية: “هذه العقوبة تستهدفنا نحن كما تستهدف رائف بدوي .. مسرحية الجلد في مكان عام ليست سوى استعراض ترغب السعودية من خلاله في إيصال رسالة، هي أنّها قادرة على معاقبة من يجرؤ على الكلام أو التفكير الحر فيها”.
في حين طلبت الإدارة الأمريكية من السلطات السعودية أن تمتنع عن جلد بدوي، ووصفت هذه العقوبة بأنها “غير إنسانية”، وندد الاتحاد الأوروبي بالعقوبة مؤكدًا أن “العقاب الجسدي غير مقبول ويتعارض مع الكرامة الإنسانية”، كما حض المفوض الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة زيد رعد الحسين العاهل السعودي على العفو عن بدوي، وقال في بيان خاص: “طلبت من العاهل السعودي ممارسة نفوذه من أجل وقف جلد رائف بدوي والعفو عنه ومراجعة هذا النوع من العقوبات القاسية جدًا”.
وإن كان كثيرون قد برروا قرار الجلد بأنه تطبيق للـ “شريعة الإسلامية”، رأى آخرون أن وقف تنفيذ عقوبة الجلد في حق رائف بدوي يعتبر رضوخًا من قِبل النظام السعودي للضغوط الغربية والإعلامية، وهو الأمر الذي قلما حدث.
وقد تفاعل المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مع قرار المحكمة بوقف تنفيذ الجلد:
خلال 48 ساعة:
كتبت الإندبندنت عن جلد رائف بدوي فتم وقف الجلد،
كتبت عن تصوير قصاص الخادمة فتم إيقاف المصورليتهم يكتبون عن الإسكان والبطالة!
— أبو شلاخ الليبرالي (@AboShla5Libraly) January 17, 2015
ارغم السعوديون على وقف جلد الناشط رائف بدوي. تطور مرعب لطاغية البحرين الذي راهن على الرياض التي هزمت امام الناشط الحقوقي#Bahrain
— Saeed Shehabi (@SaeedShehabi) January 17, 2015
ضغوط المنظمات الدولية ساهمت في احالة قضية رائف بدوي للمحكمة العليا .. الله يفك حبسه
— محمد هلال الخالدي (@bodalal2) January 17, 2015