فجع المصريون والعرب بمشاهد مفزعة لأب يمسك بابنه القتيل بين يديه وهو يصرخ: “هو كده يرضي ربنا !!”، وهو المشهد الذي أعاد ذاكرة المشاهدين إلى صورة شهيد الانتفاضة الفلسطينية محمد الدرة، والذي قتل بدوره بين يدي والده برصاص قوات الجيش الإسرائيلي.
وقوات الشرطة أو البلطجية أو “الشرطجية”، كما أسماها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تكتفي بقتل الطفل، وإنما أرسلت خلف والده عدد من البلطجية أو “المواطنين الشرفاء”، كما يسميهم الإعلام المصري، ليفتكوه من يدي والده ويفروا بجثته إلى مكان غير معلوم .
وبعد دقائق أخرى، عادت قوات الشرطة وقامت باقتحام المستشفى، الواقع بالعمرانية، وبالقبض علي جميع المصابين داخله، والذين سقطوا متأثرين بجراحهم إثر اعتداء الشرطة والبلطجية على مسيرة لمعارضي الانقلاب العسكري في مدينة العمرانية، حيث استخدمت الشرطة والبلطجية الرصاص الحي لتفرقة المتظاهرين.
منى وياسمين، كانتا من المشاركين في المسيرة، التي نظمها معارضو الانقلاب العسكري تحت شعار “نساء مصر خط أحمر”، أدلتا بشهادتهما حول ما شاهداه داخل المستشفى، مؤكدين أن عدد من البلطجية قاموا باختطاف الطفل من حضن أبيه وتوجهوا به نحو سيارة “تكتك” كانت تنتظرهم خارج المستشفى:
وأثارت صور الطفل الذي قتل في مدينة العمرانية، ومشهده وهو يختطف من حضن والده، حفيظة الكثيرين، وعلى مواقع التواصل الاجتماعية انتشرت الصور بسرعة، بالتزامن مع عشرات التغريدات الغاضبة والمنددة بالحادثة وفضاعتها، حيث ردد كثيرين كلمات والد الطفل وهو يقول: “آآآه يا إبني .. هو ربنا بيقول كدا .. ربنا مقالش كدا أبداً”، وقال آخرون: “ما حدث في العمرانية اليوم يصدم الضمير ويدمي القلب قتلوا الصغير ومن أبيه خطفوه”.
ويذكر أن القوى المعارضة للانقلاب العسكري في مصر، وعلى رأسها التحالف الوطني لدعم الشرعية، دعت يوم أمس الخميس إلى مسيرات شعبية تحت شعائر “نساء مصر خط أحمر”، وذلك ردا على اعتداءات تعرضت لها نساء مصريات في مدينة الإسكندرية خلال الأيام الماضية، حيث تقول إحدى اللواتي تعرضن للضرب من قبل قوات الأمن: “الأمن ضرب البنات بشكل همجي وكان فيه بنت كانت واقفة معانا وضربها على وشها وشتمها، ومن كثرة الضرب أصيبت بحالة هستيريا، ورغم إن كان فيه ناس وافقين عند المحكمة لكن كانوا عاجزين عن مساعدتنا”.