تنظر “ميانمار” وجاراتها إلى مجموعة “الروهينجا”، وإلى الإتجار بتهريب المهاجرين في المنطقة، بشكل مختلف جدًّا، وهو ما يعقد محنة اللاجئين، وفيما يلي ملخص لمواقف سياسات هذه الدول فيما يتعلق بهذا الموضوع:
نقطة الانطلاق: ميانمار
– هناك أكثر من مليون شخص في ميانمار يعرفون أنفسهم على أنهم من الروهينجا، وهي مجموعة ذات أغلبية مسلمة تعيش بصورة رئيسة في ولاية راخين على الساحل الغربي للبلاد.
– تقول الحكومة العسكرية إن الروهينجا ليسوا جماعة عرقية أصيلة، بل مجموعة من المهاجرين البنغال، الذين يعد وجودهم في البلاد إرثًا من الحقبة الاستعمارية غير مرغوب به.
– لا يحصل الروهينجا على حق المواطنة، حرية السفر، التعليم، وغيرها من المزايا في ميانمار، على الرغم من أنه قد سُمِح لهم بالتصويت في بعض الأحيان، وفي بلد تنتشر فيه المشاعر المعادية للمسلمين على نطاق واسع، غالبًا ما يتعرض المنتمون إلى هذه المجموعة للاضطهاد.
– تصر الحكومة على أنها لا تشجع هجرة الروهينجا، إلا أن أعضاء المجموعة يقولون إن سياسات ميانمار تدفعهم إلى الفرار، ويتهمون المسؤولين المحليين بالتواطؤ في تهريب المهاجرين.
المحطة على الطريق: تايلاند
– يتركز جزء كبير من الإتجار بالمهاجرين في تايلاند، وغالبًا ما يشارك فيه المسؤولون المحليون، يمر الآلاف من اللاجئين عبر معسكرات المهربين بالقرب من الحدود مع ماليزيا.
– لشعورها بالحرج من المقابر الجماعية التي اكتُشِفَت مؤخرًا، ومن التطورات الأخرى؛ قامت الحكومة التايلاندية بتضييق الخناق على المهربين في الأسابيع الأخيرة، وقد دفع ذلك بعض قوارب اللاجئين إلى البقاء في الخارج لتجنب التقاطها، أو في محاولة للوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا بدلاً من ذلك.
– قالت الحكومة التايلاندية إن بحريتها ستعطي المساعدات الإنسانية لقوارب المهاجرين المتواجدة في مياهها، وتمت مناقشة إنشاء مخيمات للاجئين على الشاطئ، وفي الوقت نفسه لا تريد الحكومة إعطاء الإقامة الدائمة للاجئين، ويوجد عدد قليل من الروهينجا الذين يريدون الاستقرار في تايلاند.
الوجهة الأولى: ماليزيا
– تعد ماليزيا بلادًا ثرية وفقًا للمعايير الإقليمية، ولا يوجد فيها الكثير من العمالة غير الماهرة؛ ولذلك فهي تعد جذابة للمهاجرين، واستقبلت بهدوء عشرات الآلاف منهم، خاصةً المسلمين.
– يتم التعامل مع مهاجري الروهينجا الذين يصلون إلى ماليزيا من خلال طرق التهريب باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين عديمي الجنسية، وغالبًا ما يعيشون في الأحياء الفقيرة التي تواجه التمييز والاستغلال، وفي حال وجد هؤلاء عملاً؛ فغالبًا ما يكون في وظائف وضيعة أو خطيرة.
– السياسة الرسمية للبلاد هي الحد من وصول اللاجئين غير المصرح لهم عن طريق البحر، وتقول حكومة البلاد إن قواتها البحرية سوف تتصدى لقوارب المهاجرين، إلا في حال كان هؤلاء المهاجرون في حالة يُرثى لها.
الوجهة الثانية: إندونيسيا
– على الرغم من أنها دولة مسلمة، وبالتالي جذابة بالنسبة للاجئي الروهينجا، إلا أنه من الواضح أن المهاجرين غير الشرعيين ليسوا موضع ترحيب من قِبَلها، ولدى البلاد مشكلة كبيرة أخرى مع تدفق اللاجئين القادمين من منطقة الشرق الأوسط، والذين يقومون باستخدام إندونيسيا كمحطة على الطريق في محاولة الوصول إلى أستراليا.
– بدأت قوات البحرية بنشاط إبعاد قوارب المهاجرين عن مياهها، وفي حالة واحدة على الأقل؛ زودت زورقًا بالوقود والغذاء، قبل أن تعيد توجيهه نحو ماليزيا.
– تناقش الحكومة ما إذا كان يجب طرد المهاجرين الذين وصولوا بالفعل إلى شاطئ البلاد.
الدولة المؤثرة: بنجلاديش
– يعيش الروهينجا على كلا جانبي الحدود بين ميانمار وبنجلاديش، ويعيش نحو 200 ألف منهم في ظروف بائسة داخل مخيمات اللاجئين في بنجلاديش.
– تنفي الحكومة أن الروهينجا في ميانمار هم في الواقع بنجاليين، وتحاول بنجلاديش إغلاق حدودها أمام المهاجرين.
– البنجال أنفسهم يهاجرون إلى الجنوب بأعداد كبيرة، ولأسباب اقتصادية -من الأساس-، ولأن القيام بذلك بشكل قانوني يعد عملية بطيئة وصعبة ومكلفة؛ فإن الكثير منهم يستخدمون شبكات الإتجار نفسها بالبشر، والقوارب نفسها، التي يستخدمها الروهينجا.
المصدر: نيويورك تايمز / ترجمة التقرير