بهدف التجنيد.. الوحدات تشن حملات اعتقال في الرقة

604667_o

تشن ميليشيا الوحدات المتمثلة بقوات سوريا الديموقراطية حملات التجنيد الإجباري منذ مطلع يناير/كانون الثاني لرفد قواتها بعسكريين جدد من محافظة الرقة شمال سوريا، بعد استنزافها للقوات في معارك تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في جيبه الأخير شرق دير الزور، وفي الوقت ذاته تمهيدًا لأي تطورات قد تستهدف المنطقة من تركيا التي تهددها وفصائل المعارضة المحسوبة عليها.

الوحدات لم تتخل عن أساليبها في إجبار الشبان للالتحاق بصفوفها وسط رفض من أهالي المحافظة الذين يتخوفون من فقدان أبنائهم في معارك مع داعش، وعمدت الوحدات إلى شن حملات اعتقال الشبان للخدمة في صفوفها، حيث اقتصرت على عمليات مداهمة المنازل لاعتقال المطلوبين.

حملات التجنيد الإجباري تطال محافظة الرقة

أصدرت الإدارة الذاتية الديموقراطية التابعة لقوات سوريا الديموقراطية في 1 من يناير/كانون الثاني بلاغًا إلى مواطني ما أسمته “إقليم الفرات”، “ودعت هيئة الدفاع والإدارة الذاتية والإدارة العامة لواجب الدفاع الذاتي في إقليم الفرات”، بحسب ما أورد البلاغ، وذكر في البلاغ بحسب التعديل الجديد للمرسوم التشريعي رقم 28 أنه يجب على كل المواطنين من مواليد (1986 إلى 2001) مراجعة مراكز الدفاع الذاتي ضمن مناطقهم.

وبحسب مصادر خاصة حصل عليها “نون بوست” من داخل المحافظة فإن الوحدات منذ سيطرتها على كامل محافظة الرقة وطرد تنظيم داعش في 17 من أكتوبر 2017 لا تزال تجند الشبان في ريف الرقة الشمالي والغربي، حيث سحبت الآلاف من أبناء المنطقة، ومنذ 15 من يناير/كانون الثاني من هذا العام شملت حملات التجنيد مركز محافظة الرقة.

قال الناشط الإعلامي محمد عثمان لـ”نون بوست”: “الوحدات جندت الشبان في أرياف الرقة الغربية والشمالية، منذ سيطرتها على المحافظة”

واعتقلت ميليشيا الوحدات في 19 من يناير/كانون الثاني كلاً من إسماعيل العبد الحصاد ومحمود أصطيف الحمود وعيسى محمد العواس وعبد الله حسين العمر، لسوقهم إلى التجنيد الإجباري في صفوفها، في حين شنت في 8 من يناير/كانون الثاني حملة مداهمات على حي المشلب في محافظة الرقة بحثاً عن منشقين من صفوفها.

وقال الناشط الإعلامي محمد عثمان لـ”نون بوست“: “الوحدات جندت الشبان في أرياف الرقة الغربية والشمالية، منذ سيطرتها على المحافظة”. وأضاف “بعد اعتقالهم يتم نقلهم لمراكز هيئة الدفاع الذاتي التابعة لقسد، لتدريبهم وتأهيلهم عسكريًا، ثم اقتيادهم إلى المعسكرات المنتشرة في مناطق سيطرتها”.

حملات التجنيد تطال الشبان من مواليد 1986 إلى 2001

وأوضح: “حملات التجنيد تشمل الشبان من مواليد 1986 حتى 2001، وكل الشبان الذين ولدوا في هذه الأعوام، يتم سحبهم للخدمة في صفوفها”، ونشرت الوحدات حواجز عسكرية لسحب الشبان إلى الخدمة من خلال التدقيق في البطاقة الشخصية التي يحملها الشباب، وذلك بعد انتهاء المهلة التي أوردها البلاغ.

وواجب على كل الشبان الخدمة في صفوف الوحدات وحتى إذا وجد في العائلة أكثر من شاب بحسب قانون قسد، وأوضح “أن مدة الخدمة في صفوف الوحدات تمتد إلى العام” ولا يوجد تأكيد بوجود مرتبات مالية يحصل عليها العناصر وتعد كخدمة إلزامية متشابه بالخدمة في صفوف النظام، وأكد أن معظم الشباب يتم سحبهم إجباريًا عبر حملات مداهمة للمنازل ولا يوجد وقت معين لحملة المداهمة التي تشنها قسد على منازل المدنيين، دون النظر في موضوع حرمة المنازل التي تأوي العائلة من نساء وأطفال.

لم تسرح الوحدات أي دفعة من العناصر التي سحبتهم خلال العام الماضي، وسط مخاوف من الأهالي على مصير أبنائهم الذين أجبروا على حمل السلاح في صفوف الوحدات

وأفاد عثمان أن عدد الشبان الذين سحبتهم قسد للخدمة في صفوفها يقدر بنحو 500 شاب من مركز المحافظة والأرياف الشمالية والغربية والجنوبية منذ مطلع العام الحاليّ، بينما اقتصرت حملات التجنيد في الريف الشرقي على عشرة أشخاص من بلدة الرقة السمرة.

فيما لم تسرح الوحدات أي دفعة من العناصر التي سحبتهم خلال العام الماضي، وسط مخاوف من الأهالي على مصير أبنائهم الذين أجبروا على حمل السلاح في صفوف الوحدات، في حين يواجه المدنيون استمرار عمليات الاعتقال في المحافظة دون ردعها.

وفي مدينة منبج بريف حلب الشرقي شنت الوحدات حملات اعتقالات طالت شبان وكبار في السن على خلفية التفجير الذي قتل أكثر من 5 عناصر في القوات الأمريكية بالإضافة إلى مقتل مدنيين وآخرين من قوات قسد.

وبحسب مصادر لشبكة بلدي نيوز فإن الوحدات اعتقلت أكثر من 90 شخصًا في المدينة، حيث تركزت الاعتقالات في أحياء الحزوانة والشيخ عقيل والأحياء الشرقية، بينما اعتقلت الوحدات منتصف يناير/كانون الثاني 13 شابًا من المدينة في أثناء مرورهم بأحد حواجزها.

قسد تفتتح أكاديمية عسكرية لها في الرقة

الوحدات تفتتح أكاديمية عسكرية في الرقة

افتتحت الوحدات الكردية مركزًا للهيئة الذاتية الديموقراطية في محافظة الرقة، لتجنيد الشباب في صفوفها، كما افتتحت أكاديمية عسكرية في شمال الرقة تحت اسم “أكاديمية الشهيد أحمد العلي”، لتدريب قواتها فيها.

وقال محمد عثمان لـ”نون بوست”: “الأكاديمية التي افتتحتها قسد في الرقة هي مكان الفرقة 17 التابعة للنظام قبل أعوام”، وأضاف “استقدمت قسد نحو 250 عسكريًا من قواتها إلى مركز الفرقة 17 لتشكيل دورة عسكرية، حيث أطلقت عليها “دورة شهداء هجين””.

وتحاول الوحدات توسيع معسكراتها وتعزيز وجودها في المناطق العربية، خوفًا من أي تحالف يضر بمصالحها في المنطقة، وتعتبر نسبة العرب في محافظة الرقة أكبر من نسبة المكونات غير العربية فيها، بينما يعيش المدنيون في المدنية تحت مظلة قوانينها وممارساتها التي تعتبرها ديموقراطية حسب زعمها.

قسد تعتقل أكثر من 50 شخصًا على خلفية احتجاجات المنصورة

بعد الاحتجاجات في المنصورة قسد تعتقل عشرات المدنيين

شهدت بلدة المنصورة الأربعاء 23 من يناير/كانون الثاني احتجاجات واسعة ضد ميليشيا الوحدات على خلفية مقتل شاب من أبناء البلدة على أحد حواجزها المنتشرة، الأمر الذي أدى إلى احتقان شعبي من ممارساتها ضد المدنيين في الرقة.

وقال محمد عثمان لـ”نون بوست”: “عناصر قسد أطلقت النار بشكل مباشر على المدني زبن الحمد الزبن لأسباب مجهولة مما أدى إلى مقتله على الفور”، وأوضح: “على خلفية مقتل هذه الشاب رد الأهالي على الحادثة بالتجمع قرب الحاجز وزج عناصر قسد بالحجارة”.

وبين أن المتظاهرين أشعلوا النار بالإطارات فضلاً عن إغلاق معظم الشوارع في البلدة، كما قام المتظاهرون بحرق الحاجز الذي قتل الشاب، بعد انسحاب الوحدات منه، فيما استقدمت الوحدات قواتها لتفريق المتظاهرين بالرصاص العشوائي مما أدى إلى إصابة مدني بجروح.

وأضاف: “الوحدات فرضت حظر التجوال في المدينة لمدة 5 أيام على التوالي”، بينما شنت حملة اعتقالات طالت أكثر من 50 شخصًا من أبناء البلدة منهم من لم يشاركوا في الاحتجاجات التي جرت قبل أيام، بينما أعلنت قسد فك حظر التجوال صباح الإثنين 28 من يناير، ليقتصر على حظر التجوال ليلاً فقط.

ويعيش المدنيون في محافظة الرقة مخاوف كبيرة من الممارسات والانتهاكات التي تتخذها الوحدات في حقهم، كما يعيشون في ظل تقهقر الأوضاع الأمنية وارتفاع الأسعار، فضلاً عن فساد مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية الذي يختلس أموالاً هائلة قدمت لإعادة إعمار المدينة التي دمرتها المعارك التي دارت ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تسبب بتهجير مئات الشبان من المحافظة والآن لا يمكنهم العودة خوفًا من التجنيد الإلزامي في صفوف الوحدات.